Sunday, May 31, 2015

قصصنا المنسية 18

 بسم الله الرحمن الرحيم


                اليوم الرابع في بغداد تم اللقاء بناءا على طلبنا مع السيد خليفة المنتصر الذي كان مقيما معززا مكرما لاجئا سياسيا ببغداد ضيفا على العراق، حوالي الساعة 9 صباحا يوم طقس قائض شديد الحرارة بالخارج والذي لم نكن نحس به بالداخل حيث كان الجو رطبا وساحرا من الهواء المنعش ينساب من المكيفات الكبيرة التي كانت تعمل على مدار الساعة، بدون توقف .
             كان الرجل وقتها في حوالي العقد السابع من العمر وبعد التقديم والسلام والتعارف جلسنا على كراسي صالون دائري متقارب لوحدنا بحضور الرفاق الليبين وحراسات شباب حزب البعث المدنيين من بعيد، وسألته سؤالا محددا عن الرسالة وترجمتها، وإبتسم الرجل وقال لنا بمرارة ترجمة الرسالة المشئومة هي سبب بلائي وهروبي من ليبيا لأنني لو إنتظرت قليلا لكنت الآن ميتا بالقبر أو قابعا بالسجن إلى ماشاء الله تعالى .
             وسرد لنا القصة المثيرة والتي في ذلك الوقت في ليبيا كانت تتلى على أضيق نطاق، خوفا من الاتهام ، حيث أقل إشتباه يصبح صاحبها متهما  ويكون مصيره السجن أو القتل وإخماد الأنفاس غدرا حتى لا تفوح القصة لدى أبناء الشعب ويعلمها الداني والقاصي والتي القذافي وحواريوه لا يريدون نشرها لأي سبب كان،  وقتها، حفاظا على سمعة العقيد من أن تلاك في الأفواه ويصبح محل سخرية في أوساط الشعب وفضيحة من الفضائح في الشارع الليبي حيث  كان معظم الشعب  في ذاك الوقت  يعيش في الخداع والتدجيل والتمثيل ويحبونه لدرجة العبادة... فلو تظهر الحقيقة  أنه من أصل يهودي غير ليبي أصيل، والتي وقتها مصيبة كما كان يدعى ويروج له الحواريين أنه إبن ليبيا البار الذي سوف ينهض بها من الخراب والدمار، والواقع المرير أن الأهوج هو الذي أوصلها لهذا الحال من الخراب والدمار على جميع المستويات نظير شطحات الجنون والعظمة الفارغة والإرهاب.
          قال محدثنا أنه في بدايات الثورة تم إستدعاؤه بالليل من قبل مجلس الثورة عن طريق الشرطة العسكرية ولم يعرف سبب الإستدعاء، مما شعر بالخوف والرعب من الطلب حيث كان موظفا سابقا بالخارجية أيام المملكة وخاف من الزج بإسمه ضمن المطلوبين للقبض والتحقيق معهم من المسؤولين... ووصل للمجلس وهو يرتجف وعندما شاهد إبن عمه المصراتي الضابط ،عمر المحيشي، عضو مجلس قيادة الثورة مع بقية الحاضرين، إطمأن قليلا وبعد التحية والجلوس على أحد الكراسي ضمن طاولة الإجتماعات الكبيرة وكان الحضور جميع الأعضاء بالمجلس عشرة من الضباط ولم يكن غائبا عن الحضور سوى الرئيس العقيد  معمر القذافي ونائبه الرائد عبدالسلام جلود الذين كانوا وقتها في زيارة إلى سرت حسب ما قيل له .
               سلمه المحيشي الرسالة وطلب منه ترجمتها من اللغة الإيطالية إلى العربية وتصفحها بسرعة وعندما عرف محتوياتها بدأ يرتجف ويرتعد وقال له المحيشي لا تخاف خذ راحتك وترجم بالحق، وترجم الرسالة بصدق وكانت من أحد الكرادلة بالفاتيكان في روما ، يشيد بقائد الثورة  معمر ويشرح له نسبه وأصله ويوصيه بالجالية اليهودية التي نفيت من ليبيا بعد النكسة عام 1967م وهزيمة العرب ، بالتعويض المناسب ، والرأفة بالجالية الإيطالية في ليبيا حتى لا يحدث لهم مثلما حدث مع اليهود الليبيين .
                وشرح الكاردينال في الرسالة (الذي كان وقت ميلاده راهبا في منطقة سرت في الأربعينات من القرن العشرين الماضي وكان له العلم بالقصة من البداية ، وتدرج في السلم الكهنوتي في فاتيكان حتى وصل إلى منصب ديني كبير، كاردينال) قائلا للقذافي أن الأديان الثلاثة إجتمعت فيه وأنه الرسول المختار والدته يهودية ليبية حملته بالحرام بدون زواج  شرعي رسمي معترف به ، ووالده ضابط إيطالي مسيحي كاثوليكي، ويوم ولادته خافت أمه من عائلتها اليهودية  المتزمتة دينيا ومن خنق وقتل الرضيع ، فتم تسليمه إلى محمد بومنيار القذافي الليبي المسلم ، المجند ضمن الجيش الإيطالي والخادم لدى الضابط في قضاء حوائجه ، لرعاية الرضيع المولود وتربيته في بيته مع الآخرين من افراد عائلته... مما نال ، الكفيل بومنيار، إهتماما وسخاء من قبل  الضابط الإيطالي الأب نظير تربية اللقيط في كنفه وكان فأل دخل لأسرة بومنيار الفقيرة حيث نالت خيرا كثيرا نظير تربيتها ورعايتها للرضيع من نقود وعطايا من مواد غذائية والتي كانت نادرة وقتها أثناء الحرب العالمية الثانية....
               عندما سمع الضابط  محمد المقريف الترجمة وكان شجاعا قويا متهورا خبط الطاولة بقبضة يده بعنف وقال الكلمة المأثورة عنه والتي كانت سبب هلاكه وموته: "آخر الزمان يحكمنا نحن الليبيون العرب المسلمون شخص يهودي عديم الأصل والفصل!" ...  وإنفض الإجتماع بين مادح وقادح من الأعضاء والبعض كان محتارا،  غير مصدق للموضوع ولا يدري كيف يكون العمل والتصرف؟؟ وطلب منه الصمت والسكوت وعدم البوح بالسر لأي أحد كان تاركينه في حاله يرجع للبيت بدون مشاكل وحجز نظير الترجمة والمعرفة.
                السيد خليفة ذو تجارب مريرة ولديه خبرة وحنكة سياسية وعرف بالحدس أنه لن ينجى ببساطة ويترك في حاله  نظير الترجمة للرسالة المشئومة في نظره،  ذاك الوقت، ولم ينم الليل وهو يفكر ويقلب الامور وقرر الهرب بالصباح طالما الفرصة سانحة والسفر والهجرة ليضمن حياته... وفي اليوم الثاني رتب حاله وأحواله وغادر فجأة إلى بغداد مع عائلته ليحتمي بقيادة العراق حيث كانوا على خلاف وصراع مع القذافي منذ  يوم الإنقلاب الأسود... ولا يثق في رجال مخابرات مصر حيث قضى وقتا هناك في السفارة الليبية ويعرف أن البعض من المسؤولين طماعين مرتشين ومن الممكن أن يقبضوا  عليه بأي حجج ويسلموه إلى ليبيا بسهولة لقاء دفع المال... وقد حدث ذلك بعد عدة سنوات وتم خطف رجال ليبيا الأحرار أمثال السيد المناضل ، جاب الله حامد مطر ، والسيد منصور الكيخيا،  من طرف المخابرات العامة أيام عهد الرئيس حسني مبارك لقاء حفنة ملايين دولارات باع شرف مصر وكرامتها بسهولة ، عكس الرئيس السادات الوطني المخلص إبن مصر ، الذي قال عنها وصدق في القول حتى وفاته:"مصر وطن الأمن والأمان".

            الضابط الشجاع محمد المقريف الذي خبط الطاولة وتفوه بالكلمات المسيئة للعقيد في فورة الغضب تم إستدعاؤه للقدوم إلى سرت بسرعة حسب ما سمعت نظير المتابعة، وركب الطائرة الهليكوبتر بحسن نية وأثناء الطريق وفي بقعة مهجورة قفز عليه الحرس وتم رميه من علو شاهق بحيث توفي في الحال ورتبت له المسرحية للتغطية والتمرير بأنه حادث سيارة وظهر الرائد عبدالسلام جلود على الشاشة المرئية وعليه ضمادة (لصقة) بسيطة في مقدمة الراس بالجبهة للتمويه والتضليل وأعلن الخبر المفجع وأنه نجى من الحادثة الأليمة بعد أن كان برفقته في السيارة وقد شاهدته شخصيا وهو يعلن عن الحادثة المفجعة وقتها ولم أصدق القول والبيان  .
              الغريب الذي لا يصدقه أي أحد أن  المرحوم  محمد المقريف كان صحيح البنية، والذين قالوا في البيان الطبي  الرسمي الغير معلن أن به كسورا بلغت 21 كسرا بالجثة والرائد جلود عبارة عن خدش بسيط ومضى الأمر ببساطة وصدقه المغفلون، فهل يوما من الأيام، سوف تفتح الملفات لنعرف الحقيقة المرة وكيف توفي الرجل الشهيد الوطني الذي قدم حياته في أوائل بدايات الإنقلاب (هرب الرائد جلود من طرابلس إلى إيطاليا وهو شاهد إثبات على العصر والحدث، نرجو منه الإيضاح حتى نتأكد من صحة القصة للتاريخ).
         بعد هذا الحدث بفترة بدأت سلسلة الإغتيالات والتصفيات لبعض الضباط الكبار بحوادث سيارات مدبرة والبعض أقصي عن السلطة بناءا على رغبته، خوفا من الإستمرار فقد لمس كيف تدار الأمور بالعنف والقوة وليس كما كانوا يتوقعون  بالديموقراطية ... وهناك الكثير من القصص التي يوما سوف تكون مسلسلا به آلاف الحكايات والحلقات عن ماتم من حوادث وقتل وإغتيالات حتى صفى الجو وحكم العقيد الأهوج الوطن بالخوف والإرهاب .
               شكرنا الرجل على سرد القصة كما حدثت معه وودعناه على أمل اللقاء يوما عن قريب في طرابلس ليبيا وإنتهت المهمة في بغداد، العراق، ورجع كل واحد منا إلى حيث يقيم ونحن نتأسف على الحدث، وبعدها بمدة طويلة سمعت أنه إنتقل إلى رحمة الله تعالى وتوفي غريبا مهاجرا ودفن في بغداد العراق (الله يرحمه ويحسن له) .
             قامت القيادة العراقية بالوفاء  بوعودها وعهدها بدعم ممتاز للمعدات والتقنية والتي عن طريق دولة تشاد حسب ماعلمت ، وبدون علمها على ما أعتقد، هربت وأدخلت إلى ليبيا عبر الصحراء الشاسعة ووصلت حتى مدينة إجدابيا وتوزعت إلى بعض الأماكن في مدن وقرى الوطن للإستعداد للثورة ضد نظام الأهوج، تحت إمرة البطل المناضل جابالله حامد مطر، والتي كانت المطاردة الرهيبة له من قبل اللجان الثورية والمخابرات الليبية في صمت لعدة سنوات ودفع الملايين من الدولارات للقيادة المصرية العميلة للقذافي وخطف الرجل المناضل من مبنى المخابرات المصرية في القاهرة بعلم الرئيس المخلوع، حسني مبارك ، وأوامره، والذي الآن يحاكم على الجرائم التي لا تحصى ولا تعد تجاه الشعب المصري أولا....وإنتهاءا بالدمار للشعب الفلسطيني عندما صافح وزيرة الخارجية الإسرائيلية بالموافقة الضمنية في الخفاء وتحت الطاولة لمحاربة فلسطينيي  غزة وأن مصر لن تتدخل ولن تفتح المعبر... وهذا ما شاهدناه في الإذاعة المرئية، قناة الجزيرة،  وحدث الذي حدث... والله الموفق .

              رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع..

Sunday, May 24, 2015

قصصنا المنسية 16

بسم الله الرحمن الرحيم 


            آليت على النفس كتابة الحق حسب المعرفة والقدرات بدون التجني على أي أحد مهما كان... حيث من وجهة نظري بالسابق القلائل الذين كتبوا عن التاريخ الليبي الحديث بصدق من بعض الجوانب التي حدثت ، والبعض من الكتاب لم يتجرأ على الكتابة وإشهار الحقائق التي غابت وطمست ولم تظهر للنور والعلن للجميع نظير عوامل عديدة أهمها الخوف والنفاق وعدم الاحراج واللوم والمحاسبة... حيث الصدق والحقيقة هي الأساس للحضارة والسمو والتقدم ، حتى يأخذ شبابنا الباحثين عن الحق والحقائق الغائبة والمغيبة بقصد ، منها بعض العبر .
                فالوطن للجميع وليس ملكا لأحد دون الآخر حتى يتباهى ويفخر لأي سبب على الآخرين،  حيث من وجهة نظري المواطنة ليست بالولادة ولا بعدد السنين التي قضاها وعاشها الانسان مقيما بالأرض ولا بالقبلية والفخر المزيف والتشدد والتزمت والجهل ، ولا بالجهوية والعنصرية لجهة ما معينة .... الأرض جميعها لله عز وجل ، والأهم الايمان التام والتوحيد بوجود الله تعالى والولاء والحب للوطن من القلب والضمير بصدق والعمل المستقيم للصالح العام .
                جميعنا مواطنين في ليبيا ، والدفاع عنها وقت المحن بالروح والدم بلا منن ولا جميل ، ولا طمع في عطايا من مراكز ومال مثل مايحدث الآن في الواقع المرير من الكثيرين أدعياء الثوار أشباه الرجال الذين قفزوا للمقدمة والقمة نظير عوامل كثيرة وحظ ، لم يكن لهم وقت الصدام والمواجهة الحقيقية أي دور كان.
                  عشت أيام المملكة شابا بدون خبرة ولا تجارب سياسية وشاهدت وسمعت عن الكثير من المواقف الجيدة والبعض السيئة التي بمقاييس اليوم تعتبر لا شئ ... وقام الأنقلاب الاسود المشئوم الذي غير كل المفاهيم رأسا على عقب ، جعل من أبناء شعب ليبيا البسطاء ذوي طهارة النفوس والبراءة ، من البساطة والأحترام والتقدير للكبير وحب الخير للجميع إلى وحوش كاسرة تنهب المال العام وتستولي على أرزاق الناس بدون وجه حق.  تنفذ أوامر الطاغية الشريرة بدون واعز ضمير ولا تساؤلات ، تسجن وتعذب الأحرار بقسوة غير عادية وكأنهم غير بشر ، تقتل الزوار الضيوف كما حدث للإمام موسى الصدر ورفاقه بدون احترام ولا كرم الضيافة ، تهتك الأعراض للحرائر وكأنهن سبايا ليس لهن كرامة ولا أهل وأصل ، وتنشر فرق الموت من اللجان الثورية الارهاب والرعب القتل والدم فى الوطن وخارج الوطن بدون أسباب واضحة مهمة للمصلحة العامة غير الجنون والغرور من طاغية إتخذ من المخالفة أعراف جديدة (خالف تعرف) النعت ودمغ الوطن بصفة الإرهاب ، وتصفية الخصوم المعارضين الأبرياء في معظم أنحاء العالم ببساطة وكأنه أمرا عاديا ينفذون في الواجب لا غبار عليه بدون ان يندى لهم جبينا على الجرائم البشعة في حق الانسانية ولا صوت ضمير نابع من الأعماق يعنف ويردع .
                     نسوا وجود الله عز وجل الخالق فأنساهم أنفسهم، جعلهم في هرج ومرج يتخبطون في الشر والشرور العديدة كمن مسهم الجان بلوثة جنون... نظير حكم وأمور غيبية نحن كبشر مهما أوتينا من علم ، لا نعرف الأبعاد البعيدة والذي يعتبر ضئيلا قليلا نظير الشهوة والطمع وغياب الأخلاق الحميدة وعدم الرجوع للطريق السوي، الحق الذي هو الأساس والركيزة للنجاح والخروج من المحن .
                    نظام الجهل والتخلف دمر جميع أعمدة التقدم والرخاء ،السلام والولاء والأخلاق للشعب البسيط على مدى 42 عاما عجافا مرت من أعمارنا وأخذت زهرة شبابنا وجعلتنا نعيش حالات الخوف والرعب نظير القهر والسجن والتعذيب والقتل وإراقة الدماء بدون حساب في أوساط المجتمع .
                   تم زرع الشك من كثرة الأجهزة الأمنية العديدة المعلن عنها والغير معلن والتي في السر والخفاء ، الواحدة تراقب  أبناء الشعب والأخريات من الأجهزة بعيون ساهرة...  والذي لديه ذرة ضمير من المسؤولين ويريد أن يتساهل ويساعد البعض من المتهمين الضحايا لا يستطيع من الخوف والشك خشية من الوشاة المستترين.
                والوشايات من أقرب الناس للإنسان الذين البعض منهم من الأقارب ذوي صلات الدم من دون ان يشعر ويشك في نواياهم الشريرة لقاء الحقد والحسد ، والبعض يدعون الأخوة والصداقة وهم وشاه عملاء منافقين ، لقاء جاه ومراكز زائلة حيث لا يصح الا الصحيح مع طول الدهر والوقت.
                أحمد الله تعالى على طول العمر فقد عشت أيام العهد الملكي شابا يافعا، وعاصرت الإنقلاب الأسود من أول يوم حل بهذا الوطن الطيب الصامد كرجل شاهد على العصر ، والآن في شتاء العمر وكبر السن عائشا مناضلا أتجرع المرارة والأحزان على مآل الوطن وما حدث فيه من هرج ومرج وقتل عشوائي ودماء وخطف وطلب الفديات الضخمة مما إضطر الكثيرين للفرار والهجرة خارج الوطن بعد عدة سنوات قليلة من النصر والقضاء على الطاغية القذافي،  خوفا على حياتهم والنجاة بالجلد.
               بكتابة بعض القصص عن الدسائس والمشاحنات من أهل القصر وصناع القرار في مدوناتي السابقة ، ضمن قصصنا المنسية عام 2011 م ، لتوضيح الحقيقة ، والتي الآن بعضها تحت المراجعة والتصحيح ، إنتهيت من خمسة عشرة واحدة ، ونشرت  والباقية تحتاج إلى وقت طويل حتى انتهي منها طالبا من  الله تعالى التوفيق في إتمامها كما يجب.
                 كانت نتيجة لقاءات وسماع الكثير من الحكايات والأسرار التي دارت بالسابق في العهد الملكي في الردهات ودهاليز القصر والصالونات، أثناء المآدب والجلسات الخاصة من بعض المسؤولين الذين كانوا يوما من أصحاب القرار في الوطن والبعض كانوا متقاعدين في الثمانينات لاجئين بالغربة، ربطتني بهم معرفة وصداقات ، والذين الآن معظمهم في ذمة الله تعالى أمواتا في القبور ( رحمهم الله تعالى بالمغفرة ).
              جمعتها حسب الفهم والمعرفة ودونتها عسى يوما فيها بعض الفائدة لمن يبحث لصياغة التاريخ الليبي الحديث على الوجه الأكمل الصحيح بدلا من الكثير المزور...لقاء أهواء جهوية وعنصريات ، لا أريد لوما ولا تجريحا لأي إنسان كان ، وأعتذر اذا سببت الإحراج لأي طرف ، فنحن بشر خطائون لسنا ملائكة، وبالأخص الذكر لبعض الأخطاء في نظر الكثيرين من أبناء الشعب التي قام بها الملك أدريس سليل الأصل والفصل ، زعيم الطريقة السنوسية الروحية البناءة   لرفعة الدين وخدمة الإسلام .
               ولو تقدم مناضلا من العائلة السنوسية وقاد المسيرة خلال فترة 42 عاما العجاف وطالب بالعرش بمصداقية  وتحدى النظام وأثبت وجوده في المعارضة بالخارج والداخل وواصل الكفاح بضمير مع الثوار الأشاوس فى الثورة المجيدة 17 فبراير وبعدها لكنت من أول المناصرين والمؤيدين لرجوع العهد الملكي لحكم الوطن ليبيا .
               ففضل العائلة السنوسية على ليبيا روحيا بالسابق وبالأخص المنطقة الشرقية أفضالا كثيرة أهمها توحيد الصفوف والجهاد والنضال ضد المستعمر... كانوا شموعا نيرة أضاءت النور ضد الجهل والتخلف والدعوة الصادقة لشرح الدين على الأسس والقواعد السليمة، محاربين الكثير من البدع والحشو الضار الزائف المدسوس خلال عصور سابقة عبر الزمن من التخلف والجهل المتعارف عليه في القرن التاسع عشر.
                نشروا الدين الحنيف في مجاهل أفريقيا بالترغيب والحوار والمنطق بسلاسة وبالعقل ، والملك ادريس بالحكمة والدهاء والصبر وبعزيمة الرجال الرفاق المناضلين وحد البلاد في وحدة ودولة واحدة ونزع فتيل الخلافات بين الزعماء في الغرب والشرق والجنوب الذين كان كل شيخ وزعيم يرغب ويريد حكمه والسيطرة على الوطن .
                 أحببت بسردي هذه الصراعات والتي لم تكتب صراحة من قبل ، تنبيه لمن يبحث من الشباب حبا في المعرفة ويأخذ عبرا حتى لا يخطأ ويتعثر فالمسيرة طويلة بعد سقوط وانتهاء النظام تحتاج إلى رجال حكماء ذوي عزم وقوة على التحمل والسير بحكمة ، ذوي تجارب ودراية حتى تصل السفينة الى بر الأمان ضمن إحقاق الحق والعدل ومحاكمة جميع رموز النظام ، إيداعهم بالسجون ضمن الزنزانات التي قضى أحرار ليبيا الوطنين وقتهم فيها عسى ان يتذكروا أفعالهم وسوء أحكامهم السابقة .
                المحاكمات العادلة لكل الرموز التي عملت وساندت الظالم القذافي حتى تمكن من البقاء طوال السنين العجاف ، بالعدل والحق سجناء نزلاء بالسجون ضمن الحراسات المشددة ، وليس السجن المرفه بالإستراحات الفاخرة كما قيل وحدث مع مصطفى الخروبي، عضو مجلس قيادة الثورة، والذي كان له أدوارا عديدة في خراب ودمار ليبيا طوال مسيرة الفوضى والعهر السياسي المادي والإرهاب .
                 وترك البعض وغض النظر حتى يهربوا إلى خارج الوطن نظير دفع الرشاوي الباهظة بالملايين ومنهم الرائد عبدالسلام جلود وغيرهم من المسؤولين الكبار في بدايات الإنقلاب الأسود الذي لديه معرفة بالكثير من المآسى والاحداث التي حصلت بحاجة إلى توضيح للعلن لكثير من الأسرار، طالما مازال باقيا على قيد الحياة ، عسى أن يرتاح ضميره من العذاب اذا كان لديه الاحساس ويغفر له أبناء الشعب الليبي الذنب.
                كان جلود من ضمن الذين داسوا على كرامة رجال  المملكة وشيوخها السابقين أمثال السادة محمود المنتصر، وأحسين مازق وعبدالجليل سيف النصر، وحامد العبيدي، ومفتاح بوشاح والسنوسي الفزاني والسيد أدريس بوسيف والسيد عبدالرازق شقلوف والسيد عبدالحميد البكوش والحاج محمد عثمان الصيد والحاج محمد السيفاط والحاج رجب بن كاطو وغيرهم من الأسماء التي لا أتذكرها الآن وقت التدوين والكتابة ، والذين هم  بالعشرات من رجال ليبيا الحقيقيين.
                لم يراعوا عوامل السن ولا إحترام الشيخوخة ، وماذا قدم هؤلاء الرجال من تضحيات للوطن حتى تحصل على الأستقلال ، كم عانوا من ويلات وتحديات عندما كانوا في السلطة وصناع القرار في المملكة الليبية منذ الاستقلال في الخمسينات إلى نهاية الستينات من القرن الماضي العشرين وقت ليبيا الصعب والتي كانت فقيرة بدون دخل تعيش على الإعانات والهبات، كانوا وقتها النخبة بالوطن ، حيث للأسف الشديد مثل العادة لدى الشعوب الجاهلة بدون سمو وحضارة ، لا إعتراف بالجميل ، والذى يسقط في الصراع السياسي تناله سكاكين الجزارين بالذبح.... وكأنه لم يكن يوما سيدا مطاعا الجميع يحاولون القرب منه، معظمهم نظير النفاق والحصول  على مصلحة وفوائد ، بدون ان يعرفوا الأخطاء.
                 تم الحجز والايداع لهم في السجون بدون شفقة ولا رحمة ولا ذرة أنسانية نظير الجبروت والطيش وفرحة النصر بالإنقلاب الذي أطلقوا عليه ثورة الفاتح ، في إنتظار المحاكمات وهم يعرفون أنهم كبارا في السن ولديهم أمراضا عديدة ، تاركين البعض تشفيا وحقدا من غير أية رعاية صحية حتى ماتوا شهداءا وحيدين بدون أهل ولا رفاق في ساعاتهم الاخيرة.
               نحن أبناءهم وأحفادهم وبني مناطقهم تربطنا صلات الأخوة في الدين والوطن والدم والمصاهرة،   لن ننسى الجرائم المشينة البشعة التي حلت بهم ، طال الزمن أم قصر ، وسوف نأخذ بالثأر بشرف والحق والعدل ، من الذين دمروا ليبيا الوطن إلى الآن نظير الجهل وحب السلطة ، وإن لم نستطيع الحساب لهم بالدنيا للمجرمين الذين عاثوا الفساد والإفساد في الحرث والنسل نظير ظروف قاهرة وعوامل تقادم الزمن ، الأحياء منهم وراءهم الامراض وعذاب الضمير ينهش، وأموال الحرام والزاقوم تلذع وتلدغ النفوس ، وآخرها الموت والنهاية والحساب الإلاهي الذي لا يترك ذرة واحدة شرا في زوايا النسيان ، بدون حساب صارم و عقاب.
            ونذكر الأموات الشرفاء الوطنيين الشهداء في ذمة الله تعالى بالخير والذكرى العطرة نظير الاعمال الخيرة وماذا قدموا من تضحيات ودماء زكية طاهرة مثل العطر في سبيل الوطن ، من يوم الانقلاب الاسود 1969/9/1م  وحتى الآن حتى يأخذ الآخرون العبر من ذوي أصحاب القرار الحكام الجدد للوطن ، ولا يتمادون في الظلم والقهر ... فالظلم والقهر ظلمات تؤدى بأصحابها إلى الضياع والهلاك طال الزمن أم قصر... والبقاء للشعوب الحية وأجيالها عبر التاريخ والزمن إلى أن يأذن الله عز وجل ويأمر بيوم القيامة ...

   والله الموفق...
                          رجب المبروك زعطوط

Sunday, May 17, 2015

ليبيا 37

 بسم الله الرحمن الرحيم

 ورقة عمل ( الحلول 2 )

                    على رأس الأولويات... تجميع السلاح الثقيل في أول الخطوات الجادة للإصلاح وخلق الدولة من العدم والصفر على أسس جديدة مبنية على العلم والتطوير الجاد حسب العصر، وحل جميع الكتائب والمليشيات الخاصة مهما كانت التضحيات والثمن غاليا في سبيل تحقيق الهدف المطلوب، والفرز الدقيق ضمن ضوابط ومعايير للصالحين الآكفاء للقبول والخدمة في الجيش والشرطة تطوعا لخدمة الوطن بدون جبر ولا إكراه ، والتوجيه للآخرين للعمل الخاص الحر للإنتاج وليس لفرض الرأي والوجود ضمن مليشيات ولاؤها لبعض المتسلطين الأدعياء بالوطنية والزعامة في السر والعلن خارج القانون ، والذي يرفض ويأبى معارضا رافضا المسيرة وتقدم الوطن مهما كان يطبق عليه القانون مثل اي مواطن آخر متهم.
                 سيادة وتنفيذ القانون هي الاساس على الجميع وعلى أي مواطن مهما كان.... إذا تم اتهامه بالتدخل في أمور الدولة بصور غير رسمية بعد التصديق على الدستور والقوانين من غير تخويل من الحكومة ومتسبب في إشاعة الخوف والرعب والإبتزاز ، أو فرض الوجود بقوة السلاح ، والقتل بطريق مباشر أو غير مباشر، يحاسب بالعدل ويعاقب بأشد العقوبات في العلن .
             حيث نحن شعب فريد مميز مع قلة العدد ، به جميع الصفات والتي يعجز الانسان عن الوصف من خير وشر ، عنيد وعنيف صعب قيادنا الا بالقوة وبالحق والعدل دائما تكون جاهزة للضرب بيد من حديد لكل من يحيد عن الطريق السوي ، لأنه إذا تم غض النظر وعدم الاهتمام عن بعض التصرفات والتجاوزات نظير المحاباة والواسطات تصبح حقا مكتسبا صعب بعدها الردع ، كما يحدث الآن من اطلاق السراح بدون قيود محددة ولا موانع تلجم وتردع...  حيث من غير ضبط وربط ، ومحاسبة المخطئين والعقاب الشديد وعدم التأجيل في التنفيذ مهما كانت الظروف لا يتم الهدوء ولا الاستكانة ولا تمضي الامور بالدولةبسلاسة وهدوء.
               مراجعة جميع المحتجزين المتهمين في السجون إلى الآن والذين مرت عليهم  سنوات في الحجز ولم يتم البت في أمرهم عن طريق القضاء العادل من رجال العهد السابق... الرموز المجرمة تحاسب ضمن العدل والحق واذا ثبتت الجرائم ، يعاقبون في العلن وعلى شاشات الفضائيات حتى يخاف ويتوقف مستقبلا البعض عن الظلم للمواطنين الأبرياء والعمالة والنهب والإستغلال للمركز .
             والبقية الألوف الأتباع الغير مسؤولين ولم تثبت عليهم أي اتهامات حقيقية ولا جرائم ثابته بالشهود والأدلة غير الزور والنكايات نظير حسد وأحقاد شخصية سابقة من البعض للنيل منهم ، لأنهم  كانوا موظفين في إدارات عديدة ضمن النظام السابق من أجل الاسترزاق والعيش ، يتم التأهيل وإطلاق السراح والإفراج على مستحقاتهم ومرتباتهم حتى يستطيعون العيش الكريم مع عائلاتهم ضمن المجتمع بدون إراقة ماء الوجه ومد اليد والإستجداء .
               متابعة أزلام النظام السابق الهاربين بالخارج والمعروفين للجميع ذوي الأسماء المعروفة، السارقين والناهبين لأموال المجتمع، ضمن مسلسل الفساد والإفساد ، ومن ضمنهم البعض من رجال الأعمال المنافقين وتورطهم وعمالتهم لقاء كسب المزيد والمزيد ، العمل الجاد على فضحهم في جميع المحافل بالوطن وبالخارج بالحق والعدل ، والملاحقة القضائية المحلية والدولية بجميع الطرق القانونية عن طريق البوليس الدولي (الانتربول) وتضيق الخناق ومعاقبة المساندين لهم من الدول التي تحميهم لقاء العطايا والرشاوي للفاسدين من أصحاب القرار .
                 إسترجاع الاموال الباهظة إلى خزينة الشعب مهما كلف الامر من وقت ومال حتى يعيشوا القلق الخوف والرعب في حياتهم اليومية من القبض عليهم وتقديمهم للعدالة، ولا يرتاحوا بالخارج بالأموال المنهوبة المسروقة الحرام ويدعموا الطحالب العملاء ذوي الوجوه والأقنعة المزيفة بالداخل لخلق الفتن ضمن الدسائس والفتن ، طمعا فى الرجوع يوما وحكم الوطن من جديد.
                    قفل باب الصرف لجميع الأبواب المشكوك فيها السابقة ، الا بعد الفحص القوي والتأكد التام أنه لا تزوير في المستندات المقدمة للتسديد ، والمنع التام للعلاج بالخارج على حساب المجتمع منعا لهدر الاموال في تزييف الفواتير والإعتماد لها بأرقام عالية مذهلة من أجل السرقات والحصول على الفروقات الكبيرة مهما كان الأمر .

               العلاج داخل الوطن وإستقدام الأطباء المهرة والمعدات وتوريد الدواء الجيد الثابتة صلاحيته حسب المعايير الدولية إلى ليبيا ضمن المراقبة الدقيقة،  مهما كلف من وقت ومال ، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول الفساد والإفساد والحصول عليه بطرق دنيئة وسرقات وتهريبه للخارج لدول الجوار لقاء الكسب السريع ، حتى تصبح ليبيا مستقبلا منارة ومركزا للعلاج .
             بدلا من السفر المضني والتعب والمعاناة للمريض والصرف والإنفاق الكبير في دول الجوار والعالم ، بدون فائدة ملامين وسمعتنا كليبيين في الحضيض فى التأخير للدفع للفواتير مع أننا دفعنا البلايين من الدولارات معظمها هدرا وسرقات وليس الملايين خلال اربعة سنوات الماضية فقط على العلاج .
                تقليص العدد الكبير من الموظفين في السفارات والقنصليات والمكاتب الخارجية العديدة بالدولة في جميع المجالات الذين يعدون بالآلاف الآن نظير الواسطات والتجاوزات على كاهل خزينة المجتمع، مما ضاع الجيد وسط العاطلين الجهلة بمعايير السلك الدبلوماسي والأعراف الدولية والموفد للوظيفة والمنصب السياسي بعد النجاح في العديد من الامتحانات ، ضرورة الإلمام بأمور كثيرة ذو خبرة في اللغات والثقافة العامة والكياسة في الادب والفهم والذوق في اللباس، حتى يصبح لنا كليبيا وليبيين شأن و كرامة وليس مثل الآن في الحضيض نعاني في الكثير من الغير صالحين للمهام  .
                    التركيز على العلم وبناء الجامعات والمعاهد والمدارس والدفع المجزي للأساتذة والمدرسين الأكفاء حتى يعم النور وتظهر مع الوقت آجيالا متعلمة على اساس ونشر الثقافة في المجتمع ضمن برامج علمية وآعلام هادف ضمن القنوات المرئية والشبكات العنكبوتية ، تدعو للسلام والولاء للوطن حتى مع مرور الوقت تتحضر النفوس وتسمو مما يزيد التقدم ونفوز وننجح .
                  التركيز على الرياضة من جميع الألعاب من الفروسية وكرة القدم والسلة والطائرة والسباحة وغيرها من الألعاب ، وإنشاء نوادي جديدة على الطرق الحديثة ، والتدعيم والتشجيع القوي بالمنح والمال ضمن الأصول والدراسات حتى تمتص طاقات الشباب ضمن الدورات الرياضية العديدة المتواصلة المحلية والعالمية ، والتنافس الشريف للفوز بجدارة ضمن جوائز ومكافئات عالية ، حتى لا يفكرون في المهاترات والتراهات الضارة ، ولا يجد أدعياء الدين ذوى التزمت والخراب أرضا خصبة لغرس الأفكار الهدامة بحجج الولاء للدين والجهاد في سبيله على أخطاء بدون اساس سليم والذي نحن نعاني منه الآن.
                 التعاون مع العالم الحر في إحلال السلام والسعي إلى الخير وعدم التزمت والتشدد الديني الزائف فالدين لله تعالى والوطن للجميع ، ضمن الأمن والأمان والعدل والقانون ، والتركيز على التجارة الحرة والاستثمارات داخل الوطن حتى ينهض الجميع فأساس الحضارة والثقافة لأي شعب عريق ، الاختلاط والمزيج مع الشعوب الاخرى المتقدمة في العلم والثقافات .
                    الكثير من الملاحظات والامور التي لم تذكر في هذه المدونة ، سوف تذكر في مدونات أخرى مع الوقت كورقات عمل للدراسة ، اذا أردنا الفوز والنجاح والنهوض بالوطن إلى أعلى المستويات مع المجتمع الدولي حيث ليبيا مهما مرت بمآسي ومعاناة على جميع الصور والمستويات التي يقشعر منها جلد الإنسان المواطن الوطني المخلص من الدمار والخراب الذي يأبى ان يكون طرفا رئيسيا او مشاركا في الصراع بأي  طريقة كانت نظير الفتن والطمع والقتل والدم.
               لها يوما بإذن الله تعالى تتوقف المجازر والمآسي وكأنها لم تكن يوما قائمة . ومع الوقت والمصالحة الوطنية ، والتعويض المعنوي والمادي للضحايا والأخذ باليد ضمن برامج إنسانية هادفة ، تندمل الجراح ونتجاوز الأحزان بالسمو والعمل الجاد الهادف من أجل مستقبل زاهر واعد .

               مع العلم أنني لست عنصريا ولا ضد أي أحد كان. ناضلت وكافحت من اجل ليبيا معارضا لنظام القهر القذافي بالجهد والمال في السر والعلن ، ودفعت الثمن الغالي من الزحف والتأميم والسجن عدة مرات وعشرات التحقيقات المضنية في ليبيا ودول العالم ، والمطاردات ومحاولات الاغتيال والتصفية الجسدية العديدة التي نجوت منها بفضل الله تعالى ورضاء الوالدين ، والعيش في الغربة وضيق ذات اليد في بعض الاحيان حتى عجزت عن أبسط الامور للحياة والعيش الكريم حوالي أربعة عقود من السنيين ، أكثر من ثلثي العمر في النضال والكفاح حتى أصابتني الامراض العديدة نظير الضغوط والمعاناة والتحديات من أجل البقاء حيا موفور الكرامة رافعا الرأس ، آليت على النفس أن أكون جنديا مجهولا مع الآلاف المناضلين المغمورين الوطنين من أبناء الوطن في الخفاء والسر، لا أريد جاها ولا مركزا عاما ولا مال. فأنا الآن في شتاء العمر ، يهمني مآل ليبيا هي أمي وأنا أحد أبنائها الغيورين ، بودي مشاهدتها طالما أنا حيا أرزق في أحسن حال وهي ترفل في العز والسعادة ضمن السلم والسلام والأمن والأمان للجميع مع دول العالم الحر في أقرب وقت كان ، حتى ترتاح النفس أن تعبنا وكفاحنا ومعاناتنا لم تضيع هباءا منثورا بدون فائدة للوطن والجميع من أحفادنا وأجيالنا القادمة بإذن الله عز وجل، طالبا داعيا الرب تعالى أن يحقق الأمنيات والحلم قبل الرحيل ... والله الموفق...                         

               رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...

Saturday, May 9, 2015

ليبيا 36

 بسم الله الرحمن الرحيم

ورقة عمل ( الحلول 1)


 يؤسفني مآل ووضع وطننا ليبيا الحالي نتيجة الصراع والدمار والخراب الذي حل فيها ، خلال الأربعة سنوات الأخيرة العجاف منذ النصر وسقوط النظام الجائر القذافي ....الدم الذي أريق من جميع الأطراف المتناحرة ، بلا حساب ولا عدد ، الزمام واللجام فلت من الايدي الوطنية نظير الضعف،   والوحش الرهيب الكامن بالنفوس طوال السنوات العجاف من حكم القهر والظلم،  أصبح طليق السراح، من غير ردع ولا واعز ضمير ولا جبين يندى ، بدون قيد ولا قيود تحد وتمنع، عاث الفساد في الحرث والنسل نظير الطمع وشهوة الإمتلاك بدون وجه حق .
             تحتاج إلى رجال أقوياء القلوب ذوي عزم و شجاعة،  جرأة وحكمة،  وطنيين أصيلين جذورهم العائلية نابعة منها منذ مئات السنين حسب المثل الشعبي الذي يقول (مايحك جلد الانسان إلا ظفره) لأنه يعرف موقع الألم للحك عليه بسرعة... يحتاج الوضع إلى خطوات قوية وبتر من الجذور لبعض المجرمين حتى لا يستحفل الداء ولا ينتشر أكثر ويتوقف وينتهي الألم ويتم العلاج الشافي ويرتاح الجميع من النزيف المستمر والمرض .
             العلاج الشافي من الممكن أن يفسر بتفسيرات عديدة شاذة غير مألوفة من الكثيرين من فرسان وسليطي اللسان المنافقين بالإتهام بالإفراط في القوة والانتقام ، حيث نعيش الآن  ونمر بحالة إستثنائية، إن أردنا الاصلاح والخروج من الأزمات المفتعلة من أشباه الرجال أدعياء الصلاح وهم المفسدون نظير الجهل والتعصب والتشدد طمعا في السلطة والمال والإستغلال بإسم الدين .... والدين بعيدا براءا منهم دنيا وآخرة ...  نواجه حربا شعواءا قوية على ديننا الإسلامي الحنيف وعقيدتنا المحمدية والتشكيك فيها للغير من شعوب العالم ، والإدعاء أنه دين عنف ودم نظير الاعمال البشعة من قطع رؤوس الضحايا والدم المباح ، حتى يتوقفوا عن الايمان والإعتناق والتوحيد ، ولا نتقدم ولا ننهض طوال الوقت ونحن ندور في متاهات العيش والرعب والخوف على الحياة من عدو متزمت متطرف ، همه القضاء على كل من يتحدى ويعارض ، بدون حق ولا عدل.
                الحرب والصمود بجميع الإمكانيات المتاحة حتى النهاية والموت في سبيل الحق ورفع راية الاسلام الحقيقي عالية ضد الإرهاب والردة ...  لا تجاوزات ولا عطف ولا رحمة ولا شفقة على الخوارج المارقين الذين أساؤوا لدين الاسلام بدون علم غزير ، يريدون ترجيع عقارب الساعة للوراء والحكم بأحكام السلف بالإرهاب والقوة ناسين متناسين ان العالم تقدم وأننا نعيش في عصر العولمة ، عصر التقدم والسرعة ، والدين الاسلامي وقرآنه الكريم العظيم صالحا لكل زمان ومكان ، دين ترغيب وحوار ومنطق بالعقل وليس الترهيب والعنف .
              الله عز وجل سوف ينصرنا على الضالين الظالمين ، حيث لا إرجاء ولا تهاون ولا حوار ولا سلام ولا أنصاف الحلول مع هؤلاء الطغمة الشريرة ، الذين لا يفهمون غير منطق القوة ، ضرورة تنفيذ التدابير القوية للقضاء عليهم مهما كلف الامر من تضحيات وضحايا ، بصرامة وعنف ضمن خطوات عديدة قوية للفوز والنجاح في الحرب الدائرة ضد الشر بالحق والعدل والإنصاف .
             الأمور كثيرة للإصلاح والصلاح وممكن التنفيذ والفوز والنجاح بوجود العزيمة والهمة من رجال صادقين لهم ولاءا حقيقيا وليس نفاقا وحبا للظهور ، حب المراكز وشهوة السلطة والاستغلال ، والبدأ بالأهم قبل المهم وعلى رأسها الإعتماد والتصديق والعمل بموجبه بسرعة ، الدستور السابق أيام العهد الملكي والذي عطل العمل به من قبل النظام السابق عندما قامت ثورة الفوضى وحكم الجماهير يوم 1969/9/1م ، مع إلغاء بعض المواد الخاصة بالمؤسسة الملكية وصلاحيات الملك ، حتى تنطلق المسيرة بدل تضييع الوقت في مهاترات وقيل وقال ومجادلات ونحن في أمس  الحاجة إلى أساس نستند عليه في الحكم والتطبيق والتنفيذ وتستمر الحياة العملية إلى ماشاء الله تعالى .
              إعترفنا بعلم الاستقلال وبالنشيد الوطني منذ اليوم الاول للتمرد والثورة يوم 17 فبراير 2011 م وتركنا الاعتراف بالدستور الذي هو الاساس للحكم وردع الجميع من أشباه الرجال المنافقين الذين إستغلوا الفرص وطيبة الشعب وعدم الفهم والجهل السياسي ، ومن العدم أصبحوا في المقدمة زعماءا وقياديين ، مسؤولون مسؤولية تامة عن التلاعب والمهاترات وتضييع الوقت الثمين في الدراسات والإعتماد لدستور جديد من جميع ابناء الشعب ونحن الآن في خضم الهرج والمرج وثلث الشعب الليبي خارج الوطن لا جئين ، علينا العمل بالسابق مع بعض الإلغاء والتعديل مؤقتا لعدة سنوات حتى نخرج من الأزمات وتتضح معالم الطريق .
              تكوين مجلس وطني وإحياء لجنة الستين من الحكماء ورجال الوطن الأخيار المشهود لهم بالوطنية ذوي الخبرة والولاء يتولون أعلى السلطات التشريعية للبت في الامور وقيام حكومة بالانتخاب بشروط أهمها ان يكون ليبي الجنسية من الأبوين والجدود (حتى لا تحدث أخطاءا مثل السابق) وله سوابق مميزة في العمل الوطني ويقدم برنامج عمل واضح عن ماذا يريد ويرغب للتحقيق في حالة القبول والترشيح للمنصب للإعتماد، حتى تصبح الطريق معروفة وفي حالة التغيير او التجاوزات عن الأمر الذى تعهد به يفصل ويحاكم على الغش والتزوير .

              التركيز على بناء جيش وطني حديث على أعلى المعايير الوطنية بالتطوع والرغبة والولاء والانضباط الصارم حسب تسلسل الرتب يحافظ على الوطن من أي إعتداء غريب ونخرج من العقليات التافهة والصرف الخيالي العشوائي على شراء الأسلحة والمعدات التي الآن لا تتناسب مع العصر ولا العصور القادمة ، ولا تسييس للجيش مهما كان الامر يحتاج ، ممنوع منعا باتا التدخل في الامور السياسية المحلية الداخلية تحت أي ظرف كان للعسكريين بإسم الجيش ، مهمته الدفاع عن الوطن من اي عدو خارجي إذا حدث الامر والإعتداء وليس التدخل والحكم .
              بناء جهاز الشرطة على احدث الطرق الحديثة وتزويده بالمعدات المتطورة ودفع المرتبات والحوافز بسخاء فهم الاساس فى حماية المواطن والدولة من عبث الخارجين على القانون المجرمين ، حيث الشرطة وبقية الأجهزة الأمنية العيون الساهرة ، هي المقياس الحقيقي لنشر الأمن والأمان ، وصلاحهم صلاح المجتمع حيث هم العنوان والواجهة الأمامية للإستقرار والتقدم .
              الإستعانة بجميع الخبرات الوطنية للصالح العام والآخرين الأجانب وإعطائهم جميع الحوافز من مكافئات ومرتبات وتقدير وإحترام في العمل كمستشاريين وليسوا قياديين في إي مركز كان حتى يتم الحصر مستقبلا لذوي الجنسيات الليبية السابقة والتدقيق في إي تلاعب وتزوير في المستندات كما حدث بالسابق من كثير من المنافقين الذين تولوا مناصب رفيعة ولعبوا على الحبال ، أساؤوا وأضروا الضر الكبير بالوطن والمواطنين، ووقت الجد للحساب والعقاب تلاشوا من الصورة بإدعاءات باطلة انهم ليسوا ليبيين.
               قفل الحدود برا وجوا وبحرا ومنع الدخول والتسلل لداخل الوطن من أي شباب مرتزقة غير ليبيين أصليين بحجج كثيرة واهية للفساد والإفساد واللحاق بشرائح مجرمة بحجج الجهاد والذي يلقى القبض عليه متلبسا متسللا بأختام مزورة، يقع اعتباره مرتزقا وينفذ فيه القصاص الفوري بدون رحمة حتى يصبح عبرة ومثلا للغير ويستتب الأمان والأمن ... والله الموفق ...
                                                                                 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع ...

Saturday, May 2, 2015

الوطن العربى الإسلامى 35

بسم الله الرحمن الرحيم

اللعنة

               كل يوم نسمع ونطالع ونشاهد الأحداث المؤسفة في القنوات العديدة المرئية والشبكات العنكبوتية عبر النت، الكثير من الدمار والخراب والضحايا والدم الذي يحدث على جميع المستويات في وطننا العزيز ليبيا...  ونحن بالخارج لا حول لنا ولا قوة غير العيش في الهم والغم نتابع المآسي الحزينة غير قادرين على مد العون والمساندة حتى تتوقف هذه المصائب والمصاعب على الأبرياء من أبناء شعبنا الذين يدفعون كل يوم  الثمن الغالي، بدون حساب نظير التناحر والصراع .
                  تساءلت مع النفس حائرا ، ماذا فعلنا حتى سقطنا في مخاضة الرمال المتحركة ولا نستطيع الخروج مهما عملنا؟ كل حركة ومقاومة تزيدنا غرقا وهلاكا ، راجين رحمة الله تعالى حتى يتم الانقاذ السريع... ونخدم وطننا بالحق وبضمير و ننهض ونتقدم إلى الامام ويصبح لنا شأن ومكان مع الآخرين من الشعوب في العالم.
                وردت النفس بسخرية ولوم وقالت ياحاج لاتحزن ولا تحتار، الذي يحدث في ليبيا من خراب ودمار وقتل ضحايا ودم ، أمورا مسجلة في اللوح المحفوظ فى علم القضاء والقدر، لا يعلم الغيب الا الخالق الذي خلق ، ليبيا وشعبها عبارة عن حجر في لعبة الشطرنج العالمية ، ضمن الصراع بين الكبار على من يتحكم ويهيمن عليها ، ضمن مخطط عالمي ودراسات مبيته بمهارة حتى لا ننهض ولا نتقدم نظير الغرور والطمع ، إلى ان يشاء الله عز وجل ويتم التغيير بالنفوس المريضة والشفاء .
                 الهموم والتمرد والثورات والحروب في كل مكان  في الوطن العربي الإسلامي، الحرب الشرسة استعرت على الاسلام بقوة منذ الظهور والدعوة لهداية البشر بلا توقف،  قوى الشر والكفر تحاول الطمس والقضاء على النور بأى وسيلة ناسين انهم يحاربون الله عز وجل بدون أن يدرون ، ومهما عملوا خلال القرون العديدة من دسائس و حروب ومؤامرات مصيرهم الفشل والهزيمة والضياع.
              في عصرنا الحديث الثورات العديدة والانتفاضات طوال الوقت والتي احتاج إلى مجلدات للكتابة والتذكير بها نظير الصراع وعدم الفهم وتحكم الحكام من سلاطين وملوك ورؤساء في رقاب البشر بالإرهاب والقوة ... خنق الأنفاس وعدم الحريات للشعوب حتى وصلنا لهذه المستويات المتدنية بالقاع .
              بدأت الشرارة الاولى لعصر العولمة منذ تفجير أبراج التجارة في نيويورك 11 سبتمبر 2001م وموت الآلاف قتلى ضحايا أبرياءا مظاليم ، وتم الاتهام بالفعل المشين على تنظيم القاعدة الإسلامي المتزمت المتشدد في أفغانستان حتى لا ينمو ولا يكبر ويصبح شوكة مميته في حلق الغرب والشرق ناسين متناسين من كان السبب الاول في إحياء المارد حتى خرج وظهر للعلن.
              تكررت نفس القصة عن طريق الخداع وخطط الشر ودق إسفين الارهاب في قلب الامة العربية الاسلامية بحجج الدفاع والحماية والمساندة لدولة الكويت وتم الاحتلال والغزو للعراق التي ضاعت حضارة آلاف السنيين من السمو والابداع، نظير الأخطاء المكابرة والغرور ، التعنت وعدم الفهم للعبة السياسية القذرة والسقوط في شراك الخداع وأصبحت الآن بالمؤخرة ممزقة إلى أقاليم، بعد أن كانت دولة لها شأن وكيان يحسب لها الف حساب بالسابق.

               السودان الغنية بالثروات الرهيبة في قلب افريقيا أصبحت دولتين نظير التقسيم استجابة لمصالح البعض من القوى المحلية والدولية الخفية الغير مرئية في الوقت الحاضر ، والذي دفع الثمن الغالي الضحايا السودانيين من أبناء الشعب من الدولتين نظير الجهل والحمية ، العنصرية والطائفية ، متخذين من الأديان عناوين للصراع ، ناسين ان الوحدة والاتحاد والسلام بين الشعوب هو القوة الحقيقية للسمو والنهوض .
                  الحرب الأهلية الدامية تتواصل في سوريا منذ سنوات بدون توقف ولا نهاية ، ضياع الملايين من الارواح والمفقودين الضحايا والمهجرين على الحدود وفي أوطان الآخرين يعانون الضيق والمعاناة في أصعب الظروف الحياتية، نظير الاحتياج وقلة ذات اليد والجوع والبرد والخوف والرعب على عائلاتهم وأحبائهم الغير قادرين على النزوح والهجرة ، الخروج من الجحيم نظير الاشتباه والاتهام .
               ولن تتوقف المأساة بسهولة كما يعتقد الكثيرون مهما حاولوا بالمصالحة الوطنية ، فالصراع ليس من اجل الخلاص من حاكم ورئيس ونظام ، ممكن الوصول بالحوار إلى حلول مرضية ، الصراع الدموي من اجل البقاء والحياة لأطراف وشرائح وشعوبا مختلفة أخرى عديدة من الزوال من خريطة الشام إلى الأبد.
                  الحرب المستعرة في ليبيا والضياع بحجج إنشاء الدولة الاسلامية بالقوة ، وأشباه الرجال مستغلين الفرص في النهب من خزينة المجتمع بلا هوادة ولا توقف ، والجميع يتشدق، كل طرف يقول انه الأصلح وضاع الأبرياء وسط امواج الارهاب والعنف والدمار والكثيرون آثروا الهرب والنجاة بالنفس من خضم التناحر والصراع وعدم الأمن والأمان.
                  والآن معظم الليبيين الغير راضين عن مايحدث من دمار وخراب وسقوط الضحايا الأبرياء والدم والخطف للميسورين وطلب الفديات الفادحة ، والإيذاء والقتل بدون وجه حق ولا عدل ، والقادرين ماديا ، آثروا الهجرة والعيش في  الغربة بالخارج لا جئين ينتظرون الفرج ونهاية الاحزان وإستباب الأمن والامان يوما حتى يستطيعون الرجوع للوطن آمنين .

                 الحرب المستعرة الآن بين المملكة العربية السعودية والجيران دولة اليمن ، والذي الطرفان الأخوة يدفعون  الثمن الغالي من ضياع الأرواح والمعدات والدمار والخراب ، والتي لو تم تحكيم العقل والضمير بصدق وطهارة نفوس من الأطراف المتناحرة وهذه الاموال الرهيبة التي تستنزف كل يوم في الحرب الخراب والدمار وسقوط الضحايا الأبرياء من الجهتين ، لو صرفت وقدمت كمساعدات ومساندة في البناء والتشييد للإنسان. والاهم التعليم والمساواة والعدل للشعبين السعودي واليمني لتغير الحال إلى الأفضل بدل الدم والفساد والإفساد للحرث والنسل ... والنهاية جميع اللاعبين الأشرار الساعين والمؤيدين للحرب والدمار نظير المصالح والإستغلال من الطرفين سوف ينتهون ويتلاشون من الحياة بعوامل التقادم والزمن ، والبقاء للشعوب . 
               مهما حاولت ان اصل إلى فهم الوضع المشين وهذه الحروب والمهاترات التي تحدث في عالمنا العربي الاسلامي لم أستطيع المعرفة ، مهما حاولت الفهم ، وتساءلت مرددا سبحانك رب العالمين ، اللطف والرحمة والعفو من هذا البلاء المستمر بدون توقف ولا راحة ، كل يوم يحل في دولة اسلامية وعربية ، آملا أن يأخذ الآخرون، من الدول الاسلامية العربية دروسا وعبرا حتى لا يحل عليهم الدور ويسقطون في شراك الخداع يوما من الايام بدون رحمة ،نظير العواطف الجياشة والحمية الزائفة.
            هذه الشعوب نست الأمثال التالية:  "ان الحياة دورة تدور" و"الذي يتغدى بأخيك، سوف يأتي عليك  الدور ويتعشى بك ، أردت ام لا تريد"... متناسين حكاية الثورين الابيض والأسود والثعلب ، ضرورة التلاحم والاتحاد حتى لا نضيع ونؤكل بسهولة نظير الطمع.
            وتساؤلاتي للنفس هل هي لعنة إلاهية حلت على أكتافنا كعرب ومسلمين لأننا حدنا على الطريق القويم وتهنا في ملذات الدنيا وطرق الشيطان الرجيم؟ أو هذه الاحداث الدموية اليومية عبارة عن دروس وتطهير ومرحلة من مراحل التقدم ، ضرورة دفع الثمن حتى نتعلم وتقديم الدم والضحايا البشرية لتطهير النفوس من الشرور بهذه الطرق المؤسفة كما كان يفعل الجهلة منذ آلاف السنين؟
              والسبب الطمع والجهل بالنفوس وعبادة المادة الأصنام من دولار ويورو وذهب ، عبادة الحكام وهم بشر، عبادة الذات والنفس وهي لا تساوي اي شئ ذرة من الذرات تسبح في فلك وملك الخالق الذي خلق ، تسلط وهيمنة البعض الأقوياء على الآخرين الضعفاء ضمن مفاهيم ومقولات تتراءى أنها جيدة مثل وضع السم الزعاف في العسل ، والواقع باطنها ضررا وهلاك للغافلين الذين في الساحة السياسية لاعبين وهم لا يفهمون أصول اللعبة وليسوا ماهرين محترفين ولا كيفية الاحتكار يحاولون هزيمة الكبار ذوي التجربة المهرة بمرور السنين والخبرة ، مما سببوا الأضرار والهلاك للجميع .
                 نحن الآن في عصر العولمة ، تغير العالم وأصبح صغيرا وكل يوم يصغر بالإبتكارات والعلوم ، نحتاج إلى السمو والتحضر والعيش في الواقع ضمن السلام والأمن والأمان لجميع البشر ونتعلم أن العالم للجميع ولسنا وحدنا حتى نفرض الرأي على الآخرين بالقوة ، الوقت عبر الزمن هو الكفيل بالحلول.
              حيث صراع قاتل مميت بين الخير والشر بدأ منذ الأزل ولن يتوقف طالما توجد حياة على الارض إلى أن يشاء الله تعالى ، راجيا أنني شرحت خواطر النفس بشفافية وصدق وضمير لمن يتابع ويتعظ من دروس الحياة ويفهم المأساة التي حلت على أكتاف العرب المسلمين في كل مكان وبالأخص في الغربة من الشك والتشكيك أنهم وحوشا ارهابيين ، همهم القتل والدم ، وليسوا بشرا مسالمين ، من حقهم الحياة كراما مثل الآخرين من الشعوب ، الله تعالى يجازي من كان السبب في هذا الحال والمعاناة ... والله الموفق .

                  رجب المبروك زعطوط