بسم الله الرحمن الرحيم
حلت الجفوة والعداء بين معظم الدراونة والنظام الأهوج وعلى رأسه الطاغية العقيد الذي بطرق خبيثة وتخطيط مبيت عن قصد ضمن الدس والدهاء غرس الاسفين والخنجر في جسم التآخي المحبة والوئام بين الأهالي الحضر سكان المدينة الذين جذورهم من الغرب منذ مئات السنين، وإخوة الجد العبيدات والمرابطين البادية الدراونة، وجذورهم التاريخية تبدأ من منطقة الأبرق إلى الحدود الشرقية بلدة إمساعد التي تحد بالسلوم، جمهورية مصر.
نظير الخبث والدس والفتن، والطمع والاستغلال البشع من أشباه الرجال المنافقين من الطرفين زادت الخلافات وإستفحلت إلى عداوات من الطائشين خفيفي العقل، وأصبح إخوة الجد المسيطرون والمهيمنون على معظم المناصب نظير تقسيمات وخبث النظام، مهمشين المدينة نظير التعصب الأعمى، مما تأخرت المدينة إلى الوراء خطوات عديدة بدل ان تنهض وتتقدم، حيث الولاء في ذاك الوقت للقبيلة وأولاد العم قبل ان يكون الولاء للمدينة والوطن ليبيا.
نسوا وتناست الأجيال الجديدة من إخوتنا العبيدات والمرابطين إخوتهم التاريخيين (الحضور)، وماذا قدموا لأجدادهم السابقين من تضحيات ودم مقابل نصرتهم وطرد قبائل (أولاد علي) حتى أصبح لهم شأن ومكان مع الايام…
نسوا أفضال المدينة في أمور حياتية كثيرة لا تعد ولا تحصى ايام الاستعمار الإيطالي الغاشم وماذا قدمت من شهداء لقاء الجهاد معا كتفا الى كتف ويدا بيد لتحرير الوطن فى جميع المعارك والحروب التي حدثت في المنطقة…
نسوا العلم والتعليم وماذا قدمت درنة من أساتذة فاضلين أجلاء للتعليم والتدريس في المناطق النائية في أصعب الظروف لمحو الأمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبدايات الاستقلال حيث الجهل مخيم على العقول والأذهان، والجميع من كبار السن يشهدون بذلك وأن الدراونة لهم الفضل في ذلك…
وجاء الطاغية القذافي، وإستغل العقول التائهة والنفوس الخبيثة للتفتيت وغرس الاسفين فى جسم المدينة العليل لإحياءالفتن القاتلة التي بدأت تهدأ وتموت في اواخر العهد الملكي وإشعال جذوة النار الخامدة، مما كل طرف من الأطراف لديه مجانين غير عقلاء بلعوا الطعم السام وتحدوا إخوتهم لقاء تراهات ومتاهات ونسوا أننا كحضر لسنا غرباء محتلين كما تعتقد العقليات الجاهلة الغير عارفة ولا مطلعة ( بتجريدة حبيب ) ان الحضور قطعوا ألف وثلاثماة كم وقتها مناصرين ومساندين جدودهم من مئات السنين ضد الظلم والهيمنة والإستعباد من قبائل (اولاد على)…
الطرفان إخوة في الدين والوطن والمصير، جيران من مئات السنين نعيش مع بعضنا البعض طوال الوقت لا فرق بين واحد وآخر، تربطنا صلات دم ومصاهرات حسب المثل الشعبى ( كيخي وبنيخي ) لن تنفصل ولن تذوب وتتلاشى إلى ماشاء الله عز وجل…
مهما حاول الطغاة او المزايدون الدس بيننا، وإشاعة الفرقة والخلاف لا يستطيعون… الجهل والتعصب الاعمى زال وانتهى ونحن نعيش في عصر العولمة والتقدم… مدينة درنة للجميع لا فرق بين اي مواطن وآخر، جميعنا إخوة في الله تعالى على طريق الحق والهداية سائرون للنهاية معا… حتى يرث الله تعالى الارض وما عليها يوما من الايام.
الضغوط زادت على الأهالي المواطنين بالمدينة المجاهدة الصابرة، نظير المكابرة والتحدي والصمود وعدم الاعتراف في الصمت والعلن للطاغية المعتوه كحاكم، مما زاد ضلالا وكرها للمدينة التي سانده رجالها في بداية الانقلاب الاسود حتى وصل لكرسى الحكم، والبعض يعرفون عن ظهر قلب اسراره التي بناءا على نصائح مستشاريه الاشرار كان يحاول قدر الامكان حصارها وكتم أنفاسها والقضاء عليها في الخفاء بأساليب شيطانية لعارفيها حتى لا تذاع على العلن ويعرفها الرأي العام قبل ان ينتهي المخطط الذي يعمل عليه طوال الوقت لتنفيذه ودس عيونه وأعوانه الثقات من أبناء العم، وأشباه الرجال الآخرين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان الرجيم لقاء مال ومراكز وجاه زائف، في أوساط المجتمع ومتابعة كل مايحدث من امور تدور في السر والخفاء… حتى تتم المراقبة والحساب العسير للغافلين…
ليبيا الوطن مرت بمآ سى كثيرة وكبيرة بلا حدود من شطحات المعتوه القذافي الذي يعتقد نفسه انه البطل والعارف والمعلم والمخطط والقائد والصقر الوحيد وآخرها ملك ملوك أفريقيا، وعشرات الاسماء بلا عدد ولا حدود… والواقع المرير عبارة عن حجر شطرنج في لعبة السياسة الدولية، ينفذ مخططا وأجندة عالمية مسيرا بقصد وبدون قصد من القوى الخفية الدولية التي لها مآرب كبيرة في تفتيت ليبيا، ومن خلال هذه الأجندات والصراع العنيف الدائر كانت مدينة درنة لها النصيب الوافر في التهميش والنسيان والضرب بيد من حديد على رؤوس الشباب الملتزمين دينيا المتشددين لإحياء الدين حتى لا تتقدم ولا تنهض…
إن مدينة درنة جزء لا يتجزأ من ليبيا والوطن العربي، وأي وباء يحل بها أو نار حامية تشب في أي مكان بالوطن سعيرها وحرارتها تغمرنا بالحرارة العالية حتى الإحتراق أردنا أم لا نريد… حيث حبي لمدينتي درنة من حب الله عز وجل والوطن ليبيا إلى آخر نفس بهذه الحياة إذا اطال الله تعالى العمر، حتى أشاهد النتيجة الصلاح والإصلاح .
الحياة مهما طالت قصيرة وولائى للمدينة ليس تزلفا ولا نفاقا، ولا إستدرارا لعطف اي احد مهما كان… كل الطلب الرجاء والدعوة والدعاء للخالق الله عز وجل ان يأخذ بيد الجميع بالعطف والرحمة والهداية لطريق الحلال حتى تنهض… وينتهي التهميش والنسيان للأبد وتنهض وتتقدم حيث لديها جميع المعطيات والأسباب للنجاح ومقاومة الرياح العاصفة، مهما حاول المفسدون الحاقدون من كيد وحسد…
كتبت هذا الموضوع لأبين للكثيرين ماهي مدينة درنة… وماذا قدمت من ضحايا رجال ونساء أبطال وأمهات فاضلات أنجبن الشباب المقاتل الذين ذودا عن الدين والعقيدة قدموا أنفسهم فداءا على مذبح الحرية إحياءا وتجديدا للدين الإسلامي في جميع أنحاء العالم إبتداءا من أدغال أفريقيا والفلبين ومرورا بأفغانستان والعراق والآن عشرات المئات من المجاهدين الدراونة في سوريا يساندون ويقاتلون الطغيان والظالمين لبني الانسان مواطنيهم!
إنه صراع دموي رهيب بين الخير منذ بدء الخليقة السلم والسلام وحرية العقيدة والأمن والأمان للجميع من بني الانسان، والشر الذي تغذيه القوى الخفية الشريرة، حتى نمى وأصبح وحشا هائلا (الإرهاب) لتمرير مصالحهم ومخططاتهم الشريرة لحكم العالم… لن يتوقف وينتهي مهما حاولت الحكومات والهيئات الدولية القضاء عليه، حيث كل طرف وخصم يفسره بتفسيرات تختلف عن الآخر، كان الله عز وجل في عون جميع الأتقياء محبي السلام، والله الموفق…
رجب المبروك زعطوط
البقية في الحلقات القادمة…
No comments:
Post a Comment