Saturday, July 27, 2013

شاهد على العصر 127



بسم الله الرحمن الرحيم


يوم الاثنين 2011/10/24  
زيارة إلى السيد بشير في مكتب رئيس الوزراء الذي كان قائما على البرامج الأمنية والحماية الشخصية  للسيد محمود جبريل وكان الرجل دمث الاخلاق متجاوبا مع الثوار وقدم الكثير من المعلومات  وأجرينا حديثاً طويلا عن الامور الأمنية وما حدث من احداث دامية في الخارج والاغتيال للشهداء الليبيين من قبل فرق الاعدام للجان الثورية وركز في حديثه على الشرطية البريطانية البريئة  التي اغتيلت برصاصة طائشة في الميدان عندما كانت واقفة وقت المظاهرة امام مبنى السفارة الليبية في لندن من بعيد، وسألني بدهاء وكأنني متهم،  هل حضرت الاعتصام مع المعارضين وقتها ؟؟؟
وكان ردي أنا شخصيا كنت في أمريكا ولم أكن وقتها ببريطانيا بالمرة، وحضرت إلى لندن بعدها بأسبوع وهالني الامر الوحشي والجريمة النكراء حيث ضاعت الشرطية ببساطة نظير طلقة طائشة من مبنى السفارة لإتهام المعارضة بالقتل والتطرف وإشاعة الارهاب   وأنا متأكد ان الاجهزة البريطانية تعرف ذلك من اليوم الأول  عن الموضوع ولكن لم تتخذ اي اجراء فعلي ضد نظام العقيد الأهوج القذافي  نظير المصالح بين الدولتين  للأسف 
زيارة الى إبن خالي محمد بورقيعة المريض والقابع بالبيت وفوجئت بالحالة الصعبة التي كان يعاني منها والحالة النفسية التي يمر بها من عدم الهناء والراحة في البيت، وكان عنيدا في امور كثيرة وعرفت أن المرض الذي يعاني منه ينهشه ببطئ وحتما سوف يقضي عليه…  في نظري حالته مستعصية وهي عبارة عن وقت  ليس إلا 
وكان يعز علي معزة خاصة فهو يكبرني بعام واحد وقريبي من ناحية الاب وآلام،  ابن الخال وبنت العم من نفس العائلة ورفيق الصبا والطفولة، أخ وصديق… وكان ذكيا جداً وحنونا على الجميع  بدون عدوانية ولا أحقاد على اي أحد مهما كان… طيب القلب وكريم،  مرح ولسانه لاذع طوال الوقت،  وكنا كل يوم  نتزاور مع بعض فترة الصبا والمراهقة حتى سافر للدراسة إلى لندن عام 1959 م حيث قضى سنوات عديدة هناك 
مقابلة مع السيد ( م س ) في فندق الريكسوس عند الاصيل وحديث ودي عن الوضع العام وشعرت من خلال الحديث  انه قد تراجع عن الانضمام للحزب معنا ببساطة وكنا نعتمد عليه في الرأي والمشورة  وانه العضو الثالث من المؤسسين الاوائل عندما أعلنا عن الحزب في دبي وقت الثورة والصراع الشرس ضد الطاغية .
  لم اغضب ولم وأثر  حيث كل إنسان حر  في اتخاذ الامر الصالح به وبالأخص نحن قادمون على تجربة كبيرة سياسية صعبة اذا أردنا ترسيخ الديمقراطية … وساءني التراجع ببساطة وحمدت الله تعالى أن الرجل كان صادقا منذ البداية 
حيث المسيرة الحزبية السياسية طويلة لا نهاية لها، ونفق مظلم لا يستطيع اجتيازه بسلامة الا القليلون الذي يؤثرون المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة، لان السياسي البارز المميز والمعروف لدى الجماهير ليس ملكا لنفسه في نظري بل ملكا للجميع من ابناء الشعب حيث تحت المجهر والأضواء طوال الوقت وعليه ان يتحمل جميع الاشياء من خير او شر اذا أراد الاستمرار في المسيرة أو يتراجع ويتقاعد حتى ينتسى مع الوقت والمسيرة 

يوم الأربعاء 2011/10/26م 
دعوة على الغداء في بيت فرج وحضر قريبه ابن العم الدكتور هشام بن خيال المشهور في جراحة الأعصاب والأخوة السيد حامد وحاتم والسيد بشير وكانت جلسة لطيفة في الحديث عن امور عديدة نحتاج إلى تطبيقها في دولتنا الجديدة بعد نجاح الثورة والنصر  حتى تستمر وتنهض من التخلف وتتقدم إلى الامام .
والا سوف تتقهقر وتتولد الفوضى والهرج والمرج حيث الجميع لديهم السلاح والثوار الحقيقيون نسبة ضئيلة لا يتجاوزون 10%  من مجموع الثوار، والباقي استغلوا الفرصة والفوضى واصبحوا بالصفوف الاولى والمقدمة وصعب إيقافهم ولجمهم بسهولة فقد ذاقوا طعم النصر والمال والجبروت والسطوة

يوم الجمعة 2011/10/28م  
زيارة إلى الجبل الغربي بلدة الإصابعة المشهورة بولائها للنظام السابق للاهوج القذافي حيث دعينا إلى مأدبة غداء شهي أكلة بازين من صديقنا السيد كمال المرغني في بيته، وبعد الغداء أخذنا في جولة إلى بلدة القلعة القريبة  التي كان سكانها إخوتنا الامازيغ الليبيون الأصليون وشاهدنا بأم العين قبور الضحايا الشهداء وقرأنا الفاتحة على أرواحهم الزكية ودعونا لهم بالرحمة والمغفرة من الله عز وجل .

كان هناك  بعض من التوتر والنفور  من احد الزعماء الامازيغ عندما عرف ان السيد كمال من الإصابعة حيث حدث تنافر وقتال بينهم أيام الاحداث والثورة، ومازال الجرح ينزف… وخفت ان يتطور الامر إلى عراك ودم من نتيجة الحديث الصعب والغضب والجرح مازال غائرا لم يلتئم بعد وبدبلوماسية وهدوء طيبت خاطره وأننا ضيوفه من ثوار مدينة  درنة بالشرق .
مما سكت على مضض  ولم يقم بأي إكرام لنا ودعوتنا حتى الى شرب فنجان قهوة حتى تتم الممالحة بيننا ولم اغضب وأعطيته العذر، فالرجل مازال غاضبا… وودعناه وتراجعنا بهدوء خوفا من ردود الفعل والتعدي بالضرب أو القتل والانتقام من مضيفنا ونحن لا نستطيع الدفاع عنه حيث الزعيم كان في بلدته ووسط عشيرته وبني قومه .
قمنا بجولة كبيرة ذاك اليوم حتى رجعنا إلى طرابلس بالليل ونحن متعبين مرهقين من الجولة، وكم هالني البؤس والتأخر في المنطقة حيث مازالت تقبع في الجاهلية، لا مشاريع ولا نهضة ولا طرق جيدة ولا مستشفيات حسنة ولا حتى آبار مياه صالحة فالمنطقة الجنوبية في الجبل  مهمشة تهميشا كاملا وكأن البشر ليسوا مواطنين ليبيين او المنطقة ليست من ليبيا 

أليست بمأساة ونحن في القرن الواحد والعشرون ولدينا جميع المؤهلات ؟؟؟ والأهوج المجنون كان يصرف الاموال الطائلة وثروة ليبيا الخيالية  بدون  رقيب ولا حساب على المشاريع الوهمية وتمويل الارهاب والتطرف الأعمى   والاستثمارات الزائفة في أفريقيا والعالم، والدفع  للمليارات على تطوير الذرة وإمتلاك القنابل الذرية ليهدد بها الغير وعلى ملذاته الشخصية، وترك ابناء الوطن في طول ليبيا وعرضها في قمة التهميش وبدون عدل ولا مساواة 
أليس الامر بمصائب قاتلة  نحتاج فيها للتصحيح وعقاب المسؤولين المجرمين عن الاعمال الشريرة؟؟ ولكن بقيام الثورة وقتل الشيطان شر قتلة سوف تنهض ليبيا من جديد وتهتم بأبنائها ومواطنيها !!!
إنها ثورة مباركة مجيدة سوف تحقق الكثير عن قريب بإذن الله تعالى … وسوف تحدث أخطاء ومهاترات من البعض في البدايات من المنافقين الأدعياء  الذين يقفزون على مراكز السلطة والحكم   ولكن مع الوقت سوف يسقطون تباعا لأن القلوب والنفوس غير طاهرة خبيثة تنفذ اجندات وخطط سواءا محلية او لأسيادهم من القوى الخفية .
أحب التنبيه والتحذير أن ليبيا طاهرة وشعبها طيب وكل من أراد لها السوء سوف يخسر ويتلاشى من خريطة الوطن السياسية مهما فعل، حيث سوف يتم تصحيح المسارات فالعصر الان عصر العولمة ولا يمكن إخفاء الحقائق طوال الوقت

يوم السبت 2011/10/29م  
لقاءات عديدة مع الكثيرين من الثوار او الأدعياء انهم ثوار والواقع هم نكرات لايمتون للثوار الحقيقيين  بأي صلة  ولكن اختلط الحابل مع النابل والسبب الرئيسي ضعف المجلس الانتقالي والحكومة المؤقته حيث لا تجارب لديهم ولا خبرات في كيفية السيطرة على الوضع ووضع الأقدام على الطريق الصحيح للبدء في المسيرة الصعبة 
لقاء مع السيد الدوكالي مختار الترهوني  وكان جيدا في تصوراته في العمل الاعلامي وأبدى استعداده في الدعم والمساندة  حسب الجهد المتاح إلى أي شئ يخدم ليبيا والمصلحة العامة بدون تحفظ مما شعرت بالزهو والفخر انه صهرنا !!!
تم ترتيب لقاء في بيت السيد كمال بالسراج مع بعض قيادات الزنتان وكان المتحدث شابا لا أذكر إسمه الآن من مواليد بلجيكا ذو علم وثقافة يشرف ليبيا انه من مواطنيها على العمل الجماعي مع الشرق وبالأخص مدينة درنة التي شبابها الثوار حاربوا وجاهدوا في جميع الجبهات في ليبيا بدون تمييز، وتوحيد الصفوف مستقبلا للنهوض بالوطن .

يوم  الأحد 2011/10/30م   
تم ترتيب لقاء مع المحامي الأستاذ خليفة سليمان الأطرش من إخوتنا الأمازيغ في بيته بطرابلس وكان إنسانا فاضلا خلوقا، حسب ما عرفت ان له إبنا ثائرا  أستشهد مع الثوار في احد المعارك، وتم النقاش على الحزب وإمكانية التعاون المستقبلي مع بعض لضم الجهود وقد أبدى الاستعداد المبدئي ولنا ان شاء الله تعالى لقاءات اخرى مستقبلية 
لقاء آخر الساعة الثامنة مساءا  مع احد الأخوة الامازيغ الشباب المتعلم الخريج من هولاندا الذي لا  أذكر إسمه الآن وقت الكتابة، والذي له طموحات بأن يؤلف حزبا جديدا يضم الامازيغ والطوارق والتبو، مما أكبرت فيه روح التحدي والنضال والعمل، وكان نقاشا جيدا على امل التعاون مستقبلا .

زيارة إلى السيد الدوكالى وحديث عام عن الدعاية ودور الإعلام الرئيسي في الفوز والنجاح وطرح الأفكار وتسويقها وترويجها إلى الجماهير المتعطشة، وكانت آراؤه جيدة حيث دخل في خضم الاعمال الإعلامية .

يوم الاثنين 2011/10/31م  
توديع عائلة ابن اختي، فرج، وشكرهم  على حسن الوفادة وكرم الضيافة، والذهاب لزيارة خالة اولادي المقيمة في عين زارة، ورحبت كثيرا بوصولنا وعملت لنا أكلة ليبية شعبية ( مثرودة ) تعمل فقط في المناسبات والافراح  احتفالا بالزيارة .
 زيارة الى آلِ دربي بنت أختي بعد العصر  وكان زوجها  الدكتور خميس في البيت وقد أصر على دعوتنا للبقاء واالعشاء والسهرة مما وعدناه بالرجوع بعد عدة ساعات حيث لدي لقاء آخر 
تم اللقاء مع د/ أحمد التكالي وحديث عام عن الحزب والتواصل مع بعض وعرض فكرة وضع مجموعة من النخب المثقفة كمجموعة مستشارين للنهوض بليبيا مستقبلا، مما كان الرد كل شئ قابل للنقاش والحوار .
تم بحمد الله تعالى الاتفاق المبدئى  على شراء الاستراحة في طريق المطار خلف مخيم فندق الواحة  عن طريق السيد حاتم والذي تعهد بإتمام الصيانة  للمبنى فى غيابي، اتصال هاتفي من السيد محمد إذويب للسؤال عنا  وتم الاتفاق بأن نتقابل في بيت الدكتور خميس دربي الساعة العاشرة صباحا بالغد ليقلنا الى المطار للسفر إلى درنة ….

رجب المبروك زعطوط 
البقية في المدونات القادمة …                 

No comments:

Post a Comment