شاهد على العصر
42
إستغرب السائق من التصرف وفي نفس الوقت لا يستطيع الرفض حيث مرتب نصف شهر ليس بسهل الحصول عليه وهو يعمل طوال ساعات العمل في الطقس القائظ ، وقال شكرًا ياحاج سوف أنتظركم ولكن من فضلك لا تتاخر كثيرا ، وقلت له حسب الحالة لرفيقي الحاج حيث لدينا بطاقات الصعود للطائرة ولا أريدها أن تفوت علينا وتقلع ولهذا السبب طلبت بقاؤك لتنتظر حتى نرجع وتوصلنا بسرعة مما ابتسم .
دخلت للمستشفى وكم هالنى المنظر المرعب فقد كان العشرات من حجاج اسيا من بنغلديش وباكستان والهند الفقراء مرميون على الأرضيات الأسمنتية مرضى والبعض في الرمق الأخير ولا من مهتم بهم! وسألت عن الأطباء ولا أحد يعرف من الزحام وأخيرا اشارت لى ممرضة على احدى الغرف ،،
وفتحت الباب بدون استئذان وكم هالني الموقف حيث الأطباء والممرضات جالسون على طاولة كبيرة وكأنهم في إجتماع مهم ، والواقع يتسامرون ويشربون القهوة وكأنهم في حفلة وسهرة وغير مهتمين بما يحدث في خارج الحجرة وكم من إنسان حاج يتأوه طالبا المساعدة والرحمة ، وهم في غيهم ، ورفعت الصوت مما خافوا مني أن أكون أحد المسؤولين ،
وجاء معي طبيب إلى نقالة الحاج يوسف وفحصه بدقة وأخرج القطن من أنفه حتى بدا يتنفس براحة ووضع لصقة عليه وبعض الحبوب وقال الآن لا بأس حيث الحالات في موسم الحج تحدث بسرعة طوال الوقت نتيجة الحرارة ، ولا تخاف فليس لها اثار بعيدة والحمد لله تعالى خروج الدم رحمة ، انما يحتاج المريض للراحة ، وسألته وماذا عن السفر بالطائرة وعن الضغط الجوى ورد بسرعة وقال ممكن يسافر ؟
وفرحت جداً من قوله حيث أطماننت على رفيقي الحاج وشكرت الطبيب وبسرعة للباحة حيث عربة الإسعاف تنتظر ، وركبنا وقاد السائق بسرعة إلى المطار وأنا قلق أتساءل هل الطائرة جاءت وأقلعت ام لم تحضر بعد ؟
ووصلنا الى المطار واعطيت السائق النصف الثانى حسب الوعد والعهد ودخلنا بسرعة وشاهدت الحجاج الركاب جالسون على الارض ولا يوجد اية كراسى او مقاعد اخرى بالصالة حتى يجلس الانسان ليرتاح ،،، وسالت عن الطائرة وقيل لى لم تصل بعد مما حمدت الله تعالى على التأخير حيث باذنه الكريم سوف نسافر إلى دمشق .
وشاهدت أحد " الأبناك " الضخمة الكبيرة التى تستعمل في مقدمة المحلات لتمنع الزبائن من الدخول للمحل ومن خلالها يتم البيع حيث البائع يقف وراؤها والزبون أمامها وخطرت لى فكرة وقلت ليوسف ارتاح وتمدد فى الفجوة الخلفية الكبيرة المخبأة بعض الوقت وأنا سوف أراقب الوضع وتركته نائما ساعتين وعندما تعبت ايقظته وخرج منها ودخلت مكانه ونمت نوما عميقا من غير ان أدري حتى أيقظنى من النوم …
قال سوف أذهب أبحث عن مكان لاشترى منه بعض الاشياء وقلت له لا تتحرك انت مريض ومن المشى والحركة ممكن تحدث مضاعفات ؟؟؟ وأرجوك ان تاخذ مكانا وارتاح مما فعل ،،، وسرت فى القاعة الكبيرة الطويلة ووجدت مجموعة من الحرس يتسامرون على بطانية مفروشة فى احد الأركان ويلعبون فى الورق للتسلية وتمضية الوقت وسلمت عليهم وسألتهم اذا فى اى مقصف فى المطار لشراء طعام وكان ردهم هذه القاعة خاصة بالحجاج ومازالت جديدة ولا يوجد اى شئ ، ولكن لدينا فى الحجرة خاصتنا يوجد بعض الطعام المعلب ، ادخل وخذ ماشئت وأشاروا على الحجرة ودخلت لها وشاهدت بالداخل العجب حيث مليئة بجميع انواع الطعام المعلب ونحن خارجها جوعى …
واخذت بعض الاشياء من جبن ولبن وخبز من افخر الانواع وشكرتهم على الضيافة وقالوا ياحاج لا شكر على واجب طالما لم تسافر وبقيت موجودا بالمطار فى اى وقت ادخل وخذ ماشئت من طعام ،، وشكرتهم مرة اخرى وقلت مبتسما لن نجوع ونحن حجاج ضيوف الرحمن الله تعالى ارشدنى لكم حتى تضيفوننا والمخزن بجانبنا ،،، مما ضحكوا من الإطراء ،،، وقالوا اهلا وسهلا فى اى وقت ،، وشاركت رفيقى يوسف الطعام الذى استغرب من اين اتيت به والمطار فارغ ليس به اى مقصف،، وقلت الرب تعالى لن ينسانا ،،، سخر لنا هؤلاء الشباب الحرس السعودى حتى يضيفوننا طالما نحن ننتظر فى الصعود الى الطائرة .
عملت صداقة سريعة مع الحرس مما ارتاحوا للصحبة ،،، ولعبت بالمساء معهم الورق للتسلية بعض الوقت ،، واستمر الانتظار يوما ونصف حتى وصلت الطائرة ،، ولم نجوع حيث الخير والطعام كثير اكثر مما يجب ،،، وأخيرا وصلت الطائرة السورية فى رحلة خاصة بالحجاج السوريين لنقلهم الى الوطن سوريا ،،، وودعت أصدقاؤنا السعوديين الكرام الشباب الحرس وصعدنا على متن الطائرة ونحن فرحى سعداء اننا أخيرا سوف نرحل الى دمشق سوريا للتعزية فى المرحوم وبعدها ليبيا الوطن .
طوال الرحلة كان جميع الحجاج على متن الطائرة ينشدون القصائد والمدائح النبوية باصوات جماعية جميلة تجعل الانسان يعيش فى عالم روحانى خاص ،، مما انسجمنا مع الجماعة وبدأنا ننشد معهم ولم نشعر بمرور الوقت حتى بدات الطائرة فى الهبوط لمطار دمشق …
وعندما هبطنا بالمطار كان طابور من الحافلات ينتظر الحجاج للتوزيع لعدة اماكن وركبنا الحافلة التى تذهب الى المحطة الرئيسية فى دمشق حتى وصلنا الى هناك واستلمنا حقائبنا وكانت رؤوسنا لا شعر بها من الحلاقة ولدينا لحى كبيرة ولباسنا جلابيب متسخة من الانتظار فى مطار المدينة والجلوس على الارض مما كان وضعنا العام ومنظرنا وهيأتنا غير مسرة مثل الشحاذين الفقراء الصعاليك او الإرهابين .
طلبت من المسؤولين على الحجاج بالموقف وسالت إذا كان يوجد أي مركز للجوازات حتى نختم جوازات سفرنا حتى لا نتعب في الخروج من الحدود فى سوريا لانه سوف نسال عندما نريد السفر عن طريق المطار او الحدود كيف دخلنا بدون اختام ؟؟؟ مما سوف يتم الشك والارتياب فينا ونتعطل نظير الاشتباه وبالاخص كانت وقتها العلاقات مع ليبيا متازمة فى نفور بين النظامين ،، ولكن لا احد مهتم وفى خلال وقت بسيط جميع الحجاج خرجوا واصبحنا الوحيدين بالصالة اللذان مايزالون ينتظرون فى اى احد من الأمن او الجوازات حتى نثبت الحالة والقدوم ،، وقلت للحاج يوسف تعال نخرج الى اى فندق لترتاح وبعدها يفرجها الله عز وجل …
ذهبنا إلى عدة فنادق وكانت محجوزة وأخيرا اتصلنا هاتفيا بفندق المريديان الفخم وقتها وقالوا لنا يوجد حجز لغرفتين ،،، وحجزنا وعندما وصلنا وشاهدوا حالتنا المزرية أرادوا صرفنا بطريقة لبقة مهذبة بانه للأسف لا توجد غرف ولكن يوجد جناح غالى الثمن وسألتهم عن السعر وقالوا وقتها عن السعر الذى بالنسبة لنا لا يؤثر مع انه غالى ،، وقلت لا مانع ؟؟ سوف نقيم بالجناح مما اسقط فى ايديهم وتم الحجز ودفعت نقدا عدة ليالى مما زاد الارتياب والشك .
قبل إعطاء المفتاح طلبوا منا الهبوط الى الطابق الأرضى لمراجعة رجال الأمن وتم التفتيش الشخصى الدقيق لنا ولجميع موجوداتنا وأسئلة كثيرة كيف دخلنا بدون اختام وأخيرا سمحوا لنا بالصعود للجناح ونحن مرهقين من التعب والإرهاق والحاج يوسف يكاد يسقط على الارض من الوقوف والمرض .
كان الجناح جميل به سريرين وصالون جلسة لاستقبال الضيوف وبه جميع الكماليات المطلوبة وأقفلت الباب بأحكام حتى لايدخل احد ونحن نيام ،،، ورأسا الى فراشى ونمت فى خلال دقائق نوما عميقا من التعب ولم انهض الا حوالى الساعة الخامسة مساءا ،،، وايقظت رفيقى الحاج يوسف حتى يستعد ويجهز نفسه لتناول بعض الطعام حيث نحن جياع ،،،
وحلقت اللحية وحمام ساخن وبارد جيد مما استعدت النشاط وطار التعب والإرهاق ولبست ثيابا نظيفة وطلبنا على طعام من غرفة الخدمات وطلبت صهر المرحوم الذى يملك صيدلية لبيع الدواء ويعمل بها ،، حيث لدى رقم هاتفه مما أجاب وقلت له اننى موجود بالفندق ميريديان جناح رقم كذا ،،، ومعى رفيقى مريض وقال حالا سوف أتى لكم ،،،
وصل صهر المرحوم بعد حوالى الساعة وكنا جاهزين واستقبلناه فى الجناح ،، وعزيناه فى المرحوم على ان يعمل لنا غدا ميعادا مع العائلة لتعزيتهم ،،، وعاين الحاج يوسف وقال سوف يغادر الان ويحضر معه طبيب معالج مختص وبعض الدواء حتى يرتاح ،، وغاب فترة واحضر الطبيب الذى فحص الحاج يوسف فحصا شاملا وقال يحتاج الى وقت طويل حتى يرتاح حيث لديه ضعف عام " أنيميا " من قلة التغذية وإنفلونزا وحرارة من النزيف نظير السفر والإرهاق والتعب ،،، ولن تتوقف بسهولة ان لم يداوم على العلاج بتناول الدواء والراحة الكلية حتى يتم الشفاء الكامل ،،
اليوم الثانى قمنا بتعزية العائلة فى وفاة عميدها وكانت لحظات مؤثرة حزينة تغلبت عليها بالصبر ورباطة الجاش ،،، وكانت العائلة ممنونة جداً من حضورى الشخصى وليست التعزية عن طريق البرق او الهاتف مما تدل دلالة واضحة على المحبة والوفاء مما كبرت فى عيونهم وبالاخص بعد اداء الحج لم ارجع لعائلتى كالعادة لاى حاج ،،، بل فضلت القدوم والتعزية اولا لهم .
اتصلت هاتفيا بالصديق السيد احمد الفوال فى بيروت وأبلغته اننى موجود فى دمشق للتعزية فى المرحوم المهندس الذى سبق وان عرفه عن طريقى عندما كنا فى السنة الماضية معا فى زيارة لدمشق وبيروت ،،، وأصر على القدوم لزيارتنا ،،،
اليوم الثانى بالصباح كان موجودا معنا وقت الضحى ونحن مازلنا على مائدة الإفطار ناكل عندما دق الهاتف من اسفل وسمحنا له بالصعود ،،، وكان لقاءا مؤثرا فقد كان الرجل طيب القلب شهم خلوق طوال الوقت مرح يجعل الانسان يضحك سعيد من النوادر والقفشات والمزاح ذوات العيارات الخفيفة والثقيلة ،، مهنته خبير بالسجاد الفارسى والافغانى ويعرف عدد العيون والنفذات فى كل سنتم مربع لاى سجادة عندما يشاهدها ويستطيع بلا مبالغة ان يحدد العمر تقريبا ومن اى منطقة أتت وتم صنعها ،،، نظير خبرته لسنيين عديدة فى عالم صناعة وتقييم السجاد الاصيل القديم والجديد والذى انا شخصيا لا اعرف عنها اى شئ الا القليل ؟؟
وعرفته بالحاج يوسف الذى مازال مريضا ،،، وأصر على الانتقال لبيت صهره زوج اخته حتى يرتاح ويعالج عن قرب بدلا من الجناح فى الفندق والصرف الكبير بدون طائلة ،،، وحاولت منعه حتى لا احرجه ولا احرج صهره ،،، وقال ياحاج جرب حياة العيش مع الاسر ذوى الدخل البسيط والذى تريد صرفه هنا بدون فائدة ؟؟؟ تصرفه على الفقراء والمحتاجين الذين يعيشون فى صمت فى ستر الله تعالى مما افحمنى الحجة ولم استطيع المجادلة ،، ودفعت الفواتير وخرجنا من الفندق فى عربة أجرة ،، وراسا الى بيت الصهر ،، فى احد الأزقة باطراف دمشق .
كان البيت على الطريقة العربية السورية كما نشاهد فيها فى المسلسلات " باب الحارة " وبه بستان كبير به جميع الخضروات وعدة اشجار فاكهة ،،، وقابلتنا اخته العجوز سيدة البيت بجميع الترحاب والسرور والسعادة اننا حللنا على بيتها المتواضع كضيوف وكان زوجها سائقا بسفارة المانيا الشرقية وقتها ،،، وعندما وصل وشاهدنا دمعت عينيه من الفرحة والسعادة ببراءة وليست عن تصنع ونفاق اننا ضيوف عنده وقاموا بجميع الواجب واكثر حسب طاقاتهم المتواضعة مما جعلونا نحس ونشعر اننا فى بيوتنا من حرارة اللقاء ،،، وكرم الضيافة .
وجهزت العجوز وعاءا كبيرا " ليان " يستعمل للغسيل والحمام وعباته بالماء الساخن ووضعت اوراق كثيرة من شجرة الليمون به وطلبت من الحاج يوسف ان يخلع ملابسه ويدخل ويتربع فيه مما رفض اول الامر نتيجة الحشم والكسوف وقالت له لا تنكسف انا عجوز فى سن امك ،،، واجبرته بالكلام الحلو لمصلحته حتى خلع القميص فقط ودخل فى الوعاء الكبير و قامت بدلكه بطريقة فنية فى حضورى وهى تبرد فى الماء الساخن الى فاتر حتى يستطيع التحمل مما عرق كثيرا وقدمت له فوطة كبيرة لينشف جسمه وقالت له سوف اتركك وقم بخلع بقية ثيابك والبس قميصا نظيفا" جلابية " وسروال جاف ونم على السرير حيث جهزت الفراش ورجعت بعد قليل ونظفت المكان وتأكدت من تغطية الحاج يوسف ببطانية مع اننا فى فصل الصيف وطلبت منه عدم رميها وان يتحمل الحرارة والسخونة ،،، اذا يريد ان يتعافى ويطرد الحمى والمرض .
وأغلقت الباب عليه وتركته عدة ساعات لينام ويرتاح وسبحان القادر بعملها وحنوها عليه ومعاملته كانه ابنها وهو الغريب عنها ولا يمت لها باى صلة قرابة او دم ،،، حيث الله تعالى طرح البركة والشفاء على يديها ،،، وقام ليتغذى معنا وقدمت له صحن شوربة خاصا به ،،، فيها خلطة غريبة من الخضار والتوابل والبهارات الحارة ،،، وأصرت ان يتناولها ولا يتوقف ،، وبعدها الراحة والنوم للقيلولة مما عرق كثيرا ،،، ونهاية الاصيل قام من النوم نشيطا والحمى شبه زالت ،، ونحن ذهول والعجوز تبتسم وقالت الحمد لله تعالى ،،، ان العلاج العربى نجح فقد تعافى الحاج وغيرت الفراش بأغطية نظيفة .
واليوم الثانى تعافى نظير الحمام الساخن والشوربة والعناية الفائقة بدون ادوية على الطريقة العربية القديمة المتبعة ،،، والدلك بورق الليمون والغطاء بالبطانية مما تفتحت مسام الجسم وجعلته يذوب من العرق حيث تم طرد جميع جراثيم المرض التى كانت تتكاثر معشعشة بالجسم .
واستراح الحاج يوسف وتم علاجه وأقمنا ضيوفا لمدة ايام ونحن نعيش فى عز وكرم وكل يوم بالاصيل الصهر يعمل فى الشواء بطريقة ساحرة مع الخلط بالتوابل قبلها بساعات تحضيرا للشواء ،، مما الانسان يأكل بلذة من غير ان يشعر .
وودعنا العائلة بصعوبة والدموع بالاعين فقد تعودنا عليهم واصبحنا مثل العائلة الواحدة وكانت أمنية لدى ان أزورهم مع زوجتى والاولاد ولكن نتيجة ظروف وأعمال متشعبة كثيرة لم ارتاح ،، وبعدها التاميم والزحف والغربة والهجرة الى امريكا فرارا من نظام القهر والظلم ،، لم أتمكن من تحقيق الأمنية ,, عسى ان يكونوا احياءا حتى اجدد الزيارة لهم يوما من الايام ،، اذا اطال الله عز وجل ومد فى العمر .
وكانت الرغبة السفر من مطار دمشق راسا الى بنغازى ليبيا ولكن لدينا صديق " مصطفى الحاج " المسئول وقتها بمطار بيروت تمت معرفته عن طريق الحاج احمد الفوال الذى اتصل به واعلمه اننى موجود فى دمشق مما أصر على ضيافتنا وتقضية عطلة نهاية الاسبوع فى بيت العائلة فى بلدة " صور " على مااعتقد ان لم تخنى الذاكرة فقد مرت سنوات عديدة حوالى ٣٧ عاما على الزيارة والحفلة ،،
وأجرت سيارة أجرة لنقلنا الى مدينة الصديق فى لبنان وجميع الامور تمام وسلسة حتى وصلنا الحدود وقدمنا جوازات السفر للختم والمرور ،،، ولم يجدوا الأختام بالدخول ؟؟؟ مما زاد الارتياب والشكوك وبدأت قصة واتهام وحاول الحاج احمد بكل الطرق ولكن بدون جدوى وأرادوا القبض علينا والرجوع بنا تحت الحراسة الى دمشق لتوضيح الحالة فقد كان وقتها النظام السورى فى خلاف مع النظام الليبى ومشاكل بلا حدود مع عقيدنا المريض المعقد القذافى مع الداهية الرئيس حافظ الاسد .
وأخيرا ستر الله عز وجل وتم الاتفاق بان نعبر الحدود مقابل مبلغ مالى كبير كرشوة للمسئول مما اصدر الامر بتركنا نمر بسهولة وكانت الإيهام بالرجوع فى نظرى عبارة عن تمثيلية محبوكة حتى نخاف ويرغمنا على الدفع المجزى ،،، ووصلوا للغرض ولم تكن غلطتنا بل الخطأ منهم ؟؟ واضطررنا للدفع ؟؟؟
ووصلنا الى دار العائلة لصديقنا الذى اكرمنا بالاستقبال الحار الذى ينم على الأصالة والاخلاق والقيم والكرم للضيف عندما يحل وياتى فى زيارة ،، وقدموا لنا كل الخير من طعام لذيذ شهى وفواكه لبنان المشهورة ،،، وبعد الغذاء واثناء الحديث ونحن نتسامر عرفت بطريق الصدفة ان قبر احد الانبياء على ما اعتقد النبى " يونس " الذى ذكر فى القران الكريم ان الحوت التقمه فترة من الوقت ثم لفظه على الشاطئ ،،، الضريح قريب فى كهف على شاطئ البحر مما طلبت منه ان يرشدنا للمكان حتى نزور الضريح فهى فرصة لا تعوض ؟؟
وقمنا بزيارة الضريح حيث كان الكهف قريبا من شاطئ البحر ،،، حيث قرأنا سورة الفاتحة وبعضا من سور القران الكريم العظيم تباركا من الهيبة والزيارة وختمناها بقراءة سورة الفاتحة وخرجنا ونحن فرحى سعداء حيث شعرنا بسمو وشعور داخلى روحى وشكرنا مضيفنا على انه أتى بنا حتى شاهدنا قبر النبى يونس عليه الصلاة و السلام ،، وودعناه ورجعنا الى بيروت ،، وأقمنا فى بيت الحاج احمد الفوال الذى رفض ان نقيم فى فندق وبيته موجود حيث زوجته البلغارية وابنه فى زيارة لعائلتها فى العاصمة " صوفيا بلغاريا "
وبعدها بأيام طلب منى الحاج يوسف الرجوع الى ليبيا ،،، وكان الجو والطقس ممطر نتيجة العواصف الشديدة والامطار الغزيرة والوضع العام ينذر بمشاكل قادمة نظير زيارة الرئيس " أنور السادات " الى تل أبيب اسرائيل مما استشاط العالم العربى غضبا وغيظا نظير الغفلة وعدم الصدق فى الرؤية المستقبلية ،،، والدفع المبرمج من أساطين وأساتذة الشر والشرور ،،، القوى الخفية من جميع الأطراف الدولية والمحلية بما فيهم المعنيين المتطرفين من العرب واليهود الذين دائماً يدقون فى إسفين التفرقة والانشقاق ضد مصر والرئيس السادات ،،، حتى لا يتم التطبيع والسلام والتآلف والوصول لحلول مشرفة لقضية فلسطين يرضى عنها وبها الأطراف المتناحرة ،، حتى لا يفقدون مصالحهم الخاصة .
ونسوا وتناسوا اننا العرب واليهود اولاد عم ،،،. جدنا واحد سيدنا ابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ،،، نؤمن بانبيائهم وكتابهم المقدس التوراة ،،، حيث ذكر بنو اسرائيل فى القران الكريم العظيم عشرات المرات ،،،.والى الان لم نتعلم كيف نحاور ونزرع الثقة الحقة والسلام الصادق الحقيقى ونتعاون مع بعض للنهوض بالبشرية ضمن التركيز على السلام والصرف على العلوم وتشجيع النوابغ من الطرفين على العطاء والابتكارات الحديثة حتى نسمو ونتحضر ونتقدم ،،،
بدلا من الآفاق الضيقة والعصبيات الجاهلة والعنصريات التافهة والتطرف والارهاب حيث العنف والدم ياتى بالرد العنيف ويولد العنف ويضيع الأبرياء من جميع الأطراف بدون نتيجة ،،، والصرف على الجيوش وتكديس السلاح الذى مع الوقت يصبح خردة نتيجة التطور وعدم الصيانة الجيدة ،، واوطاننا بحاجة ماسة الى ابسط الامور من جميع الخدمات حيث مازلنا نعيش فى الجهل والإمجاد السابقة ونحلم بدون ان نخطط ونعمل ،،، بل نعيش فى المهاترات والمشاحنات ،،، ضد المسيرة ،،، والسلام ،، ؟؟
حيث نظير جهلنا واخطائنا الكبيرة القاتلة فى نظرى الشخصى لم نعرف كيف نتعامل بالعدل والحق والمساواة ضمن تعاليم ديننا الحنيف الذى يدعوا للسلام والتعايش مع الجميع ضمن السمو والتسامح ،، بل نظير التعصب خلقنا بدون ان ندرى وحشا شرسا ،، التطرف والمغالاة لا يمكن القضاء عليه وطرده من ارض فلسطين نهائيا بسهولة ،، حيث العالم والعصر تغير ،، وعلى ذوى العقول المتحجرة من العرب واليهود ان يعيشوا الواقع ،، ان يصلوا الى حلول ضمن حوارات مهما طالت واخذت من وقت ،،، حيث لا يمكن هزيمة العرب عن طلبهم فى الحق بالعيش الكريم فى وطنهم فلسطين ،، وفى نفس الوقت لا يمكن طرد اليهود وزوال دولة اسرائيل حسب ما يريد المتشددون من العرب ،،،
والحل الوحيد ،،، هو الاجيال الجديدة الشباب بعقول نيرة وافكار جديدة والجلوس على طاولة الحوار والوصول الى حل يشرف الطرفين بحيث لا غالب ولا مغلوب وارض فلسطين للجميع من عرب مسلمون ومسيحيون ويهود ضمن دولة واحدة تحت طائلة القانون ،، مثل امريكا حيث بها جميع الأعراق والديانات يعيشون فى سلام مع بعض ،،، ضمن المصلحة العامة لأمريكا ،،، وانا متأكد انهم مع الوقت سواءا كنا احياءا ام اموات سوف يكونون بالمقدمة بين دول العالم ،،،بدل التناحر والحروب والدم ،،
و تساؤلاتى الى متى سوف يستمر هذا الحال من التربص ؟؟؟ والحل بأيدينا كعرب ويهود نحتاج الى رجال ذوى قوة شخصيات وشجاعة وصمود ،،، يتحملون المسئوليات مثل الشهيد الرئيس أنور السادات الذى اغتيل ،،، يواجهون الجماهير يقولون الحق والصواب من غير لف ولا دوران ،،، حتى نصل الى الحل السليم ويعيش الجميع فى سلام حقيقى ووئام ،،، ؟؟ والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقات القادمة …
No comments:
Post a Comment