بسم الله الرحمن الرحيم
مسيرة حياة 5
مدينة درنة التي همشت عبر التاريخ المعاصر من الخوف أن تتقدم في مسيرتها وعمرانها ونهضتها نظير الأحكام الخاطئة والغير مبررة... تهم عشوائية أطلقت عليها نظير الأحقاد والحسد حتى لا تزدهر... كانت منارة علم وثقافة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية و أيام الإستقلال وبعده إلى الستينات في المنطقة يشهد بها الجميع ، ذات الذكاء الفطري وتحصيل العلم والثقافة العامة حتى أطلق عليها لقب مدينة (قيادة الأحوال) ، وأيام العهد الملكي كان يوجد مثلا وكناية تتداول في دهاليز التعيين لأي حكومة جديدة للوزراء المختارون بدقة نظير توازنات قبلية جهوية بمراسيم ملكية حسب تعدد القبائل في ليبيا والذين معظمهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة وقتها، ولا يفهمون في الإدارة من قبائل البادية الذين عاشوا بالمناطق ولم تتاح لهم الفرص أيام الغزو الإيطالي من تحصيل العلم والدراسة والمعرفة .
يقولون بمزح (إرفد) دعم الوزير من البادية بدرناوي كوكيل وزارة لانهم متعلمون ويستطيعون تحمل أعباء الإدارة المنظمة ، ولهم القدرة العالية على تنظيم العمل اليومي المكتبي والوزير رمزا عبارة عن يوقع أذا يعرف الكتابة أو يبصم بالأبهام ، والأمور مضت على أتم الخير والسلام بسهولة حتى قام الإنقلاب (ثورة الفاتح) وتغيرت جميع المفاهيم، وحل الخراب والدمار والشيطان الرجيم على أكتاف الوطن .
والغريب الذي يأتي اليها يجد الحفاوة والتكريم والكرم ، وفي نفس الوقت بطريقة أو أخرى يعرفون أشياءا كثيرة عن القادم وكأنهم جهاز مخابرات قوي مما يستغرب القادم لها ويعتبرها تدخلا في أموره الشخصية وهي عبارة عن طرق عفوية من خلال الحديث والنقاش أثناء الترحيب والحفاوة ، ومراقبة التصرفات بدقة بدون أن يعلم ويشعر ، ويضعون الأحكام التي في أغلب الاحيان بالصدفة تكون صادقة .
الغرب أساء الحكم عليها بأنها موطن الإرهاب والحركات الدينية المتطرفة من خلال الأعداد الكبيرة من المجاهدين الشباب الإنتحاريين فى أفغانستان والعراق المتطوعين للجهاد طالبين الشهادة والموت، وأمورا كثيرة ونسى المستشارين لب الموضوع السؤال المهم لماذا هؤلاء الشباب إختاروا الطريق الصعب والتطرف الديني في نظرهم؟ لماذا لم يبحثوا بدقة في أغوار المشكلة؟ حتى يصلون إلى حلول سليمة ويقضون عليها وتنتهى بسهولة.
والإجابة الفراغ وعدم وجود العمل والدخل المريح حتى يعيش الشباب في بحبوحة العيش والتهميش من قبل الحكام وصناع القرار، والمتابعات والملاحقات الأمنية المجحفة من زوار الليل والنهار، والإضطهاد والسجن والتعذيب البدني القاسي والضرب بالسياط من جلادين غلاظ القلوب قساة وهم أبرياء، والقناعة القوية لدى الشباب بأنه لا عدل ولا مساواة حقيقية بين المدن وطوائف الشعب، ولا منابر حرة حتى يطلق العنان للنفس في التعبير والحوار بدل العمل في الخفاء ولا وجود لنوادي شبابية تستهلك طاقاتهم في ممارسة الرياضة والتنافس مع الآخرين .
والإستغلال من قبل دعاة الشر الغرباء بتزييف الحقائق، والوعود المعسولة بالفوز والنجاح دنيا وآخرة، وأمورا كثيرة سوف تدون في مدونات قادمة الشرح والتعريف بهؤلاء الأبرياء الضحايا من جميع الجوانب والزوايا، وكيفية الطرق السليمة للأخذ بيدهم إلى النجاة من عقد الخوف من الظالمين الحكام الطغاة، والعيش بشرف وكرامة ضمن المجتمع السعيد المتدين الذين يحلمون به ضمن برامج خيرة وخطط سليمة بهدوء ضمن دراسات والأخذ باليد قبل ان يستفحل الشرر وتبدء المصائب بلا عدد.
أخير يشرفني القول أنني أبن من أبناء مدينة درنة المجاهدة الصابرة الثائرة، وليبيا وطني وهي أمي وأنا أبنها، ومهما جارت على سوف أظل أبنها طالما حييت بهذه الدنيا الفانية ولن أنسى أمريكا وفضلها في حماية الأبرياء الشرفاء أمثالي في الوقت الصعب، فقد حمتنا سنيين عديدة من فرق الموت القتلة من اللجان الثورية الجهلة ، الذين ناسين متناسين أننا مواطنين ليبيين شرفاء جريمتنا والإتهام أننا رافضين الظلم، وآثرنا الغربة على البقاء في وطن يحكمه أشباه الرجال مثل القذافي المجنون .
أنني سعيد بتوفيق الله عز وجل أن الهمني الصواب وجئت مهاجرا من أول يوم رأسا إلى أمريكا وبعد سنين من الإقامة الشرعية اصبحنا من مواطينها ... عشت بها كريما رافع الرأس تعلمت إحترام البشر من جميع الأجناس وكيفية الحوار بالمنطق وإحترام الرأي الآخر مهما كنت على خلاف معهم ، وكبر الأولاد وتعلموا العلم الصحيح في المدارس والجامعات الذي يعتمد على المجهود الشخصي للنجاح وليس التزوير والمحاباة كما يحدث في وطننا العربي حيث الكثيرون من الخريجين يتيهون زهوا وفخرا وشهاداتهم الجامعية لا تساوي ثمن الورق والحبر أليست بمأساة وضرر على المدى البعيد للوطن... والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment