Sunday, August 30, 2015

قصصنا المنسية 44

 بسم الله الرحمن الرحيم
 ليبيا خلال 100 عام
 (6)

               قضية إبنه هانيبال في سويسرا من حادثة وعراك بسيط مع بعض الخدم لشئون العائلة من المغاربة الذين لهم كرامة وأصالة، أدى إلى الشكوى عليه لدى السلطات التي قامت بالتوقيف والإيداع بالسجن المؤقت بعض الوقت نظير التكبر الغرور والعجرفة وقامت الدنيا في ليبيا ضد سويسر وتمت مظاهرات عديدة مفتعلة في العاصمة طرابلس من غوغاء اللجان الثورية بناءا على تعليمات من القذافي شخصيا والكثيرون من أبناء الشعب العوام الجهلة الموالون للنظام ، يتساءلون غير مصدقين، كيف يتم توقيف إبن القائد وإيداعه في السجن ، ناسين متناسين أن سويسرا دولة قانون وحريات وعدل وكل من يخالف القانون يقدم للعدالة مهما كان ذو شأن ومكانة وهذا الذي حدث مع هانيبال إلقذافي لا واسطة ولا مجاملات، ولا أخذ بالخاطر ودفع الرشاوي ويتم الإفراج كما يحدث في الوطن ليبيا وأوطان العالم الثالث من مهاترات وتجاوزات وفساد وإفساد أدت للتخلف والرجوع للوراء بدل التقدم .

              حادثة بسيطة أشعلت نيران الغضب في طرابلس وتم طرد أعضاء السفارة السويسرية بدون أي وجه حق ، ضد جميع الأعراف الدبلوماسية ومنع البضائع السويسرية من الوصول للأسواق الليبية، وتعطيل رجال الأعمال السويسريين والأوروبيين من الحصول على تاشيرات الدخول وتنفيذ التعهدات وكلام كثير وتهديدات جوفاء ووعيد، بطرق غوغائية  همجية، بدون أصالة ولا أخلاق في التعامل الدولي حسب المعايير والأصول والبروتوكولات بين الدول في التعامل.... مما إضطرت حكومة سويسرا نتيجة ضغوط الحلفاء الأصدقاء الأوربيين لتمرير مصالحهم للإفراج عن المتهم والإعتذار الرسمي ، والواقع المرير المؤلم هانيبال القذافي على خطأ ومجرم تعدى الحدود .

                كان بالإمكان قفل الشكوى بسهولة بمراضاة الشاكين والتنازل عن القضية والاتهام لإبن الطاغية هانيبال بدل الغوغاء والتطبيل وإحياء النعرات وقيام المظاهرات والإعتصمات أمام السفارة السويسرية في طرابلس، والضغط على أوروبا وترجيع الطائرات السويسرية والأوروبية وهي على مشارف مطارالعاصمة للهبوط بدون أي إنذارات سابقة، ومنع الركاب الأوروبيين من الدخول إلى ليبيا مع وجود تأشيرات الدخول الليبية على جوازات السفر للأجانب القادمين بحجج لا يوجد تعريب للجوازات في صفحة البيانات الأخيرة باللغة العربية ، حجج كثيرة واهية بدون عدد من عقل مجنون ، زاد جنونه عندما سجن أبنه هانيبال وإعتبرها طعنة موجه له وهو المجرم الاول في التحديات للأعراف الدولية ودمغ ليبيا بصفة الأرهاب . 

                  زيارة الأهوج إلى أمريكا لأول مرة فى حياته ، والسماح له بالخطاب من على منبر الأمم المتحدة، وكم كان غبياً جاهلاً لا يعرف اللياقة ولا أصول الضيافة والسياسة وبالأخص على مثل هذا المنبر الدولي ، دخل بلباسه الأفريقي يتبختر كالطاووس وقام بالقاء خطاب أجوفا حماسيا متحديا أمريكا في عقر دارها، راميا بالأوراق الواحدة وراء الأخرى للخلف إلى معاونه عبدالسلام التريكي أحد المسؤولين بالخارجية الليبية الذي كان يجلس خلفه مخزيا حزينا من الموقف المحرج ولا يستطيع عمل أي شىء، واضعا يده على وجهه في بعض اللقطات حتى لا يشاهد العار والموقف الصعب أثناء الخطبة الهوجاء التي تدل على غياب العقل والجنون .

