Wednesday, November 25, 2015

قصصنا الحاضرة 5

 بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة

                لدينا مثل ليبي يتردد في الأوساط الشعبية  يقول (أحسن ما في الزمان طوله ) حيث الفرح والحزن ينتسى مع مرور الأيام على الأحداث المتوالية يوميا في أنحاء العالم ويصبح مع الوقت ذكريات تتردد سواءا بالنفوس التي قامت به او شاهدت وعاصرت الحدث عيانا او سمعا عبر الإعلام وضمن الأخبار والحكايات التي تروى في الجلسات في فترات السمر أو كقصص مكتوبة موجودة في بطون الكتب لمن يبحث. ولولا النسيان لكانت مصيبة المصائب التي تحل على عاتق الإنسان حيث عجلة الزمن تدور إلى الأمام مستمرة بقدرة الخالق الله تعالى الى ماشاء، ولا ترجع إلى الوراء، مثل عقارب الساعة دائماً للأمام، وإلا جميع الموازين تتغير إلى الأسوء تختل بين الأطراف والقوي يأكل بنهم ويلتهم الضعيف وتحل النهاية و يوم القيامة .

                     لو رجع الإنسان للوراء عن ماذا حدث،  وراجع في الخيال بسرعة عن الأحداث التي مرت عبر التاريخ منذ قرون وعقود عديدة وكيف ظهر دين الإسلام للوجود بالهدى والنور، آخر الأديان السماوية للبشر بداية من صحف سيدنا ابراهيم الخليل والتوراة على سيدنا موسى والزابور على سيدنا داود والإنجيل على سيدنا عيسى وختاما بالقرآن الكريم على سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام وماذا قدم للبشرية من هداية وقدرات وثوابت ودلائل واضحة تجعل الانسان يؤمن بقناعة بوحدانية لله تعالى ويترك طريق الضلال والشرك والكفر... كان هناك إزدهار وأمجاد عظيمة للإسلام في البدايات حيث أجدادنا الأوائل كانوا صادقين فى الإيمان و تطبيق العقيدة والشرائع السماوية عن قناعة ورضى وليس بالإكراه والجبر، كما يدعى المستشرقون الضالون بان الدين الإسلامي إنتشر بالإكراه وحد السيف لمن خالف الدعوة ولم يهتدى ويعتنق الدين الجديد، لأن الأجداد الأوائل كانوا في جميع أعمالهم يراعون شرائع الله تعالى الموجودة في القرآن العظيم الكريم وسنن الرسول محمد عليه السلام، مما عاشوا في سلام وسعادة روحية مع أنفسهم والآخرين من البشر الغير مؤمنين !!

                إنتشر الإسلام ووصل إلى شعوب واصقاع بعيدة في اقصى الأرض وبلغ اوج قوته في القرن الرابع للهجرة حيث امتددت اراضي الإسلام من نهر السند شرقا إلى حدود فرنسا الجنوبية غربا. 

                    ثم حدث الإنهيار والسقوط الى الحضيض عندما أصاب الأجيال بعدهم الضلال ورجس شياطين الإنس والجان وحادوا عن طريق الحق والصواب نظير أهواء الدنيا من شهوات حب المال والسلطة والجسد التي طغت على العقول وجعلت الإنسان كحيوان ناطق همه البقاء في المقدمة مهما كلف الأمر من تضحيات بالآخرين من بني البشر... حيث أصبحت سنة وشريعة الحياة وبالأخص في زمننا الحاضر الذي طغت  فيه آلمادة والمال على عقول البشر والتى من غيرها لايستطيع الإنسان العيش في أمان وإستقرار مهما كان، والإستمرار فى الحياة فى هناء وسعادة كما كانت الأمور في الأيام الخالية منذ أزمان حيث الانسان الأول لا يفكر الا في الطعام والبقاء حيا ضمن الوحوش الضارية المحيطة به من كل مكان من النهش والإلتهام ...

                 عندما يمر الخاطر برحلة سريعة في الخيال ويتساءل عن الأحداث الحاضرة في ليبيا يستغرب بشدة وتستحوذ عليه الدهشة في التغيير السريع من بلد المليون حافظ وقارئ للقرآن الكريم يتغير البعض بسرعة إلى الأسوء ويصبحون قتلة أشرارا ، وينقلبون إلى وحوش ضارية همهم الانتقام!   يعومون في الدم إلى الذقون بدون هدف غير الفساد والخراب والدمار، والصراع على السلطة والوصول لها بأي ثمن كان والنهب للمال العام ولو على جثث الضحايا ودماء الأبرياء...  والذي يستحوذ الغرابة ويصاب الباحث في التركيبة السكانية من قمة اللين والطيبة إلى حد السذاجة، يتحولون  بين ليلة وضحاها وخلال فترة بسيطة من الزمن  إلى هذا الحال المزري ، للأسف...

                 إضطررنا للهجرة والغربة وترك الوطن رغما عنا لأننا لو وجدنا الأمن والأمان في أوطاننا ما كنا نرضى ونهاجر تحت أي ثمن كان، ولكن عندما بدأ التهديد على الحياة ولا قانون ولا ملجأ، الإ وجود الله تعالى،  هاجرنا عنه طواعية فرارا في ارض الله تعالى الواسعة كما يأمرنا في القرآن الكريم بالهجرة إلى أوطان الآخرين (لحكمة إلاهية حتى ينتشر دين الإسلام في الأرض) بحثا عن الأمن والأمان والعيش الكريم... وبالنسبة لي وعائلتي هاجرت و تم الوصول والإستقرار في أواخر السبعينات من القرن الماضي في أمريكا، بلد القانون والحريات ، ووجدنا الراحة النفسية والإحترام للغريب القادم والمقيم الذي يحترم نفسه في المجتمع الجديد ضمن القانون لا يناله الا كل التقدير والإحترام سواسية مع أي مواطن آخر في الوطن المضياف أمريكا .

                           ونظير اعمال الشر والإرهاب من قلة من القتلة الخوارج المرتدين عن تعاليم الدين القويم يدعون الإسلام وهم بعيدون عنه بجميع الصور، الجميع شملهم ونالهم العقاب من الجاهلين، معتبرين بأن كل عربي مسلم مجرم وإرهابي في نظرهم الخاطئ حيث لا يصح الحكم على ملايين من البشر المسلمين من أخطاء البعض الذين لا يؤلفون الا نسبة تافهة تكاد لا تذكر وتظهر حسب التعداد لجميع  المسلمين ... العالم الآن يمر بظروف صعبة هرج ومرج وحرب شعواء ضد إنتشار الدين الإسلامي وبالأخص من الدول العربية نظير الاحداث الاخيرة والمآسي التى سببها الخوارج المرتدين من قتل المئات الأبرياء فجأة خداعا بإسم الدين وهم بعيدين عنه بعد الأرض عن السماء حبا في الإنتقام والظهور حسب الحرب الخفية بين الأديان وتعاليم القوى الخفية، مما خرج على سطح الساحة في الدول الغربية بعض المتعصبين العنصريين الوطنيين يطالبون حكوماتهم في العلن بإتخاذ الإجراءات القوية ومنع العرب المسلمين من القدوم والإقامة الشرعية كما حدث لأفواج مئات الآلاف من السوريين في اوروبا ودولا عديدة عربية من البقاء أو العبور .

                   ووصل الأمر المؤسف له أن البعض من المرشحين عن الحزب الجمهوري لخوض إنتخابات منصب الرئاسة في أمريكا طلب أن يوضع شرط على المسلمين المقيمين في أمريكا بوضع علامات مميزة وشارات ظاهرة على الصدور حتى يعرفون من الجميع لأخذ الحذر منهم حسب اعتقادهم ورؤياهم للأمر ، كما فعل هتل في المانيا مع اليهود المضطهدين في الثلاثينات من القرن الماضي.... وللأسف المرشح الآخر من نفس الحزب ينعت الجميع بالكلاب الضالة المسعورة كما كان كان الطاغية القذافي ينعت كل من رفض حكمه اللعين والنتيجة أين هتلر وأين القذافي الطغاة اليوم غير أشلاءا بالقبور واللعن والسب من الملايين على الدمار والخراب الذي سببوه للبشرية في عقود بسيطة من حكمهم عندما يذكرون .

                     ناسين متناسين أن الارض لله تعالى وبالأخص أمريكا وطن الجميع من جميع الألوان والديانات، الجميع غرباء أصحابها الأصليين الهنود الحمر وليست لفئة معينة مثل هؤلاء الجهلة العنصريين طالما القادمون المقيمين شرعيين يعيشون تحت ظلال القانون في المجتمع حيث أمريكا وطن الغريب المظلوم، لها ركائز ودستور قوي لا يتغير ولا تعديل لبنوده الأساسية حسب أهواء البعض،المغالين المتطرفين ذوي الدعوة إلى العنصرية ناسين انهم غير أصليين غرباء مثلنا !!! الفرق بيننا وبينهم أن أجدادهم سبقونا في الوصول والإقامة منذ عشرات السنين .

                أجمل ما في أمريكا حرية الرأي والتعبير مما في بعض الأحيان يزيد عن الحدود ، وإستغل هؤلاء تهيج الشعور القومي بهذه المطالب التافهة كدعاية إنتخابية والذي لا يمكن ان تحدث في أمريكا حيث شعبها خليط من جميع الأجناس وحرية الأديان فيها مضمونة ضمن الدستور...  وزاد الأمر المضحك أن هؤلاء المرشحين لدى الرأي العام وضمن الإعلام أصبحوا مادة فكاهية في الوخز المعيب والإستهزاء عليهم على الجهل بما يجري من أمور سياسية في العالم ... لايعرفون من الدستور الذي سطره السابقون الأوائل، الآباء المؤسسون،  والذي يحافظ على البشر ضمن حقوق الإنسان مهما كانت ألوانهم وعقائدهم الدينية العديدة ، هؤلاء المرشحين أنفسهم والطامحين للوصول لأعلى المراكز العامة لا يعرفون غير القشور...  وتساؤلاتي العديدة للنفس ماذا سيصبح مآل أمريكا لو وصل هؤلاء وأصبحوا أصحاب القرار؟؟؟

                   لا أريد تعداد الأخطاء من البعض المغالين العنصريين ففي اي مجتمع كان،   يوجد أمثال هؤلاء، الخير والشر في صراع دائم وجميع المآسي التي حدثت وسببت الأضرار الكثيرة البشعة للبشرية منذ الخلق الأول، وإلى الآن في مزبلة التاريخ ...  أصبحت قصصا تذكر بين الحين والآخر عسى هؤلاء يأخذون منها دروسا وعبرا حتى لا يتمادوا في الأخطاء لو نجحوا عبر الانتخابات لعام 2016 م نظير تهييج الشعور الوطني بالأمة بالعنصريات ضد الأجانب العرب المسلمين وكل قادم من أمريكا الجنوبية اللاتينية وبالأخص الجيران من المكسيك، الذين يؤلفون نسبة كبيرة من تعداد الشعب الأمريكي .

                   يحز بالنفس عندما البعض من الركاب المغالين يرفضون ركوب العرب والمسلمين الطائرات معهم كأنهم وباء ومرض، خوفا من الخطر الذي ممكن يحدث في الأجواء وهم أبرياءا نظير الإشتباه من كثرة ترديد  الإعلام الخاطئ في حقهم ووصفهم أنهم قتلة إرهابيين !!!

                   عندما أحد القساوسة  المجانين المغالين من أدعياء رجال الدين في ولاية فلوريدا منذ فترة يصرح في الإعلام بعنجهية ضد الإسلام، بدلا من الدعوة إلى السلام  والمحبة بين الإنسان وأخوه الآخر كما يأمر سيدنا عيسى المسيح عليه السلام فى الإنجيل، يريد حرق كتاب الله تعالى القرآن الكريم بكميات وفي العلن ، متحديا شعور المسلمين في أنحاء العالم وأحداثا كثيرة تحدث من صغيرة وكبيرة كل يوم مر ويمر فقاقيع على السطح من الغليان ولا من مهتم !!!!

                   والسؤال المحير ماذا سوف يكون حال ومصير المسلمين المقيمين الشرعيين والذين الكثيرون منهم قدموا كل الخير لأمريكا من علوم ومجهود كبير ومستعدين لبذل ارواحهم فداءا دفاعا عن الحق وقيمها من أن لا تضيع هباءا منثورا كما حدث بالسابق لحضارات سادت ثم بادت نظير الاستبداد والدسائس وخراب النفوس من قادتها وأولاة الأمر فيها في الوصول للقمة والحفاظ عليها بالعنصريات،  ناسين ومتناسين أن دولة ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية والخراب والدمار الذى حل بها والوصول للقاع ،إعترفت بالأخطاء عن الأفعال الشريرة التى قام بها البعض من حكامها الطغاة العنصريين المغالين عديمي الإنسانية والحرق لليهود والغجر وغيرهم من البشر وهم أحياءا يرزقون نظير سياسات وأوامر مخبول طاغية (هتلر) و دفع شعبها الثمن الغالي إلى اليوم الحاضر نظير الظلم وقهر الإنسان لأخيه الإنسان ، وتحطمت وضاع الملايين من شعبها قتلى وجرحى ومعاقين في حربين عالميتين ضد الحلفاء راغبين في النصر والفوز في الحرب، وخسرت وتم إحتلالها رغما عن قادتها واستسلمت ، وقاومت الأخطاء ونهضت من جديد بسرعة خلال عقود وأصبحت من ضمن دول المقدمة في العالم عندما داست على العنجهية والعنصرية وإحترمت البشر حيث الجميع سيان وآوت الغريب المضطهد في أحضانها بدون اى إعتراض وهي دولة من دول العنصرية كما رددها الإعلام الغربي الموجه طوال سنوات ، حتى رسخت في جميع الأذهان الأكذوبة والخداع .

                 الآن هي الملاذ الآمن لجميع العرب المسلمين من جميع الإتجاهات والعقائد ، وتستقبل  مئات الآلاف كل سنة بحفاوة وتقدير وإحترام حيث عبر التاريخ لم تقم في أي يوم من الأيام بإحتلال لأي دولة عربية او مسلمة ولم تقترف مجازر بحقهم  كما فعل الآخرون بحجج كثيرة للبقاء والإستعمار وإمتصاص المزيد من الخيرات بالسابق واللاحق، المعروفين أمثال دول أوروبية عديدة.

                 علينا بنسيان الماضي وأخذ العبر مما حدث بالسلام والجوار الحسن والصدق في العهد والوعد إذا أردنا البقاء والعيش الكريم معززين في أوطان الآخرين، و أن نعيش الحاضر وضرورة الإلتحام مع جميع الأحرار بالعالم من دول وفئات المؤمنون بالديموقراطية الحقة وحقوق الانسان أن تصان ويحافظون عليها مهما كلف الثمن والجهد والوقت في حرب الخوارج المرتدين وجميع من ساندهم والقضاء عليهم حتى تزول هذه الظاهرة الضارة والسرطان الفتاك للبشرية ، و يرتاح الجميع في العالم من الهم والغم والهواجس التي ممكن أن تحدث عمليات إرهابية في أي لحظة ويوم في أي مكان فى العالم في المستقبل،  إن لم يتم العلاج القوي والبتر .

                 الجاليات العربية المسلمة فى كل مكان بالعالم عليها العيش في وئام و أمن وسلام مع الآخرين بدلا من المهاترات والتفاهات التي بدأت تظهر على السطح مثل الفقاقيع من الغليان ولا تجعل الأحداث المؤسفة تزداد ويدفع الجميع الثمن الغالي على الإتهام الخاطئ و التراخي والتصدي معا للشر بقوة حتى لا تبدأ وتستمر وتزيد العداوات بين الأطراف المتناحرة الذي طرف فيها غير فاهم للأمور و يهاجم ، والآخر الغريب المهاجر يدافع بقوة وشراسة على البقاء وعدم القضاء عليه بأية صورة كانت ليعيش فى هدوء وأمن وأمان وسلام بالغربة من غير إضطهاد... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع...

No comments:

Post a Comment