Monday, July 1, 2013

شاهد على العصر 113



بسم الله الرحمن الرحيم 


يوم الاثنين 2011/6/20م 
     كان اللقاء الثاني المهم مع جماعة الشركة الأمنية الساعة العاشرة صباحا في احد البيوت الآمنة في ضواحي العاصمة واشنطن دي سي، وحضره الوسيط الاسترالي الذي في نظري قدم تقريرا جيدا عن جلسة الأمس الطويلة  والذي لولا حضوره  لم يتم الاجتماع هذا اليوم

حضر إثنان من المسؤولين بالشركة  وتم التعارف بيننا حيث كل طرف قدم نفسه للآخر  وجلسة عمل سريعة استغرقت حوالي الساعة حيث تحدثنا في القضية بإيجاز في نقاط رئيسية مهمة، وتم السؤال لبعض الامور الخافية  لمعرفتها من قبلهم ورددت عليها بكل الوضوح وبشفافية وبدون لف ولا دوران مما شعرت بالاستحسان على وجوههم حيث بدأت الثقة تتولد بيننا بسرعة  وفهمت البعض من الطرق الحديثة التي قدموها كعناوين وخطوط عريضة  للعمل الجاد والتدخل السريع المفاجئ المضمون نتائجه مسبقا  حيث لهم سابق الخبرة والتجربة .
القيام بمثل هذه الاعمال الصعبة والتي تتراءى للكثيرين من البسطاء  كنوع من الخيال لن تتحقق،  ولكن الواقع شئ آخر وبالإمكان التحقيق اذا توفرت العزيمة وقوة الإرادة  والتصميم على التنفيذ المدروس ضمن التخطيط السليم والإمكانيات المبذولة والعطاء  بدون حساب . 

تم الترتيب للخطوات التالية حسب المعرفة والاستطاعة بحيث شعرت انهم مطمئنون لسير العملية على احسن وجه، وتمت الدعوة لزيارة المقر الرئيسي في ولاية كلورادو لمعرفة كيفية العمل والتدريب لمعرفة البعض عن الشركة، ولكن اعتذرت حيث لا وقت كافي …
كل لحظة نتأخر فيها عن العمل والتنفيذ ضحايا شهداء يسقطون وجرحى ومعاقين يتألمون وامهات وارامل ثكالي وأطفال يبكون على فقد الاحباء والاعزاء  وخراب ودمار للوطن، وانتهت جلسة العمل وتم التوديع على اللقاء مرة اخرى عندما نقرر السفر مرة اخرى إلى ليبيا لبحث المواضيع مع القيادة الليبية في بنغازي على الموافقة والبدء 

اللقاء مع الصحفي جون كوتز ورفيقه المصور في قاعة احد الفنادق الفخمة في العاصمة وتم التفتيش له بدقة وكذلك لرفيقه المصور والفتح والكشف عن عدد وصناديق  آلات التصوير الكثيرة التى كانت بحوزتهم من قبل أولادي مصطفى وعلي الذان كانا مظهرهما وشكلهما وبنيتهما القوية مثل الحراس الشخصييين  Body Guards   قبل السماح لهم بالدخول إلى قاعة الاجتماع مما ذهلوا من التصرف الأمني الدقيق وتولد لديهم الشعور أنني لست بسهل  لأقابل كل من هب ودب بل عن طريق مواعيد محددة  سابقة 

تم التعارف معنا وكان برفقتي السيد ياسين المغربي والمصافحة باليد وتقديم النفس من قبل السيد جون كوتز  وبدأ في طرح الأسئلة من ورقة يقرأ منها النقاط المطلوب السؤال لها ورددت عليه بكل الوضوح والشفافية عنها  فلست بخائف من القذافي وزبانيته من الأمن والمخابرات بعد الآن حيث النظام على وشك الانهيار عن قريب…
كانت الأسئلة مركزة عن مواضيع وأحداث معينة خاصة ببعض  أحداث المعارضة الليبية التي دوت الدنيا ضجيجا لها  في منتصف الثمانينات مضى عليها حوالي ربع القرن ولم تستجلى بعد…  وحسب قولهم أنني شخصيا لي الدور الكبير في أحداثها والتي صدقوا بعضها والكثير منها مزيف وملفق وضعت على أكتافي من مجهولين كبار بحيث أصبحت ضحية الغير  بدون حق لأنهم لم يجدوا الفاعل الحقيقي او الفعلة وانما عبارة عن شكوك وظنون  وتغطية لقوى خفية دولية  أخرى 

وأنا شخصيا اكتويت بنار شكوكها طوال الوقت الذي كنت فيه مطاردا بالخارج وسنوات عديدة وأنا بالداخل في الوطن عندما تحديت ورجعت وخاطرت بالرأس والحياة، وحقق معي فيها في عدة دول بالعالم وأصبحوا  ينظرون لي من كثير من الأجهزة والأفراد المنافقين الخائفين أنني مجرم عتيد، وتم طلبي من الحكومة الليبية عن طريق جهاز البوليس الدولي ( الإنتربول ) من امريكا للمثول في المحاكم الثورية الليبية  بصفة رسمية والتي امريكا رفضت التسليم لانه لا توجد معاهدة تسليم مجرمين  مع ليبيا

بعد ان رجعت إلى ليبيا عام 1991م بناءا على العفو العام والى قيام ثورة 17 فبراير المجيدة عام 2011 م حقق معي بخصوص هذه المواضيع أكثر من 28 مرة من عديد الأجهزة الأمنية الليبية وسجنت فترات بسيطة في الحجز 4 مرات حتى ينتهوا من  التحقيق .

عن طريق الواسطات القوية من بعض ذوي النفوذ في الدولة نظير قرابات الدم والاخوة والصداقة والمعرفة  والبعض يساعد تشفيا في النظام وغير قادر على الإفصاح،  يتم الافراج عني حيث لا دلائل ثابتة دامغة او شهود حقيقيون وانما ظنون وتكهنات لا أساس لها من الصحة، وتم حجز جواز السفر الليبى لمدة سبع سنوات طويلة من فترة  1998-2004 م  ممنوعا من المغادرة والسفر إلى الخارج وعدم رؤيتي للعائلة والأولاد .

جميع هذه التضحيات  المعاناة والتعب  الضغوط النفسية والرعب والخوف في كل يوم وكل ليلة طوال سنين عجاف  وانا أنتظر حدوث الحدث ومجئ زوار الليل أم النهار للقبض والسجن والتعذيب أثناء التحقيق من زبانية قساة أشرار  لايرحمون حيث ليست بقلوبهم ذرة شفقة واحدة  لا يعرفون  طريق الله عز وجل .

مما تدهورت الصحة ومرضت بالقلب وداء السكر وتصلب الشرايين، وعملت ثلاث عمليات جراحية على القلب وركبت جهازا مربوطا  عليه داخل الجسم والجسد لتنظيم الدقات والنبض  والتنشيط له حتى لا يتوقف فجأة ملازما معي طوال الحياة لتنظيم ضرباته، ومازلت مقاوما ولن أتوقف عن النضال بجميع الجهد إلى آخر لحظة ونفس بالحياة .

لن ارتاح وتهدئ النفس حتى  آخذ بالثأر عن طوال سنوات الكفاح والنضال، الغربة والمعاناة  فقد المال والاملاك،  المطاردات الرهيبة من قبل جهلة قتلة  وفرق الموت من اللجان الثورية وكأنني حيوان مسعور ولست بإنسان مواطن حر لي الحق بالحياة والعيش بكرامة في وطني ليبيا رافعا الرأس حتى ينتهى النظام  الفاسد العفن من على خريطة وكاهل الوطن . 

انه ثأر كبير لن يتوقف ولن ينتهي ببساطة وينتسى بسهولة، ليس مني فقط كمواطن واحد  ولكن جميع أحرار ليبيا من الجنسين دفعوا وقدموا الثمن الغالي بصورة او أخرى وجميعهم يشاركوني الرأي أنه ضروري من جث النظام الفاسد ورئيسه الأهوج المجنون للابد …

تم في أثناء اللقاء الصحفي أخذ حوالى 100 صورة فوتوغرافية  في جميع الأوضاع لاختيار ونشر البعض في العدد القادم من مجلة دير شبيغل حسب ماقيل لي في الجلسة، وكنت راضيا عن المقابلة  لأنني شرحت حسب العلم والمعرفة  أمورا كثيرة كانت ملفقة  خافية وأوضحت حقيقة البعض بصراحة زيادة عن اللزوم وبرأت النفس عن عملها بصدق ووضوح  مما ارتاحت النفس فقد كانت كابوسا جاثما على الصدر طوال ربع قرن من الاتهام الخاطئ … والجميع يعتقدون انني الفاعل والمسؤول الاول وأنا بعيد عن ذلك كل البعد 

"لا يصح الا الصحيح"  ولدينا امثال شعبية  عديدة من تاريخنا وتراثنا مع الوقت بدأت تنتسى حيث يقولون "التي ليس لها ارجل  لا تمشي" … وأجيال اليوم من الشباب لا يعرفونها فقد جرفتهم الحضارة والعولمة ونسوا الأصالة وتاهوا وراء الماديات والإغراءات المفتعلة التي ليس لها جذور راسخة حقيقية !!!

تم اتصال هاتفى من صديقي الألماني السيد هيلمر هاين بعد غياب اكثر من عشرون سنة بدون اي اتصال كان وكانت فرحة من الطرفين وحديث شيق سريع  عن عدم الحصول على أرقام الهاتف للاتصال وتم الاتفاق على التواصل وان نلتقي في القريب العاجل حتى نسترجع الذكريات الماضية  والمغامرات التي قمنا بها ايام كنا شبابا يافعين .

يوم الثلاثاء 2011/6/21م  
الساعة العاشرة صباحا حسب الميعاد المتفق عليه بالأمس حضر الصحفي السيد جون كوتز لأخذ وإستلام الصور الفوتغرافية عن المذابح والقتلى أشلاء وهتك الأعراض وإغتصاب الفتيات الصغيرات امام أهاليهن ووالديهن  من مجرمي كتائب ومرتزقة القذافي الذين عاثوا الفساد والرعب في الاهالي المسالمين البسطاء، لنشرها في الصحف الالمانية حتى تؤلب الرأي العام من المشاهدين على الفضائع والفضائح التي يرتكبها النظام الارهابي مع ان  دولة المانيا في البدايات كانت  تساند الطاغية نظير مصالحها التجارية المتشعبة في ليبيا .

صعدت الطائرة مع إبني علي للرجوع إلى مدينة دالاس عبر مطار برمنجهام  ومطار آخر في ولاية لويزيانا حتى وصلنا مرهقين جداً من طول الرحلة والوقت الضائع في الاقلاع والهبوط وشد الأعصاب من خلال الانتظار الطويل في المطارات والمطبات الجوية وشدة الاهتزاز.

كان بالانتظار فى المطار الحاجة وإبني المبروك وحفيدي الصغير آدم المبروك  ورحلة العودة إلى البيت بالمزرعة التي إستغرقت حوالي الساعة حيث كنت مقيما في احد الضواحي الشمالية  للمدينة التي كانت تتطور فى البناء والعمران  بسرعة .

يوم  الأربعاء 2011/6/22م
شعرت بآلام مبرحة بالأذن الوسطى اليمنى التي كانت تؤلم طوال سنين عديدة منذ الصغر  وزادت الآلام  نتيجة السفر المتكرر بالجو بدون راحة والضغط الجوي مما أثرت على كثيرا ولم أستطيع النوم والراحة  وتم الاتصال بأحد الاطباء المشهورين وذهبت إلى العيادة بناءا على ميعاد مسبق

بعد المراجعة الدقيقة أفادني الطبيب الشاب  ان الأذن سليمة وليس بها ثقب كما قيل لي من قبل آخر مرة  زرت فيها الطبيب في مدينة فرجينيا بيتش الطبيب م ع، وانما عبارة عن طبقة صمغ كثيفة متحجرة تحتاج إلى بعض الوقت حتى تزول بالتنظيف المستمر والعناية الفائقة وطلب مني ان استعمل بعض الخل مع الماء الفاتر والدعك بنعومة حتى تزول مع الوقت، مما ارتاحت النفس، ورجعت للبيت وانا فرحا سعيدا من الخبر المفرح .

وصل إبني مصطفى مع زوجته آن وإبنته صفية حفيدتي لزيارتنا لأول مرة في البيت الجديد بالمزرعة   بعد رحلة طويلة بالبر قطع فيها مسافة حوالي 1600 ميل وأحضر معه جميع الثياب والكتب الخاصة بي التي كانت بالمخزن هناك  في بيته… وكانت فرحة كبيرة بوصولهم بسلامة بعد الرحلة الطويلة .

   رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

No comments:

Post a Comment