Monday, December 31, 2012

شاهد على العصر 49



بسم الله الرحمن الرحيم 

شاهد على العصر 
49



تلك الايام فى اواخر السبعينات كانت العهد الذهبى للتجار ورجال الاعمال فى ليبيا حيث المصارف مفتوحة أبوابها على مصراعيها وأى انسان يستطيع الحصول على قروض كبيرة بسرعة والتحويل للخارج سهل ،،،  وفتح الاعتمادات للتجار فى نفس اليوم يتم الاعتماد لها وتحويلها بالأرقام السرية للخارج بسهولة ،،، والموانى على طول ليبيا مرصوصة بالسفن المحملة بالبضائع من كل مكان من العالم ،،، والبعض يحتاج الى مدد طويلة فى الانتظار حتى يتم الرصف بالموانى ومناولة البضائع  والتفريغ ،،، فقد كانت ليبيا ورشة اعمال تدار على جميع المستويات ،،،  والبناء والتشييد فى كل مكان ،،، ولكن  ضرورى من النهاية ،، فدوام الحال محال ،،، لا  يدوم له نهاية ،، 
فقد كان الشرير يخطط وترك الشعب يعمل من اجل الربح ،،، غير مهتم بماذا يدور من سياسة وعبث من المجنون حيث يزرع فى رجاله وحواشيه فى اوساط نسيج الشعب الساذج الغير عارف باللعبة السياسية القذرة والمؤامرات القذره التى كانت تحاك فى الخفاء من غير ان يدرى ؟؟؟ فقد كان يجرب خطوة بخطوة ويصدر فى بعض القرارات الخاطئة ليعرف هل من مهتم حتى يرفض ويتحدى ويرفع صوته ولكن الشعب يعيش فى الوهم وسلبى غير مهتم ،،،
وعرف المجنون سر اللعبة عن طريق التجارب الشريرة ومستشارى الشر والشرورً ،،،ان الشعب يريد الحصول على المال السهل من مهايا ومرتبات ،،، ووضع مكيدة للملاك وأعطى الأوامر للمصارف بإعطاء قروض ضخمة بحجة التطوير العمرانى لكل من يريد ان يبنى عمارة ومساكن للإيجار ،،، وهرع الجميع  لعمل الخرائط وكثر العمل لدى قطاع المهندسين من تحديد القطع ورسم اللوحات  للعمارات والشقق بطرق اكثرها عقيمة من غير اى  ذوق جمالى المهم بسرعة لتقديمها للمصارف  للاستدانة  قبل ان يغلقون أبوابهم ويمتنعون عن التسليف ،،، وتم التوزيع لملايين الدينارات لابناء الشعب بدون أسئلة كثيرة بل عبارة عن رهن عقارى وخريطة للمبنى المقترح مما يتم القبول على الطلب بدون ممانعة كبيرة ،،، ويضعون المبلغ فى الحساب بسرعة على دفعات حتى يتم البناء والتشييد ،،،
مما فى فترة بسيطة اصبحت ليبيا ورشة عمل بناء وتشييد وكثر الاستيراد لمواد البناء وغصت الموانئ بكثرة السفن القادمة المحملة بمواد البناء وجاء مئات الآلاف من الفنيين والعمال من جميع أنحاء العالم للعمل والبناء وخلال فترة بسيطة  لا تتعدى العامين ظهرت طفرة عمرانية كبيرة وتوفرت المساكن للمحتاجين والفقراء بسرعة وعمل الجميع بكل الجهد والقوة ،،، وعندما تمت الصورة وانتهى عقيدنا المعقد من وضع خططه الخبيثة وثبت أعوانه بطرق شيطانية فى جميع مفاصل الدولة وبالاماكن الحساسة ،، ودس عيونه وجواسيسه ،،،
اشاع انه ضرورى من السداد للقروض وكشرت المصارف عن أنيابها وطالبت المدينين بأموالها ،،، وأقفلت باب التسليف للمبالغ الكبيرة كخطوة اولى  ،،،  وتم التاميم والسداد للقروض وتم الحساب باسعار مغرية مما تنازل الجميع عن طواعية عن املاكهم بسرعة حيث الأرقام عالية وقتها اكثر من معدلات السوق بحيث استفاد جميع الملاك المستفيدون من قانون التطوير العمرانى  وعملوا مبالغ وارباحا خيالية ،،،وتم تسديد القروض بالكامل وقبضوا مبالغ اخرى مما استراح الجميع ولم يفطنوا للعبة ولم يرفض اى احد بيع ملكه ويثور ويتحدى السلطة  مما عرف السر وان الجميع ماديون ،،،
نصحنى البعض من الأصدقاء الأجانب الذين كانوا يعملون معى وقتها او رجال اعمال  يترددون بين الفينة واخرى على لبعض الاعمال ،،، وكنا نتداول فى الحديث وكانوا يقولون فى حكم ونصائح ولكن كنا وقتها لا نريد ان نسمع ،،، حيث الجميع مستفيد بطريقة ام اخرى ،،، كل شئ موجود وجميع التسهيلات والخطابات الرنانة من عقيدنا المغرور وهو لابسا البدلة العسكرية ومزين جميع الصدر بالنياشين ،،، يخطب ويتوعد ونحن فى غينا لا نسمع بل نضحك على المخبول ونقول لن يستطيع العمل والوطن فيه رجال صعبى المراس  وقبائل  وشرائح بلا عدد ولن يستطيع الفرض حيث الوطن به عشرات القبائل والشرائح  له قانون عرفى لا يستطيع ان يتحدى ويضرب بالجميع عرض الحائط والا سوف يثور الشعب ؟؟؟ 
اول نصيحة كانت من موظف يعمل لدى فى مكتب طرابلس اسمه السيد " نديم فرنسيس " من بيروت لبنان ،،، حيث يوما كنا بميدان الشهداء فى طرابلس الغرب وشاهدنا مظاهرة كبيرة الحجم آتية بعرض شارع عمر المختار بها عشرات المئات ؟؟ قادمة للميدان وفى مقدمتها الشباب الثورى وهم يهتفون بقوة  بملئ الحناجر على الميكروفونات فى عبارات تافهة صاخبة  " فليسقط العدل والقانون " ولو لم اسمع باذانى واشاهد بعيونى المشاهد على الطبيعة كنت لا اصدق لو عرضت فى افلام مما سوف يلحقنى الشك وأقول ان الامر مصطنع بعض إيادى الخبث والشر  لعبت به ،، ودبلجة  الصور والموضوع  اعمال خداع ،،،،
هذه المظاهرة الضخمة بعد خطاب مدينة زوارة مباشرة  الذى اسقط فيه جميع القوانين حتى يستفرد بالقرار لوحده فقط ،،، والشعب الجاهل الساذج بلع الطعم وصفق للمعلم المجنون ،،، كانت مدبرة مسبقة مع اعوانه المجرمين بعد الخطاب مباشرة تظهر تؤيد المخبول مما الكثيرون يعتقدون ان المظاهرة الصاخبة جاءت عفوية نظير فهم ابناء الشعب للخطاب ونسوا وتناسوا ان كل شئ مرتب مسبقا وبالتالى تمثيلية محبوكة من أساطين وأساتذة الشر،،،
رجعنا الى المكتب وتحدثنا كثيرا وكان متاسفا على الوضع الذى يحدث  فى ليبيا الطاهرة الناشئة ،،،،  وقال ياحاج اسمع هذه النصيحة لو كنت مكانك لصفيت الامور وبعت كل شئ ،،، او رهنت الى المصارف جميع الأملاك حيث الدولار رخيص الان ،،،   وحولت جميع  أموالى للخارج واستثمرتها فى عقارات ،،،  لان الذى يحدث الان عبارة عن فوضى كبيرة وسوف تتغير الأحوال الى مصائب كثيرة فى المستقبل القريب ،،،  حيث لدى وساوس فقد مررت بهذه الحالة فى مصر ايام ثورة وفورة الرئيس عبدالناصر والتأميم للملاك والاستيلاء على الأراضى بمقولات تافهة ،،، ولى سابق تجربة  فهذه عقلية العسكر عقلية  شرسة غير طبيعية ينظرون باستعلاء للمدنيين انهم درجة متدنية ثانية ،،،  يعتقدون فى انفسهم انهم العارفون لكل الامور والسادة  !!! والكثيرون منهم صعاليك وحثالات المجتمع لا يعرفون كيف يسيرون امور دولة وشعب يريد السمو والتقدم  فقد تعودوا على اصدار الأوامر لمن اقل منهم رتبه وتلقى الأوامر من الذين اعلى منهم مرتبه بدون نقاش فى الامر ،،،
ولم اسمع نصيحة الرجل لأننى كنت أعيش فى وهم كبير وخيال لا استطيع ان اصدق ان ليبيا سوف يحدث بها زحف وتأميم حيث نحن شعب قليل العدد واراض واسعة وطقس مناسب معتدل وحبانا الله عز وجل بثروات طبيعية الكثير منها مازال فى باطن الارض لم يكتشف بعد ؟؟؟ 
نعيش فى بيئة قبلية وعشائر وشرائح ،،، العرف هو السائد ،،، والقانون فى المدن الكبيرة كان  سابقا والان اسقط والتغى عن قصد  وعمد ،، وكان اعتقادى وقتها انه لا شئ سوف يحدث مستقبلا من التعنت ،،حيث جميع الحسابات تقول لا لا ولكن فى ليبيا الوطن الجماهيرية الاولى والأخيرة كل شئ جائز ممكن حدوثه حيث لا معايير ولا موازين ولا أسس وأساسات ..
كنت أعيش الوهم وفى هذه الأحلام الوردية كنت افكر واقنع فى النفس والواقع المرير عندما حل كان شيئا اخر ،،، ووجدت الجميع يرتعدون وقلت للنفس أتساءل كم كنت سابقا متفائل ،، هل وصل بى الحال ان اصبح غبى ولا اعرف الحال وماذا سوف يحدث ونحن لدينا الأمثال الكثيرة وتجارب المسننين وخبرات الأوائل ويضحك علينا صعلوك حقير أليست بمأساة ؟؟؟
والنصيحة الثانية كانت من احد اليونانيين اللذين الان نسيت الاسم ،،، وعلى ما اعتقد اسمه الاول " خريستو " حيث كان لدى مجموعة من الفنيين اليونانيين  يعملون فى مشروع الفتائح كمقاولين من الباطن لتنفيذ مشروع طرق بيوت المزارع ،،،
وكان  السيد خريستو هو الترجمان مع المجموعة الذين معظمهم لا يتكلمون اللغة الانجليزية حتى نتفاهم معهم وهو يتكلم اللغة العربية بطلاقة جيدة حيث ولد فى الاسكندرية مصر واقام معظم شبابه هناك ،،، وكان يتردد على المكتب فى كثير من الحالات فى امور تخص المجموعة اليونانية من اعمال إقامات والتامين الاجتماعى وطريقة العمل والتفاهم مع المهندسين المشرفين من طرفى ومن الدولة جهاز التنمية الزراعية   ،،،
واحد الايام بالصيف فى شهر يوليو القائظ  رجعت متاخرا الى البيت لتناول وجبة الغذاء حوالى الساعة الثالثة ،،،  وكانت سيارته واقفة فى الظل فى الساحة امام المكتب وهو مستغرق فى النوم داخلها ينتظر فى فتح المكتب الذى يفتح ابوابه الساعة الرابعة مساءا الى الساعة الثامنة ،،
وكنت وقتها اعيش فى بناية امتلكها واستعمل فى الدور الاول وألثانى كمكتب وإدارة للمؤسسة ،،، والثالث والرابع واستراحة بأعلى " روف "  للسكن ،،،  وعندما اوقفت السيارة فى الموقف امام العمارة شاهدت سيارته وهو نائم بها ،، وطرقت على الزجاج لأعرف ما الموضوع من الانتظارً ،، ونهض من نوم القيلولة بسرعة وقال انه ينتظر فى المكتب حتى يفتح ليتم بعض الاعمال ولا يريد ان يذهب الى موقع العمل بالفتائح ويضيع الوقت منه فى الذهاب والرجوع ،،بل يفضل الانتظار ،،،،
وقلت له هل تغذيت وقال لا ،،، وقلت له اذا تفضل معى الى البيت  لتتغذى ،،، حيث الطباخ لديه الامر  بان يكون جاهزا طوال الوقت بالطعام لعدة ضيوف حيث زوارا كثيرون ياتون الى المكتب لقضاء بعض الاعمال ولا استطيع تركهم وقت الغذاء من غير دعوة وبالاخص القادمون من خارج المدينة ،،، او الأجانب رجال الاعمال ،،، 
ودخل الرجل الى الصالون لبعض الوقت حتى غسلت يدى وبعض دقائق مع العائلة  طالبا منهم تجهيز الطعام حيث لدى ضيف وبعدها الى غرفة السفرة وناديت على الضيف بان يغسل يديه فى الحمام القريب وياتى للأكل معى مما فعل ،،، ولا حظت يديه شكلهم رطب وليست يدان فنيا ام عامل قوية ،، 
وسألته ماخطبه وكيف أتى الى درنة ليبيا للعمل ،،، ورد الرجل على بصراحة ،، وقال ياحاج الذى أتى بى للعمل لديك كمترجم الاحتياج للعيش الشريف ولولا الاحتياج لن اعمل فى وظيفة أجير مهما كانت ولكن الظروف القاسية المعيشية فى أثينا باليونان ،،، والحياة الصعبة هى التى أجبرتنى على العمل ،، وحكى لى قصته الغريبة على مهل ونحن نتناول فى وجبة الغذاء وانه عاش حياة مدللة فى مصر حيث ولد بالإسكندرية ووالده من الأغنياء يملك مصانع وفدادين زراعية لكثير من المحاصيل ودرس فى احسن المدارس وتحصل على شهادات عالية ،،
وقام الانقلاب فى مصر سنة 1952 م بقيادة الرئيس نجيب وبعده الرئيسً عبدالناصر الذى أمم كل الشركات وطرد الأجانب من مصر وكان والده من ضمن الضحايا الذى ضاع كل شئ عنده ووصل الى اليونان ولم تستطيع العائلة العيش هناك حيث تعودوا على الحياة الشرقية والخدم والحشم  ،،
وباع والده بقية أملاكه الموجودة فى اليونان وانتقل الى " اديس أبابا الحبشة "  ليبدئ حياته من جديد واشترى كمية كبيرة من الاراضى حوالى  50 الف فدان من الاراضى البور بجانب النهر للاصلاح الزراعى وعمل مستعمرة زراعية على الطرق الحديثة وشغل فيها الاف العمال ،،، واستقر الحال وبدا الانتاج والحياة تصفى وبدا الحال يروق وتجوز فتاة لاحد رجال الاعمال الكبار بالحبشة ،،
ولكن الحياة لاتدوم على نفس المنوال ،،، ويوما قامت الثورة من الجيش بقيادة ضابط اثبتت الايام انه شيوعى  طاغ  "  ميريام "  ضد امبراطور الحبشة " هيلا سيلاسى "  الذى قتل شر قتلة ،،، وقامت المذابح ضد الوجود الأجنبى وبالاخص البيض وكانت عائلتهم احد الضحايا ،،، وتم التاميم مرة اخرى الاولى فى مصر والثانية فى الحبشة ،،،
ويوما من الايام حاصرت فرقة من الجيش المزرعة وبدأت فى القتل لكل من يعترض طريقهم من الجنس الابيض عشوائيا ،،، تشفيا وانتقاما عرقيا بدون أية  دواعى ،،، وكان هو وزوجته يمرون فى جولة بسيارة طاوية ذات دفع رباعى لتفقد بعض المحاصيل بالأرض وسمع اطلاق الرصاص الكثيف وهرب الى مكان نأئى غير معروف ،،، ؟؟؟
وبالليل تسلل الى البيت الرئيسى وكان الجنود قد عاثوا الفساد وفى حالة سكر شديد يغنون ويمرحون ،، وفى احد الغرف الخارجية كان ابوه وامه واخته مشدودون بالوثاق قتلى ،، وتقبل الصدمة القوية ولم يستطيع ان يقوم يدفنهم مما ودعهم وهرب حتى لا يشاهده الحراس السكارى ويقتلونهم بدم بارد وببرود اعصاب انتقاما من وجوده ،،،
وتسلل الى مكان السيارة حيث زوجته فى الانتظار ترتعد ولم ياخذ اى شئ معه وهرب الى الحدود مع السودان ،،، وقضى يومين بالطرق الفرعية الترابية محاولا تجنب مناطق البوابات من الجيش حتى وصل الحدود وعبر الى السودان وكانت نجاته مع زوجته احياءا  من جنود الأحباش معجزة كبيرة ولو قبض عليه لتم هتك عرضه امام عينيه والتمثيل به حتى يموتون من الخوف والفزع  من جنود أجلاف لديهم داخل انفسهم حب الانتقام من اى جنس ابيض ،،،
المهم بالحدود السودانية تم سلبه مرة اخرى وأخذوا منهم كل مايملكون ابتداءا من السيارة الى الى خاتم الزواج الذهبى منهم وتركوهم جوعى بدون أية عناية ،،، وعطف عليهم احد سائقى سيارات النقل الثقيل السودانيين بالصدفة   واوصلهم الى العاصمة الخرطوم فى رحلة مضنية وعذاب وقهر وجوع  استمر عدة ايام   وراسا الى السفارة اليونانية حيث حكى القصة الحزينة ،، واكرمتهم عدة ايام فى احد الفنادق حتى ارتاحوا من الصدمة والتعب وتم إعطاؤهم جوازات سفر جديدة وترحيلهم الى أثينا اليونان ،،، 
استمروا  عدة شهور وهم مرضى من الصدمة ولا يملكون اى شئ فقراء ،،، فقد  قتل والديه واخته وشاهدهم مقيدون على الكراسى موتى من الرصاص ،، ولم يستطيع ان يقوم باجراءات الدفن لهم وهرب خوفا على حياته  ،،، واصبح مع زوجته فى " أثينا " وحيدين بدون اقارب قريبين وعائلة وفقد جميع العائلة والراسمال ،،،
واضطر للعمل فى اى شئ حتى يستطيع ان يعيش بشرف ،،، وتقلب فى اعمال كثيرة وشاهد الغبن والذل وبعد ان كان يعيش فى العز والغناء والثروة ،،،،  الان موظف بسيط ترجمان أجير يعنمل فى مدينة درنة ليبيا  ،، وأطرق براسه وهو حزين  وشاهدت عدة دموع تسقط وهو يحاول التجلد ورباطة الجاش حتى لا يظهر لديه اى ضعف امامى وهو يحكى فى قصته المؤثرة ،، وطيبت خاطره محاولا عدم التركيز على وجهه منعا للإحراج ،، وحتى لا أبكى معه ؟؟؟ 
وقمت لغسل يدى والدخول للبيت لبضع الوقت ،،، وطلبت منه غسل يديه واللانتقال الى الصالون لشرب الشاى وأكل الفاكهة ولاترك له المجال ليبكى حتى يرتاح من الحمل الثقيل على كاهله من المأساة الحزينة التى وقعت له ،،،
رجعت الى الصالون بعد حوالى العشرة دقائق وكان جالسا  ساهما يدخن فقد كان وقتها التدخين غير ممنوع مثل الان وبعد تقديم  الشاى والفاكهة وحديث طويل ،،، نصحنى نصيحة مهمة  وقال ياحاج اهتم بنفسك ورتب امورك ؟؟؟ حيث لا اؤمن بوجود العسكر فى الحكم والسلطة ،،، ودائما فى اى دولة ومجتمع قامت به ثورة  من العسكر ،،، مع الوقت حادت عن مساراتها واصبحت لعنة ،،،،على مواطنيها ،،،
ولكن كنت وقتها لا اسمع ،،،؟؟ وغير مستعد للسماع  لاى كلام ونصح ،،، حيث كنت أعيش فى ألغى والجبروت والغرور وحب الوطن والولاء وانه لا يمكن ان تحدث فى ليبيا مثل هذه الاشياء الدموية المرعبة من ابنائه العسكر ،،، وللأسف بعدها بفترة بسيطة سنوات قليلة ضرب الفاس فى الراس بصور اخرى وماسى مرعبة ،،، واصبحت مثله لاجئا هاربا فى امريكا ،،

                                                         رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة ،،،، 



No comments:

Post a Comment