بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلام
( 1 )
الإعلام من خلال المحطات الفضائية التي تبث الأخبار والنشرات والأفلام وغيرها يوميا بالعشرات والمئات عبر القنوات المرئية، ووجود الحاسوب و مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر، والهواتف النقالة و الذكية والكتب والصحف والمجلات للقراءة لا يمكن الإستغناء عن بعضها بأية صورة من الصور وأصبحت جزءا من حياتنا اليومية في الوقت الحاضر عصر العولمة والتقدم ... لنكون على إطلاع دائم ونتابع أولا بأول الأحداث في العالم الفسيح...
الإعلام يوجد فيه الخير والشر و في صراع لا ينتهي، الخير في تقديم الكثير من البرامج الهادفة والعلمية للدارسين و لغير المطلعين، مما يساهم في تقدم الفكر في مجالات عديدة لمن يحسن المتابعة والإطلاع بتمعن وفهم ويتابع الأحداث بإهتمام و يحسن فرز السمين من الغث... و الشر، المبرمج والموجه لخدمة أغراض معينة و غسيل مخ المشاهدين و توجيهم بفن ودراية إلى مفاهيم كثيرة خاطئة خدمة لمصالح معينة ضمن لعبة الشطرنج الدولية لصالح القوى الخفية التي تعمل في الظلام ، من وراء الستار في الخفاء، لحكم الشعوب الضعيفة عن طريق التوجيه المعد بإتقان و كثرة الترديد حتى ترسخ بالأذهان أنها صواب وليست شائعات وأكاذيب من خبراء ذوي عقول نوابغ أساطين وأساتذة في الشر في نصب المكائد و الفخاخ للضحايا الغافلين...
الكثيرون منا لا يعرفون التمييز بين الصحيح والخداع والتوجيه بإتقان وتهيئة الرأي العام و ضمان الشعوب في تأييد مخططات الشر كذريعة للإستفزاز والغزو، مستغلين الآلة الدعائية الجبارة والإيحاء المتعمد وعدم معرفة السياسة ومتابعتها من الشعوب الغافلة وبالأخص في الغرب، حيث ينصب همهم الرئيسي على التركيز على العمل للعيش في سعادة وهناء أيام الإجازات في عطلات نهاية الأسبوع وأيام الأعياد غير مبالين بالأحداث السياسية مثل دول العالم الثالث...
إنها مأساة الإعلام الموجه والمبرمج بالشر والذي من كثرة الترديد للكذب بالزور والبهتان أصيب الفكر لدى الكثيرين بالشلل وعجز عن التمييز و لا يتابع الأحداث كما يجب... و يسقط الأبرياء الغافلين من المنتصر والمهزوم في حفر المتاهات وحمامات الدم التي تحتاج إلى أجيال عديدة حتى تنسى الفعل والأحداث المؤلمة وتظهر الأسرار للنور والعلن التي أدت بهلاك العديدين وخلفت المآسي والشر وحب الإنتقام والأخذ بالثأر نتيجة الأحداث السيئة... و انجر عنها حروب شرسة أكلت اليابس والأخضر في سبيل الهيمنة والبقاء في المقدمة والتي مهما طال الزمن يوما دورة الحياة سوف تطولها وتحل على رؤوسها وتدفع الثمن الغالي شعوبها نظير الإعلام المزيف المعد والطلب من الشعوب المتضررة بالرد والانتقام...
والأدلة كثيرة على التزييف والخداع أوقات الصراع في السلم والحروب بلا عدد ويصعب على الإنسان الباحث عدها ... وأخطاء البعض من القادة الذين صورهم الإعلام الغربي أنهم أشرارا ومجرمون وقدمت شعوبهم التضحيات الجسيمة بملايين الأرواح من القتلى و الضحايا كما حدث في ألمانيا الهتلرية والثمن الغالي والنتيجة خسارة الحرب العالمية الثانية... كما حدث لهتلر زعيم حزب النازية العنصري الشرس والذي كتب عنه الكثير بالسلب والسب والتشويه المتعمد من الإعلام الغربي خلال حوالي سبعة عقود مرت ومضت من الزمن على نهاية الحرب العالمية الثانية، مما آمن الجميع موجهين أنه شرير ومجرم....
والتساؤلات للنفس هل جميع الألمان أشرار ليست لديهم العقول الراجحة وجميعهم على خطأ كبير لا يمتون للإنسانية بأي صلة ، نظير الوحشية وقمة العنصرية، التجميع بالقوة والتجويع والحرق لمواطنيها من البشر اليهود والغجر أحياءا بمئات الآلاف في الأفران... بدون أسباب جوهرية ناسين أنهم جنود عسكريون ينفذون الأوامر الصارمة الصادرة عن الزعيم الأوحد بالفعل والعمل الوحشي وتنفيذ الأوامر وغير قادرين على الرفض بأي وسيلة من الخوف والرعب والإكراه و دفع الثمن الغالي نظير عدم تنفيذ الأوامر، وبالأخص في أوقات الحرب حيث لا مجال للجدال أو الرفض، وإنما التنفيذ فقط !!!
عدة حروب بين العرب وإسرائيل للبت في قضية فلسطين المغتصبة نتيجة المؤامرات الدولية الصهيونية لخلق كيان فى قلب الأمة العربية بحجة الرجوع الى ارض الميعاد الإلاهي... والتي من وجهة نظري الخاصة كانت خطئا فادحا حيث تم إغتصاب الأرض بالقوة بدون رضاء أهلها والوصول معهم إلى حلول والحروب المستمرة بين الحين والآخر لن تتوقف وتستعر النار من جديد بين الأطراف... لا تفيد و فيها أخطاء كثيرة و ضحايا من الطرفين نتيجة الغرور والحماس الوطني والجهل باللعبة الدولية التي تدار من قوى خفية عالمية لاستغلال الطرفين في الخصام والتحديات، بدءا من إسرائيل في المواجهة ضد العرب كمخلب قط في التعدي لتنفيذ أمور معينة مجبرة ضمانا لوجودها وبقائها حية وجعل هموم العرب التركيز على شراء السلاح وتعبئة الجيوش لتصبح جاهزة للدفاع أو الهجوم وقت الحاجة...
والقوى الخفية سعيدة بنجاح مخططاتها لإمتصاص أموال العرب من دخل النفط والغاز للقضاء على إسرائيل و هو أمر لن يحدث لا في وقت قريب ولا بعيد بسهولة مهما كان الحماس الوطني قويا مطالبا حكامه بالبدء وترجيع الأرض وحكام العرب غير مؤهلين في الوقت الحاضر ، وغير قادرين على التحدي السافر ، عبارة عن كلام وخطابات حماسية تثير وتنفخ الشعور الوطني مثل البالون مرهون هلاكه وضياعه من وخزة دبوس ينفجر مخلفا صوتا عاليا ويضيع وينتهي.... قوتهم وجبروتهم على شعوبهم للبقاء في مراكز الحكم بلا تقاعد حتى الموت ...
ومهما إنتصرت إسرائيل في الوقت الحاضر بمساندة العالم الغربي جهرا والبعض من الحكام والمسؤولين العرب سرا، ودس الدسائس والمكائد ، الحرب سجال يوم لهم ويوم للعرب ، غير سعيدة ولا تعيش في هناء وراحة وأمن وأمان دائماً تحيا في القلق والخوف من المجهول القادم يوما ما!
لقد كان بالإمكان تجنب هذه المحن والمصائب بالحوار الهادف والجلوس على مائدة المفاوضات والوصول إلى سلام دائم كما حدث مع مصر والأردن وعيش الجميع الفلسطينيين من عرب مسلمين ونصارى واليهود في وئام، الجميع يعاملون ضمن القانون بلا تمييز و لا تعصب في دولة واحدة ككثير من الدول في التطبيق الفعلي ضمن الدستور والقانون العادل على الجميع مثل أمريكا الشمالية ، حيث الارض للجميع والدين لله تعالى، بدل الفصل بالأسوار التي مهما طال الزمن يوما بالتفاهم والسلام سوف تهدم وتزال مثل ما حدث في سور برلين بالمانيا منذ سنين مضت ....
مع أنه الآن ونحن اليوم في نهاية العام 2016م وإسرائيل تعاني من مشاكل قومية لها أبعاد خطيرة عليها في المستقبل في منظمة الأمم المتحدة لأول مرة بصورة رسمية في رفضها لقراراتها الأممية بالمنع من البناء و التشييد في الضفة الغربية وغيرها من المواضيع الساخنة مع أن الأمم المتحدة قوية في قرارتها على الضعفاء ... وحش كاسر بدون أنياب ولا أسنان ضعيفة أمام القوى الخفية التي تحركها كما تشاء خدمة لمصالحها الشخصية ولا تتوقف مصانع الغرب والشرق عن صنع وبيع السلاح والهيمنة والنفوذ على الشعوب....
لو حدث السلام وزال العداء والكراهية المفتعلة وهو أمر ممكن حدوثه، حيث في السياسة لا شئ مستحيل... ووضع العرب أيديهم مع اليهود في إتحاد بصدق وضمير، أمور كثيرة سوف تتغير في السياسة الدولية عالميا للأحسن ويهيمنون على الغرب والشرق نظير الإتحاد بين الفكر اليهودي والمال العربي وكبر مساحات الاراضي العربية في منتصف العالم المليئة بالثروات التي الكثير منها لم تكتشف بعد... ليعيش فيها الجميع في وئام وسلام وأمن وأمان... والتي لا الغرب ولا الشرق ولا ذوي المصالح ، القوى الخفية والقطط السمان، يحبذون الإتحاد بأي ثمن كان ... دائماً يضعون الدسائس والفتن بينهم حتى يستمر الصراع ولا يتوقف...
مع العلم أننا جميعنا كعرب ويهود أقرباءا بصلة الدم أبناء العم من جد واحد سيدنا إبراهيم ورسولهم سيدنا موسى عليهما السلام ... والله الموفق...
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقة الثانية..
No comments:
Post a Comment