Monday, August 26, 2013

الحقد والحسد 14


بسم الله الرحمن الرحيم


       الحقد والحسد مصيبة من المصائب لدى البعض من البشر الذين لا إيمان بنفوسهم اللوامة الخبيثة، لا عطف ولا شفقة بقلوبهم لأنها تحجرت وأصبحت مثل الصخر الحجارة الصلدة،  حيث الضمير غاب عن الوجود والمعايير ضاعت وتوارت وراء ملذات الحياة المادية والطمع، فى نظرى لا وجود لها لدى هؤلاء المساكين التعساء الذين يحبون ويفضلون  انفسهم على الغير من البشر  .

لأن الحسد والحقد موجود وذكر فى القرآن العظيم الكثير من المرات وبالأخص فى سورة الناس وسورة الفلق التى الرب الله عز وجل حذرنا نحن  عباده البشر المؤمنين  من عدونا اللدود الشيطان الرجيم الوسواس الخناس   الذى يوسوس طوال الوقت بنفوسنا الضعيفة  حتى نترك عبادة الله تعالى ونحيد عن الطريق القويم السليم وننسى طريق الهداية والخير الذى نهايته السلامة والفوز والنجاح  وبلوغ الجنة بإذنه تعالى
ظهرت فى المدة الاخيرة فى وطننا ليبيا الأبية وبالأخص بعد نجاح الثورة المجيدة المباركة  اصوات حاقدا حاسدة تدعي الوطنية والغيرة على  الوطن  وهم في الحقيقة أدعياء صعاليك جهلة بالواقع، يعيشون على الهامش ولكن حسب المثل الذى يقول (خالف تعرف ) يريدون الظهور على اكتاف الجميع نظير الجهل والعجز، الحقد والحسد الذي طغى على النفوس 
لأنهم تأخروا عن الركب  فى المسيرة والوصول لقمة الهرم نظير النواقص العديدة التى نتجت من كون  الآخرين من بني الوطن تحصلوا عليها  من شهادات علمية من أرقى الجامعات بالعالم وخبرات وتجارب بالغربة والهجرة لسنوات عديدة وعاشوا ضمن مجتمعات حرة غربية تؤمن بالديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر عن طريق الحوار الهادف المتبادل بين الأطراف بلا هيجان ولا عصبية ولا غضب 
وليس  مثلهم  العيش في ليبيا الوطن مطأطئين الرؤوس خانعين  كالنعاج يقودهم راع واحد إلى الهلاك  والهاوية وهم يتبعونه بدون سؤال  ولا رفضالوطن السليب لعقود والمبرمج طوال سنين عديدة على الغرور والصلف وحكم فرد واحد مجنون .
والتعليم ضمن الفصول والرؤيات للكتاب الاخضر الهزيل التافه  الذي تم صرف المليارات من الدينارات والدولارات واليورو وجميع انواع العملات  على ترويجه بجميع اللغات  حول العالم، حتى تتعلم الشعوب النظرية العالمية الثالثة الفريدة والمميزة التي خرجت وظهرت من ليبيا تطبيقا لمقولة ( من ليبيا يأتى الجديد).

والغريب فى الامر ان التعاليم التي ينادي بها  ويندد فيها   ويشرح فى الكثير من امور الحياة التى غابت عن أذهان الجميع خلال عصور ( ان المرأة تحيض والرجل الذكر لا يحيض )  أليس هذا الدعي الذي يقول مثل هذه التراهات بمجنون المفروض وضعه فى مستشفى المجانين حتى يهدأ ويتعافى اذا أراد له الله تعالى الشفاء، وليس بأن يكون الحاكم المطلق لوطن غني بالثروات الطبيعية يصرفها كما يشاء ويرغب بدون حساب ولا رقيب ؟؟ أليست بأمر مؤسف ومأساة ؟؟؟
هذه  الاصوات الثائرة الجاهلة بأمور كثيرة نظير الحقد والحسد التي تدعي العلم وهي في نظري بآخر الطابور والحضيض فى الجهل والتخلف، تطبيقا لمقولات الفكر المريض التى تصرخ عالية طوال الوقت   تطالب. الآخرين من أبناء الشعب السذج الغافلين  بعدم الاهتمام، ولا الدعم ولا التأييد لإخوتهم الليبيين الآتين من الغربة وكأنهم اجانب من طينة اخرى لا يمتون لهذا الوطن الغالى بأى صلة ،
 يشوشون الامور يطلقون الاشاعات المغرضة وان هؤلاء لا ولاء لهم للوطن يحملون جنسيات اخرى ولا يحسنون التكلم باللغة العربية وهو كذب وتزوير  وكلام فارغ كثير بلا حدود مما آلمني وجرح شعوري هذه الشائعات والسخريات وان القادمين ( دبل شفرة ) كناية وبذاءة خرجت عن الاصول والاحترام والتقدير مثل الهاتف النقال الذي له خطان مختلفان حتى لا يرشحون لأعلى المراكز بالسلطة ولا يصبحون من اصحاب القرار حتى لا  يحكموا الوطن  حسب زعمهم
ونسوا وتناسوا انهم هم الحاقدين الحاسدين المجردين من الوطنية،  جهلاء ومنافقين، عملوا ما بوسعهم للوصول لأعلى المراكز ولكن الشعب لم يصوت لهم في الانتخابات حتى ينجحوا لانهم معروفين لمعظم الجميع انهم حاقدين وحساد وبالتالي لن ينهض الوطن اذا هؤلاء وصلوا لسدة الحكم  .

الحقد والحسد والبخل صفات مريعة لا تشرف الانسان السوي حيث يد الكريم فى يد الله  عز وجل على طول الطريق مهما حدث واصابه الضيم والمعاناة والتعب دائماً ناجحا فائزا لأن القلب كبير ويحب الخير العميم للجميع وهذه الصفة من صفات التمسك بالعقيدة المحمدية  والإيمان القوى بالإسلام والأخلاق الحميدة التى هى الاساس لكل من أراد ان يعبر غابة الحياة المليئة بالوحوش المفترسة بدون ان يحدث له اى ضرر لان عين الله تعالى ترعاه .

نسى هؤلاء الحاقدين الحاسدين الأفضال الكبيرة لهؤلاء المغتربين عندما دق ناقوس الخطر وبدأت الثورة ضد الطاغية  من يوم الانقلاب الاسود عام 1969 م، هم الأوائل من حمل الشعلة ضد النظام، هم من زرع بذرة التحدى والثورة، تم سقيها من دماء الكثيرين عندما أصبحون ضحايا لأنه لم تتاح لهم الفرص في النجاة والهرب خارج الجحيم  من الجماهيرية العظمى حتى ينجون بجلودهم وحياتهم من القمع نظير الافكار التطلعات والآراء  السياسية التى لا تتماشى مع الوضع الشائن والنظام الفاسق .

عرفوا منذ البدايات ان النظام جائر ظالم على رأسه شيطان دعي يدعي الطهارة والايمان والتقوى وهو كاذب  فاسق، أثبت الايام بعد الثورة المجيدة  الكثير من الفضائح التى كانت فى الخفاء ووراء الستار في طى الكتمان حيث لا يستطيع اى واحد وقتها البوح بها والا سياط العذاب تتبعه من زوار الليل والنهار رجال الأمن واللجان

 إبليس الوسواس الخناس هو عدو الانسان اللدود طوال  الوقت حسب تعاليم واوامر الرب الخالق والتى ذكرها الوحى بصراحة بدون مواربة فى القرآن الكريم، العديد من المرات ،، ولكن معظم الجميع يقرؤون القرآن بسرعة  بدون تأنى ولا فهم ولا تدبر فى آياته التى مثل الجواهر تريد من يفهم ويتمعن فى عظمته وجلاله وبرهانه هؤلاء البشر حتى ينجحون ويفوزون دنيا وآخرة .

ان الحقد  الحسد والبخل  لا يوصل الانسان السوى للهدف السامى ولا للفوز والنجاح حتى يفرح،  ممكن يحقق بضع خطوات ولكن يتراجع فى الكثير كمن يمشى فى جبل من الرمال الرخوة  مهما تقدم  عدة خطوات  يتراجع للخلف  حتى يتعب ويتوقف . او كمن  يحرث فى البحر لا زراعة  ولا محصول يجنيه مع الوقت غير تضييع الوقت الثمين على الوطن والجميع بدون الوصول الى أية فوائد 

الفضل الكبير لنجاح  ثورة 17 فبراير المجيدة اسباب عديدة التي عجلت بسقوط الطاغية فقد اعمى الشيطان الرجيم عيون القذافي عن رؤية الحق واصبح يتمادى كل يوم فى الصلف والغرور والجبروت… وكان يهدد في البدايات ابناء الشعب بالويل والثبور وأنه سوف يطارد الاحرار الثوار الشباب  فى كل مكان أينما كانوا وبالاخص ( زنقه زنقه ) مما زاد عن الحد فى التوجهات والتهديد الفاضى مثل الاسد الطاعن بالسن جائعا   بالعرين يزأر ويهدد من غير ان يستطيع ان يصطاد ويقتل اي فريسة حتى يقتات ويأكل 
 وصمد الشعب الليبي الحر في الميدان للتحديات وسلاطة اللسان والوعيد الكاذب  الذي احد صفاته الصبر الطويل والعند والرفض للمجنون على تحديه الكاذب وتهديده الاجوف من غير اي معنى من المعاني وعندما آن الأوان ودقت ساعة الخلاص  تحدى ولم يتوقف حتى تم القضاء عليه بالقتل شر قتلة .

النصر من الله عز وجل  حيث أراد للطاغية ان يهلك وينتهى من الوجود بحكم عنده وأمور غيبية باطنية مهما أوتينا من علم ومعرفة لا نعرف الا القليل ولا نفقه فيها شيئا ولا نعرفها مهما حاولنا المعرفة  فهى بعيدة عن عقولنا كبشر .

تلاحم الشعب جميعه مع بعض واتحد فى وحدة يدا واحدة فى التصدى والصمود والثورة  بجميع المتاح  فى البدايات بدون اسلحة ضد كتائبه ومرتزقته القتلة المجرمين المدججين بجميع انواع الاسلحة الحديثة والمدربين اعلى تدريب على الاشتباكات والقتل  وضحى الشباب المقاتل بالروح والدم من اجل خلاص الوطن وتحريره من الظالم الطاغية والظلم .
الدعم الخارجى الذى بلا حدود من المال والمعدات والسلاح  والعلاقات العامة ضمن الاعلام صوت وصورة ضمن القنوات العديدة والفضح للارهاب والطاغية عن امور كثيرة كانت فى السر غائبة غير معلنة .

ظهرت للوجود من هؤلاء الليبيين فى الغربة، الجنود المجهولون… فمن سعى حتى تحصل على موافقة امريكا بالاعتراف بالمجلس الانتقالي المؤقت ؟؟؟ وتقرر القيام  بأول ضربة صاروخية قاصمة وتسمح للناتو بالتدخل السريع لوقف الرتل عن استباحة مدينة بنغازي من الخراب والدمار .
هؤلاء الجنود المجهولين ليبيون جذورهم من الوطن من مئات السنيين،  وليسوا غرباء مجنسين مثل الكثيرين الذين اليوم متهمين ( دبل شفرة )  من قبل الجهلة ذوي العواطف الفارغة بلا محتوى،  مما جعلت جميع الدول الحرة تتعاطف مع القضية النبيلة الليبية وتعمل مابوسعها لتحرير الشعب الليبى من القيود والارهاب وتحارب الطاغية فى العلن حتى سقط وانتهى الى غير رجعة ! 

وتساؤلاتى لهاته الأصوات الحاقدة الحاسدة من وراء هذه الضجة الكبيرة في الاعلام  بالخارج، هل هم القابعين فى الوطن الذين رضوا بالاستسلام للقهر بدون مقاومة  يتعايشون مع النظام ويأكلون فى الخيرات آمنيين على انفسهم وعائلاتهم من القتل والتشريد ؟؟ 

أم الأبطال الجنود المجهولين  الذين رفضوا النظام من اوائل الانقلاب الاسود وزاد العدد بكثرة عندما تم الزحف والتأميم في  الثمانينات واضطروا للهرب غصبا عنهم من الظلم وعاشوا فى الغربة فى أسوء الحال بعيدين عن الأهل والخلان؟؟ بعيدين عن أقربائهم وديارهم،  تربى اولادهم الصغار والبعض ولد في الغربة لا يعرفون من  ليبيا غير الاسم وان والديهم من هناك،  قدموا ودفعوا الثمن الغالي نتيجة الحرمان  والعوز والفقر حتى يعيشوا بعرق الجبين  ضمن  الشرف والاخلاق انهم ليبيون  ينتمون للوطن الطاهر، حتى لا يحسب عليهم أية فضائح يوما من الايام  عندما يرجعون 
وكانت فرق الموت وعصابات  اللجان الثورية  وراؤهم تطاردهم  من مكان إلى مكان آخر بالخارج   للقضاء عليهم في العلن وفي وضح النهار، والعالم صامت على المجرم  والجرائم التى ترتكب نظير المصالح المشتركة والطمع فى امتصاص خيرات وثروات الوطن .

ليسوا مثلهم يتقاضون فى عدة مرتبات  من خزينة المجتمع بالتزوير والبهتان  بدون جهد ولا عرق ويتمتعون بمميزات وقروض سهلة الدفع للبناء والسكن في التسعينات وشراء  السلع التموينية  المدعومة من الدولة لعدة مواد أساسية مثل الدقيق والزيت والسكر والشاي  والوقود وغيرها من السلع  التي كانت رخيصة جدا برخص التراب: على سبيل المثال بدينار واحد يعادل 80 سنت أمريكي  يستطيع الانسان المواطن شراء 40 رغيفا من الخبز نتيجة الدعم، حتى يتخدر الشعب ولا يطالب الحاكم المجنون اين ثروة النفط إلى اين تذهب ؟؟؟  والفقر لابناء الشعب قبل الثورة  عم على جميع المستويات

الحقد والحسد في نظري صفة من صفات النفاق والكفر للإنسان حيث الحاسد والحاقد يعيش بعيدا عن طريق الايمان والهدى  متبعا خطوات إبليس الوسواس الخناس فى توجهاته وخطواته والتي المولى الخالق حذرنا فى الكثير من آيات القرآن الكريم ان لا ننسى ولا  نخطأ ولا نتبع خطوات الشرير حتى لا نقع في الشرور ونضيع دنيا وآخرة . 

إنني آسف على ليبيا فالصورة الجميلة التي كنا  نتخيلها في أفكارنا وآحلامنا اهتزت اهتزازا كبيرا وضاع الجمال والحسن منها  وظهرت الحقيقة  عارية والقبح خرج على العلن بعد ان كان متوارثا  ومتواريا ونحن لا نعرف ؟؟

وحتى ان عرفنا لا نصدق ؟؟ ان ليبيا سوف تظهر فيها هذه المهاترات. والتفاهات وبالاخص بعد الثورة المجيدة وغسل الآثام الشريرة بدماء  الشهداء والجرحى والمعاقين 
إنني اكاد أجن ولا ينطلق اللسان بالقول والكلام ونحن الآن نمر فى عنق زجاجة غير قادرين على الخروج لننطلق ونتقدمبل نضيع الوقت الثمين في المهاترات والقيل والقال والكثيرون من اصحاب القرار يستغلون  فرصتهم الكبيرة في النهب والسلب لأموال المجتمع بمقولات تبدوا صادقة نظير خدمات وأعمال ملحة والدفع  لديون سابقة والواقع معظمها كذب وتزوير  أليست بمأساة لا تغتفر ؟؟
اين هؤلاء المتشدقين المنافقين الكاذبين  الذين لا يعجبهم العجب؟؟ لماذا لا يقفون ويمنعون النهب والسلب ام  أشباه رجال بدون فعل ولا عمل، فرسان كلام فى اللقاءات والاجتماعات قوتهم في البلاغة والكلام وإطلاق الشائعات وذم الشرفاء النازحين من الخارج والراجعين إلى الوطن، وطنهم الأصلي وليسوا بمغتربين جدد يريدون الهجرة والعيش ؟؟

أخيرا اود القول انه لا فرق بين مواطن وآخر الا بالتقوى وبما امر الله تعالى، وليبيا للجميع وليست حكرا على اي أحد مهما كان، وتسع الجميع وما علينا غير الصبر والمصالحة الوطنية هي الاساس لوقف اية سلاطة لسان عن العبث من ادعياء جهلة  والله الموفق 

         رجب المبروك  زعطوط  

No comments:

Post a Comment