Thursday, December 13, 2012

شاهد على العصر 44

بسم الله الرحمن الرحيم 



شاهد على العصر 
44


أهم شئ في نظري هو الإيمان الصادق النابع من القلب والضمير بوجود الرب الخالق الله عز وجل  ، والقناعة  التي هي كنز لا يفنى مهما عصفت الرياح والعواصف خلال مسيرة الحياة لأي إنسان .

رجل الأعمال الناجح ضروري من أن يتحلى بصفات عديدة فريدة  حتى يفوز وينجح ويستطيع أن يشق طريقه في غابة الحياة  المليئة  بالذئاب والوحوش الكاسرة  ، الجائعة و الجاهزة  للإنقضاض والإلتهام  ، ليست لها ضمائر ولا تقدر العواقب ولا يهمها عدد المآسي والضحايا وكم تسبب من أضرار ، المهم الوصول والحصول على الغنائم والتي في بعض الأحيان للأسف فتات .

حدثت مهازل كثيرة والبعض منها أدى إلى خراب البيوت وضياع الأسر والدمار لشركات كانت تعيش ويأكل من ورائها الكثيرون ، نتيجة حب الذات والإمتلاك الخاص لهم فقط مما أفشوا الأسرار المؤتمنين عليها والتي يتقاضون مرتبات مجزية عنها ،،،  وبطرق خافية تسربت الأسرار الدفينة للغير مما استغلوا  الفرص للضغط على البؤساء الأبرياء نتيجة أخطاء ماضية عفى عليها الزمن ولكن عواقبها كبيرة عندما تظهر للعلن وعلى الملأ ،، والجميع يعرف ،، عندها المأساة والفضح للمستور ،،، الذى بدا ينتسى مع مرور الزمن .

كنت طوال حياتي عندما اؤتمن على سر من الغير أو اكتشف بطريق الصدف فضائح أحاول الصمت والستر للآخرين بطيبة خاطر وعن قناعة من القلب والضمير ،   وكأنني لا أعرف الموضوع حتى يسترني الله تعالى عندما اخطا في اى تصرف ، لان التاجر ورجل الاعمال مثل الأعمى البصير لايشاهد الطريق ،   يوما يمشى في الموقع النظيف ويوما في الملئ بالأوساخ والقاذورات  بدون علم  حتى يستطيع المفاداه ويغير السير الى طريق اخر نظيف ، هكذا حياة التاجر ورجل الاعمال يوما بالأعلى ثرى مليونير ويوما بالأسفل والحضيض مدقع فقير بالكاد يعيش ،،،  يحاول بقوة النجاة ،،، فسبحان مغير الأحوال من حال الى حال . 
 كونت علاقات عديدة نظير الأقدام والمغامرة حيث الذى لايغامر ويتحدى الحياة ويقامر لن. يستطيع الوصول مهما أوتى من ذكاء فالحياة مسيرة لن تتوقف ،  والفرص ليست بضاعة دائماً موجودة  معروضة للبيع بل لها اوقات بسيطة  تظهر فجاة وتختفى فجاة وسعيد الحظ من يغتنمها  ، حيث  ان لم  يغتنمها  ويأخذها  سوف يستولى عليها الغير ويصبح الانسان يلوم النفس بعد ان كانت فى متناول اليد  ، أليست بمصيبة كبرى ان  يتركها الانسان وهى أمامه  من غير ان يفكر يرفض العرض او العروض فى ساعات الغفلة ،  وعندما يفيق من الصدمة ويعرف انه اخطا  يجرى ويلهث فى اللحاق واصطيادها بالرغبة وعن قناعة وهى كانت منذ بعض الوقت  بين يديه ، أليست بنكسه وسوء حظ وعثرة 

عندما ترجع الذاكرة للوراء وأراجع الذكريات عن كم بلد زرته وعن كثرة المعارف والأصدقاء الذين قابلتهم وتعرفت بهم وعن الرحلات والزيارات التى مهما عددت لن استطيع العد وعن ايام الفرح وأيام الحزن والتعب  اجدنى لا اريد ان أبالغ حيث مواضيع كثيرة وأحداث ونوادر وقصص وحكايات من جميع الأشكال المفرحة والحزينة المؤسفة اقول لنفسي هل فعلا انا شخصيا كنت انا صاحب هذه الأدوار ؟؟ هل انا كنت الممثل الرئيسي من غير ان اعلم ؟

لان اشياءا كثيرة حدثت بطريق الصدفة وليست عن قصد وسابق اصرار ،، لان صناعة الحدث تضيع فيها المصداقية لانها بدراسة لان الممثل مهما حاول الإتقان لا يستطيع ولن يصل الى القمة  مهما عمل  ،،، اما الاحداث التى تحدث عفويا بدون اى دراسات ولا مراجعات واوامر من المخرج تصل للقمة فى التعبير حيث صادقة وليست تمثيل ؟؟ 
أتيحت لى الفرص وزرت كثيرا من الجزر حبا فى المعرفة والمغامرة ابتداءا من جزيرة قبرص حيث زرت صديقا لى هناك وقضيت اسبوعا فى سياحة ومرح ومادب وعرفت الكثير عن العادات والتقاليد الصعبة  وشاهدت بأم العين كيف قسمت الجزيرة الصغيرة الى جزئين وهى لا تتحمل التقسيم نظير الصراع بين الاتراك المسلمين القلة والقبارصة المسيحيين الارذودكس المتعصبين والكاسب منهم خسران حيث ضاع الطرفين فى خضم الصراع الدولى للقوى الكبيرة نظير الجهل والتعصب العرقى وعدم الرؤيا المستقبلية ان نهضتهم وتقدمهم فى الاتحاد مع بعض وليس العراك والصراع الذى لا يؤدى الى نتائج سليمة بل الى وخيمة .

وزرتها عدة مرات بعدها حتى انتقل صديقي الى أثينا اليونان وتوقفت عن زيارتها حيث لا وقت لدى للسياحة والصرف وتضييع الوقت ،  وليست لدي الحوافز التجارية من شراء لمواد وبضائع  واستيراد ، حيث لا توجد بها صناعات ولا مصانع .
وزرت جزيرة مالطة في بدايات السبعينات مع الصديق وابن العم بالقبيلة السيد فرج تربح والذي بعدها اصبح شريكا في شركة انوار للكهرباء ،  وأقمنا في فندق " برلونا "  على البحر ، وكان وقتها السفير السيد " الثلثى " والقنصل السيد " عطية الديبانى " من ابناء مدينة درنة ،، أليست  بصدفة ؟؟؟  ام كفاءة  !! حيث ابناء المدينة نظير العلم والمعرفة الجيدة بالإدارة دائماً سباقون وفي المقدمة والصدارة في الوظائف العالية ، 
ولكن حسب وجهة نظرى الخاصة التى تحز بالنفس لا يعرفون اكل الكتف السمين والبقاء في سدة الحكم  ويستمرون إلى ما لا نهاية حيث لا طموحات عندهم بل "  عوالة " يقومون بكل شئ ويساندون الحاكم  في الوصول الى الحكم ،  ولكن لا يقطفون الزهرة  ويصبحون بكرسى الرئاسة نظير الصراعات الداخلية ودق إسفين البغض والعداوة والتفرقة  مع أخوة الجد " العبيدات " من قوى خفية لا تريد الوحدة والتكاتف حتى يبدعون وينهضون ،، أليست بامر مؤسف ؟؟؟
لولا الجرأة وحب السفر والسياحة وعدم الخوف من المجهول لقبعت وظليت أسيرا لأمور كثيرة وحسابات عقيمة وحبا فى المال وعدم الصرف وأظل حبيسا في مدينة درنة الصغيرة محاطا بامور محلية لا تسمن ولا تغنى من جوع وأضيع فى اوساط المتاهات القبلية من قيل وقال  ، ولا اخرج ولا أسافر وبالتالى لا اتعلم اى شئ مما تعلمته من خبرات وعلم بطبيعة البشر نظير التجارة والبيع والشراء حيث تعاملت مع الكثيرين ،  وتفتحت مداركي وتعلمت الكثير من جامعة الحياة التي ليس لها مثيل ، وتحصلت على بعض الشهادات العالية ومازلت أسعى للحصول على أخريات ولن أتوقف عن السعى والتحصيل حتى الرمق الاخير ، حتى لا يتحجر الفكر والعقل واصبح مثل الكثيرين السذج الذين يتابعون الاخبار ،  يصدقون  الإذاعات والصحف والقيل والقال في الاعلام والواقع جميعه غث وليس بسمين ، القليل هو الصادق والمفيد
زرت جزيرة رودس اليونانية كعبور وسياحة لمدة نصف يوم  وقد سبق وان ذكرتها عندما كنت فى رحلة على الباخرة أزونيا حلقة رقم …….. واتيحت الفرص وزرت جزيرة " برمودا " مثلث الرعب كما يقولون فى كثير من الكتابات والقصص ، وزيارتها سببها قصة طويلة ،  اذكرها من البدايات فقد كانت الفاتحة لزيارتى الاولى لأمريكا ووضع أقدامى على ارضها ثم المجئ لها عدة مرات حيث أعجبتنى وقررت الرحيل والسكن بها عندما هاجرت طريدا هاربا من الظلم والقهر والمطاردة  من وطنى ليبيا الحبيبة عام ١٩٧٩ م وانا برئ مظلوم ،، وذنبى الوحيد اننى رجل اعمال ذو أموال بمقاييس اليوم تعتبر فتات .

اذكر القصة جيدا عندما يوما سنة ١٩٧٤ م ، استدعيت من قبل الادارة العامة بطرابلس  "  هيئة الإمداد بالجيش " نظير بعض العلاقات  من الأخوة الاصدقاء الذين يريدون الخير للمؤسسة ، وقابلت احد المسؤولين الذي طلب مني ان اشارك فى توريد كميات كبيرة من الثياب والالبسة من الالف للياء لمخازن الجيش ، وأعطاني محاضرة فى السرية وكلام كثير عندما يسمعه الانسان يشعر بالخوف والرهبة من العواقب فى حالة اى خطا ، فقد كان الجيش وقتها فى عز المشوار والصحوة ، يجري بعنف مثل الفيضان المدمر ، اى انسان يحاول الصمود والإيقاف يجد نفسه غريق ،   ولم اعلم ان الضابط الكبير وقتها كان يتناول العمولات الضخمة نظير الصفقات الهائلة للمواد التي تم استيرادها من الخارج حتى تقاعد واصبح يملك الكثير ويدعي الطيبة  والأمانة وحسن الاخلاق ويسبح طوال الوقت بسبحة ليخدع الاخرون ،  ونسى انه غاطس فى الحرام الى اذنيه وانه سوف يحاسب الحساب العسير  وان  عذاب الرب تعالى يوما سوف يطاله مهما حاول التوبة وطلب الغفران حيث المبالغ الهائلة ليست من حقه فهو يتقاضى فى اجر ومرتب ورتبة كبيرة وجاه .

نسى وتناسى ان هذه الاموال  التى تحصل عليها رزق المجتمع رزق المظلومين المحرومين من ابناء ليبيا الغافلين الأبرياء ،، وفى نظرى مهما عمل صعب الحصول على الغفران من الخالق تعالى حيث هذه الامور المشينة خيانة أمانة  لارزاق الشعب التى تحصل عليها بطرق وحيل وخبث وفى جميع الحالات هذه امور صعب البت فيها حيث الرب الخالق هو الذى يقرر وهو الحق والعدل  وما نحن الا بشر نحكم بالظاهر ،، سبحانك رب العالمين 

أخذت القوائم بعد ان وقعت على مستندات السرية التامة واننى مسئول عن اى تسرب وتراهات  بلا عدد ،،، وعرفت بعدها بفترة كم كنت ضحية ؟؟؟ فقد استعملنا كاكباش فداء وتغطية فى امور وقتها نحن لا نفهمها …
سافرت اولا الى اليونان حيث لدى صديق يتعاون معى فى الامور الصعبة وقلت له بطرق ملتوية اننى اريد الدخول فى اعمال التوريد للملابس العسكرية والمدنية حيث اريد العمل فيها مما اتفقت معه ان يسافر معى وعلى حسابى نظير وقته وخدماته فقد كنت وقتها ضعيفا فى اللغة الانجليزية  مما وافقت على الامر بدون ان  يرى القائمة وانا اعتقد انها فى غاية السرية 

سافرنا معا  الى مدينة " براتو " فى ايطاليا مشهورة بمصانع النسيج وحياكة  الثياب  والبدل من جميع الانواع ، وتم الاتصال مع احد المصانع الكبيرة وقابلت مدير التصدير وبعد نقاش بسيط عن ماذا اريد وارغب وانا أحاول المراوغة حتى لا يشاهد القائمة ،
وبكل سهولة تبسم وفتح درجا بالطاولة واخرج نسخة  قائمة مثل التى معى وقال باستهزاء هل هذه الطلبية التى تريد شراؤها ؟ وصدمت من الموضوع ،  وقلت له مراوغا ،، انا مهتم بالثياب والكمية التى اطلبها ربع هذه الكمية ، وكان رده ببرود قاطع نحن ناسف حيث نحن كمصنع لا نستطيع حياكتها ولا تصنيعها وغير قادرين على اعطائك عينات ولا اسعار ،، مما كانت صدمة لى فى العمق والصميم  حيث المصاريف والتعب ،، وقررت المضى فى اللعبة حتى النهاية  لاكتشف بعد الخيوط حتى اعرف الراس المدبرة والمستفيدة ….

ذهبنا الى  لندن بريطانيا ونفس القصة تكررت مع اكثر من شركة حيث الطلبية موزعة لدى الجميع ،، ولا اسرار من اى نوع غير التعنت وارهاب الاخرين المحليين ، وبعدها الى بلجيكا ولم يسعفني الحظ ونفس القصة فقد كانت القائمة موجودة فى كل مكان أزوره وابحث فيه  عن وسيلة حتى استطيع ان أحقق بعض النجاح ،
وقررت السفر الى امريكا لطرق  جميع الأبواب وحجزنا التذاكر على الخطوط البلجيكية  " سابينا " من العاصمة بروكسل الى نيويورك ،،، وكانت رحلة مريحة ووصلنا الى هناك وبعد الإجراءات بالمطار السهلة وقتها حيث المواطن الليبى له اعتبار وتسهيلات فى الحصول على التاشيرات لدخول امريكا ،،،واقمنا فى فندق " والدورف استوريا " الفخم فى  وسط منهاتن .

تمت اتصالات عديدة عن طريق بعض الوسطاء وتم الاتصال بشركة كبيرة فى مجال التسويق وعندها القدرة للتزويد لاى طلبية اسمها شركة " بيدل " ووافقت على تقديم العرض واعطاء العينات المطلوبة فى خلال فترة بسيطة ،  وفرحت اشد الفرح ،وتعرفت خلالها بالسيد " فرانك دروهان " الذى لدى معه قصة طويلة سوف يتم سردها فى مابعد ، وكان صديقى السيد عاشور بن خيال ، القنصل المندوب فى الامم المتحدة وتم الاتصال به ،  وكل يوم قضيته فى نيويورك  بالليل كان معى حيث نقضى المساء معا فى العشاء والسهر ،، حيث العينات تتاخر حوالى العشرة ايام فى الوصول الى مطار طرابلس قررت تقضية عطلة  نهاية الاسبوع   
 فى زيارة لجزيرة " برمودا " حسب النصيحة من الشركة للتعارف مع احد المالكين للشركة المتقاعد والساكن هناك وحجزنا للسفر الى ليبيا عبورا بالجزيرة وبعدها الى لندن حيث  استمر فى الرحلة الى طرابلس ورفيقى اليونانى الى أثينا ،  وعزمت السيد عاشور بان يقضى معنا العطلة  فى الجزيرة ،  مما وافق على المجئ ..

وصلنا إلى الجزيرة في يوم مشمس طقسه جميل ،  ووجدنا سيارة في الإنتظار حيث تم التعارف  مع السائق ،  وبعدها الى الفندق الذى كان من أفخم الفنادق حيث لدينا الحجز … وقضينا عطلة نهاية الاسبوع فى راحة واستجمام وكانت الجزيرة جميلة حيث طولها حوالى ٣٠ ميل وعرضها بسيط لا يتعدى عدة اميال فى بعض الاحيان  ، وبعض الاماكن ممنوع مرور السيارات فيها  ومعظم الجميع يستعملون فى الموتيسيكلات والدراجات للسير ،   والورود والزهور فى كل مكان حيث هى جنة فيحاء وعشرات الآلاف من السواح يجوبون بها واليخوت الجميلة من صغيرة وكبيرة راسية بها بالموانى الصغيرة لليخوت " مارينا " وحباها الله عز وجل بحاجز كبير من الصخور على وجه الماء ، يحمي  الجزيرة من إرتفاع الأمواج النادرة في فترات الزوابع او الشتاء ، وعلى ما اعتقد ، جزءا من الجبل او ارض الجزيرة تهالك وسقد في المياه  العميقة ، نظير النحر من الأمواج العاتية طوال عصور وسنوات عديدة ، 
واليوم الثانى من الإقامة أجرنا يختا لقضاء رحلة بحرية فى الصيد وكان به جميع المعدات للصيد  وخرجنا لعرض البحر ، ونحن فرحى سعداء ؟؟؟

               رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة ….
                                                              2012/11/18م 

No comments:

Post a Comment