Sunday, July 14, 2013

شاهد على العصر 116



بسم الله الرحمن الرحيم


      ذهبت إلى القيادة لأتأكد من الموضوع ولماذا التأجيل في الميعاد وقابلت بعد جهد جهيد اللواء خليفة حفتر لوحدي وكان فعلا مريضا بإلكاد كان قادرا على الحديث وطلب مني تأجيل المقابلة مع الفريق الأمريكي الى الساعة الثامنة والنصف مساءا من يوم السبت القادم … وشعرت من خلال الحديث  المقتظب انه كان يحاول الاعتذار حيث الامر ليس بيده كما أنا اعتقد وانه توجد قوى خفية تصر على عدم الاستمرار في الموضوع برمته وأننا كليبيين إستعنا بخبراء أجانب وبالأخص امريكان  بل إلغاؤه بالمرة 

أصبحت كرة يتقاذفها البعض من قوى خفية محلية غير ظاهرين للعيان وغير قادرين على الشرح علانية وتحمل المسؤولية والرفض، ولم استطع الضغط عليه وأن الفريق الأمريكي  ينتظر في السيارة بالخارج .

حيث اللواء كان فعلا مريضا يرتعش من الحمى  ولا أريد إزعاجه  حتى لا يقفل الموضوع بالمرة ويحولها على البعض من الآخرين فعندي قناعة ان اللواء لديه العزم والقوة وقادر على القيادة حيث القوى الخفية لا تستطيع مهما عملت ان تملي عليه شروطها فهو عزيز النفس قادرا على تجنبها أو سحقها اذا تطلب الامر 

أثناء التجوال بدون هدى في شوارع بنغازي، إتصلت بالوسيط الحاج سالم لترتيب لقاء مع رئيس المجلس الانتقالي والذي بعد فترة أجاب أن الحاج مصطفى عبدالجليل بالبيضاء وانه حدد مقابلة يوم السبت الساعة الثالثة ظهرا .

تناولنا وجبة الغداء في أحد المطاعم ودعينا على وجبة العشاء في بيت أخ السيد  شعيب العقيلي السيد مصطفى وكان العشاء فاخرا شرفني امام الضيوف وجعلني أشعر ببعض الراحة من  التعب والمعاناة والضغوط والتأجيل  للمواعيد الخارجة على الإرادة

اللقاء مع السيد رفيق إستيته في الفندق بالمساء إستمر حوالي الأربعون دقيقة وقد أعلمني ان السيد الكيال صديقنا من شحات والذي عرفته عن طريق قريبي عادل الميار لديه مجموعة كبيرة من الثوار يرغبون في الانضمام للحزب وضرورة اللقاء معه أثناء الرجوع الى درنة مما وافقت على الحديث والحوار لأعرف ماذا يدور من أفكار 

يوم الجمعة 2001/7/8م  
صلاة الجمعة في الميدان بساحة المحكمة وكانت الخطبة جيدة جداً من أحد الشيوخ رجال الدين الأفاضل والجميع هلل وكبر طالبين الله عز وجل النصر على الطاغية القذافي في أقرب وقت ممكن حيث كل لحظة تمر الشهداء يسقطون ضحايا والجرحى والمعاقين نتيجة القتال الشرس الذى يدور طوال الوقت بين الفريقين فريق الخير ضد الشر كتائب القذافى الشريرة .

تناولنا وجبة الغداء في المطعم التركي بجوار ميدان الشجرة ورجعنا  للفندق لبعض الراحة وبعدها تلاقينا في المقهى وهناك تم التبليغ بخبر مزعج جداً لي وخبر مفرح كثيرا، الخبر المزعج انهم وصلتهم تعليمات من القيادة بوقف الحوار مع المسؤولين الليبيين بالمرة والرجوع رأسا إلى اوروبا وترك ليبيا، مما جميع البرامج تغيرت وأصبت  بصدمة غير متوقعة 

 والخبر المفرح ان الادارة الامريكية قد إعترفت بالمجلس الانتقالي المؤقت ولم تعلن الاخبار حتى الآن لمنح الأسبقية لإعلام المسؤولين الليبيين  قبل الآخرين نتيجة جهودنا الصادقة وعدم التراجع امام جميع الصعاب في سبيل القضية والوصول للهدف… 
لقاء مع العقيد المهدوي والسيد رامي الترهوني وإعلامهم بقرار الفريق والاعتراف بالمجلس  وعليهم المساعدة في المطار حتى يغادروا بالغد إلى تونس مكان اللقاء ونضمن سلامتهم في الخروج من ليبيا بدون أية اخطاء أو ضررا لهم من اي عناصر تعمل في الخفاء 

حضر السيد محمود حمودة لأخذنا إلى بيته حيث كنا مدعوين على العشاء، وكان عشاءا شهيا وعدة انواع من  أصناف الأطعمة الليبية مما جعلت الجميع سعداء بحضور والده الشيخ العجوز وبعض الأقرباء إحتفاءا بالضيوف الكرام الآتون من بعيد ليساعدوننا على القضاء على الطاغية القذافي فلهم جزيل الشكر 

اتصال هاتفي من قريبي مفتاح بن عمران يسأل عن الاحداث والوضع، وكان معه السيد عاشور بن خيال صديق وأخ النضال الذي وصل منذ أسبوع إلى درنة من كندا، وأبلغوني ان آخي الحاج الصابر مجيد سوف يصل إلى درنة  يوم الخميس قادما من لندن بعد غياب طويل في الغربة والهجرة سنوات عديدة 

اتصال هاتفي من السيد رفيق إستيته لافادتي ببعض الأنباء الخاصة والعامة وان الامور بخير وفي تقدم في جميع الخطوات والجبهات مما فرحت وسعدت وتولد لدي الشعور القوي اننا بإذن الله تعالى نحن المنتصرون مهما طال الوقت والجهد ومع كل المشاكل والتفكك في القيادات الليبية الرسمية والثوار سوف ننتصر بإذن الله تعالى ويصبح الطاغية القذافي فى خبر كان 

يوم السبت 2011/7/9م 
الوصول إلى مطار بنينا بعد جهد جهيد في الزحام وكان السائق رامي الترهوني وعندما وصلنا كانت الفوضى والمعاناة في المطار بلا حدود، وكنا طوال الوقت نبذل قصارى الجهد حتى نعطي الانطباع الجيد ونظهر للفريق الامريكي الوجه الحسن عن وطننا ليبيا ولكن الله غالب على أمره لا نستطيع ان نغير الامور السيئة والتركة الثقيلة  في يوم وليلة

آخيرا بعد جميع الواسطات عن طريق أخونا الشيخ حسن المقصبي المسؤول عن الحجز في مطار بنينا الذي وافاني بثلاثة بطاقات صعود على الطائرة  المتجهة إلى تونس لحمل المرضى والجرحى حيث طلبت من إبني مصطفى ان يذهب مع الفريق لاضمن خروجهم من بنغازي ويستمرون في الرحلة وان ينتظرنا في تونس حيث سوف اوافيه هناك بعد فترة قصيرة .

ودعت الفريق متمنيا لهم الرجوع بسلامة حيث قضينا أياما معا في مفاجآت ونوادر والحمد لله تعالى انه لم يتضرر اي احد خلال المسيرة وكانوا ممنونين من المعاملة الطيبة والاهتمام بهم في كل لحظة وأصبحنا اصدقاءا في المحنة 

الرجوع للفندق والساعة الثالثة بالضبط ذهبت إلى الموعد مع رئيس المجلس المؤقت السيد مصطفى عبد الجليل حسب التوقيت والميعاد للمقابلة وبعد جهد جهيد امام البوابة والاتصالات مع الوسيط الحاج سالم الذي اتصل بالحاج مصطفى مما أعطى الامر للبوابة بالسماح لي بالحضور والمقابلة الشخصية .

شرحت للحاج مصطفى جميع الامر وكم تأسف على مغادرة الجماعة وبشرته باعتراف الدولة الامريكية ولم يصدق اول الامر حيث كانوا قلقين وفي مرحلة اليأس من تأجيل الاعتراف، لان معظم الدول التي تدور في فلك امريكا تنتظر الاعتراف لتتبع الموضوع السياسي المهم لتعترف وتساند الامر 

طمأنته ان معلوماتي جيدة ومن مصادر عالية موثوقة مطلعة على كثير من الامور والخبايا داخل دهاليز السياسة في الكونغرس والعاصمة واشنطن دي سي مما صدق الامر بعد برهة وشاهدت نظراته لي بإستغراب ولولا الثقة الغالية بيني وبينه  لإعتقد انني عميل مزدوج ألعب على الحبال ونسى انني وطني حتى النخاع ولائي لله تعالى والوطن ولا أسعى إلى اي مصالح او منصب لاشغره ولست بمتطفل ولا منافق مثل الكثيرين أشباه الرجال الذين يحاولون الحصول على مكاسب شخصية وقت الثورة والفوضى 

أشار على الحاج مصطفى بمقابلة وزير الدفاع الجديد السيد جلال الدغيلي وسوف يحدد لي موعدا معه للمقابلة وشعرت ان الحاج مصطفى لا يريد ان يتحمل المسؤولية لوحده بل يحاول مشاركة الآخرين معه، وهذه في نظري خطأ كبير فنحن وقت الثورة والحرب الشرسة دائرة تريد العزيمة في اتخاذ القرار بدون المراجعة من اي احد وهو على رأس السلطة وبإمكانه الفرض حيث الامر مهم للقضاء على القذافي ونجاح الثورة المجيدة .

كان لدي ميعاد مع اللواء خليفة حفتر الساعة الثامنة والنصف مساءا  ووصلت الميعاد الساعة الثامنة والربع ولم يكن موجودا بعد ينتظرون  وصوله، وانتظرت بعض الوقت  مما غضبت وانتابني الغيظ  داخل النفس فالفريق الأمريكي  رحل ومن الصعب إحضارهم مرة اخرى الا بشروط قاسية مما قررت عدم الانتظار ورحلت وكانت غلطة المفروض ان أصبر حتى نهاية المشوار !!!
  
اتصال هاتفي من الحاج مصطفى رئيس المجلس ان الميعاد تحدد غداً الساعة العاشرة مع وزير الدفاع  مما شكرته وقلت له بإذن الله تعالى سوف أكون في الوقت حسب الموعد 

يوم الأحد 2011/7/10م  
وصل المناضل رامي الترهوني وذهبنا معا الى الميعاد لمقابلة وزير الدفاع السيد جلال الدغيلي وإنتظرنا في الصالون للدخول عليه حيث لديه زوار كثيرون من ضباط الجيش  من الساعة العاشرة والنصف إلى الساعة الثانية عشرة والنصف مما غضبت من المعاملة السيئة وكأنني طالب مصلحة وأخبرني مدير مكتبه ان الوزير خرج من الباب الخلفي وطلب منا الرجوع بالمساء، مما قلت للمدير أنا آسف على إهدار الوقت ولست بحاجة إلى ان آتي وسيندم الوزير يوما انه لم يقابلنا حيث نحن للمصلحة العامة ونجاح الثورة ولسنا نحن هنا  لتضييع الوقت الثمين .

وطلبت منه بصوت عال امام الجميع حتى يسمعون  انني لست  محتاجا للمقابلة واذا يرغب الوزير فعليه ان يبحث عني ويأتي لمقابلتي لأنني لست مستعدا ان آتي لمقابلته  مرة اخرى تحت اي ظرف كان

 خرجنا من الصالون وانا أغلي من الغضب والغيظ هل هؤلاء العواجيز سوف يحكموننا من جديد بعقلياتهم التافهة المتأخرة  التي عفى عليها الزمن، لا تصلح للقيام بأدوار مهمة في دولة ليبيا الجديدة بعد النصر حيث العصر تغير والأجيال الجديدة تحتاج إلى دماء شابة لتقوم بالمهام الصعبة والقرارات الخطيرة  حسب التقدم والنهضة.
رجعنا إلى الفندق حيث دفعت الحساب ووضعت حقيبة السفر خاصتي بالسيارة بجهد جهيد وودعت المناضل رامي على مواقفه وتعبه وجهده  وانطلقت لوحدي اقود السيارة في رحلة الرجوع إلى درنة وانا في قمة الغضب اكاد احترق من والغيظ ان بعد هذه المعاناة الصعبة تتغير الامور وأهان من عواجيز من اصحاب القرار وهم عبارة عن تغطيات للغير لا يهشون ولا ينشون  بهذا الشكل والصورة .

اتصالات هاتفية عديدة وكان الطقس قائظا حارا حيث نحن في عز الصيف ومررت على  بلدة توكرة ( العقورية ) لزيارة قريبتي الحاجة ( م ) وزوجها الحاج فرج وتغديت هناك وحديث عام عن الثورة والتوقعات اننا سوف ننجح وننتصر حيث نظام القذافي كل يوم يتراجع ويحترق والساعة الرابعة ودعت الجماعة ورحلة العودة إلى درنة مرورا  بمدينة البيضاء .

في الطريق اتصلت هاتفيا  بالوسيط الحاج سالم في البيضاء انني سوف امر عليه مما رد على انه في الانتظار لقدومي وزيارته، حيث غير مستحب لدي الحديث في تفاصيل بالهاتف لأنني متأكد ان هاتفه الخاص مراقب حيث اتصالاته عديدة  رأسا مع الرئيس الحاج مصطفى ومن غير المعقول ان لا تكون اتصالاته مراقبة من قوى خارجية لتعرف ماذا يدور من امور خافية عليها ومن الشبكة التي تتعامل في مساندة ودعم الرئيس الحاج وانا عضو مهم  بها 

قابلت الحاج سالم في بيته وأبلغته شفويا بكل ماحدث على الواقع وطلبت منه ان يبلغ الحاج مصطفى ان يهتم حيث لديه تماسيح ومراكز قوة تريد ان تسيطر على الوضع من الآن حتى تكون بالاوائل والمقدمة وتحكم ليبيا وتمتص خيراتها لصالحها او صالح القوى الخفية التي تقودها إلى طرق خبيثة  مستقبلية غير معروفة لنا الآن 

وبالنسبة لي قلت له ان يبلغ الرئيس الحاج مصطفى  انني لا اريد الاستمرار بهذا الشكل بان اكون كرة فى يد قوى خفية لا اعرفها تتقاذفني يمينا وشمالا فانا لست بمتعود بان اكون تابعا لاي احد مهما كان حيث كنت دائماً قائدا اصدر الأوامر
ليبيا وطني وسوف استمر في العمل لوحدي متطوعا حتى يوم الإطاحة برأس النظام القذافي وعندها سوف أتقاعد راضيا عن نفسى انني إلى الان ضحيت بشبابي وزهرة العمر على مدى 33 عاما جميعها كفاح ونضال من اجل المبدأ وتحرير وخلاص ليبيا من الطاغوت الكابوس الجاثم على صدرها وأكتافها

مررت على شحات وشربت فنجان قهوة في بيت آلِ الميار أقربائي ولم يكن الأخوة عادل ولا صلاح موجودين مما ودعت العائلة الأخوات  ورجعت إلى درنة الساعة الثامنة والنصف وانا مرهق من شدة التعب والمعاناة والضغوط الكبيرة الجاثمة على النفس

لم يتركوني لارتاح لبعض الوقت فقد جاء لزيارتي السيد علي سالم سلطان ومعه احد إخوته للترحيب بي والحديث عن احياء جمعية عمر المختار من جديد واذا ممكن الانضمام والمساندة والدعم المادي  وطلب مني الزيارة لمكتب الجمعية وقت ما أشاء لأعرف الكثير من التفاصيل، وكان ردي بأنني سوف آتي للزيارة 

             رجب المبروك زعطوط 

البقية في المدونات القادمة 

No comments:

Post a Comment