Friday, July 12, 2013

شاهد على العصر 115




بسم الله الرحمن الرحيم 


        واصلنا المسيرة ونحن نضحك فرحى مسرورين سعداء أننا حتى الآن بسلامة حيث اجتزنا الأزمات البسيطة من عدم وصول طائرة الجرحى مما اضطررنا للسفر عبر ايطاليا رغما عنا… وعطب الحافلة الاولى وتوقفها على الجسر ونحن حيارى… والشكر لله تعالى على عدم التعطيل والحصول على الحافلة الثانية بسرعة، ومرورنا بالحادث والارتطام بالإطار الكامل وبه الحديد ( الشيركيوني )  ولم تنقلب السيارة شر قلبة  على الطريق السريع  نتيجة السرعة وتحيد عنه ونصبح موتى او جرحى
طالبين المولى عز وجل ان يهبنا الصحة والعافية والسلامة حتى نستطيع ان نكمل بقية المشوار إلى النهاية ونحقق الهدف الذي نحن من أجله نسعى بكل الجهد والقوة .

أخيرا وصلنا إلى الحدود المصرية بلدة السلوم والتوقف لعديد المرات على نقاط التفتيش التي افرادها والحراس يسترزقون من مرور المسافرين الكثيرين بقبض الرشاوي البسيطة من معظم الجميع  إذا أرادوا المرور بسرعة،  والتفتيش العقيم والإجراءات المعقدة عن السيارات والكشف عن أرقام المحركات والتهريب الذي يجري على قدم وساق… والخاسر خزينة الدولة

والحمد لله تعالى السائق كان خبيرا ويعرف كيف يتصرف بسرعة وبنباهة مما  لقاء دفع الرشاوي المجزى  جميع العيون أغمضت ومررنا بسهولة ويسر من غير تعطيل وخلفنا وراءنا عشرات بل مئات الشاحنات والحافلات والعربات تنتظر الدور
مما كان الموقف صعب علينا ونحن نشاهد المأساة تحدث أمامنا والغافلون من المسافرين حيارى خائفين ان يطالهم القانون اذا قدموا رشاوي للشخص الغير مناسب الذي يحافظ على الكرامة، خوفا من الوقوع فى المخاض والمستنقع ويتهمون ويصبحون ضحايا حيث لا عدل ولا مساواة ولولا الدفع الجزيل المتكرر وكأنه أتاوة مفروضة  لكنا بآخر الطوابير ننتظر  ولتعطلنا ساعات عديدة مثل الآخرين

أخيرا انتهت المعاملات والفريق الامريكي مستغرب من الحالة وكيف نحن الأواخر وبقدرة القادر كنا بالاوائل والمقدمة ، وهذا شئ مستحيل ان يحدث في الحدود بأمريكا فقد مررت عدة مرات عبر الحدود إلى دولة المكسيك من ولايات تكساس وكاليفورنيا،  وكان كل شئ منظم الاول فى الدور وراء الثاني في طوابير طويلة والإجراءات سهلة والمرور أسهل بلا أي تعطيل، وقلت للنفس لا يمكن ان نتحضر ونسموا ونتقدم طالما نحن بهذا الشكل والصورة للأسف 

دخلنا للحدود الليبية الخط الفاصل مع مصر  منتصف النهار ظهرا وكانت الفرحة حيث كان في الاستقبال والترحيب بمقدمنا العقيد ( فرج المهدوي  ) من البحرية والثائر  (رامى الترهوني) ممثلا للثوار والعقيد جمعه عبد ربه من طبرق وعدة ثوار من المسؤولين على المعبر في أمساعد   وقاموا بالواجب وزيادة ولم يتم استلام الجوازات ولا طلب التأشيرة  من الفريق  ولا الختم على الجوازات ولم يكن اى نوع من انواع التعطيل في  الجمرك مثل ماحدث معنا في السابق في الحدود المصرية التى تعبنا من دفع الرشاوي وكأنه حق مكتسب .

وكنت سعيدا ومسرورا من حسن الاستقبال والاحتفاء بالفريق الأمريكي فقد كانت أمريكا حلفاءنا الرئيسيين في الثورة ولهم جزيل الشكر في المساهمة الفعلية في الحرب ضد الطاغية وتأليب مجلس الأمن والقرارات المهمة التى أجازت للحلفاء الأوروبيين المساهمة ودخول الحرب، ومغامرة الرئيس باراك أوباما بكرسي الرئاسة  بإعلان الحرب والقذف الاول بالصواريخ ( كروز ) العابرة للقارات على المراكز المهمة للقذافي، أهمها الاتصالات  مما شل الحركة لقوات الكتائب بدون ان يأخذ الإذن الصريح من الكونغرس بالحرب حيث لا وقت يسمح، والا قوات الكتائب والمرتزقة  سوف تدمر وتستبيح الشرق وبالاخص مدينة بنغازي وتزيلها من الخريطة حسب تهديد الاجوف القذافي،  ولكن الرب القادر تعالى نهض بالمدينة ولم تدخلها قواته الغازية وتوقف الرتل القوى على مشارف بنغازي بصمود الأبطال الثوار من كتيبة شهداء ابو سليم الدراونة وكتيبة الصلابي البنغازية والطيارين الأبطال الذين بطائرات معترضة مهترئة قاوموا حتى النهاية، وتم التحرير لها بسرعة مما كانت ضربة قاضية زلزلت القذافي الطاغية ونظامه الفاسد العفن فى ارض الوطن ومن وقتها بدأت علامات الانهيار للنظام تتوالى والشرخ يكبر وينمو مع الوقت وزاد الثوار صلابة ان العفريت بدأ يتهاوى 

استمرينا في السير الى مدينة طبرق  ونحن محاطون بالسيارات للحماية والأمن وعدم التعطيل من اي بوابة ثوار طول الطريق، وركب إبني مصطفى مع الثائر رامي الترهوني حيث صديقنا والعقيد فرج معنا فى الحافلة الصغيرة، وكنا مرهقين حيث لا نوم طوال الليل فى الطريق وجوعى بدون طعام جيد منذ ليلة البارحة . 

وواصلنا الى طبرق وأصر العقيد جمعة على ضيافتنا على مأدبة غداء في بيته، ولبينا الدعوة وكان الطعام جيدا ( رز باللحم )  حسب الطريقة الليبية، مما إرتحنا بعض الشئ  وله الشكر الجزيل على حسن الاستقبال والكرم النبيل الذى يدل على الأصالة والشهامة  التي تجري  في عروق الليبيين .

بعد الغداء ودعنا المضيف وواصلنا الرحلة الى درنة حتى وصلنا لها بعد الاصيل وراحة بسيطة فى المزرعة لدى وشرب الشاي والمشروبات الباردة، وقمت بتسديد أجرة السائق وسافر إلى بنغازي ومعه مرافقنا السيد محمود حمودة.

استعملت سيارتي ( السبوربن الكبيرة )  التي تنتظر في الجاراج  ووضعنا الحقائب ومررت على السيد أسامة الشيخ في محله لمواد البناء  أخ السيد خميس الذي تبرع بشقته الشاغرة في بنغازي واستلمت منه مفتاح الشقة  لإستعمالها في حالة عدم الحصول على غرف في احد الفنادق حيث الحالة حالة حرب وثورة لم تنتهي بعد 

قدت السيارة بصعوبة حيث كنت مرهق على الآخر وكان فى صحبتي العقيد فرج المهدوي والفريق الأمريكى ( جيفري وكاير ) وأمامنا سيارة الثوار يقودها الثائر رامي ومعه إبني مصطفى يفتحون لنا الطريق في جميع نقاط التفتيش العديدة، وتغلب علي النعاس وقدت المسافة من البيضاء حتى العقورية ساحل بنغازي وأنا شبه نائم، والحمد لله تعالى أنني لم اقوم  باي حادث على الطريق، ودخلنا الى مدينة بنغازي حوالى منتصف الليل وكانت الحراسات شديدة قوية حيث الحفلة الكبيرة بالغد، حفلة المليون، ورأسا إلى فندق تيبيستي حيث كان الحجز من قبل الثوار وتحصلنا على اربع غرف للإقامة على حسابى وكانت غرفتا أرقام 627  خاصة بى وغرفة 628 بإبنى مصطفى، والغرفتان الاخرين للفريق المرافق


يوم الأربعاء 2011/7/6م  
المفروض اليوم مقابلة مع اللواء خليفة حفتر ولكن لظروف المسيرة المليونية والطوق الأمني الشديد خوفا من تسرب الأزلام والطحالب ووضع قنابل ومتفجرات بين اوساط الجماهير، كانت العيون مفتوحة على الآخر والشك شديد في اي أمر مشبوه… وقد تم القبض على كثيرين ممن يريدون التهييج وإفساد الحفلة بإشاعة الفوضى والرعب في اوساط التجمع الكبير الذي لم تشهده بنغازي من قبل في اي موقف عبر تاريخها المجيد، فالجماهير التي أتت وأقامت بها والزوار من جميع أنحاء ليبيا عددها كبير  وبالاخص المغتربين الذين تركوا مناطقهم خوفا ورعبا من انتقام كتائب الشر للقذافي أو  ثوار مصراته نظير الحساسيات الشديدة وقت الاحداث والمعارك، على سبيل المثال تهجير سكان تاورغاء كردود أفعال عما حدث منهم في مدينة مصراته من اجتياح وقتل وهتك الأعراض،  وإجدابيا والبريقة حيث المعارك الشرسة بين القوات المتحاربة،  كل طرف يريد ان يفوز وينتصر  مازالت تدور في كر وفر .

الطابور الخامس مندس وسط الجماهير ولكن شبه مشلول غير ظاهر في العلن الا من البعض الغير معروفين ألذين قفزوا على المقدمة بطرق شيطانية خبيثة وأصبحوا من القادة بقدرة القادر وكثيرون من أبناء الشعب السذج صدقوا الامر…
بدأ الصراع الخفي بين القوى الخفية في صمت شديد وضاع البعض من القادة والشباب المجاهد  وقتلوا شر قتلة أثناء المعارك  بطرق مدبرة  في تصفيات جماعية من اخوانهم وليس من كتائب القذافي كما تردد الامر وسمعت والله تعالى أعلم بالامور الخافية  ولم أصدق 

 هل جميع الذى تردد حق وصدق أم عبارة عن شائعات ودسائس من البعض على البعض والى الآن لم يعرفون ماذا حدث بالضبط حتى يجازي كل مجرم على الفعل بالحق والصدق ضمن القانون والعدل .

أحب ان أقول أنه لا يصح الا الصحيح وليبيا ترابها طاهر وبها المليون حافظ وقارئ للقرآن الكريم  وان التاريخ لن يرحم، يوما من الايام سوف تظهر الحقائق فلا شئ يبقى سرا للابد …  فيا قاتل الروح وين تروح … من قضاء وعدل الخالق الله عز وجل

يوم الخميس 2011/7/7م  
تأجل موضوع المقابلة نظير الاحداث المتلاحقة مما أصبت بإحراج قوى أمام الفريق أنه بعد كل هذا التعب والإصرار على المجئ،  بسهولة تتأجل المقابلة ولم أستطيع هضم التأجيل ولماذا ؟؟؟ وهل الامر مدبر وعن قصد مبيت أم عفويا حيث في ليبيا الوقت ليس له ثمن ولا حساب والتأجيل عادي جداً من اى مسؤولولتغطية الامر بدل الرجوع إلى الفندق، قمنا بزيارة معسكر قاريونس للمشاهدة وكم صدمت ان الاسم كبير جداً والواقع عبارة عن بعض المستودعات ( عنابر )  الخالية الا من بعض المعدات والسيارات المعطوبة التي بحاجة إلى إصلاح وصيانة، في نظري تعتبر خردة، والمباني التافهة التي لاتساوي اي شئ ولا يطلق عليها اسم معسكر بأي صفة من الصفات مهما كانت

وقلت للنفس سبحان الله تعالى بالتضخيم ونشر الإشاعات والرعب القاتل،  حكمنا الطاغية بالقول والعمل والارهاب، ومن هذا المعسكر بدأ الإنقلاب الاسود سبتمبر عام 1969 م
 واثناء المرور شاهدنا احدى المفارز  المستجدين حوالى العشرون  من الشباب الثوار وهم يتدربون على ألبقاء في الطوابير والمشى في صفوف منظمة مما أصبت بالإحباط والثورة قائمة والرصاص من جميع الانواع يلعلع والقذائف تسقط على الرؤوس بدون انقطاع … والشهداء صرعى موتى والجرحى والمعاقين من اجل حرية وخلاص ليبيا من الطاغية القذافي… وشبابنا يدربونهم على الصفوف والمشي بخطوات عسكرية أليست بأمر مذهل ؟؟؟
 إستغربت من ان المعسكر بهذا الشكل المزري، والتدريب البسيط مستغلين حمية الشباب في تضييع الوقت على ما أعتقد… أو تجهيزهم لما بعد النصر لأغراض في النفس، إنني لا أعرف ولا أستطيع التكهن بأمور خافية ممكن لا تحدث

                   رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

No comments:

Post a Comment