Wednesday, July 24, 2013

شاهد على العصر 125



بسم الله الرحمن الرحيم 


  
   من وجهة  نظري  تعلمت الدروس القاسية من مسيرة الحياة  لستة عقود مضت… مازلت أذكر البعض منها الآن وأنا في خريف العمر،  تعلمت من فترة الطفولة وسنوات المراهقة والشباب والرجولة، المغامرة والإقدام والصمود والتحدي  للوصول للقمة ورأس الهرم في اي عمل تجاري او نضالي قمت به بالسابق 
 التجارب والمحن لها الدور الاكبر في بناء شخصية الانسان فالاقدام وروح المغامرة والشجاعة حسب الحاجة والموقف،  هبة وجائزة  من الخالق الواحد الاحد، لا يتحلى بها اي أحد من البشر الا القلائل حيث ليست دروسا تقرأ وتدرس فى المدارس والمعاهد أو الجامعات  وتعطى لها شهادات النجاح او الفشل لانها مواهب ونعم  مكافآت من الله عز وجل يهبها للبعض بدون حساب 

لا تقاس الشجاعة والإقدام بأي مقاييس معروفة متداولة بين البشر   ولا اوزان بأي معايير مهما كانت …  لا بالطول ولا بالعرض او حجم الإنسان ولا  بجسمه  الضخم أو المتوسط او الضئيل ولكن بقوة القلب والإصرار على الفوز مع الوقت والمثابرة فعندها فقد يصل إلى الهدف المنشود .
من المهم جدا أن لا يستهزء الانسان بأي احد،  مهما كان … فجميعنا عبيد الله تعالى بشر سواسية، فالمولى الله الخالق عز وجل يضع سره وقوته في أضعف خلقه حيث يهبها لبعض البشر العاديين الغير المميزين لنا ولا  المعروفين  !!!  
فقد عرفت  ومررت من خلال تجارب الزمن والحياة أمورا كثيرة ولي أصدقاء أبطال في مواقف عديدة عندما عرفت شأنهم  بيني وبين نفسي أقول مستدركا مستغربا هل صديقي هذا الذي أعرفه منذ زمن سنوات عديدة  ولم أعره اي اهتمام من قبل، هو البطل  الذين يتحدثون عنه الآن وبانه قام بهذا الحدث ؟؟
أكاد لا أصدق ولكن الواقع يقول الصدق وان هذا الانسان هو الفاعل وتعلمت من وقتها ان الرجال مواقف ومحاضر وليسوا مناظر ولا يغرر ولا يخدع الانسان  العاقل المتزن بالشكل أو اللون  فالعزائم والقلوب المؤمنة بقضاء الله تعالى  الصابرة  القوية لدى الرجال الحقيقيين  هي الاساس وقت الحاجة والطلب  !!!!!
إنني مهما أكتب عن كثير من المواقف البطولية التى قام بها أشخاص عاديون من أبناء الشعب الذين كانوا غير ظاهرين بأي صورة من الصور في  الرأي العام  بالسابق،  وعندما دق ناقوس الخطر والوطن طلب التضحية والفداء من فلذات الكبد أبنائه الاحرار النجدة للخلاص من الطاغية  ظهروا على السطح فجأة  من غير ان يشعر بهم اي احد من قبل بوجودهم وهم بين ظهورهم مثل الكثيرين  العاديين من العامة…  أثبتوا انهم أبناؤه البررة، هبوا بقوة وعنف ضد الطاغية رافعين الشعار  مكبرين بأعلى الأصوات من الحناجر (الله أكبر الله أكبر) مضحين بالروح والدم طالبين الشهادة في سبيل الله تعالى بدون اجر ولا شكر ولا منن لانهم يؤمنون تمام الايمان وعن قناعة بالشهادة،  انهم سوف يفوزون بالجنة على التضحيات الجسيمة في سبيل الله تعالى والوطن، أليس هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون أبناء ليبيا الكرام التي أنجبتهم ليبيا الوطن؟
الواجب تكريم الاحياء منهم بعد النصر الآتى القريب  أحسن التكريم  والمجتمع يقف معهم في أي  شئ يحتاجونه للعيش كرام رافعين الرؤوس في بحبوحة  العيش طالما أحياء يرزقون، دائماً  الضيوف الأوائل المميزين   المهمين الذين نفخر بوجودهم بيننا  في الصفوف الأولى والمقدمة في اي لقاءات  وندوات او مؤتمرات واحتفالات شعبية لهم الاحترام والتقدير على تضحياتهم النبيلة من اجل الوطن والمجموعة الوطنية .
وحذار من الخلط فكثيرون منافقون يدعون انهم ثوار  وهم طحالب  وأزلام النظام، لو فيهم الخير للوطن ليبيا والمواطن الحر الشريف لكانوا توقفوا وتركوا سفينة النظام البائد من أول يوم ولم يساندوا الطاغية الظالم عن قناعة لقاء جاه ومراكز وأموال حرام من خزينة المجتمع .
حيث في رأينا كل من ساند الظالم  الطاغية عن حب وولاء وقناعة يعتبر ظالما  مثله وأكثر في حق الشعب والوطن، من الضروري القصاص والعقاب الرادع  لهم بالحق واجبة بالعدل  عن طريق  القضاء، ضروري من الفرز الصحيح بدون محاباة  حتى يعرف الجميع  من أبناء الشعب الصالح من الطالح  السمين من الغث .  
تكريم الأموات الشهداء بذكراهم بالرحمة وطلب المغفرة من الله عز وجل  والاهتمام بعائلاتهم وذويهم وصرف المرتبات والمكافآت المالية لأولادهم وزوجاتهم الأرامل طوال الوقت أحسن  الدفع والتكريم فى جميع المناسبات  حتى يفخر بهم أولادهم  ويتشجع الآخرون مستقبلا في النجدة والعطاء أنه لدينا الوفاء للأحياء والأموات على حد سواء .


يوم الأحد 2011/10/16م 
دعينا إلى وجبة غداء في بيت الدكتور محمد الجويلي وقابلنا عائلته الكريمة وكانوا كرماء لطفاء وقاموا بالواجب وأكثر بالحفاوة والود والتكريم بحضورنا كضيوف ومناضلين من اجل رفعة ليبيا والخلاص من الطاغية القذافي
بالمساء في الفندق لقاء، لا ادري إن كان بالصدفة أو مرتب من طرف الدكتور الجويلي، مع صاحب صحيفة الوقائع التونسية والذي وعد بفتح باب حوار غداً لنشره بالصحيفة بخصوص الثورة الليبية ودور رجال الاعمال بها، وإشتممت من ان الرجل له حس أمني كبير او يتعامل مع الأمن، ولم أعير الامر كثيرا من الاهتمام لأنني واثق من الله تعالى وأننا على الطريق السليم في ثورتنا وسوف تنجح عن قريب مهما حاولوا تدميرها العملاء والمنافقين أزلام النظام الذين يعدون بحوالي نصف مليون ليبي لاجئ مع عائلاتهم وأولادهم  بتونس فقط .
لقاء مع الكاتب السيد المولدي الأحمر ونفس القصة تتكرر والجميع يبحثون عن ادوار وأعمال ثقافية وإعلام تجاري وأرباح  مابعد النصر لكتابة الاحداث والاستفادة المستقبلية يوما من الايام، أهداني كتابه الاخير عن ثورات تونس وليبيا وكتب عليه اهداءاً  بالاسم للذكرى .


يوم الاثنين 2011/10/17م 
اللقاء الصحفي مع صاحب صحيفة الوقائع الذي تقابلنا معه  بالأمس وكان حديثا ممتعا وشعرت من خلاله انه يبحث على معلومات شيقة من خلال الأسئلة والطرح بعفوية  معظمها أمنية لا تمت للإعلام ولكن تحت الغطاء الاعلامي،  ولم اتململ من الحديث ومجاراته في الامر وهو يتساءل ويوجه أسئلة تبدو بسيطة وهي إستقطاب معلومات عامة عن الوضع وماذا يدور على الساحة وما الخطط للمستقبل والرأي العام بعد النصر والفرحة واجبته  بكل صدق وصراحة  فقد ولى عهد التستر والخوف من زوار الليل والنهر 
والعشاء في المطعم الايطالي المقابل بجوار الفندق وكان معنا الدكتور الجويلي وأحمد المدير  قريب السيد كمال  المرغني  اللذان تعرفنا عليهما حديثا في تونس العاصمة منذ شهور قليلة وقت الثورة والنضال ووجدنا من السيد كمال كل التقدير والاحترام والكرم، وهم  من بلدة  الإصابعة بقرب غريان والتي معظم الأهالي في المنطقة حسب ما  يقال مؤيدون لنظام القذافي المجنون،  أزلام وطحالب . 


يوم الثلاثاء 2011/10/18م 
الأخبار متواردة متواصلة من الوطن وضمن قنوات الإذاعات المحلية والعربية والعالمية وجميعها تنقل  أنباء قديمة ولا احد يعرف أين يوجد القذافي وأبناؤه بالضبط  حيث عبارة عن تكهنات وأقاويل وشائعات تدور بين أوساط الثوار والآخرين من أبناء الشعب
الغداء مع الدكتور الجويلي بالمدينة القديمة وحديث طويل عام  عن تكوين جسم خاص بالمغرب العربي بحيث يجمع الدول المغاربية ابتداءا من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، وأبدى الدكتور الاهتمام الكبير بالمشروع الكبير .
وقررنا  ان نبدأ بأول الخطوات العملية وتكوين شركة بدون أرباح بخصوص هذا الموضوع المهم للربط والتواصل مع الدول المغاربية على ان يكون يوما رافدا للوحدة المغاربية التي طالب بها الكثيرون من الرؤساء والزعماء من سنوات عديدة ومازالت تتعثر 
تم الحجز للسفر جوا  إلى طرابلس  ليبيا حيث تم تحريرها من قبل الشعب  ودخلت كتائب الثوار منتصرة وهدمت قلعة الشر باب العزيزية موقع القذافي الحصين، عن طريق الخطوط الجوية الليبية بعد الغد اي يوم الخميس القادم بإذن الله تعالى وتم شراء التذاكر للسفر .
تم تكليف  الدكتور محمد الجويلي بالشروع في اجراءات تسجيل الشركة المغاربية عن طريق  احد المحامين قصد اتمام المواضيع  التي تم النقاش فيها طوال مدة الإقامة في تونس .
وذهبت مع إبني مصطفى إلى السفارة الامريكية في تونس لإعتماد والختم على صحة التواقيع على مستند الوكالة له من طرفنا والتي تمنح الحق للدكتور بالتوقيع عنا في انشاء الشركة المغاربية حسب الاتفاقات والشروط والمبادئ والأهداف  التي وافقنا عليها خلال الحديث والنقاش الطويل
تناولنا وجبة العشاء في المطعم الايطالي القريب من الفندق وكان المطر يهطل بغزارة غير عادية تلك الليلة والشوارع مليئة بالبرك الكثيرة نظير عدم التصريف الجيد لمياه الأمطار وهذا الامر عادي جداً في دول العالم الثالث  

           رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

No comments:

Post a Comment