بسم الله الرحمن الرحيم
لقد اكرمني الله عز وجل وشاهدت ليلة القدر مرأى العين بدون ان اعلم انها هي... حيث ذاك اليوم خرجت كالعادة لأتمشى بعض الخطوات حتى باب المزرعة الخارجي وأرجع، حيث قضيت طوال اليوم معتصما بالغرفة في خلوة مستغرقا في قراءة القرآن الكريم... ومتابعا للأخبار الحزينة عن مايجري بالوطن من أحزان وصراعات دموية وقتل من خلال الشبكة العنكبوتية (وبالاخص موقع الفيس بوك على الانترنت)، او مشاهدا القنوات المرئية من اخبار او افلام تاريخية عديدة من التي أحبها حتى يمر اليوم بسهولة حيث دائماً خلال ايام الشهر الكريم في إجازة متقاعدا بدون اي ارتباطات... بل شهر راحة وعبادة لله الواحد الأحد، والحرارة خارج البيت شديدة تصل إلى أرقام عالية في ولاية تكساس فنحن في عز الصيف، لا تخفت ويصبح الطقس محتملا طريا الا بعد الأصيل حوالي السابعة مساءا، حيث يبدأ رفع آذان المغرب الساعة الثامنة وخمسة وثلاثون دقيقة...
وكان اليوم السادس والعشرون من شهر رمضان الكريم يوم الاربعاء الموافق 23 يوليو 2014 م وشعرت بهدوء غير عادي يلف المكان ولا أي نسمة هواء عليل تهب بالمزرعة كل شئ في سكون غير طبيعي وكأن حدثا كبيرا سوف يقع عن قريب لا أعرف ماهو بالضبط. ودخلت إلى المنزل حيث كانت الحاجة بالمطبخ تجهز لنا وجبة الإفطار (العشاء) وقلت لها عن الشعور الذي غمرني والحالة التي مرت بي... وقالت ان شاء الله تعالى ان يكون خيرا بإذن الله تعالى وهي منهمكة في إعداد للطعام...
وصل أبنائي الواحد وراء الآخر، إبتداءا بمصطفى وزوجته وإبنته حفيدتي صفية أولا ثم إبنتي هدى وزوجها وابنتي اميرة، ثم ابني محمود وزوجته وإبنته التي سماها أيضا صفية والتي قاربت السنة من العمر والدكتورة أميمة التي أخذت يوما اجازة احتفاءا بالمناسبة والعشاء معا جميع العائلة، ومعها إبنها حفيدي ذوو الثلاث سنوات يوسف الذي عندما يصل تزيد البهجة والسعادة لنا كجدود وصول الأحفاد... ويبدأ الضجيج والصياح من صفية محمود التي لا تريد مني انا جدها أن اضمها... كما يبدأ ايضا اللعب بصوت عال بين حفيدي يوسف و آدم المبروك ذو الثماني سنوات، اللذان يرفضان السمع والطاعة لنا حيث فرصة كبيرة لهم لا تعوض لقاؤهم جميعا في بيتنا معا ليالي نهاية الاسبوع، حيث والداه يعملان ويسكنان بعيدا عنا مسافة لا يستطيعون الحضور كل يوم من أيام الشهر المبارك....
وإلتم شمل الجميع كالعادة حيث شهر رمضان كريم، أيامه لقاءات عائلية مباركة، رحمة ومغفرة وعتق من النيران، لكل من عرف طريق الله تعالى المستقيمة وهداه إلى فعل الخير... دقت ساعة ميعاد المغرب إيذانا بالإفطار وتناولنا التمر واللبن والعصائر والشربة الليبية المشهورة والحساء في الاول، وتوقفنا قليلا حتى صلينا جماعة صلاة المغرب في خشوع شاكرين حامدين على العفو والعافية دنيا وآخرة...
ورجعنا بعدها إلى مائدة الافطار التى كانت فيها عدة وجبات لذيذة من عدة انواع من الطعام الرمضاني الشهي ،،
والجميع حامدين الرب الكريم على الخير والمصادفة السعيدة أنهم في أمن وأمان بدون خوف في الغربة بأمريكا من سقوط صواريخ او شظايا على رؤوسهم وهم يأكلون كما يحدث يوميا في مدننا الحبيبة طرابلس وبنغازي أو القتل والإغتيال في مدينة درنة التي إشتهرت بأنها عاصمة القاعدة، طوال أيام شهر رمضان،
متأثرين على حالة أبناء الوطن و عما يحدث لهم من أحداث حزينة من القتل العشوائي وانقطاع التيار الكهربائي والمياه وعشرات الأشياء الضرورية من طعام ودواء وعلاج، وغيرها من المحن تجعل الصائمين ذوي الولاء لله تعالى والوطن في عزوف عن الأكل...
ولكن مسيرة الحياة تتواصل وقافلة العيش من الضروري أن تستمر، حيث لا ينفع البكاء والعويل والتوقف والإنتظار على أمر مسطر ومقدر في علم الغيب في اللوح المحفوظ منذ الازل ان ليبيا وطننا سوف تمر بهذه الحالات الصعبة والحرب الأهلية، قبل النهضة والإصلاح بإذن الله تعالى...
وأحاديث عامة مختلفة منها الجيد والسئ ومعظمها يدور عن حال الوطن الذي يمر بمحن ومآسي بدون عدد من الارهاب لأهالينا وإخوتنا بني وطننا وبالأخص في الشهر الكريم حيث لا ضمير ولا اي نوع من انواع الانسانية، لدى المجرمين الذين كانوا السبب في الإقتتال فيه بدون رحمة ولا شفقة، وجعلوا الدماء تسيل في شهر رمضان بدون حساب بحيث الاخ يقتل اخاه المواطن بسهولة نظير صراعات تافهة للحصول على مصالح دنيوية من جاه ومال حرام لا يدوم مع الايام... لم يراعوا قدسية الشهر وعظمته لنا نحن المسلمين الذي حدثت به آيات عظام هي الاساس لدين الاسلام اهمهما نزول القرآن وحيا من الله عز وجل عن طريق الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام على سيدنا ونبينا محمدا رسول الله تعالى عليه الصلاة والسلام إلى ماشاء الله تعالى،
لم يراعوا ذكرى فتح مكة في شهر رمضان الذي طمس الكفر فيه وتمت هزيمة الشيطان الرجيم شر هزيمة وتطهير بيت الله تعالى الحرام من الأوثان والأصنام والرجس منذ ذاك الوقت واليوم إلى الأبد....
وغيرها من الآيات العظام التي نعرفها ونعلم بها والكثيرات التي ظهرت كإشارات ومرت بهدوء بدون إعلام ولا شرح، لم تذكر في القرآن الكريم ولم يتحدث عنها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام،
ونحن لم نستيقنها ولا نعلم بها حيث شاء الله تعالى ان تكون في علم الغيب والخفاء لأننا بشر عجولين نريد معرفة كل شئ بسرعة بدون علم يقين بالغيبيات والخفايا التى لو وضعت أمامنا بدون شرح بالتفصيل، عقولنا البشرية لا تستطيع استيعابها، مما بالذهول والعجز عن الفهم سوف نجن ونصبح معتوهين،
والدليل واضح في قصة سيدنا موسى عليه السلام كما أخبرنا الله تعالى في سورة الكهف بالقرآن الكريم، عما حدث عندما تلاقى مع سيدنا الخضر أحد رجال الله تعالى العالمين، في رفقة رحلة بسيطة حتى يتعلم بعض العلم بأمر من المولى الله عز وجل، وتم عمل ثلاثة أشياء في نظر سيدنا موسى عليه السلام انها خاطئة لا يصح إتيانها مثل (خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار).
كل شئ حدث بالسابق منذ بدأ الخليقة وإلى الآن فى عصرنا الحاضر موجودا في قصص القرآن الكريم، تم إعطاؤنا عنها بعض الإشارات التي تنذر بالخطر للتنبيه حتى نتعلم ونأخذ دروسا وعبرا، ولا نخطئ ونقع في المحضورات ونتبع الشيطان الرجيم عدو البشر اللدود،
بل نتيجة الجهل الأعمى والتكبر من الكثيرين منا، أدعياء العلم والفقه الإسلامي بأنهم علماء دين يريدون ويرغبون في تجديد الدين مثل السلف الصالح بدون تطور مع العصر، ونسوا وتناسوا الكثير، أن الدين الإسلامي دين ترغيب وليس تهديد وعنف، دين حوار ومحبة والهداية من الله تعالى لمن يحب من النفوس، لم يأخذوا عبرا من السابق أن الفتنة عندما تعم تهلك الحرث والنسل مثل مانحن الآن نغطس في وسط المحن المتتابعة على رؤوسنا بدون عدد، وأنهارا من الدم نتيجة الصراع بين الخير والشر في عصرنا الحاضر....
انها ابتلاءات من الله عز وجل حتى نتطهر من رجس الشيطان الرجيم وتصفى النفوس الشريرة مع الوقت والجهد بالصلاح والإصلاح ونهتم بعمل الخير، لأن شعوبنا في الوقت الحاضر تمر في طريق خاطئ غير مستقيم اوصل الكثيرين من مدعي المعرفة بعلوم الدين إلى الهلاك وهم جهلة بحيث أفتوا فتاوى هدامة بدل الاصلاح والتقويم للنفوس الحائرة للهداية وقول كلمة الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.... بل نحن سواد الشعب الليبي الأبرياء المظلومين ندفع ونقدم ثمنها إلى الآن من خراب، دم ودمار...
تطلعات وأخطاء هؤلاء المارقين الذين يدعون ويتشدقون بالوطنية والولاء وحب الله تعالى والوطن وهم بعيدين عنها نظير كبر النفوس والجبروت، متخذين عناوين ضخمة براقة كبيرة لتجديد الدين الإسلامي بالقوة والعنف للضالين والحكم بالشريعة صراطا وطريقا للوصول إلى اعلى المراكز حيث هي الطريق السهل للبزوغ والظهور حسب المثل الذي يقول ( خالف تعرف )...
كل ليلة على وجبة الافطار والسهرة بالليل معظم الوقت نتجرع في الآلام ونحن نتابع في الأحداث المؤلمة التي تحدث في ليبيا.... نكاد لا نصدق ان هذه الفظائع الأليمة تحدث في وطننا على هذا المستوى العنيف بين بني الوطن الواحد، بهذه السهولة ولا من عقلاء وحكماء حتى يتدخلون بالمصالحة الوطنية لوقف المجازر... انه مخطط كبير من قوى خارجية ومحلية قيد التطبيق حتى لا نرتاح ونعمل ونبدع ونتقدم حيث لدينا الأدوات والأساسات من بشر خيرين ومال للوصول إلى القمة، وأولياء الامور الجدد الغث طغى على السمين لا يعرفون من السياسة ولا أصولها إلا القليل، مايزالون بدون خبرات ولا تجارب تنطلي الحيل عليهم من أساتذة الشر والشرور... لقد قلت في اكثر من مرة ان الشعوب العربية شعوب عواطف تتأثر ويشتد غضبها بسرعة عند اي دس خبيث وفتنة بسيطة مما تصبح مثل الأعمى الهائج الذي يضرب بعكازه ذات اليمين وذات الشمال بقوة في الهواء عند سماع أية اصوات من غير ان يصيب الهدف، أليست بمأساة ؟؟
أليس بأمر مؤسف ومأساة ان يتم تصنيفنا كدولة إرهابية أيام المقبور المجنون، واليوم بعد نجاح الثورة نصنف مرة اخرى بالإرهاب وعلى رأس القائمة بالعالم؟؟
وتساؤلاتي لمن يفهم : هل هي مصادفة إم أن الامر مدبر حتى نكون في هذه الحالة المؤسفة في الصراع الدموي الذي الكاسب فيه خاسر على طول الوقت مهما كان!
الامة العربية الاسلامية خير أمة أخرجت للناس مباركة من الله عز وجل حيث رسولها ونبيها سيدنا محمد ا عليه الصلاة والسلام هو آخر الدعاة على الارض وخاتم الانبياء والرسل، المفروض ان يعم السلام والامن والأمان للجميع لو حكمنا الأمور بالعقل حيث الخيرات والأرزاق بالوطن ليبيا تغطي الجميع وتزيد بدل التهافت والقتال، ولكن الصراع والحروب والفتن والدس وسفك الدماء لا يخلو منه مكان، وكأنه لعنة حلت بالوطن العربي الإسلامي من أفغانستان، العراق وسوريا إلى تونس وليبيا ومالي و الصومال بأفريقيا وغيرها من الدول بدون عدد،
سلسلة أحداث دموية نظير الفتن والتحيز إلى العصبيات الجاهلة الجهوية،، لم تتوقف حتى الآن... منذ بدايات الإسلام الدين الجديد بالتوحيد، من اربعة خلفاء راشدين نجى سيدنا أبوبكر الصديق بحيث توفي طبيعيا على فراشه، والثلاثة الآخرون سيدنا عمرا وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا، تم إغتيالهم غدرا وخداعا الواحد وراء الآخر نظير تصفيات وحسابات خاصة، أليست بمأساة؟؟؟
رجوعا إلى ليلة القدر المباركة التى رؤيتها خير من ألف شهر كما حدثنا الله تعالى في القرآن العظيم وهو اصدق القائلين، لقد شاهدنا البرق وهو يضئ لحظات من خلال زجاج نوافذ غرفة الطعام عدة مرات بدون أية أصوات ولا رعد مما إبنى مصطفى إستغرب من الامر وخرج إلى فناء البيت ليشاهد الامر الغير طبيعي، وهاله الأمر وطلبني لأخرج بسرعة وأشاهد بنفسي الأمر،
وخرجت وشاهدت الامر عدة دقائق وأنا أكاد لا أصدق بماذا يحدث حيث السماء تضئ بالنور الوهاج بدون صوت عدة لحظات متلاحقة وتتوقف، ولا امطار تهطل مدرارا بشدة كالعادة مما تعجبت وقلت الله أكبر عن المعجزة ودخلنا إلى البيت وانا في غاية العجب عن مايحدث من الأمر، النور الإلاهي يعم السماء بدون أية أصوات رعد وصواعق تدمدم ولا هطول مطر!!!
ودخلنا في حديث ونقاش طويل بالبيت ان ليلة القدر غداً حسب معرفتنا وعلمنا في عدد الأيام الأحادية في العشرة ايام الأخيرة من شهر رمضان وليست ليلة السادس والعشرون التي نحن فيها، على الإعتقاد أنها تحدث باليوم السابع والعشرون غداً بحسب ترتيب جمل وآيات سورة القدر التي كلمة ( هي ) رقم السابع والعشرون،
وان صيامنا سوف يكون كاملا وصحيحة عندما ينتهى على الخير والسلام بعد عدة أيام بإذن الله تعالى... حيث نحن في أمريكا بدأنا صومنا يوم السبت الموافق 2014/6/28م قبل جميع الدول العربية والإسلامية حسب قراءات الفلك بالأجهزة الحديثة عن طريق الحواسيب التأكيد على ظهور الهلال، مما أكرمنا الله تعالى بمشاهدة ليلة القدر، أليست بمصادفة خيرة أم معجزة ؟؟؟
جميع الامور واضحة لمن يطالع ويتابع ويفهم، لكن دعاة وأولياء أمرنا معظمهم جهلة يريدون التغير وتجديد الدين بدون علم غزير حيث الامر خطير والخطأ له عواقب كبيرة لا تعد ولا تحصى وليس لها ثمن تقدر به حتى يتم التعويض ،، وأخطرها الإرهاب الاسود في الخفاء الذي مثل مرض السرطان يتكاثر بسرعة مذهلة وينتشر بحيث يصعب العلاج والنجاة منه و بتره....
الوحش الجديد المفترس الذي يقتل ويذبح ضحاياه بدون رحمة ولا شفقة نظير شهوة الدم والانتقام بدون ان يعلم إلى أين سوف تصل الطريق، أليس بأمر مؤسف ومأساة ؟؟
ليلة القدر مباركة ومهما تحدثت عنها لن أوفيها حقها، يعجز اللسان والقلم عن مدحها وشكرها مهما حاولت، ولكن لدي الشعور القوي أن المولى الله عز وجل يحبنا وراضي عنا، وبالأخص قبلها بأسابيع قليلة رجعنا من الزيارات والعمرة التي كتبت عنها بالتفصيل في رحلة العمر وأتممنا الحج الأكبر بالعمرة إلى المساجد بيوت الله تعالى الثلاثة المقدسة (بيت الله الحرام بمكة المكرمة ومسجد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام أبوبكر وعمر رضى الله عنهما بالحرم النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقدس والحرم الابراهيمي بالخليل في فلسطين المحتلة ). والعديد من مقامات الرسل والأنبياء في دولة الاردن، مما أتاح لنا الفرصة ووهبنا الخير وتمكنا من مشاهدتها بعد أن وصلت إلى هذه السن الواحد والسبعين من الحياة عيشا على هذه الارض الفانية، محاولا قدر الإمكان في كل سنه بالسابق في العشرة الأواخر أن تتاح لي الفرص بأن أكون من الخيرين السعداء وتشملني مع الآخرين الفائزين ولم أوفق وأفوز الا هذه السنة... والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment