بسم الله الرحمن الرحيم 

 يوم  الإربعاء 2011/6/1م

              تم اتصال هاتفي من قبل السيد مصطفى عبدالجليل  رئيس المجلس حوالي العاشرة صباحا  وأعطاني رقم الهاتف الخاص للسيد محمود جبريل رئيس الوزراء الاول في دولة ليبيا الجديدة بعد الثورة الشرسة على النظام الارهابي السابق، المعين من قبل  المجلس والمقيم فى الدوحة دولة قطر معظم الوقت، وأبلغني أنه اعطاه التعليمات بخصوص موضوع التقارب والتفاهم مع دولة تشاد وفي إنتظار حضوري للدوحة لوضع خطة العمل المناسبة  لمصلحة الدولتين، مما شكرته 

الساعة 12 ظهرا غادرت الفندق إلى مطار بنينا للسفر إلى تونس بطائرة الجرحى الساعة الثالثة  ظهرا  ولم يكن الوقت كاف  للتباحث في مواضيع البارحة مع الجوكر  والذي اتصل هاتفيا وأعطاني الضوء الاخضر بالموافقة على حضور البعض من الخبراء الأمريكيين الأساتذة في مثل هذه الأحداث  من ضمن شركة خاصة أمنية غير تابعة للحكومة  حسب ما يقول…للتباحث في كيفية العمل مع المسؤولين الليبيين على وضع خطط عسكرية لدعم وتدريب  الثوار والبعض من وحدات الجيش الليبي الموجودة بالشرق المنشقة  للدعم والحرب ضمن الثورة الشرسة وتزويدهم بالخبرات الاساسية للفوز والنجاح  والتدريب والسلاح المطلوب  والمعدات الالكترونية التي تراقب عن طريق القمر الصناعي  جميع التحركات والإتصالات  لكتائب القذافي المحاربة  وركب القذافي نفسه شخصيا تحت المتابعة وهو ينتقل ويهرب من مكان إلى آخر خوفا من الرصد وإلقاء القنابل عليه في اي مقر يكون به…  وأين مواضع الخلل والفراغات حتى يتم القبض عليه أو سحقه بسواعد ليبية !!! 

لم يكن الوقت كاف لأنني لا أريد تأجيل الرحلة الجوية إلى تونس حتى لا أتأخر عن الوصول للدوحة ولا تتعطل المباحثات وتفشل في التحييد مع دولة تشاد حتى نحمي ظهورنا وبالأخص المنطقة الشرقية من أي إختراقات من أزلام  وطحالب النظام  وعملائهم من المرتزقة الافارقة والآخرين .

اتصلت هاتفيا بالعقيد البحري ( ف م )   وقلت له  أنني اريد الحديث  معه في امر مهم خاص في سرية تامة، قبل السفر لأنني لا اريد تعطيل المواضيع حتى الرجوع من الرحلة التي ممكن تأخذ كثيرا من الوقت في الغياب بالخارج ! مما تفهم الموضوع،  ووصل بسرعة إلى المطار ومعه معاونه رامي لاستجلاء الامر

 اجتمعنا خارج القاعة المزدحمة بالركاب العديدين والذين انا متأكد ان البعض منهم عملاء  ازلام وطحالب مؤيدون للقذافي في السر ولا اريد اي احد ان يسمع الحديث او يشك في اللقاء، ولم أوضح له الامر برمته وأنني بحاجة إلى استقبال بعض الخبراء الأجانب وبعض المعدات الضرورية  لمساعدة الثورة والثوار ومساندة المجلس الانتقالي  للدخول إلى ليبيا عن طريق البحر في مهمة سرية بدون ان يعلم  اي احد من الفضوليين الآخرين

وكان متجاوبا جداً في سبيل الدعم للقضية وقال ليس لديه مانع من التعاون الكامل بأي جهد ومساندة بشرط الموافقة  من القيادة التى يتبعها رسميا  من اللواء خليفة حفتر وانه على أتم الاستعداد لاستلامهم في عرض  البحر خارج المياه الإقليمية والتوصيل للرجال او اي دعم ومعدات إلى اي مكان على الشواطئ الشرقية   بدون ان يعلم اي احد المهمة التى هو مسؤول عليها… المطلوب تحديد نقطة اللقاء في البحر .. مما شكرته وأكبرت فيه الشجاعة ونبل النفس والتضحية في 
سبيل القضية حتى تصبح دولتنا ليبيا حرة أبية.

طمأنته وقلت له لا أعمل أي عمل خلف الظهر لمصالح شخصية خاصة بي وسوف آتيك بالموافقة في حالة تم الاتفاق مع الشركة في امريكا وموافقة الحاج مصطفى رئيس المجلس حيث أتعامل معه بصفة شخصية سرية للمصلحة العامة ولا اريد الظهور في العلن حتى لا تحرق أوراقي واًصبح مراقبا  واطارد من كثير من الاجهزة  العربية والاجنبية  التي لها اجندات وأطماع  في ليبيا 

وضعي مناسب جداً للعمل السري  لصالح القضية في صمت حيث أعرف بعض المسؤولين الجدد الذين في الصدارة بالدولة معرفة شخصية، والحمد لله تعالى الثقة الغالية  متوفرة، ولست بمنافق  أسعى لمصالح شخصية، ولم اعمل مع النظام بالسابق  مثل ما عمل الكثيرون  من أشباه الرجال الحاليون في المقدمة والصدارة الذين لهم أطماع ومصالح للحكم يطبقون أجندات دول اخرى وهيئات وحركات أجنبية لا تمت للشعب الليبي بصلة 

ولست مؤهلا  نفسي للقيادة  ولا لدي أية اطماع بان أتولى أى  منصب رفيع فى الدولة الجديدة… ولدي الغطاء المهم كرجل اعمال، وأستطيع العمل بسهولة لأنني غير محتاج ماديا للتحرك السريع حتى انتظر مصروف وميزانيات كبيرة من تلاموال مثل الاخرين الموفدين في مهمات رسمية والتي معظمها في جيوبهم لا ترجع للخزينة !!! 

لدي مؤهلات كثيرة ونعم لم تتاح للكثيرين غيري … أهمها حرية السفر إلى اي  مكان ارغب حيث لدي جواز سفر أمريكي ولا احتاج إلى الحصول على تأشيرات للدخول لعواصم عديدة وبالأخص في اوروبا حتى أتعطل 

صعدنا الطائرة المقلة لكثير من الجرحى والمعاقين  والرحلة  الجوية كانت سلسة مريحة والطائرة عتيقة أكل عليها الدهر وشرب ولكن حمانا الله تعالى ووصلنا إلى مطار تونس العاصمة قرطاج بسلامة وبعد اجراءات الدخول واستلام الحقائب اخذنا سيارة أجرة ورأسا الى فندق الشيراتون للإقامة والمبيت، حيث النزلاء خليط بين الاحرار المناضلين المؤيدين للثورة، والأزلام الطحالب الذين ضد الثورة مؤيدين للقذافي اللعين وآخرين من رجال الإعلام الذين يتابعون ثورات الربيع العربي في تونس وليبيا، والجميع يقيمون هناك يعملون كل حسب اتجاهه  وكل فريق يتجسس على الاخرين فى صمت فى الخفاء بلا ضغائن ولا مشاكل شخصية من تهديد واعتقالات  أو إغتيالات…
تم اتصال هاتفي وجاء السيد ( م ع )  الذي كان مقيما في تونس قبل اندلاع الثورة التونسية  بفترة  يعالج ابنه الصبي المقعد الذي توفى إلى رحمة الله تعالى بعد فترة من وصوله وتم دفنه هناك،  وزوجته المريضة التي كانت تعاني من مرض غريب غامض  طال علاجه

وصل إلى الفندق  لزيارتنا وأصر على دعوتنا على وجبة عشاء عنده فى البيت المؤجر والمقيم فيه لوحده مع احد الأبناء الشباب، ولم ارفض حتى لا يغضب ويعتقد أنني متكبر متعجرف ليس في المستوى حتى أحضر 

ذهبنا معه للبيت في احد الاحياء الشعبية  في عربة أجرة  وكانت جلسة طويلة وتعرفت  على احد ابناء العمومة التواجير الذين يقيمون في بنغازي ( إبن عبد الحميد التاجوري ) الذي حضر…  وعشاءا جيد مكرونة ليبية ( إمبكبكة ) وسهرة لطيفة والعودة للفندق منتصف الليل مرهقين من تلاحق الاحداث ولشراء التذاكر والحجز  عن طريق  الحاسوب النت محاولين السفر بالغد

يوم الخميس 2011/6/2م   
تمت اتصالات هاتفية عديدة  إلى امريكا فى الفجر مع فارق الوقت، احدهما إلى السيد ياسين الوسيط في التقارب والصديق لسفير تشاد السيد محمود بشير  وأعلمته بالموضوع وأنني عن قريب سوف اصل إلى امور جيدة بخصوص التقارب والزيارات بين الأطراف الليبية والتشادية ونضمن الاعتراف بالمجلس المؤقت ونحمي ظهورنا من العبث من أي أزلام وطحالب يحاولون ضربنا والطعن  من الخلف بمرتزقة من افريقيا وقيادات من  دول اوروبا الشرقية وروسيا … مما  وافقني الرأي 

تحصلنا على رحلة الى الدوحة رأسا من تونس العاصمة وحجزنا التذاكر وغادرنا الضحى الى المطار للسفر ورحلة جيدة سلسة على  الخطوط الجوية القطرية درجة رجال الاعمال لان الرحلة طويلة عدة ساعات ووصلنا الى الدوحة سالمين واجراءات بسيطة فى الجوازات والأمن  من غير تعقيد مثل مايحدث فى دول عربية كثيرة 

كانت بالمطار قريبتي السيدة ( ف )  خالة الأولاد زوجة القبطان الطيار ( ف ف)  فى الانتظار بالمطار ومعها إبنتها فدوى الشابة  وأقلتنا بسيارتها الى فندق ( تاج ريان ) حيث كان بالصدفة مؤتمر بالدوحة في الايام القادمة يحضره الجميع من مسؤولين العالم لتحديد وضع ليبيا،  ومعظم الليبيين القادمون من الامارات والبعض من الخارج مقيمون هناك كضيوف  على حساب دولة قطر 

شاهدت بالردهة مصادفة الرفيق المناضل السيد نوري الكيخيا ، الذي أعرفه منذ مدة طويلة وسلمت عليه ولم أتمكن من مصافحة الكثيرين الجالسين بعيدا في الصالونات على الكراسى الوثيرة يتحدثون  ويتناقشون بقاعة الفندق والتعرف عليهم حيث كنت مرهق وبحاجة الى الراحة والنوم حتى لا أسقط من التعب

يوم  الجمعة 2011/6/3م 
يوم الجمعة عطلة نهاية الاسبوع دائماً لدى يوم مقدس أحاول قدر الإمكان الذهاب الى اى جامع بيت من بيوت الله تعالى وأقوم بتأدية الصلاة مع الجماعة ولا أتأخر مهما كانت الظروف الا لمرض غير قادر على النهوض او السفر…
جهزنا انفسنا وطلبنا من الفندق على عربة أجرة  لتقلنا الى اقرب جامع حتى نحضر الخطبة والصلاة ، وعندما خرجنا من الباب الرئيسى للفندق شعرت كم كان الطقس قائض شديد الحرارة  بصعوبة التنفس ونسيت عندما أوصلنا السائق الى موقف الجامع عبر البوابة ان نطلب منه الانتظار او الحضور ليرجع بنا بعد الصلاة وكانت غلطة عفوية

دخلنا الجامع وقد نسيت إسمه لم أتذكره الآن … وكان واسعا به ثريا للأضواء حلقة كبيرة مما مميز،  له جو خاص روحانى وكان شبه فاضى لأننا حضرنا قبل معظم المصلين لأننا لأ نعرف ميعاد الآذان والصلاة فى الدوحة   ومازال الوقت بدرى، وقمت بصلاة ركعتين لله تعالى تحية للجامع حيث بالنسبة لى اول مرة  يصادف  وجودى  يوم جمعة بالدوحة 

جلست على كرسي بجانب الحائط في احد الأركان  واخذت كتاب القرآن الكريم وبدأت فى تلاوة بعض السور الكريمة فى السر وإستغرقت فى التلاوة وكل مرة يدخل البعض من المصلين حتى اصبح العدد كثيرا ولكن لم يبلغون المنتصف

كانت الخطبة من احد الشيوخ القطريين  جيدة جميعها شرح كبير ونصائح غالية من صميم الدين الإسلامى عن التسامح والعفو وعدم الغضب حتى لا يخطأ الانسان فى القول أو الفعل وعندها يندم  وان الانسان المؤمن الصادق يحب لأخيه الانسان كما يحب لنفسه حتى يعيش فى قناعة مطمئن البال

بعد تأدية صلاة الجمعة خرجنا ولم  تكن أية عربات أجرة فى الموقف لتوصيلنا الى الفندق مما أصبحنا فى ورطة… وانتظرنا واقفين ولم يهتم اي احد من المصلين بوقوفنا  كل فى حاله…  يركبون فى سياراتهم الفارهة ويغادرون حتى أصبحنا  الآخرين فى الموقف ،، وقلت لإبنى مصطفى المعاون  ان  نمشى فى هذا الطقس القائض حتى نصل البوابة البعيدة  ونطلب من الحرس ان يطلبوا لنا عربة أجرة بالهاتف 

مشينا مسافة فى الحر الى البوابة حتى تعبنا من المشى  ولم يهتم اى احد حيث بين الفينة وأخرى تمر عربية مسرعة ، وأخيرا وصلنا  غرفة البوابة المقفلة المكيفة وقمنا بتحية الحرس  من خلال الزجاج السميك الذين كانوا باللباس المدنى وقلنا لهم أننا نريد سيارة أجرة  مما فعلوا بسرعة… وسألونا من اي دولة عربية نحن ؟؟ وقلنا لهم من ليبيا الثورة… وتعاطفوا معنا وحاولوا تقديم مشروبات غازية لنا باردة ولكن إعتذرنا وشكرناهم على الدعوة .
أخيرا وصلت عربة الأجرة وشكرناهم على المعروف بادب وكياسة مما إستغربوا من المعاملة الطيبة، وكان السائق هنديا من العاملين في الخليج، وأوصلنا الى الفندق بسرعة 

جلسنا فى الانتظار حتى يأتى عديلى الطيار فيصل ليقلنا الى بيته حيث كنا مدعويين على وجبة غذاء  على الطريقة الليبية، ( رز أمبوخ ) حسب العادات فى المنطقة الشرقية وبالأخص ايام الجمع ،، ووصل عديلى الى الفندق وركبنا معه فى سيارته حتى البيت فى احد الضواحى بالدوحة وكانت العائلة فى الانتظار !!
قضينا وقتا جميلا فى تناول الطعام اللذيذ الشهى وجلسة مريحة فى استرجاع الذكريات الماضية عن ليبيا وعن الكثير من الاحداث التى مرت الحلوة والمرة، وعن الاحداث الحالية والثورة الشرسة العارمة وعن التكهنات ومتى تنتهى… ونحن لدينا كامل القناعات ان قوات القذافى الكتائب كل يوم يمر خاسرة فى جميع المواقع ، ونهايتها عن قريب

والقذافي له حلول عديدة إما سوف يهرب فى اللحظات الاخيرة الى احد الدول في امريكا الجنوبية او جنوب افريقيا  حيث لديه عروض كثيرة  من أصدقائه الحكام لإستضافته، او يقتل اثناء القتال شر قتلة من الثوار الذين يريدون الانتقام منه عن جميع الشهداء الضحايا  والدم الذي أريق بسبب التعنت وعدم التنحى عن السلطة برجولة ويعترف بالخسارة، او يتم القبض عليه ويقدم الى المحاكم ،
 أي حل من هذه الحلول الثلاثة الشعب الليبي عن بكرة أبيه راض، المهم ان نتخلص من الشيطان الرجيم ويتم التحرير وتقوم الدولة الجديدة على أسس وأساسات علمية ضمن دستور يحفظ الحقوق بالعدل والمساواة للجميع من أبناء الشعب لا تميز ولا فرق بين مواطن وآخر  الجميع سواسية تحت طائلة القانون…
تم اتصال هاتفي من مكتب رئيس الوزراء انه تحدد لى ميعاد المقابلة غداً السبت بإذن الله تعالى الساعة 11 صباحا بمكتبه وسوف يبعثون بسيارة قبل الميعاد لتقلنا من الفندق حتى المكان المطلوب  حيث محروس بوسائل مخفية حتى لا تحدث أية مصائب او تفجيرات . 

                 رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة