Sunday, August 10, 2014

خواطر الواقع المرير والأمل 3

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحرب الأهلية في ليبيا التي إستعرت نارها بسرعة كالنار في الهشيم ولم تهدأ وتنطفئ بعد ويتم السلام والامن والأمان والمساواة والعدل بين الجميع، نتيجة أحقاد وتراكمات سابقة على مدى عقود طويلة سابقة من نظام جماهيري فاسد بقيادة مخبول نظير قوة المال والدخل الرهيب من النفط والغاز فرض أطروحات شريرة بدون دراسات حتى يعرف ويبرز في الاعلام والرأي العام أنه منظر ومتنبأ بعصر جديد أساسه حكم العامة الجماهير أثناء المسيرات والخطابات الحماسية النارية مما جعلتهم يهتفون ويرقصون فرحا مسرورين نفاقا بدون فهم ولا معرفة...

               وعند التطبيق على الواقع والطبيعة لم تنجح وتستمر، جميعها فشلت ودفع الثمن الغالي الابرياء المظلومين نظير الرفض البات لها، والتي أثبتت الايام انها تفاهات ومهاترات  ضد جميع الأعراف والمعايير...

             والذي زاد  الطين بلة وجعل  المصاعب والمصائب تتفاقم هو الجهل السياسي الكبير لدى الكثيرين من العامة أبناء الشعب الذين صدقوا الأطروحات الكاذبة نتيجة البساطة وعدم الفهم للمكائد التي تدار في الخفاء ونقص الخبرات والتجربة الديموقراطية والطمع في النهب والعيش السهل بدون كد ولا عرق...

            وبالأخص الجراح المؤلمة التي سببها المهاجرين الدخلاء من دول الجوار ذوي الجنسيات المتعددة، الذين يلعبون على الحبال المنافقين بدون حضارة ولا سمو ولا الإعتراف بالجميل للوطن الذي آواهم رباهم وحضنهم  وقت الضيق، الذين في وقت قصير نظير التملق والنفاق وبيع النفوس للشيطان رخيصة، أصبحوا بالمقدمة ومن أصحاب القرار أمثال العديدين الذين بعضهم من رؤوس الفساد الآن بالسجون قابعين ينتظرون... والبعض هاربين بالخارج والقلائل قتلوا شر قتلة في الدفاع عن الظالم او أثناء الهرب والنجاة آخر ايام الثورة والصراع....

          نظير الطاعة العمياء وتنفيذ المهمات الإجرامية من قتل وتصفيات جسدية بالداخل والخارج والتعذيب للسجناء الوطنيين بالسجون حتى الموت لكل مخالف ومعترض للمقبور، بدون تساؤلات ولا رفض للأوامر العشوائية حتى يتحصلوا على المزيد من الحظوة النعم والمراكز والمال، ليست لهم جذور أصيلة نابعة من الوطن ولا حياء وشرف لا ضمائر تردعهم، لا أصول عائلات تمنعهم حسب التسمية الليبية التي الشرفاء الأصليون الأصيليين يحترمونها ويقدسونها (البيتية) ويعتبرون فاعليها شواذا تافهين من حثالات المجتمع....

               الآن في وقتنا الحاضر أثناء الثورة والصراع الدموي، ظهرت على السطح الوطني البعض من الرؤوس والوجوه الأخرى بأقنعة مزيفة، تدعي الزعامات بإسم الثورية والحب والولاء للوطن أنهم معارضين... والسؤال البسيط لدى الأحرار الوطنيين الذين بالخلف يراقبون مجريات الامور الشاذة والمتاهات التي تدور، أين كان هؤلاء المنافقين وقت النظام الإرهابي السابق الصعب؟؟ لم نسمع عنهم ولو كلمة واحدة عن النضال والتحدي للظالم... وماذا قدموا للقضية الوطنية الليبية من فوائد ومحاسن والتضحية أثناء الصراع الذي دام اربعة عقود ونيف من السنين؟؟؟

              حيث معظمهم منافقين ركبوا الموجة وقت الفوضى أثناء الهرج والمرج والنصر نظير الدس والفتن والتمويل من الخارج للبقاء في أعلى المراكز حتى يستمروا في الحكم والتحكم في مفاصل الدولة لتحقيق المصالح الشخصية والإثراء السريع والعمالة للغير لمن يدفع بسخاء، مما زادوا لهيب التمرد والارهاب الذي يجري الآن من حوادث وأحداث رهيبة دموية كل يوم جديد يأتي و يمر...

          الأخ يقاتل اخاه المواطن بشراسة وكأنه العدو الوحيد الذي يجب قتله والخلاص منه، ناسيا متناسيا انه يهدم في نفسه ووطنه بدون ان يدري بيديه عن قناعة!  ضمن برامج وضعت مخططاتها من أساطين وأساتذة الشر من قوى خفية خارجية ومحلية تنفذ  الامر وكأنه من بنات أفكارها ومخططاتها لتضمن وجودها وبقاؤها على السطح يشار لها بالبنان من كثرة التهويل والإشاعات في الأوساط حتى أصبحت عمالقة الشأن في نظر العوام، وهي أقزام...

          أ صبحت لها رهبة خاصة لدى الكثيرين الجاهلين من العامة مما تحصلت على اكبر قدر من الاموال بالملايين والمليارات لقاء سلب ونهب الغنائم بالسر والعلن التي أصبحت خيرات ليبيا المتعددة وبالأخص عوائد تصدير النفط والغاز اليومية والإستثمارات بالخارج والأموال المجنبة بالمليارات والمجمدة من قبل النظام السابق التي لا يعلم بوجودها الا القلائل من النافذين المسؤولين عليها مثل قطيع الغنم التائهة سائبة بدون حارس وراعي يحافظ عليها من الفقد و الضياع....

              مما وقت غرق السفينة والشعور بزوال النظام الجماهيري عن قريب، استغلوا الفرص الذهبية وقت الفوضى والفرحة بالنصر لدى الجماهير الغافلة وقاموا بالنهب والتحويل للخارج لحساباتهم الخاصة مبالغ رهيبة من مال المجتمع، والمؤسف ان هؤلاء اللصوص مازال البعض منهم لم يحاسب بعد ولم توجه لهم أي اتهامات... يعملون حتى الآن كقياديين في المناصب المهمة بالدولة للتغطية على السرقات....

             بحاجة ماسة إلى القبض عليهم و المحاسبة والفضح على العلن وإحضار الهاربين عن طريق القضاء الدولي وترجيع الأموال للخزينة العامة حتى لا تستعمل لتأييد الطحالب والأزلام الذين بين الحين والآخر يعيثون في الفساد و يؤججون في الصراع حتى يستمر القتال الدموي كما يحدث الآن في دس السموم...

              فالمال الحرام العام الذي سرق بدون حساب، والخاص الذي تم أخذه بالغصب نظير الخطف والنهب بدون رضاء أصحابه الأصليين، أموال ليبية تخص جميع أبناء الشعب، لا خلاص ولا نهاية لتبعاتها وآثارها الجسيمة المستقبلية على السارقين لأنها حرام زاقوم ضد تعاليم وشرع الله تعالى، يغلي في البطون كغلي الحميم كما حدثنا الله تعالى في القرآن العظيم، لا تثمر ولا تنتج الحلال مهما طال الوقت، والمال الحرام مصيره الزوال والضياع مهما كثر...

             ممكن بالحوار الجماعي مع أهل العقد والربط، المسؤولين الوطنيين والشيوخ الذين لهم التقدير والاحترام في اوساط الشعب،  الغير متورطين مع النظام السابق ولا اللاحق في السنين الاخيرة بعد الثورة، أمثال رموز وزعامات وقيادات الدم الذين غطسوا في الحرام والفضائح إلى الذقون، بدونهم وغض النظر عنهم  الوصول إلى حلول تشرف الجميع ضمن المصالحة الوطنية الشاملة بدون تدخلات من أطراف أخرى أجنبية مهما كانت في شؤوننا الليبية...

              وتتجنب سفينتا ليبيا الصخور الحادة وتدخل سليمة بدون أعطاب إلى الميناء بسلامة حتى ينجى الجميع معا ولا نغرق في المتاهات والمهاترات من قيل وقال وإشاعات معظمها كاذبة مما يزداد الغيظ والغضب لدى النفوس الضعيفة التي تحتاج إلى من يشعل النيران حتى يزداد اللهيب وتستمر الحرب والمناوشات دائرة بدون توقف إلى ماشاء الله تعالى...

             بإستعمال العقل والحكمة والدعوة الجادة إلى الخير والحوار بالمنطق والحجة الدامغة مع جميع الأطراف والتفاهم ضمن المصالحة الوطنية والتلاحم بضمير والولاء لله تعالى والوطن، نستطيع الوصول إلى حلول تشرف ويرضى بها الجميع وننهض ونتقدم، حيث لدينا جميع الإمكانيات للإبداع من مال بلا حدود وعقول نيرة وكفاءات وطنية صادقة طاهرة ، لو أتيحت لها الفرص في الظهور على السطح ولها القرار والمساندة والدعم من الجماهير، سوف يتغير الحال بإذن الله تعالى إلى الأحسن بسرعة...

             أهم الامور للتهدئة ونزع فتيل القنابل الموقوته من الاستمرارية في الخراب والدمار، التوقف الفوري عن المهاترات والتراهات وترديد وتضخيم الإشاعات والسب واللعن لأي جهة مهما كانت نظير التنافس الأعمى والحقد والحسد والسخريات والفتنة في الأقوال التي تشكك في الكثيرين من الرجال بدون وعي لما يقال من دسائس وخبث تضر الجميع على المدى القريب والبعيد والتي نطالعها كل يوم في الاعلام على القنوات الفضائية أو ضمن الشبكة العنكبوتية على الكثيرين بدون إحترام...

   وأحب التنبيه للجميع أننا إخوة أشقاء أبناء وطن واحد، أية مصيبة ومرض سرطاني خبيث يحل في أوساطنا سوف تنتشر العدوى ويصاب الجميع بالمرض ويصعب العلاج، فنحن جسم واحد لا فكاك ولا تقسيم ولا فصل، ليبيا أمنا ونحن أبناؤها ومهما حدثت من مآسي أو أخطاء من بعض الافراد لا تحتسب على الجميع كما يشاع الآن في الأوساط، حيث الأخطاء العديدة الضارة وقت الفوضى والإنفلات الأمني واردة وتحدث من البعض الحمقى المجانين المرضى نفوس وضمير  بدون وعي من جميع الشرائح....

           ضروري ان نفهم أن عزنا وقوتنا هو الولاء لله تعالى والوطن والتلاحم والوحدة مع بعض تحت أية ظروف وان كان بعضها قاسية مؤلمة نظير احداث وأخطاء سابقة من البعض، حيث التفاهم بضمير هو الاساس المتين للفوز والنجاح، ونحن الليبيين عائلة واحدة متحدة، نجاح أي فرد منها نجاح الجميع حيث الخير عندما يعم ويزيد يعم على الجميع...

  المهم والأساس التلاحم والوحدة والعمل بجد معا ضمن دراسات ومخططات هو طريق النجاح الأكيد، وبالأخص نحن شعب قليل العدد جميعنا أخوة بني وطن واحد تربطنا عوامل عديدة متشابكة لا تنفصم ولا تتلاشى مهما عمل الحاقدون الإرهابيون على فصلنا...

             تجمعنا أواصر الجيرة والدين وعلاقات الدم والمصير ضمن التلاحم الأسري العائلي من المصاهرات المتشابكة بيننا والتي حسب المقولة الشعبية الليبية البيتية  "كيخي وبنيخي" التي لا يعرفها ويفهمها الا كبار السن المخضرمين والبعض من الأجيال الجديدة الشابة الصغيرة للأسف...  انني أكرر واشدد بكل قوة على التفاهم والتلاحم والمصالحة الوطنية بجميع الوسائل وطرد أفكار وعقائد الشر الهدامة من التغلغل في نسيج مجتمعنا الطاهر الآتية من الخارج كسموم مغطاة بالعسل الشهي التي تستشري فينا بإسم تجديد الدين وهي هدامة مضرة أطلقت الفتن لتنجح وتجعل أحدنا يصارع الآخر وخلقت وربت وحش الارهاب الاسود الذي تمادى وأصبح كاسرا يخنق أنفاسنا ويصعب كبح جماحه وتقيده بسرعة إذا تركناه يرتع بدون دفاع وتصدى بسرعة حتى ننجى ونعيش أحياءا كراما ونستطيع اليوم، قبل الغد القضاء عليه بالوحدة والإرادة والعزم، والخلاص من اي مجند مأجور مرتزق غير ليبي أصيل أجنبي بالطرد والبتر من ليبيا بسرعة حتى لا تستمر الفوضى ولا يدوم الضررالذي يزداد يوما بعد يوم...

         والمجرم الذي يداه تلوثت بدماء الابرياء المظلومين ومن وراءه من قيادات دعاة الشر، الذين أصدروا الأمر بالقتل والتنفيذ على الأبرياء المتهمين بدون محاكمات عادلة، إذا ثبت عليهم الامر انهم وراء سلسلة الجرائم والإغتيالات بالعدل والقانون يتم فيهم القصاص والتنفيذ بما أمر الله تعالى في العلن وأمام الجمع حتى يصبحون عبرة لمن يعتبر حتى يخاف الجميع عن إتيان الشر...

              وكليبيين أصليين، جذورنا من الوطن نابعة متلاحمين يدا واحدة بدون تدخلات من اي دخيل أجنبي من الخارج مهما كان، نستطيع بالحوارات الوصول إلى تفاهم ترجع فوائدها بالخير العميم على الجميع ضمن الأمن والأمان والسلام، ونترك الآخرين من الشعوب في حالهم ولا نتدخل في شؤونهم الخاصة حيث لا حق لنا بالهيمنة... ونحاسب بقوة شبابنا المغررين الطائشين المتطوعين المغتربين بدعاوى وطنية جهادية من أجل الدين والنصرة ونهتم بوطننا ليبيا فقط حتى ننهض ونبدع بدل النزيف وضياع الرجال الشباب والمال، والاتهام الدولي بحجج اننا نصدر من وطننا ليبيا الارهاب، لو ضمنا العدل والأمن والأمان للجميع ضمن القوانين العادلة، خيراتنا العميمة القومية لو وجهت بالحق وبضمير وبما يرضي الله تعالى ضمن دراسات ومخططات سليمة وعمل جاد وإستثمارات في وطننا ليبيا الكبيرة في المساحة والموقع الجيد والمليئة بأطلال الحضارات السابقة التي الكثير منها لم يكتشف بعد ونحافظ عليها،  ونشهرها في الاعلام وبحسن الخدمات وراحة السواح سوف نصبح قبلة العالم في السياحة ونصبح من ضمن الأوائل مع الوقت... والله الموفق...                

                
                                         رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment