Sunday, November 8, 2015

قصصنا الحاضرة 1

بسم الله الرحمن الرحيم

 المؤامرة


 لقد ترددت كثيرا قبل أن أسطر هذه الكلمات والسطور كتابة ونشرها فى المدونة حتى يعلمها جميع القراء المتابعين لها، النابعة من القلب والضمير حزنا على مآل الوطن ،ليبيا، والوضع المفجع والحزين والمشين في نفس الوقت ان يقوم الليبي بقتل أخوه الليبي نظير مؤامرة كبيرة من القوى الخفية على الوطن وأدعياء الوطنية الليبيين، على السطح وفي الخفاء الزعماء مسيرين ضمن برامج معينة وسياسات وخطط تؤدي إلى مزيد من الخراب وإفلاس الوطن وتحقيق مصالح البعض من الهيئات والدول من غير أن يشعرون وهم يعتقدون أنهم على الحق والصواب .

                 ساءتني الكثير من الأمور التي تدل على الجهل السياسي وأننا لسنا على وفاق بين أنفسنا بحيث يعتقد كل طرف  نافذ قوي في الوقت الحاضر أنه الأحق بأن يكون على رأس السلطة... وتساءلت مع النفس هل الذي يحدث لعنة من الإدريس الملك السابق التقي الزاهد في الملك والعرش، أو لعنة الشيطان القذافي الذي قتل ومات شر ميته نظير أفعاله الشريرة والإرهاب في حق الشعب والكثيرين بالخارج ؟

                  حيث كل عهد سابق منذ الإستقلال سواءا العهد الملكي أو الجماهيري له حسناته وسيئاته والمواطن الليبي العادي دفع الثمن الغالي من ضياع حياته وحرياته الشخصية بالكبت والخوف على مدى أربعة عقود ونيف من القهر وتدمير البنية الأساسية وتمزيق النسيج الوطني بتراهات ومهاترات الكتاب الأخضر من طاغية مجنون....  وقامت الثورة من أجل التحرر ووقعنا في الكمين ونفذنا الخطط المرسومة لنا بدقة ومهارة ، إبتداءا من السماح وترك التحالف الغربي بضرب ليبيا بآلاف الغارات الجوية والإعتداء عليها بحجج المساندة وتدمير الكثير من البنية التحتية والتدخل في شؤونها  ونحن نرقص ابتهاجا بالخلاص من الطاغية ناسين متناسين ان الوطن للجميع لنا كليبيين أحرارا وليس للقذافي الطاغية حتى نشمت فيه ونتعاون بكل الطاقات مع التحالف ونحن كمن يشرب السم الممزوج في العسل بدون ان ندري ان لكل شئ ثمنا غاليا ضروري من التقديم والدفع إذا لم نعرف كيف نستغل الفرصة الثمينة التى أتيحت لنا بالخلاص من الطاغية، ونسمو ونتحضر ونتقدم بالوطن .

                   ولكن للأسف الكبير حدنا عن الحد والطريق الصحيح وعن المصلحة العامة نظير الجهل والطمع والإثراء السريع ومصالح جهوية وشخصية  للبعض من الرموز الذين ليس لهم أي ماضي سياسي أو ذكر بالسابق وأصبحنا طعما سائغاً لكل من هب ودب من الخوارج المرتدين بحجج متخذين من الدين والرجوع في الحكم إلى الشريعة عناوين خاطئة في التنفيذ بجهل والدليل مآل الوطن الآن.

               تقاعدت عن العمل السياسي ليس خوفا على حياة زائلة ولكن اريد الابتعاد عنه حيث وصلت إلى قناعة أنه عمل شائن يؤدي إلى طرق شريرة ودم والعيش في متاهات ومخاضات تؤدي إلى الشر للحفاظ على النفس والبقاء مع الآخرين في حلبة السباق والعرض أمام الجماهير حتى لا يتم النسيان فاللأسف شعبنا جحود لا يعترف بالجميل بسرعة ولا يقدر الأبطال ولا أريد المواصلة في المسيرة فيه وبالأخص في آخر العمر حتى لا أقع في المحضور، وكان بإمكاني عمل الكثير وبالأخص في المنطقة الشرقية حيث ولدت ونشأت أو الغربية حيث الجذور العائلية منذ مئات السنيين ، ومهمتي ودوري الآن السعي الحثيث للصلح والوفاق.

                   حزنت على مآل الوطن حتى مرضت وأصبحت طريح الفراش أعاني البعض من الأمراض والهموم والغم وأنا كل يوم أسمع الأخبار المحزنة التي تهز كل مواطن وطني شريف من الأعماق ووصل الحال إلى أدنى المستويات عندما أصبح في الوطن حكومتان واحدة بالشرق والأخرى بالغرب إنتهت ولايتها ولا تريد التنحي ،مما ضاع المواطن إلى أين يلتجأ لتمرير أموره ومعاملاته الرسمية اليومية... تدنت الدبلوماسية الليبية  إلى الحضيض والتي كان يضرب بها المثل في الإنضباط ايام العهد الملكي ، حيث البعض من السفراء الآن فى بعض الدول الخارجية لا أريد ذكر الأسماء رفضوا تنفيذ الأمر وتسليم المهام إلى السفراء الجدد القادمين من ليبيا لتولي المهام... وكل سفير إستعان بأفراد من قبيلته ومعارف للمسانده والبقاء بالقوة وعدم ترك الوظيفة والمهام ، حتى أصبحنا في عيون الدول المضيفة كم نحن جهلة أغبياءا مبعثرين.

                عندما يدلي مندوب ليبيا في الأمم المتحدة بخطاب طويل آجوف ضد الحكومة الشرعية في سوريا بدلا من الطلب والسعي لدى الأطراف المتحاربة إلى الصلح حتى يصلون الى حلول مرضية بينهم حتى لا يزداد الخراب والدمار كما حدث و يحدث في ليبيا الآن ، وكان الرد من المندوب السوري ردا بليغا معنفا ومستهزءا عليه وعلى الوضع في ليبيا... وكانت صفعة للمندوب الليبي الذي لو كان يفهم القليل من الدبلوماسية لما قام بالعمل الصبياني حتى لا يعرض إسم وشرف ليبيا والليبيين الوطنيين لمزيد من الإهانات والعار.

                 التصفيات الأخيرة وبالأخص إغتيال اللواء عمر الحريري والتغطية على القتلة بأن الحادث أسبابه مجهولة وبأنه توفي مع زوجته وبعض السيدات القريبات في حادث سيارة والواقع الحادث مدبر ومفتعل من بعض الأطراف نظير الثأر والتصفيات في الرتب الكبيرة بالجيش حتى تتاح الفرص للبعض من الظهور على السطح .

                عندما الفريق خليفة حفتر يخطب على العلن طالبا متطوعين للإلتحاق بالقوات المسلحة حتى يستطيع ان يحارب الخوارج المرتدين عن العبث والتحكم في مقاليد الوطن ، والأمر من وجهة نظر الكثيرين تغطية ودعوة صريحة حتى يتدخل الآخرون وبالأخص من بعض دول الجوار بحجج رسمية في شئون الوطن...  لقد تعرفت على اللواء خليفة حفتر شخصيا ايام قيام الثورة في ليبيا وقد اعجبت به وبشخصيته وحديثه الذي  يدل على الوطنية والنقاء وعدم الخبث في الطرح لكثير من الأمور، وخوفي ان يكون مسيرا ضمن اللعبة والمؤامرة الكبيرة التي تحاك للوطن بدون أن يعرف الأبعاد البعيدة للمؤامرة ؟

              لدي الكثير من الامور التي يخجل الانسان من قولها والبحث فيها وبالأخص المؤامرة السياسية الأخيرة بإسم الصلح من مندوب الأمم المتحدة الأسباني وعن الأخطاء الكبيرة التي ارتكبت في حق الشعب الليبي والذي يدل دلالة واضحة على دق إسفين الانفصال شرق وغرب.

              لا اريد كثرة الكلام في الوقت الحاضر ، فكل شئ له وقت...  عن النهب للثروات الرهيبة للوطن بحجج كثيرة، ولا عن الحرب الأهلية بين المتخاصمين ولا عن عمليات الإغتيال او القذائف العشوائية التي تسقط على رؤوس الأبرياء... ولا نقص المواد الغذائية وإرتفاع الاسعار ولا عن نقص الدواء وغياب التمريض الجيد ، وإنقطاع التيار الكهربائي يوميا بالساعات ولا عن ارتفاع أسعار العملات الآجنية من دولار ويورو، ولا عن المهاجرين الأبرياء المحتاجين ماديا في الغربة للعيش الشريف ، ولا عن الاموال التي ضاعت وتضيع يوميا و تنهب بالهبل بطرق يعجز الشيطان عن إتيانها ببراعة ولا عن القابعين في السجون ينتظرون المحاكمات سواءا بالعقاب أم بالإفراج ، وغيرها من عشرات الأشياء التي مع المستقبل سيتم شرحها حيث لعنة شنيعة حلت بليبيا كما قلت في البداية ، هل هي من الإدريس الملك التقي العادل الزاهد في الملك والعرش الذي رقصنا كالمجانين ضد عهده يوم الإنقلاب الاسود 1969/9/1م  بدون أن ندري... أو إبليس الذي كان في صورة انسان الطاغية  القذافي الذي أوصل الوطن إلى هذا الحال المتردي في القاع والذي يزداد كل يوم ... كان الله عز وجل في عون الكثيرين إبتداء من المواطنيين والمسؤولين الظالم بدون أن يدري ، والمظلوم في نفس الوقت فنحن شعب قليل العدد نحتاج إلى تحكيم العقل والسعي القوى للصلح العام ونمنع تدخل أية أطراف آجنبية مهما كان الأمر صعبا، حيث الأساس للنجاح وشفاء الجراح ، ورجوع المهاجرين إلى بيوتهم وحرب الإرهاب في جميع اشكاله القائمة حاليا والمستمرة المصالحة الوطنية عسى أن نصل إلى تفاهم يرضى بعض الأطراف التي تعرقل في قيام الدولة الشرعية لمزيد من الإثراء وتنهى الصراع ...  والله الموفق...

         رجب المبروك زعطوط

 البقية في الحلقات القادمة

No comments:

Post a Comment