بسم الله الرحمن الرحيم
ليبيا خلال 100 عام
(1)
(1)
مرت على العالم العربي خلال القرن العشرين الماضي احداثا جليلة وتأثرت ليبيا بها، حيث شعبها ثوري عربي مسلم يوحد بالله تعالى، سباق دائماً للمشاركة والمناصرة والدعم بالمجاهدين... تعود على النضال طوال الوقت، وعاش الآمال العريضة بأنه يوماً سوف تتحقق الوحدة العربية الكاملة ، بإذن الله عز وجل ، وساهمت مع أنها لم تستقل بعد في القضية الفلسطينية عن قناعة وايمان وكانت وقتها تحت حكم الإدارة البريطانية العسكرية ولم تستقل وتصبح دولة لها كيان وقد كان لبريطانيا الدور الكبير في دمار فلسطين من وعد بلفور المشئوم نظير المؤامرات الدولية وجهل العرب بما يدور في السر وراء الستار من خفايا مما خسروا الحرب.
ليبيا ساهمت بالرجال الشباب والمال في الحرب عام 1948م ضد الصهاينة وتقسيم فلسطين، وسقط المئات من شهدائها في العديد من المعارك على الأرض في ساحات القتال ضحايا نظير الإيمان بعدالة القضية وأن أرض فلسطين أرضا عربية، يستطيع اليهود العرب العيش بها كمواطنين مع الآخرين في جميع الدول العربيه مكرمين معززين ضمن قوانين تضمن الأمن والأمان للجميع وليس كيانا صهيونيا ودولة .
المجاهدين الليبيين إرتوت بدمائهم الأرض الطاهرة أرض الرسالات والقدس الشريف، لم يخذلوا ويتراجعوا للخلف حتى هزمت الجيوش العربية وتوقفت الحرب نظير الخيانات ومساندة الغرب والشرق للصهاينة بالسلاح وجميع الدعم والتاريخ يشهد بذلك كما قال الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة (مظلمة القرن العشرين) فقد دخل العرب الحرب منذ أول يوم بطريقة عواطف هوجاء غوغاء خاسرة نظير الإنفعال والغضب وليست بطرق علمية ودراسات وتخطيط مبنية على أسس وعدالة القضية .
وزاد الحدث الكبير وتهييج القضية من مصر مما إستغلها الصهاينة أحسن الاستغلال ، نظير تحديات الرئيس عبدالناصر لإسرائيل والغرب المتهورة الزائفة مما أدى إلى حرب قناة السويس من دول بريطانيا وفرنسا وإسرائيل سنة 1956م، ولولا لطف الله عز وجل وتدخل القوى العظمى الإنذار الروسي من الرئيس خوروتشوف ، وموافقة أمريكا والضغوط على حلفائها وإنهاء الحرب ، لضاعت قناة السويس وأصبحت محتلة لسنوات أخرى وإستغلها الإعلام المصري أحسن إستغلال زورا وبهتان وقلب الهزيمة إلى نصر بالكلام والخطابات الرنانة وصدقته الشعوب العربية الغافلة ، وتأثر الشعب الليبي المجاور وبلع الطعم، وللأسف لم يفهم ويتعلم ويأخذ عبرا ودروسا للمستقبل .
قامت ليبيا حكومة وشعبا في حدود الطاقات وساندت الجزائر بجميع الإمكانيات في تمرير السلاح والمساعدات الإنسانية التي كانت تصل المواني الليبية من دول عديدة، والحدود الشرقية من مصر في السر لإخوتنا الجزائريين في حربهم ضد فرنسا في الستينات للحصول على الإستقلال، ولم تبخل ليبيا بأي عمل ومجهود في الدعم ، وسهلت الامور بعدم إثارة المشاكل الحدودية عندما طلبت القيادة الجزائرية ذلك ، حتى لا تمانع فرنسا وتؤجل الاستقلال للجزائر ووافقت حكومة ليبيا وقتها لا تريد تعطيل الإستقلال ضمن محاضر رسمية موثقة المداولات ، والنتيجة إستولت الجزائر على منطقة حاسي مسعود الغنية بالنفط والغاز ، التي هي أراض ليبية، ولم يطالب بها العقيد الأهوج طوال عهده المشؤم .
كان الصمت والسكوت عن المطالبة رسميا أحد الأسباب الرئيسية التي من أجلها ساندت حكومة الجزائر القذافي حتى آخر لحظة بالسلاح والدعم، ولم تعترف بالمجلس المؤقت وتسانده بسرعة كما يجب وقبلت لجوء عائلة المجرم والحصول على الإقامة، ونست أفضال الشعب الليبي في حرب التحرير وساندت الظالم، فالمساندة الحقيقية للشعوب المظلومة وليست لأفراد طغاة ينتهون مع الزمن فالذي يساند ظالما على البقاء يصبح مثله ظالما مهما كانت الأسباب.
فنحن كليبيين أحرارا حكومة وشعبا لا يستطيع أي طرف أجنبي الدس والتفرقة بيننا تحت أية مسميات .... الجزائريون أهالينا وأخوتنا ونحن عائلة واحدة، وبالحوار الهادف والعمل المدروس ضمن دراسات جيدة وتخطيط سليم سوف نصل وتنجح يوما في المسيرة والخطوة الأولى إلى تحقيق الوحدة المغاربية ثم الوحدة العربية الشاملة مهما طال الوقت حيث وحدتنا وإتحادنا مع بعض يدا واحدة هو العز والقوة حيث لدينا جميع المؤهلات والإمكانيات، وسوف يوفقنا الله عزوجل في الوصول للوحدة الشاملة يوما من الأيام طالما وضعناها هدفاً أمام أعيننا نسعى لتحقيقه مهما طال الوقت.
فنحن العرب الجميع من الموحدين بالديانات السماوية من مسلمين ومسيحيين ويهود وجميع الأطياف والشرائح في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، نريد ونرغب فى العيش في سلام وأمن وأمان، نحترم الأديان والشعائر لأي إنسان، لا نريد ولا نرغب في التطرف وإيذاء الشعوب الأخرى كما يصورنا الإعلام الغربي أننا وحوشا إرهابيين نعيش في العصور الماضية متخلفين لترسيخها في عقول وأذهان مواطنيها حتى يخافوا ويلحقهم الشك والريبة في كل عربي ودعم الآخرين على حسابنا ونحن أبرياءا من التهم والظلم .
فالآن نعيش في عصر العولمة، عالما صغيرا ويصغر كل يوم بالتقدم العلمي في سهولة الإتصالات والمواصلات، وعلينا إحترام البعض للبعض ضمن الثقة والاحترام والعيش معاً في سلام ضمن المصالح المشتركة التجارة الحرة وسهولة الاستثمار والخير للجميع حتى نبدع معا في العمل الإنساني لجميع البشر بدل الكراهية والعنف الحروب والدم حبا في الانتقام والأخذ بالثأر، والنتيجة والحصيلة الدمار للجميع والكاسب والمنتصر من أي طرف خسران .
الكثير من القضايا المعاصرة الآن الشائكة عبارة عن لعبة دولية وصراعا بين الكبار القوى الخفية، لم يعرفها ويعلمها العرب نظير الجهل والإستبداد من الرؤساء والحكام أصحاب القرار سقطوا في الفخ والكمائن التي تم الاعداد لها بمهارة من أساطين أساتذة الشر ودفعت الثمن والدم الشعوب العربية البائسة نظير الخداع والعواطف بدون دراسة للأبعاد وكانت ليبيا ضمن الضحايا حيث تأثر شعبها للهزيمة والنكسة الأليمة عام 1967 م ودعايات الإعلام المصري والإتهام الكاذب بأن الضربة الجوية القاصمة جاءت من مطار العدم شرق ليبيا ،، لقربه من الحدود المصرية لتمييع الهزيمة والنكسة القاتلة ، وجعلت الأنظار الزائغة الحائرة تتجه للبحث عن ضحية، كبش فداء حتى يلام ويذبح لتهدئة الخواطر ولفت النظر لإتجاهات كاذبة، لا أساس لها من الصحة .
والنتيجة ثار الشعب الليبي ضد العهد الملكي ضمن المخطط المسبق من القوى الخفية الدولية لإشعال الفتن والدس على الوطن، ولم يرتاح طوال سنتين وهو يغلي تحت السطح من الهزيمة والنكسة الأليمة والعار الذي لحق جميع العرب، وقام الإنقلاب عام 1969م ونجح بسرعة نظير التخطيط والبرامج من القوى الخفية لتستمر دورة اللعبة والمباراة ولا تتوقف وبرز على السطح ملازما مجنونا أهوجا، لا نعرف له لا أصلا ولا فصل، ومثل الدور في أحسن أداء وتمثيل وتدجيل وصدقه وهتف له الكثيرون من أبناء الشعب والله الموفق..
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع....
No comments:
Post a Comment