                ونسى وتناسى القذافي بهذا التصرف الأرعن الأهوج أنه دق المسمار الأخير في نعشه حيث هذا التصرف الغبي أكبر إهانة للمضيف الذي إستضافه لا يمكن قبوله في أي منبر دولي وبالأخص مثل هذا المنبر الذى يضم جميع دول العالم، وليس منبر مؤتمر الشعب العام في ليبيا يستطيع عمل أي شىء بدون محاسبة ، مما أثبت للجميع أنه أهوجا مجنون  ومعارضيه على حق وصواب في التحدي والمعارضة .

            خلق الفتن بقوة المال في كل مكان يحل به بالعالم ، حيث ليس بإنسان سوى يحترم العهود والمواثيق حسب الأصول فوضوى لديه عقدا كثيرة ونفسه شريرة حقودا حسود يكذب ويصدق في نفسه أن الآخرين جهلة لا يفهمون من كثرة التطبيل والتدجيل من أعوانه المقربين لإستغلاله في الإنفاق والصرف و يتمكنون من السرقات ويسمنون الحسابات بالمصارف الخارجية والإستثمارات وشراء العقارات في دول وعواصم العالم بالمليارات وليس بملايين الدولارات من رزق وعرق الشعب المحتاج لأبسط الأشياء .

                خلق الفتن لدول الجوار وبالأخص الدول العربية، إبتداءا بالمغرب وإنتهاءا بالسودان، وزرع الأسفين للتقسيم في جسم الوطن العربي حتى لا ينهض وتتحقق الوحدة الشاملة التي هي أمل الشعوب العربية طوال الوقت والتي بإذن الله عز وجل يوما مهما طال الزمن سوف نصل للهدف وتحقيقها ، ساعد ثوار البولوزاريو المغاربة في حرب الصحراء بكل جهد ودعم للإنفصال والاستقلال عن المملكة المغربية، وإلى الآن المشكلة قائمة بدون الوصول إلى حلول مرضية بين الأطراف ، وكم من ضحايا قتلى وجرحى ومعاقين طوال هذه السنيين بسب الجنون والآثام من المجرم .

       الدعم لإيران أثناء الحرب الدموية الشرسة ضد العراق بالسلاح والمعدات في الثمانينات من القرن الماضي حتى تزداد الفتنه بين المسلمين (السنة والشيعة) وتتأخر المسيرة عشرات السنيين ، بدلا من الوساطة وبذل الجهد والمساعي للمصالحة...  فدولة إيران دولة مسلمة نؤمن بنفس الدين وعلينا كمسلمين واجب فرض طالما على الحق أن نساندهم في قضاياهم المصيرية إلى آخر نفس ورمق حياة ، وننصح ونسعى بالخير للمصلحة العامة للجميع فالعالم الآن صغيرا في عصر العولمة، وعلينا الفهم لما يجري من أمور حتى نفوز وننجح .

          الغرور والكبرياء والصلف فاق وفات الحدود على حساب الشعب هذا الإنسان المغمور من لا شىء بقدرة القادر وصل لأعلى المراتب وأصبح الحاكم المطلق ، ولم يتعظ ويعرف أن العدل أساس الملك، حيث كان نهما في الإطلاع والمعرفة ليغطي النقص بالنفس قرأ الكثير من سير العظماء والملوك والرؤساء ولم يأخذ عبرا من التاريخ القديم والحديث، حتى يبقى يحكم الشعب الليبي إلى ماشاء الله عزوجل وعندما ينتهي الأجل يموت راضيا مرضيا من الله عزوجل والشعب، مثل البعض من حكام العرب (الشيخ زايد آل نهيان، الإمارات) بل زاد شرا وفجورا ناسيا النهاية والموت والرحيل .

              لا توجد اسرة ليبية وطنية حرة ذات كرامة وأباء من غير ضرر من الظالم بطريقة أم بأخرى، سواءا الفقد لعزيز من الشهداء في أي حرب من الحروب والمنازعات الكثيرة في أفريقيا ، أو الإغتيالات للأحرار الشرفاء المعارضين بالداخل والخارج أثناء سنوات القحط العجاف التي إستمرت سنين طويلة في الوطن وأثناء الثورة المجيدة القتل لأي أنسان غير مواليا مهما كان ولو كان من أعوانه حيث في نظره خونة ضرورة التصفية الجسدية لنشر الرعب والإرهاب حتى يستكين الآخرون والشعب يتوقف عن التمرد والثورة تفشل نتيجة المعلومات الخاطئة الواردة .

                   التحدي للشعب الليبي الطيب طوال الوقت معتمدا على القوة يتوعد في خطاباته الهوجاء للشعب قائلا متوعدا (من أنتم) بما معناه أنتم لا تساوون أي شىء ولست برئيس بل قائد ثورة، وكلام فوضوي تافه لا يدخل العقل بلا حساب يدل على الإنهيار وقرب النهاية فقد أعماه الله عز وجل عن قول الحق والصدق... تحدي الشعب الليبي الصابر على بلاياه وجنونه ،، ولكن فاض الكيل عن الحد، وتم الإنفجار وقامت الثورة بعنف وإصرار، وحاول صدها بكل غالي ونفيس، بكل طاقاته لوقف التمرد والإستحواذ عليها حتى ينتقم .

             وتم الإجتماعات لمجلس الأمن والقرار بالتدخل العسكري ضد المجنون لحماية المدنيين العزل من القتل، وأعطى الضوء الأخضر الرئيس باراك أوباما للضربة الأولى بالصواريخ من غير موافقة مجلس الشيوخ (الكونجرس) على معسكرات القذافي حتى يشل عزمه ويتراجع ولكن الأهوج زاد ضلالا وقامت فرنسا بالقيادة بإسم الحلفاء وشنت الغارات الكثيرة ولها الفضل الكبير في وقف الرتل الكبير المدرع من إجتياح مدينة بنغازي وإستمر التحالف في الحظر الجوي ومنع الرحلات الجوية القادمة إلى ليبيا من الوصول خوفا من وصول المدد من روسيا والصين الذي أشيع وقتها أنهم مؤيدين القذافي .

                  عمت الفرحة يوم 2011/10/20م  بالنصر وهلاك الطاغية ، وأطلقت الأعيرة النارية وزغردت النساء وكبرت الأصوات من المساجد بالتكبير والآذان بأعلى الأصوات حتى رجت الأرض حمدا وشكرا لله الواحد القهار إبتهاجا وفرحا بزوال الطاغية الذي كان هما وغما طوال السنوات العجاف على الشعب الأعزل البرىء، وقفل الستار للأبد على المسرحية الساخرة البشعة المضحكة القاتلة التي إستمرت 42 عاما طويلة، أهمها ضياع زهرة العمر والشباب وخرجت شخصيا من المحنة بخمسة أمراض نظير الضغط والسجن والتحقيقات والمطاردات للإغتيال ، ومازلت أعيش حيا أرزق بالوطن ومع هذه المصائب والأمراض العديدة أنا فرحا سعيدا بسقوط الطاغية وزوال النظام من على كاهل الوطن .

              ونصيحتي لبني الوطن الشرفاء الأحرار نظير الخبرة والتجربة أخذ العبر والدروس مما حدث ، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى، فأصعب مرحلة هي الآن مابعد القذافي، فمازال الطابور الخامس والطحالب والجرذان بالداخل والخارج، يتباكون على الصنم الذي سقط وتحطم وإنتهى للأبد... هؤلاء المخدوعين والمخادعين مازالوا يتمتعون بالأموال الرهيبة في المصارف العالمية ، وفي شركات ضخمة بالمليارات بالخارج بأسماء ومسميات كثيرة للخداع صعب المتابعة ، وعقارات وأراضي تساوي المليارات من الدولارات بالعالم الفسيح أرزاق المجتمع الشعب الليبي، ولن نرتاح ونهدأ، حتى ترجع الأموال لأصحابها بالطرق القانونية والعدالة، وأن يتم القبض على المجرمين، فقد طاردونا وشردونا أيام الغربة والمعارضة بطرق قاتلة قاسية من فرق الموت للجان الثورية بالإغتيالات للشرفاء بدون رحمة ونحن لسنا مجرمين ومجانين حتى نعمل مثلهم ونأخذ الحق بالقوة ، سوف نرد الكيل أضعافا بالقانون والعدالة الدولية، والمتابعة والملاحقة لهؤلاء المجرمين أينما كانوا بالداخل أم بالخارج...  والله الموفق....

            رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment