Friday, July 26, 2013

شاهد على العصر 126



 بسم الله الرحمن الرحيم


يوم الخميس 2011/10/20م  

           اليوم من اسعد ايام العمر فقد قتل العقيد الأهوج معمر القذافي شر قتلة خلال أسره في أطراف سرت وهو يحاول الهرب منها حتى يتوغل في الصحراء الواسعة المترامية الاطراف ويتوارى فيها جنوبا إلى مكان غير معروفولم أصدق  الخبر المفرح في بادئ الامر حتى شاهدت بأم العين صوره البائسة من غير شعر مستعار وتجميل ومكياج  وهم يجرونه بالضرب والصفع  على وجهه  والبصق من البعض تشفيا وهو يتوسل فيهم  بالكف مدعيا البراءة ولا يريد الإعتراف  بأخطائه وجنونه




شاهدته في القنوات المرئية  في لحظاته الأخيرة وهو يقول لآسريه  متوسلا طالبا الرحمة والشفقة بالكف والتوقف "خيركم، حرام عليكم،  أني كيف بوكم!"  ولكن من النشوة والفرحة والسعادة من آسريه الثوار بالقبض عليه لم يجد أذانا صاغية تسمع  ولا نفوسا ترحم نتيجة الأحقاد على مدى عقود والرغبة الجارفة الجامحة في الانتقام  من المسخ الشيطاني الذي يتعامل مع السحر والجان…


 تم قتله في ساعات الهرج والمرج بطلقة في الصدر كانت القاضية  من مجهول غير معروف حتى الآن… هل بدافع الحقد والثأر ؟؟ أم مدفوعا من قبل آخرين، لإخراسه للأبد بسرعة حتى لا تظهر أسرار عديدة على الكثيرين من مراكز القوى الخفية والظاهرة العالمية…  وشاهدت الجثة هامدة مرمية في احد السيارات الطاوية للثوار   في معظم القنوات الفضائية وهي بلا روح ولا نفس مثل الجيفة

حملوه في سيارة ثوار إلى مكان غير معروف حيث بصق عليه الجميع من الثوار الذين تجمعوا عليه بالعشرات  وكالوه ملايين اللعنات على جثته الهامدة، يرقصون من الفرحة والنشوة أنه أخيرا وقع بين أيديهم وأصبح جثة هامدة !!!!

تم نقل الجيفة إلى مدينة مصراته حيث  تم رمي الجثة النتنة في ثلاجة في سوق الخضار ليشاهده أبناء الشعب ويتشفون فيه ويتأكدون أن الطاغية السابق العملاق المخيف المرعب أصبح عديم الفائدة يحتاج إلى دفن سريع حتى لا يتحلل ويتعفن لانه جسم شيطاني لا يمت للإنسانية ولا للطهارة بأي شأن من الشئون 

إنني أؤمن بالإحترام للموتى لأننا جميعا لنا يوم سوف نموت ونرحل عن هذه الدنيا الفانية، ولكن مثل حالة هذا الشيطان العدواني الحقود الحسود، حالة فريدة بلانا به الله عز وجل لأمور غيبية نحن لا نعرفها … لا تتكرر كل يوم، حيث من ليبيا يأتي الجديد حسب المقولة التاريخية  من آلاف السنين التي قالها المؤرخ هيرودوت عندما زار مدينة سيرينا ( شحات ) العاصمة الثانية للاغريق بعد أثينا اليونان .

ومهما وصفت لن أستطيع الوصف ولا الشرح عن الاعمال الشيطانية  لهذا المسخ  عديم الرحمة والشفقة حسب ما نعرف ونعلم ونحكم بالظاهر حيث الخفاء لا يعلمه الا الخالق الذي خلقه… هذا الانسان المسخ سادنا وتحكم في رقابنا وشعبنا وأخذ زهرة أعمارنا وضيع وطننا ليبيا الغالية وأفقرها على جميع المستويات بجنونه ومهاتراته وتراهاته وتعاليم الكتاب الاخضر الهزيل الذي لا يساوي قيمة الحبر الذي طبع به والذي تم صرف وإهدار الملايين بدون حساب من منافقيه وازلامه لقاء النفاق والربح الجزيل إرضاءا لنزواته  على مدى اربعة عقود ونيف ونحن نرزح خوفا منه ومن جبروته ورجال أمنه ومخابراته وزوار الليل والنهار .
  
وقلت للنفس  سبحانك رب العالمين انت المعز وانت المذل لمن تحب وتشاء… بعد العز والصولجان ومعظم الجميع من أبناء الشعب في الداخل  والخارج  والآخرين من الشعوب الجاهلة بماذا يدور في الخفاء من تطرف وارهاب ومظالم يؤيدون  ويصفقون  ويهتفون  وينافقون تمجيدا له نظير الاعلام الكاذب المنافق والعطاء والهبات  للمال بدون حساب 

هذه النهاية الأليمة لحياته البائسة  الذي لم يحسب حسابها نظير الجبروت والغرور والكبر، وتأسفت على الوحشية والمعاملة السيئة التي عاملوه بها بعنف وشراسة … وكان بالأحرى القبض عليه وسجنه وإحضاره لقفص الاتهام والعدالة ويستجوب عن أعماله وفظائعه الشائنة في حق جميع الضحايا والوطن 

حتى يعلم ويعرف ماذا فعل خلال مدة حكمه للجميع طوال السنين العجاف التي مرت على الوطن وأبنائه، حتى نعرف الكثير من الاسرار الخافية…  ويتم القصاص والعقاب بالحق والضمير حسب الشرع  والدين !!!

شاهدت إبنه المعتصم وهو يتحدى آسريه الثوار بعنجهية ومكابرة نظير الجهل والغرور وهم يحاولون إستجوابه بالأدب والاخلاق ولكن عندما لم يتعاون معهم في التحقيق وزاد عن الحد بفظاظة وعدم أخلاقه  وبذاءة لآسريه، مازال يعتقد في نفسه أنه مميز وليس بأسير،  مما لم يرحموه بذرة رحمة قتلوه رميا بالرصاص حتى ينتهي … تشفيا وإنتقاما عن جميع اعماله في حق الأبرياء من الشعب…

كان من المفروض السفر بالطائرة إلى طرابلس ليبيا ولكن لظروف الفرحة والنصر وإطلاق ملايين الأعيرة النارية في الأجواء تعبيرا عن الفرحة بالخلاص من الطاغية تم تعطيل وتأجيل  جميع الرحلات الجوية وإغلاق المطار إلى فترة غير معلومة حتى تهدأ الامور .
 رجعنا من المطار وأقمنا ليلة الفرحة والنصر في الشقة المؤجرة طرف السيد أحمد المدير من منطقة الاصابعة بعد مدينة غريان بالجبل الغربي الذي كان صديقا لإبني مصطفى والذي تعرف عليه منذ شهور قليلة أثناء الثورة والحرب .
تم الذهاب إلى القنصلية الامريكية والتصديق على التوقيعات الخاصة بنا لإعطاء الدكتور محمد الجويلي رسالة توكيل بالنيابة عنا  تخوله بالبدء في تكوين المركز المغاربي للتنمية الوليد الجديد أيام الثورات الليبية  والتونسية المباركتان اللتان كانتا جزءا من ثورات  ( الربيع العربي ) في المنطقة العربية والتي بدأت الشرارة الاولى من تونس .

تم الاتصال مع إبن أختي فرج عطية بن خيال في طرابلس بالهاتف وإعلامه بأننا سوف نأتي جوا إلى جزيرة جربة وبعدها برا بالسيارة  إلى ( رأس إجدير ) وسألناه  هل الحدود مفتوحة وآمنة للعبور ؟؟؟   وتطوع وأصر على  ملاقاتنا في الحدود وتوصيلنا إلى طرابلس في سيارته مما إرتحنا 

يوم الجمعة 2011/10/21م 
بالصباح الباكر بمطار قرطاج تونس حيث صعدنا على طائرة صغيرة  ( فوكر ) ذات المراوح إلى جزيرة جربة وكانت رحلة ممتعة حوالي الساعة والربع حتى حطت بنا الطائرة ارض المطار الصغير وكانت بالنسبة لي اول مرة تطأ أقدامي الجزيرة … وبعد تسلمنا للحقائب تم استئجار عربة أجرة لتوصلنا إلى الحدود عبر الطريق الوحيد الذى يربط الجزيرة الهادئة والمليئة بالسواح ببقية الارض التونسية.

 كان السائق التونسي جيدا ونسيت ان آخذ رقم هاتفه وعنوانه حيث كان مؤدبا ذو أخلاق عالية ومعرفة بالطريق والبوابات ولم يتعطل في الطوابير الطويلة لآلاف الشاحنات والسيارات الراجعة إلى ليبيا بل كان يمر من خلالها بجرأة ويقابل من الحراس والجنود بكل الاحترام والتقدير حيث حسب قوله ان الجماعات من بني العمومة والمنطقة  يعرفونه معرفة جيدة .

أخيرا وصلنا الى الحد الفاصل وتوقف السائق وقال بعد عشرات الأمتار أرض ليبيا  البوابة للعبور وكان الزحام شديدا ودفعت له الأجر ومكافأة جيدة على سرعة التوصيل مما فرح، وسحبنا الحقائب وراءنا وهي تجري على عجلاتها حتى مررنا الخط الفاصل ودخلنا ارض الوطن وكان إبن أختي فرج عطية في الانتظار في الجانب الليبي  ومعه عديله الضابط بالشرطة السيد حامد شقلوف 

تم السلام والتعارف ووضعنا الحقائب بالسيارة ورأسا إلى مدينة طرابلس القريبة والتي لا تتجاوز حوالي مائة ميل ….  وطلبت المرور بجانب قلعة الطاغية باب العزيزية وشاهدت الدمار وأنقاض السور المحيط بها العالي الكبير سابقا وأنا غير مصدق الدمار والخراب الذي حل به نتيجة العمل الجهادي والقتال وشراسة وعنف الثوار، والبلاء الحسن الذين أبلوه حتى حطموا الطاغية إلى غير رجعة للابد 
وصلنا إلى بيت فرج الذي أصر على الإقامة عنده وكان قد إشتراه منذ فترة قليلة جاهزا مؤثثا وكان صغيرا مناسبا له في الوقت الحاضر، وقابلتنا زوجته بكل الترحاب والسرور بوصولنا سالمين إلى طرابلس الحرة .

يوم السبت 2011/10/22م  
طوال اليوم بالفراش حيث كنت مريضا بالحمى واقاسي آلام بالمعدة نظير تناول الطعام في عدة اماكن مما أصبت بتسمم في المعدة  أقعدني بالفراش غير قادر على النهوض من الإعياء والذهاب إلى الحمام بإستمرار ولا أستطيع مغادرة البيت إلى اي مكان نظير الإسهال المتكرر  ….

يوم الأحد 2011/10/23م 
تمت دعوتنا للغداء في بيت الرائد حاتم بالشرطة أخ عديل ابن أختي فرج ولبينا الدعوة بسرور وحضر للغداء السيد بشير الذي تعرفت عليه لاول مرة وكان احد المسؤولين  بالأرشيف في الأمن الداخلي بطرابلس وكان متعاونا مع الاحرار في كثير من المعلومات التي أفادت الجميع حسب القول والتأكيد لقريبي  فرج عطية  أنه من الأخيار !!!!

              رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة … 

No comments:

Post a Comment