Wednesday, July 10, 2013

شاهد على العصر 114

بسم الله الرحمن الرحيم 



            حب المغامرة وقيادة الرجال وإعطاء الأوامر والتميز في بعض الامور القيادية نتيجة الصلابة وقوة الشخصية والرأي السليم  والحكمة والصبر والتعقل وإتخاذ القرار الصعب في الوقت المناسب عن قناعة متحملا جميع المسؤوليات من نجاح او فوز، فشل ام خسارة، هواية لدى البعض من الرجال، أهمها الايمان والعقيدة  والمبادئ السامية وتحديد الهدف والعمل من اجل الوصول بطرق شريفة صادقة بالحلال حسب الأصول المتعارف عليها حتى يضمن الانسان التوفيق من رب العالمين

  يضمن محبة الآخرين الولاء والوفاء حيث يستطيع القائد برجاله الصادقين والمستشارين المميزين  ذوي العزيمة أشداء القلوب  لا يعرفون الخوف، عمل المستحيل !!!! بحيث المسؤولية جماعية في جميع الحالات فوزا ونجاحا أم خسارة
يتدبرون  الامر بروية ومصداقية ويعرفون  كيف يخططون  الامور ولا ينسون  اي زاوية من الزوايا او معلومة  بسيطة مهما كانت صغيرة لا يستهزء بها،   ان يهتموا بها ويتم دراستها  ويضعهونها في الحسبان حتى لا يفاجؤن في ميدان المعركة والحرب سجال أنها مهمة مما تجعلهم  يفشلون  ويتأخرون  ويصابون  بالخذلان ويهزمون
اذا جميع الامور تتوفر مع بعض،  الوقت المناسب والمكان المناسب والروح المعنوية عالية لدى الرجال المؤمنين بالقضية العادلة النبيلة والامكانيات من سلاح ومعدات جاهزة عندها الفوز والنجاح،  النصر أكيد في المعركة

يوم الثلاثاء 2011/6/28م 
السفر من مدينة دالاس تكساس مع مصطفى إبني إلى تونس عبر لندن بريطانيا ترانزيت لقضاء عدة ساعات ومقابلة السيد أندي بخصوص مواضيع عديدة ممكن العمل فيها لمصلحة الوطن والمصلحة الشخصية حتى يستطيع الانسان ماديا  ان يستمر في المسيرة النضالية حيث من غير دخل ومال وموارد مالية قوية  لا يستطيع الانسان المقاومة وبالتالي يتوقف غصبا عنه في نصف المشوار

يوم الإربعاء 2011/6/29م  
الوصول بالصباح الباكر وقابلنا السيد آندي وكانت المرة الاولى التي نتعرف فيها عليه وشربنا فنجان قهوة مع بعض فى احد المقاهي بالمطار وكانت جلسة عمل طويلة تباحثنا فيها على أمور تجارية عديدة وخرجت من جلسة العمل بفكرة انه بالإمكان الاستعانة بالرجل حيث ملم بالكثير من الامور وممكن العمل معا في المعدات الخاصة التي تهمنا

واصلنا الرحلة الجوية ووصلنا إلى تونس الساعة السادسة مساءا وكان بالانتظار السيد مومن عبد العال  الجبيهي وأقمنا في فندق شيراتون تونس، ولقاء مع السيد خميس الشيخ والحديث عن الرحلات الجوية إلى بنغازي الخاصة بالجرحى حيث كان احد المسؤولين فى اللجنة عن الحجز في الذهاب او الإياب، ثم تقابلنا مع السادة جاري وجيف  الأمريكيين ممثلي الشركة الأمنية والترتيب للسفر معا إلى ليبيا لدراسة المواضيع التى تم الاتفاق عليها

لقاءات عديدة ونقاشات بخصوص القضية  إلى وقت متأخر من الليل ويوم الخميس لم أرتاح حيث أنا أمام مهمة كبيرة تعهدت بها واريد ان تبدأ بنجاح وتنتهي بنجاح وفوز لانها مهمة مصيرية للقضاء على الطاغية .

يوم الجمعة 2011/7/1م  
ضاعت علي صلاة الجمعة مع الجماعة فى احد المساجد مما حزنت وشككت في الامر وتطيرت  ان المهمة سوف تحدث لها وفيها مطبات أنا في غنى عنها ولكن استعذت بالله تعالى من الشيطان الرجيم  وعقدت النية  على الاستمرار للإمام  ومواصلة المشوار مهما كانت الظروف

تناولنا وجبة الغداء بالفندق على المسبح مع السادة جاري وجيف وتم الاتفاق على السفر معا إلى بنغازي ليبيا في اقرب فرصة 

زيارة الى ابن خالي محمد بورقيعة المريض بأحد المصحات والذي أجريت عليه عملية جراحية على عدة شرايين بالقلب وكان معنا مومن عبد العال الذي يعرف المصحة حيث زوجته اقامت بها فترة، وقابلت ابنته أسماء المرافقة لوالدها المريض ووجدت بجواره أخاه أحمد وإبن أخته صلاح المجبري … 
كان الله في عون الذين يعانون من المرض والمرافقين لهم فقد كان الأخ مومن مايزال يعاني مرافقا لزوجته المريضة منذ فترة في تونس … فتمنيت الشفاء العاجل للسيدة زوجته الذي كان  احد إخوتها  رفيقا ايام الدراسة والشباب

العشاء متأخر بناءا على دعوة من السيد كمال المرغني مع ضيوفي من الشركة الأمنية وكان بمعيته بعض الاخوة الحضور وحديث طويل عن القضية وفي ساعة نشوة عابرة وحبا للظهور  تبرع كمال بمبلغ كبير للقضية وتعهد امام الجميع واليوم الثاني نسى الوعد ولم يفي ولم يدفع ولا مليم لصالح القضية 

بعد العشاء الساعة الحادية عشرة ليلا طلبت من إبني مصطفى مرافقة الضيوف الأجانب إلى الفندق وإستمريت في السهرة مع الجماعة إلى الساعة الثانية والنصف وعند المغادرة نسيت سهوا آخر درجة فى السلم ونحن نازلون على الدرج، مما سقطت على الارض وكانت صدمة قوية غير متوقعة ولكن الرب تعالى ستر ولم يحدث كسر

يوم السبت 2011/7/2م  
تأخرت الطائرة المؤجرة  للجرحى عن القدوم في موعدها مما السيد جاري اعتذر عن السفر معنا وتأسف حيث مرتبط بمواعيد في ألمانيا وسوف يصل البديل عنه ليرافق السيد جيف فى الرحلة الى بنغازي ليبيا .

يوم الأحد 2011/7/3م 
الأعصاب مشدودة نظير تأخير الرحلة الجوية لطائرة الجرحى ولا وسيلة للوصول جوا إلى بنغازي مما اضطررت إلى تغيير الخطة والسفر مع الجماعة عبر القاهرة مصر ومنها بالبر عبر الحدود الغربية لمصر  إلى ليبيا .

بالمساء تم لقاء وحوار  شيق مع السيد عز الدين الحضيري من هون بليبيا في أحد  الأركان في  صالة مقهى الفندق شيراتون الكبير الواسع الذى به جلسات عديدة حيث الجميع متواجدون الثوار الاحرار وعملاء النظام ومحبيه والجميع حذر والحمد لله تعالى  لا حوادث ولا صدام ولا اغتيال لاي احد من اي طرف حيث الأمن التونسي  يقظ ومنتبه لجميع هؤلاء الخصوم 

والحصيلة للحوار الذي طال حوالي الساعتين  انه لإ داعي إلى قتال بعضنا البعض،  الليبي ضد اخوه الليبي ويدعوا إلى الهدنة والسلام والوصول إلى اتفاقات معينة مما شككت ان يكون من أزلام النظام الطحالب ضد الثورة،  والله أعلم

يوم الاثنين 2011/7/4م 
السفر للقاهرة  ومعنا رفيق ليبي تعرفنا عليه اسمه محمود حمودة من بنغازي، عبر مطار روما  ترانزيت على ان يلحقنا الفريق الأمريكى بالغد، والانتظار طويل  المطار حوالي ستة ساعات وبعدها الصعود للطائرة ورحلة مريحة ووصلنا لمطار القاهرة والإجراءات العقيمة والتعطيل الزائد عن الحدود فى اجراءات سهلة

قضينا حوالي الساعة في الطريق بعربة الأجرة حتى وصلنا للفندق سفير بميدان المساحة الذي  يعز على حيث أنا زبون قديم من يوم الافتتاح، والسبب قربه من بيت صديقي وآخي السيد فرحات الشرشاري الذي كان غائبا في ليبيا عندما سألت عنه عائلته  حيث عين عضوا عن صرمان بالمنطقة الغربية في المجلس الانتقالي المؤقت

الزحام شديد طوال الوقت سواءا  النهار ام بالليل !!! كان الله تعالى في عون ابناء الشعب المصري الفقراء الغير قادرين على الصرف لا يستطيعون التنقل بسهولة في عربات الأجرة الغالية ، بل عن طريق الحافلات والقطارات والترام  المكتظة بالركاب

يوم الثلاثاء 2011/7/5م 
تم استقبال الفريق وكانوا اثنين السيد جيف وآخر من خلال النظرة الاولى عرفت انه حارس امن لرفيقه حيث كان مفتول العضلات توحى شخصيته انه مدرب تدريبا عاليا في مثل هذا النوع من العمليات  الخاصة

إستأجرنا حافلة مرسيدس ( فيتو ) سائقها محمد عبدالغني الشهيبي واسعة حتى نرتاح في الرحلة الطويلة بالبر إلى بنغازي حيث كنا خمسة أفراد، ودخل إبني مصطفى إلى المطار لاستقبال الضيوف وانا والسيد محمود في الانتظار بالسيارة حتى وصلوا متأخرين وركب الجميع الحافلة وبدأت المسير 

وتوقفت الحافلة بعطب كبير في المحرك ونحن  مازلنا بالقاهرة على جسر 6 اكتوبر الساعة العاشرة ليلا،  وساءنا الامر فنحن في بداية المشوار ولم أتطير من الموقف الصعب بل توكلت على الله تعالى طالبا العون والمساندة وأصررت على تكملة المشوار وماهذه العوائق الا امتحانات  على مدى القوة والصلابة والاصرار للوصول للهدف وتنفيذ المهمة الجليلة والقضاء على الاهوج القذافي مهما كلف الامر

قررت الاستمرار وعدم التراجع وطلبت من السائق ان يتصل بأصدقائه والبحث عن حافلة بديلة لتقلنا إلى ليبيا، وبعد اتصالات عديدة تم الحصول على البديل وجاءت الحافلة الثانية يقودها السائق عيسى الورفلي، ونقلوا الحقائب ودفعت للسائق الأول إكرامية كبيرة على تعبه وودعناه وبدأنا المسيرة الطويلة وسط الزحام الشديد في السير منتصف الليل .

الرحلة كانت متعبة حيث لم استطع النوم وغمض العين بل طوال الوقت اتحدث مع السائق حتى لا يصيبه النعاس ويتسبب  بحادث لا قدر الله 

صلينا صلاة الفجر في احد الاستراحات قبل الوصول إلى مرسى مطروح، وبدأت الشمس تشرق وتظهر بأشعتها الذهبية مما زاد الخوف حيث السائق متعب من السهر والقيادة وطلبت منه ان يقود احدنا اذا كان مرهقا ولكن رفض

وصلنا إلى البراني وتوقفنا وارتاح السائق فترة بسيطة حوالي النصف ساعة وغسل وجهه بالماء البارد وتوكلنا على الله تعالى، وبعد السير مسافة قليلة حوالي عشرون كم والسائق يقود بسرعة  عالية وعلى امتداد الطريق السريع فجأة كان اطار سيارة مرمي على الطريق وحاول السائق مفاداته بصعوبة والحافلة  تترنح باليمين والشمال. وتم الارتطام  بالجانب الشمال مما كان الدوي عاليا حتى أفاق الجميع من الدهشة والاستغراب وتوقف السائق بصعوبة على جانب الطريق والحمد لله على السلامة ان السيارة لم تنقلب رأسا على عقب، ونزلنا بسرعة وكانت اطارات الجانب الشمالي الاثنين معطوبة بحاجة إلى إصلاح والسائق معه اطار واحد فقط مما بدأ يشتم ويصرخ على الموقف  في الصباح 

طيبت خاطره وقلنا له الحمد لله على السلامة ضياع وخسارة الإطارات احسن بكثير الف مرة من ان تنقلب السيارة ويكون البعض منا  موتى وجرحى … مما تفهم الامر وسكت على مضض، وأحضر العدة وبدأ في تغيير الإطارات في صمت وهو يغلي من الغضب. 

وتوقفت احد السيارات المارة تسألنا اذا كنا نرغب في مساعدة … وركب معه سائقنا ومعه الإطارات للتصليح في اقرب محطة… وجلسنا ننتظر حوالي الساعتين في راحة  حتى وصل السائق وركب الإطارات وبدأنا السير ونحن نضحك من النوادر والعوائق التي واجهتنا ، طالبين الله تعالى ان تكون نهاية العوائق والحوادث حتى نصل إلى بنغازي سالمين  يدفعنا الايمان بعدالة القضية السامية النبيلة، وأنه لدينا العزيمة وأننا لن نتراجع حتى نصل الهدف ونقضي على الطاغية القذافي مهما كلف الامر من صعاب وعوائق طالما نحن أحياءا نرزق 

                               رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونة القادمة …

No comments:

Post a Comment