Sunday, August 17, 2014

خواطر صرخة حق 6

بسم الله الرحمن الرحيم

            حتى تبدأ مرحلة أخرى خطيرة بإسم الدعوة للحرية والانعتاق والخلاص من الحكام والرؤساء الذين انتهت صلاحياتهم وحان وقت التغيير بوجوه ورموز اخرى جديدة لعهود أخرى عديدة تستغرق عقودا من عمر الشعوب الغافلة التي تمرح الآن في غيها تفرح وترقص وتهتف مسرورة للمنتصرين الجدد بدون أخذ عبر من الماضي وتحاول البحث والمعرفة في ماضيهم بدقة عسى ان تتوصل وتعرف ماذا وراءهم   في المستقبل، الخير أم الشر حتى لا تخطأ.

             اليوم فرحة مسرورة ترقص وتهتف وغدا للأسف بعد فوات الأوان تكتشف الكثير من الممارسات الخاطئة من الرؤساء الجدد وأنظمتهم التي بدأت  في الانحراف عن الأهداف النبيلة التي نادوا بها في البدايات وقت الانتخابات والترشيح للمنصب، وتبدأ في السب واللعن وإثارة الشكوك والقلاقل للأنظمة الحاكمة من جديد، وتستمر الدورة السياسية في الدوران وتتوقف وقفة بسيطة لإلهاء الشعوب العربية الاسلامية عن الكثير من الدسائس التي تحاك للتنفيذ في اقرب  الأجال أو المستقبل  البعيد بين فترة زمنية وأخرى حتى يتم التغيير والإطاحة لأحد الطغاة، ضمن مسرحيات ومسميات عديدة وعناوين كبيرة في الاعلام الموجه للتضليل.

              بدأت بالاحتلال بالقوة لأفغانستان والعراق وشنق الرئيس صدام يوم العيد بدون احترام لمشاعر المسلمين مهما كان طاغيا يوما كان رئيس دولة له الاحترام والتقدير، قاطعا لرؤوس الشر والشرور من الأعيان مثل الحجاج بن يوسف منذ مئات السنين حيث دولة العراق صعبة الحكم فيها نظير تعدد الشرائح والأقوام والأديان و تحتاج طوال الوقت إلى حاكم شرس ونظام قوي لا رحمة ولا شفقة عادل حتى يرضخون.

             الثورات الدموية ضمن رياح وعواصف الربيع العربي التي بدأت   بهرب الرئيس التونسي، بن علي،  إلى الخارج والنجاة بجلده، ثم  العزل والتقديم للعدل والإذلال للرئيس المصري، حسني مبارك،  بوضعه متهما مهانا داخل القفص في المحكمة، ثم  القتل والانتقام الشنيع للطاغية المقبور الليبي، معمر القذافي،  وهو يترجى آسريه الشباب مستجديا العفو عنه...

       مسلسل لن ينتهي طوال الحياة مثل دورات الألعاب الأولمبية الرياضية التي تتابعها الشعوب المختلفة وتشاهدها شعوب معظم دول العالم بلهفة وشوق كل عدة سنوات تمر، ووقت السلام المؤقت بين الفرقاء المتخاصمين الشاهرين للسلاح بينهم الأشقاء بني الوطن الواحد والمصير نظير مساعي الخير ولجان الصلح من العقلاء الحكماء بين الأطراف... تهدأ الامور ويعم الأمن والأمان فترة وتندمل الجراح شيئا فشيئا مع الوقت وينسون الآلام ويبدأ الاصلاح والبناء للإنسان المواطن والدولة.

 بطرق مختلفة خبيثة أخرى تحاك من مؤامرات كيد ودس الدسائس.  تبدأ في قدح الشرر هدفها إشعال فتيل نيران الفتنة مرة اخرى للضرر حتى تستمر الحرب الضروس من جديد ولا تهدأ وتتكرر نفس المآسي بدون توقف بصور أخرى مختلفة وأسلحة حديثة وفنون في القتال نتيجة التدريب لمثل هذه المصادمات الشرسة، ونفس المعايير السابقة مع الاختلاف في التطبيق من الارهاب والقتل وسفك دماء الظالم مع المظلوم، وقت الفوضى الهرج والمرج ولا تتوقف.

             والحصيلة والخاسر هم الشعوب البريئة المخدوعة في قادتها ذوي الامر والنهي أصحاب القرار، والكاسب هم المخططون، القوى الخفية الأباطرة بدون تيجان ظاهرة للعيان ولا دول ولا شعوب مرئية والقابضين بقوة على زمام اللعبة العالمية، يمتصون ويستولون على الخيرات في السر عن طريق أعوانهم الرموز الحكام صنائعهم اعترافا بالجميل على المساندة لهم حتى وصلوا لكراسي الحكم والحماية من الضرر من أعدائهم المحتملين بطرق خفية، من وراء الستار في الخفاء، والتغطية عليهم في جميع المحافل السياسية الدولية حتى لا يوجه لهم أي لوم مهما كان، ولا تتخذ وتفرض عليهم عقوبات صارمة نظير الأخطاء العديدة والإجرام في حق المواطن والآخرين من البشر، والفتات الزهيد للشعوب صاحبة الامر والحق الشرعي في الإمتلاك.

             ففي عصرنا الحاضر كل شئ يخطر على البال مهما كان، صار قابلا للبيع والشراء بالمال وتبادل المصالح الأمنية والتجارية، حيث كل العهود والمواثيق والتوقيعات بين الأطراف ممكن التغاضي عنها فترة، أو الالتفاف عليها بطرق ذكية ووجود ثغرات تستغل بحجج قانونية يعجز الشيطان الرجيم عن إتقانها وإيتانها.

           فالحق يتوقف ويقع تعطيله  في بعض الاحيان من طرف القوى الكبرى حيث هي التي تسن القوانين حسب رغباتها ومصالحها بأن لا تتوقف وتتعطل مهما كانت الأسباب، ضاربة عرض الحائط بآلام الآخرين، كما حدث بالماضي ومازال يحدث إلى اليوم، أليس بأمر مؤسف ومأساة ان يصل العالم لهذا المستوى يباع ويشترى بالمال والمصالح والنفوذ ؟؟

           لقد ذكرتني هذه الألعاب والمباريات السياسية بقصة هزلية وخرافة شعبية من الماضي لها معاني كبيرة وللأسف الكثيرون منا يعرفونها ولا يأخذون منها دروسا وعبرا حتى ينتبهوا  للمؤامرات الخبيثة من دسائس ومكائد تحاك في السر والعلن، كالأخطبوط كاتما على الأنفاس الحرة.

                 الحكاية  ان  أحد السلاطين الأذكياء الطغاة ليس له وريث ذكر يخلفه في تولي العرش بعد غيابه إلا إبنة أنثى واحدة شابة لا تستطيع حكم السلطنة لوحدها بعد وفاته وغيابه، حيث الشعب صعب المراس كثير الاحتجاج والثورات ولولا القوة والخوف من العقاب الشديد لمن يرفع رأسه ويحاول التمرد، لا يستكين بسهولة و لا يرضخ.

                  مما تفتق ذهنه عن حيلة ومكيدة ماكرة عن طريق استحداث مباراة حتى يعرف من الذكي من الشباب ليزوجه إبنته ويضمن الخلافة لها بعد مماته وغيابه، وأعلن عن اقامة مباراة لشباب السلطنة بدون أي اختيارات ومواصفات معينة عن الأسر والعائلات التي تليق بالمصاهرة ومن يكون العريس، حتى لو كان من عامة الشعب،   والفائز يتم جوازه بإبنته الوريثة المستقبلية ويشاركها في الحكم للسلطنة.

              وفي اليوم الموعود تقدم الكثيرون من الشباب المغامرين الطامعين في الفوز بالغنيمة والمكافئة السخية في المباراة، وكان على من يشارك من اللاعبين ان يوصل كيسا من الخيش وبه مائة فار حي ويتم توصيلها بدون فقد وضياع سليمة حية إلى نهاية المباراة في منطقة نائية والفائز هو من يصل والكيس سليم بدون ثقوب ولا فقد لأي واحد من العدد، مما الكثيرون من المتقدمين اعتبروها سهلة قادرين على الفوز بسهولة بدون تعب.

                 وتم تسليم الجميع الأكياس وبها الفئران حية وبدأت المباراة حامية الوطيس وبدأ البعض من المتبارين يصلون إلى مكان التسليم تباعا، وعند التعداد والتأكد من قبل اللجنة يجدون الأكياس بها ثقوب من القرض والبعض من الفئران غير موجودة مما يتم صرفهم وإبعادهم حيث خاسرين.

               وبعد فترة عدة ايام وصل الاخير إلى اللجنة والكيس سليم بدون ثقوب والفئران حية مذعورة داخله بكامل عددها ونجح في الامتحان بتفوق غير متوقع من الكثيرين، وتم سؤاله من قبل اللجنة عن سر وأسباب نجاحه والآخرون جميعهم قد فشلوا... وكان الرد بسيطا ينم عن الذكاء وحسن التصرف أنه من وقت إستلام الكيس وهو يهزه طوال الطريق ولم يعط الفرصة للفئران ان ترتاح حتى لا تثقب الكيس وتهرب.

              وأوفى السلطان بالوعد وتم اقامة الحفلات في السلطنة للجواز بالعروس الوريثة فمثل هذا الشاب الذكي هو العريس المطلوب لتولى المهام الصعبة ومساندة إبنته على البقاء والحكم لانه يستطيع بقدراته وذكائه المفرط القدرة على خلق عشرات الأشياء من المتاهات لتجعل جميع أبناء الشعب في قلاقل يدورون في حلقات مفرغة بدون مخارج حتى لا يتاح لهم الوقت للتمرد والثورة عليها مما يستمر الحكم للسلطنة إلى ماشاء الله تعالى.

                   وهذا الذي حدث طوال الوقت ويحدث الآن بصور عديدة مختلفة ضمن مخططات الشر والشرور على جميع المستويات في الدول العربية والإسلامية التي لا تتماشى معهم في العمالة وطأطأة الرأس، المتوقع منها التمرد المستقبلي وترجيع الأمجاد السابقة حيث لهم حضارات وعلوم وشأن في السمو والابداع عبر التاريخ والزمن  والنهوض بسرعة حتى لا يبدعون ويصبحون منافسين اقوياءا صعب قهرهم والسيطرة عليهم بسهولة كما يحدث الآن في دول عديدة ضمن قائمة طويلة وعلى رأسها دولة ايران الاسلامية.

             يريدون ويرغبون حرمانهم من حقهم في الامتلاك للسلاح النووي للردع والدفاع عن أنفسهم من بعض الجيران وقت الخطر نظير الضغوط الشديدة وإستغلال المنظمة الدولية للأمم المتحدة كستار وغطاء والجميع يعلم ويعرف الاخطاء بحجج كثيرة للهيمنة تبدو للوهلة الأولى انها منطقية لفرض الحصار الإقتصادي والتدخل في شئون الآخرين بدون وجه حق بحجج السلام والأمن الدولي، ناسين متناسين من هم... ومن أعطاهم الحق حتى يصبحون شرطة العالم؟؟

             وكان بالإمكان البحث عن اصل المشاكل وبؤرة الفساد بدون إنحياز لطرف دون الآخر والتعاون الدولي بنوايا صادقة بدون خداع وحيل، معا للوصول إلى حلول تشرف الجميع حيث الشعوب لا يستهزأ عليها في اي ظرف ووقت...  لها حرمة وكرامة ونخوة عليهم الاحترام والتقدير لها بالسلام والمعاملة الطيبة وعدم الفرض والإكراه حتى لا تعاند تكابر وترفض الهيمنة مضطرة من أجل البقاء كما يحدث الآن على الساحة الدولية في السر والعلن.


             ألم يكفى الخراب والدمار لعديد من الدول العربية والإسلامية وخلق ومساندة الفئات المارقة الخوارج لإلهاء الحكام في التكالب وشراء الاسلحة والعمالة تحت مسميات عديدة بحجج التصدي للإرهاب الوحش الذي فلت زمامه وعاث الفساد في عصرنا الحاضر نتيجة التعدي والاحتلال العسكري على الارض الدمار والخراب والفساد للحرث والنسل بمزاعم وكذب لا أساس لها من الصحة للتغطية، وما سببت من آلام عديدة للشعوب تظل مآسيها وجراحها عشرات السنيين حتى تندمل لقاء المساندة لإخوان الشر حتى يستمرون في ألغي والتحكم في مصائر الشعوب البريئة بدون حق.


            ناسين متناسين ان دورة الحياة مستمرة لا تتوقف بمشيئة الله تعالى حسب المقولة الخالدة (يوم لك ويوما عليك) حيث يوما من الايام مهما طال الوقت والزمن سوف ترجع وتدور عليهم في أوطانهم غصبا عنهم بعوامل الطبيعة والزمن حيث سنن الحياة مستمرة ولا تتغير، فالرب حي موجود في الوجود ولا يترك الاشرار السياسيين الخبثاء صناع القرار ولا الحكام الطغاة يعيثون الفساد بدون الحساب والعقاب مهما طال الوقت.

            اللهم إنني بلغت خواطر النفس النابعة بالحق من الضمير حسب العلم والمعرفة... فأنا شخصيا لست ضد اي أحد مهما كان أفرادا أم فئات ودول ... وإنما صرخات حق أطلقتها كإنذارات ممكن تسمعها بعض الآذان من اصحاب القرار المسيئة في حقوقهم المشروعة وتراجع نفسها وتتوقف عن فعل الشر والشرور للشعوب البريئة المظلومة، حيث ادعوا للسلام والامن والأمان للجميع...  والله الموفق...

                           رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة...

No comments:

Post a Comment