Saturday, August 9, 2014

خواطر الألم 2

بسم الله الرحمن الرحيم

            سبحان الله العظيم، يعجز اللسان عن الكلام والقلم عن الكتابة عندما المواطن الليبي يعرف ويسمع ويشاهد  القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية وهو يتابع في لهفة ورغبة حزينة ونفس أصابها الألم والفزع المفجع وبالأخص في الغربة، وضع الوطن الحزين الذي كل يوم يزداد الهم والغم فيه نتيجة الدمار والخراب، الصراع الأعمى الدموي بين الاخوة الأشقاء المواطنين على مواضيع أخذ بالثأر وتصفيات خاصة دنيوية أساسها حب السلطة والإستيلاء على الاموال بدون وجه حق بدون عمل ولا عرق جبين ولا جهد مهما كان...

            نتيجة تراكمات وأحقاد أربعة عقود ونيف من نظام المقبور القذافي السابق الجماهيري الذي مضى إلى غير رجعة بإذن الله تعالى إلى الأبد، وخلف ميراثا ثقيلا جميعه آلام وحزن نتيجة أطروحات جنون وتعاليم فاسدة في الكتاب الأخضر ضيعت الوطن ليبيا الحبيبة في متاهات عديدة إلى الآن، ونحتاج إلى سنين كثيرة مستقبلا حتى نتخلص من آثارها وتبعاتها الشريرة حتى ننهض ونتقدم.

              حيث صعب جث الفساد الذي أصاب النفوس على جميع المستويات والقضاء عليه بسرعة في وقت قصير بدون وضع مخططات ودراسات سليمة، والإستعانة بالخبرات ذوي الايمان والعزم الشديد للوصول للأهداف الجيدة، وأهمها اختيار   أولاة الأمور أصحاب القرار ان يكونوا رجالا صادقين طاهرين يعرفون طريق الله تعالى الهادي الذي يأمر بالعدل والإحسان والضرب بيد من حديد على المنكر بدون هوادة  ضمن قوانين عادلة صارمة.

             يعاملون الجميع ضمن العدل والمساواة لا فرق بين مواطن وآخر إلا بالحق والقانون وكل مواطن أجرم في حق المجتمع جرما كبيرا وثبت عليه بالدليل القاطع الجرم وقت التنفيذ أو شهادة شهود صادقين معترف بأماناتهم غير كاذبين، لا تضيع وقت في التعطيل والتأجيل والإرجاء في التنفيذ لقاء قوانين وضعية صادرة من عقول البشر مهما كانت لديها العلم والحكمة الخطأ وارد، "وياما في السجن من مظاليم ابرياء"  وقضاء الوقت الطويل في السجون مسجونين، يحتاجون فيه إلى حراسات وطعام ومصاريف عديدة بلا حساب لأنهم بشر ومن حقهم كسجناء رعايتهم بضمير ضمن الأصول.

              ونحن لدينا الدستور الإلاهي الكامل والشامل لجميع الامور الدنيوية، القرآن الكريم، الوحي الصادر من السماء من الله عز وجل، تنفيذ القصاص بالعدل ضمن أوامر الرب الخالق حتى يصبح المجرم عبرة لمن اعتبر ويتوقف الكثيرون عن إتيان وعمل الشر خوفا من القصاص العادل.

          لأن الخوف هو أحد الطرق لضمان الهدوء وعدم التعدي من كثيرين ذوي النفوس الشريرة التي لا ترتاح حتى تؤذي الآخرين، وفي نفس الوقت يضمن المواطن البرئ الأمن والأمان الذي هو الاساس للعيش والرقي والتقدم.

             لو تطلع الباحث الدقيق عن الامور المتشابكة والصراع الذي بدأ ولن ينتهي بسهولة كما يتوقع البعض في الوطن ليبيا، يحتاج إلى سنين عديدة حتى تتوقف المصائب وتنتهي المصاعب لأن الأساس الأصلي هو الفتنة القاتلة بين الشرائح المختلفة ولب الموضوع والصراع القاتل هو الحصول والتحكم في المال، دخل الوطن الرهيب من العائدات الضخمة للنفط والغاز.

               من وجهة نظري ليست الادعاءات بالوطنية والثورية من الذين كل من هب ودب ركب الموجة وأصبح من ضمن الثوار، ولا الولاء لله تعالى والوطن كما يتشدق الكثيرون وينفذون في الجرائم وقتل وإغتيال المواطنين بدون وجه حق ولا ضمير للوصول لأغراض معينة بناءا على أوامر من سادتهم الكبار، الذين يعبدون  الصنم الجديد والعياذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم.

                  المال الذي هو عصب الحياة والمحور الأساسي في التحكم والسلطة على الجميع، حيث ما يحدث الآن على الواقع من مجازر قتلى ودم وضحايا يوميا بلا عدد، نتيجة السعى الحثيث بجميع الطرق من دسائس وحيل للوصول لكرسي الحكم والقمة والنهب من قبل البعض، ناسين متناسين قدرات الخالق الله تعالى، الذي يمهل ولا يهمل مهما طال الوقت سوف تتم المحاسبة والعقاب عن أي عمل شرير يوما من الايام سواء بالدنيا ام بالاخرة...

                    قوى خفية عالمية تحيك  الدسائس والمؤامرات الخبيثة وكأنهم يلعبون في مباريات لعب شطرنج، البيادق والجنود هم الشعوب والبشر، لديهم خبرات سنوات عديدة في الفتن والشر، واللأسف الشديد بعض القوى الجهوية المحلية مهما أوتيت من فكر وعلم ووطنية تنفذ  المخططات ضمن المسارات المطلوبة كعملاء، سواءا عملاء متعاونين بقصد معروف ومبيت، أو بدون أي نوع من العمالة وبدون قصد ولا علم تنفذ  مخططاتهم الشريرة حسب مايترائ لها لتضمن وجودها وتفرض بقاءها وسير مصالحها الخاصة قبل العامة من خلال خضم الفوضى العارمة التي يمر بها الوطن الآن . 

               لقد ظلم الكثيرون نظير الصراع الدموي، وقدم ودفع الثمن الغالي الأبرياء البسطاء ضحايا اللعبة الذين ضاعوا هباءا منثورا نتيجة السلب والنهب المنظم بطرق يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها، تطبيقا لمقولة هيرودت الفيلسوف اليوناني عندما زار أيام الإغريق عاصمة منطقة الجبل الأخضر (شيريني شحات) منذ آلاف السنين وقال الكلمة المشهورة تاريخيا (من ليبيا يأتي الجديد).

              والسادة الكبار في الخفاء، السياسيين المهرة وأدعياء السياسة المنافقين للحصول على أكبر نصيب من الغنائم المنهوبة من خزينة المجتمع بدون وجه حق، يستغلون بساطة وبراءة الضحايا في الزج والتضحية بهم ببساطة في أتون النيران وكأنهم ليسوا بشرا مواطنين من حقهم الحياة والعيش كراما في وطنهم في غياب الضمير.

              بل زيادة الحطب على النار المتأججة حتى تزداد لهيبا وتنتشر الفتنة أضعافا مضاعفة وتزداد التحديات والصد والهجوم، وتقطيع أوصال المجتمع حتى يصبح الجميع في هرج ومرج من الخوف والرعب على حياتهم ولا يصبح لهم الوقت الكافي حتى يفكرون ويعرفون أسرار اللعبة الخبيثة التي تدار من قبل هؤلاء المارقين زعماء الشر والشرور.

                أليس هذا الامر المؤسف أن يحدث هذا الهرج والمرج ويستفحل الشر وتقام حمامات دم بلا عدد ونحن شعب قليل العدد نحيى ونعيش الآن في عصر العولمة والتقدم في مجالات عديدة، بنكبة ولعنة.

                 أليس هذا الامر بعدم رضاء من الله عز وجل، حتى سلط علينا شياطين الشر من الإنس والجان لنذوق وبال الأمر لأننا شعب عنيد سريع الغضب، شعب عواطف بدون تروي ولا تفكير في الأمر قبل البدء في الدفاع أم الهجوم دماء التحدي تجري في العروق، عسى أن نتعلم الدرس الرهيب من الدمار والخراب لمدن الوطن وسقوط الآلاف من الضحايا قتلى وجرحى معاقين ومرضى نفسانيين بلا حدود، ونعرف أسرار اللعبة الخبيثة، ونرجع لطريق الحق والصواب بقناعة وعن ضمير عسى ان ننال الرحمة والمغفرة ويزول الهم والغم... والله الموفق .

                 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment