بسم الله الرحمن الرحيم
اللعنة
كل يوم نسمع ونطالع ونشاهد الأحداث المؤسفة في القنوات العديدة المرئية والشبكات العنكبوتية عبر النت، الكثير من الدمار والخراب والضحايا والدم الذي يحدث على جميع المستويات في وطننا العزيز ليبيا... ونحن بالخارج لا حول لنا ولا قوة غير العيش في الهم والغم نتابع المآسي الحزينة غير قادرين على مد العون والمساندة حتى تتوقف هذه المصائب والمصاعب على الأبرياء من أبناء شعبنا الذين يدفعون كل يوم الثمن الغالي، بدون حساب نظير التناحر والصراع .
تساءلت مع النفس حائرا ، ماذا فعلنا حتى سقطنا في مخاضة الرمال المتحركة ولا نستطيع الخروج مهما عملنا؟ كل حركة ومقاومة تزيدنا غرقا وهلاكا ، راجين رحمة الله تعالى حتى يتم الانقاذ السريع... ونخدم وطننا بالحق وبضمير و ننهض ونتقدم إلى الامام ويصبح لنا شأن ومكان مع الآخرين من الشعوب في العالم.
وردت النفس بسخرية ولوم وقالت ياحاج لاتحزن ولا تحتار، الذي يحدث في ليبيا من خراب ودمار وقتل ضحايا ودم ، أمورا مسجلة في اللوح المحفوظ فى علم القضاء والقدر، لا يعلم الغيب الا الخالق الذي خلق ، ليبيا وشعبها عبارة عن حجر في لعبة الشطرنج العالمية ، ضمن الصراع بين الكبار على من يتحكم ويهيمن عليها ، ضمن مخطط عالمي ودراسات مبيته بمهارة حتى لا ننهض ولا نتقدم نظير الغرور والطمع ، إلى ان يشاء الله عز وجل ويتم التغيير بالنفوس المريضة والشفاء .
الهموم والتمرد والثورات والحروب في كل مكان في الوطن العربي الإسلامي، الحرب الشرسة استعرت على الاسلام بقوة منذ الظهور والدعوة لهداية البشر بلا توقف، قوى الشر والكفر تحاول الطمس والقضاء على النور بأى وسيلة ناسين انهم يحاربون الله عز وجل بدون أن يدرون ، ومهما عملوا خلال القرون العديدة من دسائس و حروب ومؤامرات مصيرهم الفشل والهزيمة والضياع.
في عصرنا الحديث الثورات العديدة والانتفاضات طوال الوقت والتي احتاج إلى مجلدات للكتابة والتذكير بها نظير الصراع وعدم الفهم وتحكم الحكام من سلاطين وملوك ورؤساء في رقاب البشر بالإرهاب والقوة ... خنق الأنفاس وعدم الحريات للشعوب حتى وصلنا لهذه المستويات المتدنية بالقاع .
بدأت الشرارة الاولى لعصر العولمة منذ تفجير أبراج التجارة في نيويورك 11 سبتمبر 2001م وموت الآلاف قتلى ضحايا أبرياءا مظاليم ، وتم الاتهام بالفعل المشين على تنظيم القاعدة الإسلامي المتزمت المتشدد في أفغانستان حتى لا ينمو ولا يكبر ويصبح شوكة مميته في حلق الغرب والشرق ناسين متناسين من كان السبب الاول في إحياء المارد حتى خرج وظهر للعلن.
تكررت نفس القصة عن طريق الخداع وخطط الشر ودق إسفين الارهاب في قلب الامة العربية الاسلامية بحجج الدفاع والحماية والمساندة لدولة الكويت وتم الاحتلال والغزو للعراق التي ضاعت حضارة آلاف السنيين من السمو والابداع، نظير الأخطاء المكابرة والغرور ، التعنت وعدم الفهم للعبة السياسية القذرة والسقوط في شراك الخداع وأصبحت الآن بالمؤخرة ممزقة إلى أقاليم، بعد أن كانت دولة لها شأن وكيان يحسب لها الف حساب بالسابق.
السودان الغنية بالثروات الرهيبة في قلب افريقيا أصبحت دولتين نظير التقسيم استجابة لمصالح البعض من القوى المحلية والدولية الخفية الغير مرئية في الوقت الحاضر ، والذي دفع الثمن الغالي الضحايا السودانيين من أبناء الشعب من الدولتين نظير الجهل والحمية ، العنصرية والطائفية ، متخذين من الأديان عناوين للصراع ، ناسين ان الوحدة والاتحاد والسلام بين الشعوب هو القوة الحقيقية للسمو والنهوض .
الحرب الأهلية الدامية تتواصل في سوريا منذ سنوات بدون توقف ولا نهاية ، ضياع الملايين من الارواح والمفقودين الضحايا والمهجرين على الحدود وفي أوطان الآخرين يعانون الضيق والمعاناة في أصعب الظروف الحياتية، نظير الاحتياج وقلة ذات اليد والجوع والبرد والخوف والرعب على عائلاتهم وأحبائهم الغير قادرين على النزوح والهجرة ، الخروج من الجحيم نظير الاشتباه والاتهام .
ولن تتوقف المأساة بسهولة كما يعتقد الكثيرون مهما حاولوا بالمصالحة الوطنية ، فالصراع ليس من اجل الخلاص من حاكم ورئيس ونظام ، ممكن الوصول بالحوار إلى حلول مرضية ، الصراع الدموي من اجل البقاء والحياة لأطراف وشرائح وشعوبا مختلفة أخرى عديدة من الزوال من خريطة الشام إلى الأبد.
الحرب المستعرة في ليبيا والضياع بحجج إنشاء الدولة الاسلامية بالقوة ، وأشباه الرجال مستغلين الفرص في النهب من خزينة المجتمع بلا هوادة ولا توقف ، والجميع يتشدق، كل طرف يقول انه الأصلح وضاع الأبرياء وسط امواج الارهاب والعنف والدمار والكثيرون آثروا الهرب والنجاة بالنفس من خضم التناحر والصراع وعدم الأمن والأمان.
والآن معظم الليبيين الغير راضين عن مايحدث من دمار وخراب وسقوط الضحايا الأبرياء والدم والخطف للميسورين وطلب الفديات الفادحة ، والإيذاء والقتل بدون وجه حق ولا عدل ، والقادرين ماديا ، آثروا الهجرة والعيش في الغربة بالخارج لا جئين ينتظرون الفرج ونهاية الاحزان وإستباب الأمن والامان يوما حتى يستطيعون الرجوع للوطن آمنين .
الحرب المستعرة الآن بين المملكة العربية السعودية والجيران دولة اليمن ، والذي الطرفان الأخوة يدفعون الثمن الغالي من ضياع الأرواح والمعدات والدمار والخراب ، والتي لو تم تحكيم العقل والضمير بصدق وطهارة نفوس من الأطراف المتناحرة وهذه الاموال الرهيبة التي تستنزف كل يوم في الحرب الخراب والدمار وسقوط الضحايا الأبرياء من الجهتين ، لو صرفت وقدمت كمساعدات ومساندة في البناء والتشييد للإنسان. والاهم التعليم والمساواة والعدل للشعبين السعودي واليمني لتغير الحال إلى الأفضل بدل الدم والفساد والإفساد للحرث والنسل ... والنهاية جميع اللاعبين الأشرار الساعين والمؤيدين للحرب والدمار نظير المصالح والإستغلال من الطرفين سوف ينتهون ويتلاشون من الحياة بعوامل التقادم والزمن ، والبقاء للشعوب .
مهما حاولت ان اصل إلى فهم الوضع المشين وهذه الحروب والمهاترات التي تحدث في عالمنا العربي الاسلامي لم أستطيع المعرفة ، مهما حاولت الفهم ، وتساءلت مرددا سبحانك رب العالمين ، اللطف والرحمة والعفو من هذا البلاء المستمر بدون توقف ولا راحة ، كل يوم يحل في دولة اسلامية وعربية ، آملا أن يأخذ الآخرون، من الدول الاسلامية العربية دروسا وعبرا حتى لا يحل عليهم الدور ويسقطون في شراك الخداع يوما من الايام بدون رحمة ،نظير العواطف الجياشة والحمية الزائفة.
هذه الشعوب نست الأمثال التالية: "ان الحياة دورة تدور" و"الذي يتغدى بأخيك، سوف يأتي عليك الدور ويتعشى بك ، أردت ام لا تريد"... متناسين حكاية الثورين الابيض والأسود والثعلب ، ضرورة التلاحم والاتحاد حتى لا نضيع ونؤكل بسهولة نظير الطمع.
وتساؤلاتي للنفس هل هي لعنة إلاهية حلت على أكتافنا كعرب ومسلمين لأننا حدنا على الطريق القويم وتهنا في ملذات الدنيا وطرق الشيطان الرجيم؟ أو هذه الاحداث الدموية اليومية عبارة عن دروس وتطهير ومرحلة من مراحل التقدم ، ضرورة دفع الثمن حتى نتعلم وتقديم الدم والضحايا البشرية لتطهير النفوس من الشرور بهذه الطرق المؤسفة كما كان يفعل الجهلة منذ آلاف السنين؟
والسبب الطمع والجهل بالنفوس وعبادة المادة الأصنام من دولار ويورو وذهب ، عبادة الحكام وهم بشر، عبادة الذات والنفس وهي لا تساوي اي شئ ذرة من الذرات تسبح في فلك وملك الخالق الذي خلق ، تسلط وهيمنة البعض الأقوياء على الآخرين الضعفاء ضمن مفاهيم ومقولات تتراءى أنها جيدة مثل وضع السم الزعاف في العسل ، والواقع باطنها ضررا وهلاك للغافلين الذين في الساحة السياسية لاعبين وهم لا يفهمون أصول اللعبة وليسوا ماهرين محترفين ولا كيفية الاحتكار يحاولون هزيمة الكبار ذوي التجربة المهرة بمرور السنين والخبرة ، مما سببوا الأضرار والهلاك للجميع .
نحن الآن في عصر العولمة ، تغير العالم وأصبح صغيرا وكل يوم يصغر بالإبتكارات والعلوم ، نحتاج إلى السمو والتحضر والعيش في الواقع ضمن السلام والأمن والأمان لجميع البشر ونتعلم أن العالم للجميع ولسنا وحدنا حتى نفرض الرأي على الآخرين بالقوة ، الوقت عبر الزمن هو الكفيل بالحلول.
حيث صراع قاتل مميت بين الخير والشر بدأ منذ الأزل ولن يتوقف طالما توجد حياة على الارض إلى أن يشاء الله تعالى ، راجيا أنني شرحت خواطر النفس بشفافية وصدق وضمير لمن يتابع ويتعظ من دروس الحياة ويفهم المأساة التي حلت على أكتاف العرب المسلمين في كل مكان وبالأخص في الغربة من الشك والتشكيك أنهم وحوشا ارهابيين ، همهم القتل والدم ، وليسوا بشرا مسالمين ، من حقهم الحياة كراما مثل الآخرين من الشعوب ، الله تعالى يجازي من كان السبب في هذا الحال والمعاناة ... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment