Saturday, June 1, 2013

شاهد على العصر 103



بسم الله الرحمن الرحيم 



        ودعت سعادة  السفير التشادي السيد محمود بشير الذي قام مرافقا لنا مودعا  حتى باب السفارة الأمامي، وكان السفير شخصية محترمة جداً يعرف الأصول الدبلوماسية لبقا في الحديث السلس الهادئ وسياسي مخضرم، وركبت السيارة وانا فرح مسرور سعيد  فقد توصلت بالحوار الهادف وبالمنطق الصادق إلى شرح قضيتنا العادلة وتحييد دولة تشاد بناءا على الوعد من سعادته بالنيابة عن الرئيس وحكومته  من أن لا  تتدخل في اي مهاترات أو مغامرات لصالح نظام القذافي ضد الثورة المجيدة في ليبيا نظير ثأرها السابق لإجتياحه لأراضيها في الماضي مما كانت أول خطوة عظيمة على طريق النجاح والنصر في المساندة والدعم للمجلس الإنتقالي المؤقت 

السحر بدأ ينقلب على الساحر القذافي  نظير الجبروت والمكابرة  والتسلط  والغرور ومعاملة الجيران بالخبث وتأليب البعض على البعض نظير الجهل وحب السلطة والأخذ بالثأر بين القبائل ومراكز القوة في دول عديدة نامية  مما جعلت الكثيرين في افريقيا يعيشون حالات صعبة من الثورات والانقلابات العسكرية والكثير من الدماء التي سفكت والأرواح التي أزهقت نظير شطحات وأحلام  المجرم القذافي الذي دس عيونه وجواسيسه في معظم الأوساط الافريقية … تسعى للعرقلة والتفتت بدل الوحدة والسلام والأمن والأمان   وصرف مليارات الدولارات واليورو سنويا  من خزينة المجتمع  بدون حساب ولا رقيب لكل من هب ودب من الأدعياء صيادي الثروات والسلطة.

في نظرنا كليبيين هو كان يطبق مخططات وأجندات لبعض القوى العظمى الخفية الغير معلنة من حكومات الظل سواءا بعلمه أو بدون علم ضمن مسار المخططات المدروسة الموضوعة من قبلهم للتحكم في  دول العالم الثالث الغير مسموح لها بالنهوض والتقدم بل طوال الوقت في الحضيض لمآرب خاصة حتى يستمر نفوذهم إلى ماشاء الله تعالى ويستغلون الخيرات الوفيرة التي تزخر بها أفريقيا البكر التي لم تستغل ولم تكتشف بعد،  لدولهم وجيوبهم الخاصة .

نحن كشعب ليبي عن طريق المجنون  نقوم بالعبء الأكبر وندفع المال الوفير ولا مصلحة لنا غير الاتهام والوصم لدولتنا ليبيا الوطن الحبيب  بالارهاب وكما يقول المثل الشعبي بدون اي دخل واستفادة مستقبلية،  لا ناقة لنا ولا جمل حتى نتدخل في امور الشعوب الاخرى  البريئة نريد قيادتها وزعامتها، ونحن أصلا كوطن بحاجة إلى تطوير شامل وبناء وتشييد للإنسان حتى نسمو ونتحضر ونتقدم للأمام

إنني مهما كتبت مسجلا الخواطر الجياشة الثائرة عن مدى الغبن والظلم والإستهتار من نظام القهر الذى تحكم في رقابنا وأخذ زهرة شبابنا طوال 42 عاما بالتطبيل والتزوير التزمير والإرهاب من حاكم مجنون أثبت جنونه على جميع المعايير في جميع تصرفاته الصبيانية، مما جعلنا في الخلف والوراء  سنوات عديدة نتمرغ  في الجهل والتخلف .

عشرات المآسي بل المئات والعالم الخارجي غير مهتم بما يدور من محن في ليبيا، المهم مصالحهم مضمونة ثابتة  تتقدم كل يوم خطوات للإمام وتزداد دخلا ونفوذا، إستيقظوا من الأحلام عندما الملعون القذافي رمى الورقات الواحدة وراء الاخرى  للخلف لتابعه السيد علي التريكي  وهو يخطب  يتكلم بجنون  غاضبا متحديا الجميع من على منبر الامم المتحدة بدون اخلاق ولا أدب مستهزءا بالجميع من ممثلي دول العالم .
مما في نظري دق المسامير الاخيرة في نعش نظامه الفاسد حيث شاهد العالم مدى الجنون في الوضيع وعرف كم كان الشعب الليبي يعاني من شطحاته وجنونه وهم غير مهتمين ضاربين عرض الحائط  بما يجري من مهاترات في ليبيا . 

 نحن كشعب ليبي  أبي حر بالسابق السنوات الاولى للإنقلاب الاسود سنة 1969 م  تخدرنا بالمسيرات والخطابات الثورية الحماسية والتحديات للغرب وإسرائيل  والمقولات الوطنية  التي ظاهرها تقطر بالعسل الشهي والواقع الباطن  ممزوج بها السم الزعاف القاتل حتى جفت بعروقنا وشراييننا دماء الحياة وطأطأنا رؤوسنا نظير القمع والعسف  لجميع حركات التحرر والقتل والذبح كما تذبح الشياه لرجالنا الاحرار أمثال الشهيد عمر  المحيشي الذي تم تسليمه من احد الدول العربية، أشقائنا نظير مصالح وتسويات.

الخطف بالقوة والدفع المجزي للبعض في مصر ملايين ملايين الدولارات للحصول والقبض على الشهداء المناضلين السيد جاب الله حامد مطر رفيق العمل والكفاح والسيد منصور الكيخيا الأخ الكبير و الصديق وغيرهم من رجال  ليبيا الذين ضاعوا ببساطة نتيجة  مؤامرات خبيثة ومال حرام تم قبضه  من بعض صعاليك الامة العربية المرتشين ابتداءا من الرئيس محمد حسني مبارك العجوز المتصابي وبعض رجال مخابراته المرتشين الذين ضيعوا هيبة مصر التي كانت قبلة أحرار الوطن العربي جميعهم  بالسابق .

أصبح يطلق عليها دولة تسليم اللاجئين السياسيين  لمن يدفع الثمن…  بعد غياب الرئيس محمد أنور السادات  الذي حسب منظورنا كمعارضة ليبية بطل لم نعرف قيمته حتى فقدناه، وقف معنا كمعارضة ليبية وطنية  وسخر جميع امكانيات مصر لخدمة القضية الوطنية متحديا القذافي المجرم في العلن، وأنا شخصيا شاهدا على كثير من المواقف الرجولية والدعم الغير متناهي عن طريق بعض رجاله الأكفاء الصادقين، بناء على أوامره… إبتداءا من فتح أبواب مصر على مصراعيها لكل ليبي حر أراد اللجوء و العيش في أمن وأمان على أراضيها، حتى لا تطاله أذرع القذافي الخبيثة وفرق الموت لللجان الثورية سواءا بالخطف أو الإغتيال والقصص كثيرة بلا حدود …

لا مصداقية ولا كلمة ومواثيق الشرف التي كانت بالسابق لدى  مصر الحرة التي  لها الهيبة والكلمة المسموعة في اوساط العرب،  بدلا من بلد ووطن الأمن والأمان إلى وطن سهل بالمال والرشوة  يسلمون الرجال الشرفاء اللاجئين . 

كلما تخطر بالبال هذه التفاهات والتراهات ازداد صمودا وتحديا وينتابني النشاط والحمية للعمل بجهد مضاعف والتضحية بالنفيس بالروح والدم من أجل الثورة المجيدة ثورة 17 فبراير حتى تفوز تنجح وتنتصر ونرتاح من هذا المجنون الطاغية المسخ…
إننا يوما من الأيام سوف نفتح الملفات السرية التي غطاها النسيان والغبار في الدهاليز وأرشيف المخابرات في دول عديدة، لنعرف ماذا حل بأبطالنا وكيف تآمرت بعض الدول العربية من أشقائنا عليهم نظير المصالح وقبض المال، فكل شئ معروف وموثق إلى أن يأتي اليوم الموعود وينتهى هؤلاء حكام ليبيا الآن… حديثى السلطة، الذين لا وفاء لهم ولا إمتنان لمن وثق بهم وأيدهم ونصرهم حتى وصلوا للقمة 

 هؤلاء الشهداء القتلى الأوائل طوال سنوات الكفاح من أول يوم  ضد الطاغية القذافي  الذين  من ضمن قوافل الشهداء والجرحى والمعاقين  لثورة 17 فبراير وكل من تضرر بطريقة او اخرى من ابناء الشعب الليبي طوال حكم اللعين… هم الذين فرشوا الارض بالورود والزهور نظير كفاحهم والتضحيات العديدة بجميع الصور   حتى وصل هؤلاء السادة الأدعياء لسدة الحكم بالمؤامرات والخبث والاستغلال للبسطاء تنفيذا لأجندات خفية، وليس عن طريق الإختيار الديمقراطي الحر،  بل عن طريق برامج محبوكة معينة وتفصيل ثياب جاهزة تتلاءم مع بعض  المرشحين أشباه الرجال الذين بدون شهادات نضالية بل قفزوا على الصفوف الأولى بدون وجه حق نظير عوامل عديدة، الراضين عنهم ضمن حلقات النفوذ حتى يفوزون  ويتحصلون على المراكز المهمة تنفيذا للأغراض الخفية سواءا عامة أو شخصية . 
يدفعون المليارات لخارج دولة ليبيا الجديدة بحجج السلف والترجيع والاستثمارات  نظير الإيحاء من القوى الخفية الدولية حتى يستمروا على كراسي الحكم ونسوا وتناسوا أنه مهما طال الزمن يوما سوف يغادرون السلطة ملعونين، لأنهم  نسوا تعمير ليبيا التي بحاجة إلى المصالحات الوطنية ولملمة الجراح والتطوير والبناء والتشييد .
تمت الموافقة  على دفع مبلغ ملياري دولارا كإستثمار  حسب ما تردد في الأنباء المحلية والعالمية  الى دولة مصر الجارة  التي لن ترجع الاموال  لا في المستقبل القريب ولا البعيد فدولة مصر في نظري بالوعة  مثل النشافة الذي تمتصه يضيع هباءا منثورا، أو كالبرميل الذي به عشرات الثقوب مهما حاولوا تعبئته بالماء حتى يمتلئ لن يمتلئ، مستحيل وغير ممكن من السرقات والنهب حيث الفساد إستشرى وعم .

كان الله تعالى فى عون الأبرياء أبناء الشعب الكادحين البسطاء المصريين الذين أكن لهم عظيم التقدير والامتنان من بعض التماسيح رجال الحكم الذين بيدهم القرار  الذين ينهشون ويأكلون معظم الهبات والمساعدات بالحرام والزاقوم، ولا يصرف على مصر الا القليل القليل بطرق خبيثة قانونية صعب متابعتها والتحقيق فيها  يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها، لأنهم أساتذة في الغش والتزوير، كان الله تعالى في عون الشرفاء الكادحين المصريين من هؤلاء مصاصي الدماء

إنني مهما كتبت لن أستطيع الإيفاء فأنا ليبي عربي مسلم  وطني من الألف حتى الياء حتى النخاع  تهمني ليبيا اولا، حيث وطني بحاجة ماسة شديدة  إلى التطوير والتعمير والبناء ولا نريد كشعب ليبي أن نهتم بأي صورة من الصور ولا نتدخل في هموم وسياسات أي دولة عربية أخرى جارة مهما كانت مصائبها واحتياجاتها وبالأخص الدول التي وقت الضيق والحاجة والمعاناة والثورة إستغلتنا أسوء إستغلال وضغط حكامها في الحصول على الاموال الوفيرة بحجج تافهة  أيام الحصار المزعوم المفتعل (قضية لوكربي ) ولم تساعد ولم تدعم ولم تساند بالفعل أيام ثورة 17 فبراير المجيدة

نعم لدينا مشاكل حدودية عديدة مع الجيران الآخرين من جميع الجهات فقد سلبت ليبيا من كثير من اراضيها ولم نمانع وقتها في ذاك العصر نظير الجهل والفقر وقلة عدد السكان وعدم استكشاف الثروات الخيالية بباطن الارض  وكل دولة  جارة سلبت البعض من الاراضي  بحجج كثيرة ومؤامرات دولية وأصابع شيطانية تدخلت وعمولات دفعت لجيوب البعض من المسؤولين الذين يتحججون بالوطنية والبعض منهم ما يزالون أحياءا يرزقون حتى الآن

إبتداءا من قضية ضم  أراضي حاسي مسعود للجزائر  التي لم تقف حكومتها معنا كشعب ثائر على الظلم أيام ثورة 17 فبراير المجيدة  بل ساندت الظالم القذافي اللعين حتى الآن … ونسوا وتناسوا ماذا قدم الشعب الليبي لهم من أفضال أيام نضالهم من أجل تحرير تراب الجزائر في الستينات، أيام ثورة المليون شهيد

قضايا عديدة منها الجرف القاري مع دولة تونس والتنازل عنه ببساطة،  وأراضي شريط أوزو مع دولة تشاد وترسيم الحدود مع دولة مصر حيث تصل  الأراضي الليبية   من رأس  المثلث  إلى رأس الحكمة بالقرب من الاسكندرية قبل الاحتلال الايطالي سنة  1911 م ولدى مصر بعض الاراضي بالصحراء الليبية القاحلة، تم الاتفاق بين المستعمرين الانجليز والإيطاليين على ترسيم الحدود ووضعوا الخط الوهمي من الشمال للجنوب  القائم للآن  بدون أخذ الموافقات على التعديل من أصحاب الارض الاصليين سواءا  الليبيين أو المصريين.

دولة مصر أكلت الاخضر واليابس ومازالت تتربص عن طمع في الحصول بدون وجه حق وتدعي ملكيتها لمساحات شاسعة أخرى من الاراضي الليبية في الصحراء بناءا على بعض تصريحات مسؤوليها التي في بعض الاحيان تطلق كإشارات ضوئية للتذكير … ونست إغتصابها للساحل الشمالي بسكانه العرب قبائل أولاد علي الليبية، والاراضي اراض ليبية مائة بالمائة تاريخيا وجغرافيا  حتى شهر اكتوبر سنة 1911م عندما احتل الايطاليون ليبيا… وكانت مصر ترزح تحت الاستعمار البريطاني مما تقدمت القوات البريطانية واحتلت حتي السلوم لتمنع تدفق الجيش الايطالي من الدخول والبقاء بالقرب من قناة السويس في ذاك الوقت… 

إنني لا أريد الاسترسال في التعبير عن قضايا حدودية  عديدة مدفونة مثل القنابل الموقوته جاهزة تريد أولاد حرام من أي جانب يتشدقون ويتحدون ويشعلون الفتيل يوما   حتى تنفجر وتؤثر على الجانبين الجارين  بطريقة او أخرى حيث الكاسب لاي قضية من الجيران خاسر على طول

نحن كليبيين مسالمين طلاب وحدة واتحاد نؤمن بالوحدة العربية ونسعى لها بكل القوة والعزم حتى تتحقق يوما من الايام على أسس صحيحة وقواعد سليمة مع جميع إخوتنا العرب ونلغي الحدود الوهمية التي خلقها الاستعمار غصبا عن الجميع،  فما بالك بالجيران الذين هم أجدر بالتعاون بدون فرض ولا هيمنة ولا شروط  من أي كان 

لدينا العزم والقوة والتضحية والفداء في حالة أي إعتداء من أي غاصب مهما كان … ولن نفرط في شبر واحد من ارض ليبيا  مهما كانت الأسباب ولو وقفنا لوحدنا ضد العالم والمؤامرات من القوى الخفية، طالما نحن على الحق والصواب 
الذي اريد قوله ان بعض الفئات في ليبيا نظير التهميش و الجبروت والعنجهية والجهوية  وعدم الرؤيا السليمة يعملون مدعومين من الخارج  ضمن أجندات محلية وخارجية  يحاولون إستغلال الفرص وضعف الدولة  الليبية في الوقت الحاضر وغياب الهيبة لديها،  تقسيم ليبيا بحجج الفيدرالية التي لم يفهموها ضمن المنطق والعقل … ونحن شعب ونسيج واحد تربطنا المواطنة والدين  والأخوة  والدم والمصاهرة وقوتنا في وحدتنا مع بعض.

يريد هؤلاء حسب مفهومهم تقسيم ليبيا الحبيبة  إلى دويلات قزمية  وترجيع الملكية مرة أخرى حتى يتزعمون ويصبحون على رأس السلطة وبالأخص المنطقة الشرقية،  ونسوا وتناسوا ماذا قدم أجيال شباب السنوسية الجدد بعد الإنقلاب الأسود منذ عام 1969 من نضال فعلي على الساحة، أيام سنوات النضال والمعارضة ضد الملعون القذافي طوال 4 عقود ونيف… حتى ندعم ونساند القضية وندفع بهم إلى الامام حتى الوصول للعرش. 


لقد حاولنا بالماضي عدة مرات وتمت الإتصالات بأبناء ولي العهد في ذاك الوقت في بدايات المعارضة في بدايات الثمنينات  بأن يقوم  برفع راية العصيان والتحدي للقذافي اللعين، والتقدم للمقدمة ونحن كنا مستعدين للمؤازرة والمناصرة وترجيع الحق الذي سلب وسرق في وضح النهار من الدعي القذافي .

وفوجئنا بالرفض التام وأنهم لا يفكرون في الرجوع للحكم والسلطة والحمد لله تعالى الشهود والوسطاء أحياء يرزقون أمثال الحاج الصابر مجيد الغيثي والسيد حسين سفراكس والسيد مفتاح بن عمران وغيرهم من الكثيرين الرجال الذين عاصروا الاحداث وقتها .

والسؤال الآن بعد الضيق  المعاناة والكفاح  النضال ونجاح  الثورة المجيدة  وقتل الطاغية وإنتهاء النظام من خريطة الوطن يريدون الرجوع وحكم الوطن؟؟؟ 
هل هؤلاء يحلمون ؟؟ أم أبناء الشعب سذج مغفلون؟؟ حتى يرضون بحكمهم مرة أخرى من جديد؟؟ إنني لا أعرف ولا أريد ان أعرف ؟؟ فقد غاب الضمير وضاعت المعايير. 
إنني أفخر بأن أسرتنا كانت من ضمن الاخوان والطريقة السنوسية الصادقة المبنية على الطهارة ونشر الدين التي لم تتلوث بالحكم والسياسة، فالوالد الحاج المبروك رحمه الله تعالى خاطر بالحياة في العديد من المرات من أجل ليبيا،  عمل وناضل وحارب مع الحركة السرية السنوسية في الدعم وتوصيل السلاح لمعسكر بومنصور (الدور) عدة سنوات… ونقل من وإلى الرسائل و الأوامر السرية من الأمير إدريس في المهجر إلى قائد الثوار البطل عمر المختار في الجبل الأخضر عبر بعض المناضلين في درنة أمثال القاضي رويفع قاطش والمناضل سليمان بن خيال والمناضل علي باشا العبيدي  ضد المحتل الغاشم الايطالي حتى إنتهت الحرب العالمية الثانية  وخسرت قوات المحور معركتها و رحل الإيطاليون إلى غير رجعة  عن الوطن عام 1945 م .

والعم الفقيه الحاج عبد الجليل زعطوط رحمه الله تعالى،   الذي درس  وتعلم في زوايا الجغبوب والكفرة وتخرج منها بدرجات عالية في حفظ القرآن والفقه والسنة، حكم عليه بالإعدام شنقا في مدينة المرج ونجى بقدرة القادر في آخر لحظة…  حارب تحت لواء سيدي أحمد الشريف مع المجاهدين ( المحافظية ) في معارك عديدة  وأصبح فقيها وقاضيا شرعيا من ضمن الشيوخ الذين أختيروا من قبل  إدارة السنوسية ايام الهدنة مع المحتل الإيطالي لتعليم القرآن واصول الدين الاسلامي في بعض المناطق بالجبل الاخضر في شحات وسوسة في العشرينات من القرن الماضي، ومنطقة توكرة حتى قيام الحرب العالمية الثانية مما رجع بعائلته  إلى مدينته درنة وإستقر بها حتى وفاته في منتصف الستينات. 

البعض سوف يتساءلون لماذا التشدد ؟؟ وليس بحكمة التطرف والمغالاة، ولا بسياسة جيدة المعاداة وبالأخص التعرض لدول  مثل مصر ومجموعات قوية متعددة تحت الأرض في الخفاء  مما يخلق الإنسان اعداءا كثيرين بدون ان يدري

ردي بسيط،  قول الحق والصدق بصراحة وعلانية وجاع ومؤلم، وأنا إنسان مؤمن بتعاليم الرب الخالق عن قناعة، مناضل طوال حياتي وهبت النفس للتحدي وقول الحق والصدق ولا اجامل فئة على اخرى نظير مصالح وقتية وطمع  فلست بمنافق ولا وصولي ولا أسعى إلى أي منصب أو  سلطة وهمية حتى أصل القمة ورأس الهرم،
آليت على النفس الصمود والتصدي لألاعيب الشيطان الرجيم والمهاترات السياسية وضبط النفس وعدم المكابرة والتسرع حتى لا أخطئ في حق المظاليم الغافلين من أبناء الشعب  لأنني أؤمن إيمانا تاما ان الحياة الدنيا عبارة عن جسر عبور لحياة أخرى طاهرة أسعى بكل الجهد ان  أكون موفقا ويرضى عني الرب الخالق وأصبح أحد روادها وضيوفها بالعمل الصالح حتى أفوز وأنجح دنيا وآخرة


                          رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment