Sunday, July 28, 2013

الخاتمة 128


بسم الله الرحمن الرحيم



                                                                                         خواطر ليبية

             

               كثيرون من بني وطني لا يعرفون ما أعني …  من كتابتي لهذه الورقات والفصول والتي أحاول جمعها وطباعتها في كتاب من ثلاثة اجزاء  في المستقبل القريب بإذن الله تعالى والتي اطلقت عليها اسم خواطر معارض ليبي الجزء الاول قصصنا المنسية وهو شروح عامة عن الوطن المدينة والعائلات وبعض الأبطال والمشهورين وقتها الذين تم نسيانهم ولم يذكرهم اي احد الا من القلائل ووجب علينا ذكرهم للتاريخ، الجزء الثاني والثالث  قصصنا الحاضرة عن الاحداث الكثيرة والثورة المجيدة 17 فبراير 2011، بدلا من 127 مدونة  من شاهد على العصر، التي كتبتها بصدق وضمير عن سيرة حياتي الشخصية  حسب المعرفة والتجارب التي مررت بها خلال فترة العمر والثورة حتى النصر ونهاية سنة 2011م.

 

 معظمها نضال وكفاح وجهد وعرق  من اجل العيش شريفا كريما مجاهدا طوال سنوات عديدة  أكثر من ثلاثة عقود ونيف  بالمعارضة الليبية بالخارج والداخل وعن المطاردات والتهديدات بالتصفية والاغتيال من فرق الموت للجان الثورية  والتي بحمد الله تعالى نجيت من شرورها، خواطر عن المعاناة والحجز والسجن لعدة مرات والترجيع من المطار والمنع من السفر والقبض والأسر والتحقيقات التي لاتنتهي من بعض المحققين الشامتين الذين يعيشون وهم النظام الفاسد ويعتقدون بأنهم على الحق سائرون نتيجة الكذب والزور، الذين يحاولون التوريط للمواطن المتهم بأي طريقة والحصول على اي معلومات كاذبة  حتى يغرق البرئ  والمظلوم في مستنقع الأكاذيب وبالتالي يهان ويعذب للظهور أمام سيدهم انهم حماة النظام
خواطر عن طوال الوقت والسنين التي مرت من أعمارنا وأخذت زهرة شبابنا من اجل تحرير الوطن مع إخوتي الاخرين من الثوار الاحرار والخلاص من الطاغية والظلم بأي ثمن كان حتى نسترجع كرامتنا وحرياتنا ونشعر اننا بشر لنا الحق بالعيش في وطننا ليبيا نتمتع بخيراتها التي هي ملك  للجميع وليست حكرا على طائفة معينة ونحن كطبقة معارضين  منبوذين مهمشين بآخر الطابور نعاني  ونحن الأعزة وابناء الأصول


كان بالإمكان الهدنة مع النظام والإستسلام كما فعل الكثيرون من الأدعياء المنافقين  لقاء النجاة بالجلد وعدم الملاحقة  والحصول على المال الحرام والجاه،  والمصالح والعلاقات التجارية تستمر للأحسن وبالأخص لدى الاتصالات والعلاقات الجيدة مع بعض المسؤولين الذين أعرفهم معرفة جيدة، وكنت على نقيض معهم في جلساتنا الخاصة عندما تحين الفرص ضدهم على طول الخط عندما يحتدم النقاش وان الوطن يمر بأزمة خطيرة نتيجة المكابرة  الغرور والارهاب وحكم فرد طاغ واحد

تم العرض لكثير من العروض المغرية بالسابق واللاحق لكثير من الاعمال التي يسيل لها اللعاب في مشاريع وهمية في الفلبين وأفريقيا والأعمال التجارية والصفقات والاستيراد والحصول على العمولات الرهيبة حيث  كل أفاق همه الوصول للجاه والمال الحرام بكثرة ووفرة  لا يستطيع الرفض  والامتناع 

لقد أعطاني الله عز وجل ووهبني الصبر والقوة على تحمل المعاناة، كنت بالكاد عائشا في هم الديون التي كل يوم تزداد الثقل على الكاهل لمدى ثلاثة عقود بدون أي نوع من انواع الدخل الا من القليل  وأنا متعود بالسابق على الصرف الكثير،  ولم  أرضخ  وأستكين وأطمع لان النفس عزيزة  تربيت في بيت عز وكرم،  ووالدين مؤمنين يخافان الله تعالى ربياني على الاخلاق الحميدة والولاء لله عز وجل والوطن الذي جذوري وجذور اجداد أجدادي نابعة منه من مئات السنين  !!! 

لم أتوانى في اي لحظة خلال مسيرة الحياة العملية ولم يسبق لي  أن تقاعست في  حق الوطن بأي صورة من الصور،  بل دائماً نصب العينين العفة والشرف والحفاظ على الاسم الطيب الطاهر  للعائلة الذي ورثته من الاب والجدود من ان يتلوث بالعمل القذر الدنئ بالعمالة   أو المساندة لنظام القذافي الطاغية تحت اي ظرف، حفاظا على الذات من السقوط في الهاوية والرذيلة حتى لا يلعنني يوما اي احد من الأولاد او الأحفاد وانا ميتا في القبر

بني وطني لا يعرفون معنى المعاني مما أعني … لأنهم  لا يقرؤون مابين السطور !!!  ولا يتعظون من تجارب ومحن. الآخرين  من الشعوب التي عانت المعاناة والويلات ونجحت في النهوض والتقدم، حتى يعرفون انه ضرورة من ضروريات النجاح ونهضة الوطن،  والسمو إلى مستويات عالية، التخطيط  و البدء بخطوات جادة  مدروسة ضمن دراسات علمية من حكماء وأساتذة وطنيين  يكنون بقلوبهم  الحب والولاء للوطن .

على رأس القائمة الاهتمام   بالعلم والتعليم الجيد حسب العصر الذي نحن نعيشه الآن، عصر العولمة الذي جرف العالم للأحسن !!!  التعليم والمعرفة لجميع ابناء الشعب حيث العلم والثقافة غذاء الروح،   والقراءة اول شئ ذكره المولى الله تعالى، عندما نزل الوحي الأمين على النبي محمدا عليه الصلاة  والسلام بأول آيات القران الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم ( إقرأ ). صدق الله العظيم    لانها النور والاساس للفهم والسمو والتحضر لجميع المؤمنين  والقضاء  على الجهل .

ثانيا ( المصالحة الوطنية )  بين الأطراف المتخاصمة والمتهورة  بالمساواة والعدل، والسعي الحثيث من لجان حكماء شيوخ عاقلين ولاؤهم للوطن وليس لمصالح خاصة جهوية، حيث بالحوار والمنطق  ومد الايادي بالسلم والسلام مع جميع الأطراف الغاضبة والخاسرة في الثورة وتحجيم البعض من الأطراف المنتصرة عن النهب والاستغلال بقوة السلاح وإفهامهم ان ليبيا للجميع وليست لفئة دون اخرى، نستطيع الوصول إلى الهدف المنشود لأننا شعب قليل العدد ونعرف بعضنا البعض .

ثالثا، المجرمون الذين أجرمموا  في حق الشعب سواء الذين في السجون الآن او الذين  هربوا للخارج  تتم مطاردتهم  وإحضارهم بالطرق القانونية  لمحاكمتهم عن طريق القضاء والعدل  في العلن، وإذا ثبتت التهم عليهم بالعدل والحق   يتم العقاب والقصاص فيهم  عبر الاعلام في القنوات المرئية والمسموعة حتى يشاهدها الجميع ويعرفون انه لا حصانة لاي أحد مهما كان  سواءا رئيسا او مرؤوسا فالجميع سواسية تحت القانون

حتى يصبح  للدولة هيبة وليس مثل الآن الحكومات الليبية المؤقته منذ اليوم الاول   ألعوبة في أيادى الكثيرين من القوى الخفية الكبار في الدس والخبث  الذين قفز أزلامهم على السلطة  للنهب وتمرير المصالح الشخصية، للأسف الشديد 

أن نحب بعضنا البعض بأي وسيلة وطريقة ونتغاضى عن الامور التافهة التي تؤدي الى المهاترات   ونترك  عصبيات الجاهلية والتشدد الجهوي العنصري الاجوف في الخلف تتحلل وتنتسى ومع الوقت تذوب وتنتهي إلى غير رجعة 

أن نهتم بأي مواطن وبالأخص المهزومين الذين ساندوا النظام السابق المقبور نتيجة  عدم البصيرة  للوصول للجاه والسلطة، لا نريد ان نتدخل في أعمالهم السابقة الخاطئة في نظرنا والمشينة حتى لا يضيع الوقت في البحث والتحقيق  الذي لا يوصل لنتائج  مهمة حيث عبارة عن مستنقع موحل عفن  لا نهاية له وأحسن شئ قفل الملفات البسيطة للابد  بلا متابعة وفتح صفحات جديدة

حيث الخواطر لهؤلاء المهزومين الذين ساندوا النظام السابق مكسورة وهم  مرضى بالكآبة  والامراض النفسية نظير الخسارة ونجاح الثورة، علينا الرفع من شأنهم وتأهيلهم من جديد بالحب والسلام للإنضمام للمجتمع معنا،  فهم جزء لا يتجزء منا، أهالينا واخوتنا وعلينا تقديرهم وإحترامهم بالحق ورفع معنوياتهم حتى لا يصبحون أعداءا  مندسين علينا نتيجة أخطائنا وقصورنا  وعدم الفهم  والتهميش، حتى لا يستطيع الآخرون من الأعداء والمنافقين ذوي الطابور الخامس المندسين بيننا،  استقطابهم للانتقام منا مع الوقت

 ان عددنا قليل كشعب ليبي لا يتجاوز سبعة ملايين نسمة على أكثر تقدير،  ومساحة وطننا كبيرة  حوالي المليونين من الكيلومترات المربعة،  وموقعها الاستراتيجي مهم على ساحل البحر الابيض المتوسط في شمال افريقيا والطريق البري إلى القارة السوداء المغلقة بالصحراء والعمق مثل دول النيجر وتشاد وغيرهما 

 وثرواتنا خيالية وهبها لنا المولى الله عز وجل بدون حساب، والعالم طامع للسيطرة علينا بالهيمنة الاقتصادية والسياسية والضغوط الكثيرة الكبيرة التي تجري في الخفاء ووراء الستار   وبالاخص من  جيراننا المحيطين بنا …
  
 اذا لم نعرف هذه الامور الحساسة  ونتدارسها بعمق ونضع لها المخططات قبل الحدوث للمصائب ونتحد مع بعض كليبيين بقوة، ونستعد ونعمل بجميع الجهد على  تكوين جيش قوي لا علاقة له بالسياسة  يحافظ على كرامة الوطن من الانتهاك من كل من هب ودب على الحدود البرية والبحرية … حتى تصبح لنا هيبة قوية ونصبح سدا منيعا أمام كل طامع !!  ونتعامل مع الآخرين بود ومحبة ولا نتدخل في الشئون الخاصة للغير حتى ننال الاحترام ونعيش في سلام ووئام بدل التطرف وإشاعة الارهاب الرعب والعنف الذي يؤدي إلى العنف مع الوقت 

الاهتمام بالإنسان من أول المراحل من النشئ وتعليمهم التعليم الجيد على الأصول والاحترام وإتقان العمل بضمير من غير توجيه واوامر حتى نتقدم ونتحضر ونعرف عن يقين  ان العالم الآن يعيش في عصر العولمة صغير نظير الاتصالات والمواصلات السريعة، حتى نستطيع مواكبة العالم الحر وشعوبه في التقدم والازدهار  لأنه  لدينا جميع المؤهلات والثروات تحتاج للصقل والمنافسة الشريفة  للنجاح .

البدايات دائماً صعبة وبالاخص لشعب عانى الظلم والقهر مدى عقود طويلة…  في نظري يحتاج للوقت حتى يتعلم  ويسمو ويتحضر ويعرف ان الحريات لها حدود تتوقف عندها، ولا يتمرد ولا يرغب في التصرفات الخطأ… لأنه إلى الآن لا يوجد دستور معترف به من قبل الشعب  على هذه النصوص تعارفنا وكل من يشذ ويحاول الخرق يعاقب بقوة حتى يصبح مثلا للغير وتصبح للدولة هيبة !!!! 
نظير الواقع المرير الآن  على الساحة …  أكاد أرى سحب المصائب تتجمع،  لانه صعب الفهم لدى الكثيرين من بني الوطن وتبني  الرؤيا الصحيحة المستقبلية   حيث يتراءئ لي الجهل مازال ضاربا وقرا على النفوس والآذان،  لن ننهض بسرعة ولن نتقدم ولن نسموا ونتحضر طالما نحن ندور في حلقات ضيقة جميعها تدور في دوائر الجهوية القبلية  والمصلحة الخاصة الوقتية ضاربين بالمصلحة العامة للوطن عرض الحائط ،  وعدم الاهتمام!

المفروض ان نتنازل عن كبر النفس والغرور ونعترف بالأخطاء  وأن نكون يدا واحدة حتى لا يستطيع أعداؤنا ان يفرقون شملنا بالدس علينا أشباه رجال ليبيون طامعون في الوصول للحكم والسيطرة بطرق خبيثة شيطانية،  رموزا يلبسون أقنعة زائفة  يدعون البراءة والطهارة متخذين عناوين كبيرة وطنية  أنها للمصلحة العامة وصالح الوطن مثل دس السم الزعاف وسط العسل اللذيذ، وهم ينفذون مصالح القوى الخفية بقصد او بدون قصد ؟؟

 لهم أجندات وبرامج  خفية ومخططات مدروسة مهيأة جاهزة من أساطين وأساتذة الشر من الخارج  يعرفون طبيعة أبناء الشعب الليبي بالضبط،  يحللون النفسيات والامور للسيطرة والنجاح، صعب الكشف عليها ببساطة وسهولة، لأن لهم باع كبير في مثل هذه العمليات التي دمرت العالم العربي وأصبح دويلات الواحدة ضد الاخرى أصفارا لا تساوي شئ، وستظل بهذا الشكل إلى ان يأتي يوم ويبرز من خلال الضغوط والمعاناة رقم واحد ويجمع الأصفار حتى يصبحن رقما صحيحا له القوة والهيبة على النجاح والردع  لللعبة الدولية والمكائد والمؤامرات التي تحاك ضدنا  للسيطرة والهيمنة وإستنزاف ثرواتنا بدون وجه حق حتى لا ننهض

إذا لم نعرف الخلل ونهتم، على وطننا السلام لأننا سوف ندخل في دوامات الانشقاق والمهاترات والتراهات  والحرب الاهلية والخراب والانفصال والتجزئة كما حدث منذ فترة بسيطة في السودان عندما جزؤوها إلى دولتين الشمال والجنوب… وتصبح ليبيا عدة  دويلات قزمية شرق وغرب وجنوب سهل قيادها والسيطرة على حكامها بسهولة! 

من وجهة نظري، وارجو  ان أكون مخطئا،  لن تتوقف ولن تنتهي المشاكل والعصبيات بسهولة حتى تسيل الدماء مرة أخرى كما حدث في ثورتنا المجيدة 17 فبراير حتى تتطهر نفوس الكثيرين من الدعاة والمنافقين   من رجس الشياطيين  من الانس والجان، ونتوحد  تحت زعامة قوية بالاختيار الحر ضمن الشرعية والدستور تقودنا لبر الأمان 

عندها سوف  نتعلم الدرس القاسي من المحن والمعاناة، الضيق والاحتقان السياسي، وتظهر واضحة أبعاد اللعبة المطروحة على الساحة بدهاء وخبث… سوف يتغير الحال بالوطن  والوضع ينهض  إلى الأحسن مع مرور الوقت، سوف تزول  معظم المشاكل من الطريق للفوز والنجاح

بدلا من ادعاء العلم والفهم والعيش في خصومات على امور ومشاكل مدسوسة من أطراف خفية لا تريد صلاح الوطن والمواطن  لأغراضها الخاصة حتى تسيطر وتتحكم في رقابنا كما فعل المقبور القذافي طوال اربع عقود ونيف !!!!!

إنني لست بمتشائم ولا اريد من إخوتي  الليبيين الاحرار الذين دفعوا وقدموا الثمن الغالي طوال إثنان وأربعون سنة عجاف جميعها رعب وخوف وإرهاب  من حكم الاهوج المجنون القذافي حتى تم النصر وإنتهى أمره بسهولة وبسرعة وكأنه لم يكن يوما من الايام يصول ويجول في خيلاء مثل الطاووس بأزيائه الافريقية من الغرور والصلف والكبرياء الكاذبة،   وأبناء الشعب مساكين مستكينين  غير قادرين على الرفض والمواجهة

لأ أريدهم ان يقعوا فى مستنقعات الوحل والخراب والدمار نظير الدس والنفاق ومصالح خاصة جهوية وينسون المصلحة العامة،  حيث بمقدورنا التفاهم بالعقل والحوار وجميعنا نستطيع العيش في سلام ووئام فليبيا للجميع وتتسع للجميع والخير والثروات  للجميع بالعدل والمساواة بلا تهميش لأي  مواطن اصيل إنسان بشر من المواطنين الصالحين وليس مستوردا بأن يكون على رأس الهرم والحكم مهما كان وفعل

علينا التفاهم والتعاون والإتحاد يدا واحدة فالإتحاد قوة  أردنا ام لا نريد … حتى نستطيع المجابهة لكل من يريد الاستحواذ علينا من افراد خونة او دول  طامعة، اللهم إني بلغت، اللهم إني بلغت الرسالة حسب القدرات والاستطاعة، والله الموفق !!! 

         رجب المبروك زعطوط 

مدينة  الصحابة درنة  
اليوم  العاشر  من شهر رمضان الكريم 
الجمعة 2013/7/19م 

No comments:

Post a Comment