بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم الخامس من عيد الفطر الموافق يوم الاثنين 2013/8/12م نهضت من النوم الساعة السابعة صباحا وكان لدي شعور غريب بالإحباط والتعب النفسي وترقب شئ مجهول لا اعرف ماذا يخبئه لي القدر من فرح وسرور ام من حزن وشقاء ؟؟ في الايام والشهور القادمة حتى نهاية هذه السنة الصعبة … حيث الأجواء العامة في الوطن ليبيا تنذر بهبوب رياح وعواصف شديدة سياسية من كثرة الهرج والمرج واللغط وكثرة ترديد الشائعات عن قتلة مجرمين يعيثون الرعب والخوف في اوساط الشعب نظير الاغتيالات الشخصية لكثير من الضحايا بدون عدل ولا محاكمات بل تطبيق شريعة الغاب، الارهاب في الخفاء والغفلة للضحايا بدون اسباب جوهرية تستدعي القتل والقصاص بالعنف بدون عدل ولا محاكمات، مما الكثيرون أعادوا النظر في العمل والأحلام والامل…
هذه الايام التي مرت ببطئ رتيب من بداية السنة في نظري غريبة لم اجد لها شرح ولا تعليل حيث هبط العجز والكبر في السن والاحزان علي فجأة بدون سابق إنذار فقد إستفتحت السنة بفقد أخ عزيز ورفيق الطفولة إبن الخال ( محمد سالم ) الذي توفي وهو يعاني من الآلام والمرض البدني والنفسي من عدم الراحة عندما كبر في السن واصبح بدون فائدة مريضا عاجزا بإلكاد يمشي ويتحرك بصعوبة خوفا من ان يسقط ويقع على الارض،( رحمه الله تعالى ) وتمت مواراته التراب يوم 2012/12/31م.
وكنت يومها مريضا من الحمى والضعف مما قضيت حوالى الاسبوع طريح الفراش وتحاملت على نفسي للخروج والذهاب إلى المقبرة، لأنه تحت اي ظرف لا أستطيع الغياب عن حضور الجنازة والمواساة في الفقيد، وقدت السيارة المسافة الطويلة لوحدي بدون وعي ارتجف من الحمى إلى بيت المرحوم في حي قرقارش ( الأندلس ) لأعزي أولاده وإخوته وأقوم بالواجب حيث نحن عائلة واحدة تربطنا صلات دم ومصاهرة…
وعندما وصلت إلى البيت بعد معاناة في زحام المرور بالشوارع المكتظة وركنت السيارة بالشارع ونزلت منها ومشيت خطوات عديدة إلى بيت العزاء الذي كان شبه فاضي إلا من القلائل الجالسين على كراسي بالشارع على الرصيف، وبعد السلام والتعزية من البعض، جلست على احد الكراسي انتظر خروج النعش إلى المقبرة حتى نرافق ونودع جثمان المرحوم إلى مثواه الاخير .
ووجدت للأسف نظرات عدم الترحيب الجافة والجفاء الغير مبرر وعدم الاكتراث بوجودي وقدومي من اخوته ابناء الخال والأم ابنة العم ( احمد وناصر ) وأنا لا شعوريا كان لدي الإحساس بالجفوة نظير تفاهات سابقة لم تندمل جراحها بعد نظير الحقد الأعمى وغياب البصيرة عن رؤية الحق والحقيقة والمطالبة بالحقوق …
كنت خالي البال ليس لدي العلم الكبير بالمكائد والدس الذي كاده البعض عن قصد والفتن حتى يتم الانشقاق بين الأقارب ونتباعد ونتفرق ونصبح شيعا اعداءا كل واحد منا يتعالى ويتكبر ولا يريد الفهم والرضوخ، حسب المثل الشعبي الذي يقول كل انسان مغرور ينضح بإناه ضد الآخرين …
المفروض في مثل هذه الحالة، حالة الحزن والمؤاساة والموت والعزاء فيها التسامح والعفو في حالة الأخطاء وأخذ عبر من الموت وان كل شئ هالك وفاني ولا يدوم إلا وجه الله، وان كل المشاكل والعقد العديدة بالرؤية الصادقة والحوار الهادف الهادئ بدون تشنج ولا أعصاب ممكن الوصول إلى حلول ترضي جميع الأطراف بدلا من التعالي والكبر وزيادة الحقد والحسد، نظير سوء تفاهم وغضب وغيظ من دس وفتن عائلية ونحمد الله على السمعة الطيبة وعطايا الله سبحانه وتعالى التي لا تعد ولا تحصى من المال والعائلة المترابطة المتماسكة مع بعض يدا واحدة والأولاد الصالحين…
البعض من الحساد الأعداء الوشاة تم اتهامهم لي بقول زور وبهتان واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة على انها صدرت مني ضد أبناء الخال أقربائي دمي ولحمي على تفاهات لم أتفوه بها ولم أقلها حتى تتم التفرقة والخصام بيننا وانا بريء منها مظلوم وبعيد عنها كل البعد…
تحاملت على النفس وتصرفت طبيعا ولم أظهر الاستياء ولا التأفف ولا الغيظ والغضب على المعاملة السيئة والإهانة المقصودة أمام الآخرين حتى لا يكثر اللغط والكلام حيث الموقف صعب والحزن على الفقيد لا يسمح بأي تصرف خطأ وأنا كبير السن في العائلة وعميدها …لا اريد ان يبدر مني أي خطأ ويهز مكانتي وقدري وسمعتي في اوساط المدينة حتى لا تحتسب علي في يوم من الايام في المستقبل الآتي القريب !!!
كنت داخل النفس احترق من الغيظ والغضب على الحال المؤسف والهوان وانا فى هذه السن ذو سبعين عاما في مقام اخوهم المرحوم الذي جثمانه في نعشه ينتظر لم يدفن بعد…
حاولت إقناع النفس واعطاؤهم الأعذار الكثيرة، أنه لو لديهم عقول ونضج في العلاقات العامة وقوة النفس لم نكن وصلنا لهذا الحال المتردي … إعتبرت التصرف الخاطئ بأنهم صغار بالسن والعقل مع انهم رجال تجاوزوا الاربعين من العمر وكظمت غيظي لأن الموقف والعزاء والفقد للمرحوم لا يسمح بالجدال ولا العراك على امور بسيطة يخجل الانسان من شرحها…
تأسفت على الموقف الصعب الذي أصابني من الدسيسة والخبث والفتنة بين الأقارب على امور تافهة تحتاج إلى قوة وعزيمة للتغاضي عنها تركها ونسيانها حيث لم تكن لهم ذرة عقل بأن يتجاهلونني بحق الأخوة والقرابة وصلات الدم، وانا خالي البال بريئا بدون مواجهة وشرح للمسألة عسى ان يتبينون الخطأ… وانني مظلوم من البعض لمآرب اخرى؟؟ بيني وبينهم الله تعالى هو العادل ويأخذ الحق …
المفروض ان يتجاوزوا المشاكل ويتقبلوا التعازيى ويتغاضوا عن المواقف الغاضبة لفترة اخرى حتى تتم بيننا جلسة مكاشفة وعتاب وكل طرف يوضح الصورة إلى الآخر حتى لا يستفحل العداء بين العائلات وبالأخص لدى الابناء صغار السن الغافلين الذين لا ذنب لهم لأنهم سوف يتحاملون بدون قصد نظير العواطف ويناصرون آبائهم على الخطأ…
ذهبت ضمن طابور الجنازة إلى المسجد القريب حيث تم تأدية صلاة العصر وصلاة الجنازة على النعش بالباحة فناء المسجد وبعدها تابعنا المسيرة إلى المقبرة وركنت السيارة بالموقف الترابي امامها وسرت مسافة طويلة في الطقس البارد حيث نحن فى آخر يوم بالسنة 2012 م مشيت بين القبور بصعوبة حتى وصلت إلى القبر المفتوح المعد لاستقبال جثمان المرحوم في الصندوق الخشبي الآتى من بعيد محمولا على اكتاف الرجال من المعارف والاصدقاء ووراءهم طابور طويل من المشيعين يترحمون عليه حتى وصلوا للقبر .
وخلال ساعة واحدة تمت مراسم الدفن وتغطى الجسد بالتراب وقرأت الفاتحة مع الجميع بصوت خفيض رهبة وجلالا للموت ترحما على المرحوم عسى ان يرحمه ويغفر له الله تعالى بواسع الرحمة والمغفرة …
خرجت من المقبرة وانا اجر رجلي اكاد اسقط على وجهي من الاعياء ومرض الحمى الذي تضاعف ولا احد يدري بالألم البدني والنفسي الذي يعصف جوانحي وعن الهوان الذي جابهني به أبناء الخال وقررت عدم الذهاب الى بيت العزاء مرة اخرى وانا في هذه الحالة الصعبة، حتى أتعافى من المرض وأستطيع الزيارة والمجابهة والعتاب بالحق…
رجعت إلى البيت ورأسا إلى الفراش حيث اصبت بنكسة وحمى قوية نظير الخروج إلى بيت العزاء والمقبرة والبقاء في مهب رياح الاصيل الباردة عندما كنا ندفن المرحوم مما زادت وطأة الحمى مرة اخرى وقضيت أسبوعا آخر طريح الفراش حتى تعافيت …
وقمت بجولة عمل وزيارة إلى عدة دول أوروبية وكانت آخرها باريس فرنسا، عندها استلمت مكالمة هاتفية تخبرني بوفاة أختى شقيقتى الحاجة فتحية في بنغازي وكان الوقت مساءا وعملت المستحيل للسفر إلى ليبيا وتحصلت بعد عناء على رحلة عبر تونس ثم بنغازي ليبيا حيث العزاء، وغادرت باريس بالفجر إلى تونس وانتظار عدة ساعات عبور حيث كانت ابنتي هدى وزوجها عادل في الانتظار بمطار تونس قرطاج…
تم الاستقبال والعزاء وذهبت معهم لتناول وجبة الغداء في بيت اخت صهري بيت السيد رشاد وكان الاحتفاء بي بحرارة والتعازي في وفاة الاخت الفقيدة، وتناولنا وجبة الغداء بسرعة وشرب الشاي والقهوة وودعت الجميع ثم التوصيل إلى المطار للسفر إلى ليبيا الساعة السادسة مساءا حيث تقرر ان ترافقني إبنتي هدى إلى بنغازي عدة ايام للعزاء في عمتها الفقيدة وانتظرنا بعض الوقت قبل الصعود وإقلاع الطائرة التونسية حيث تأخرنا عدة ساعات في الانتظار، ووصلنا بيت العزاء حوالي الساعة الثامنة ليلا حيث الجميع من الأقارب والمعارف في انتظار الوصول…
كانت لحظات أسى رهيبة وحزن وبكاء عندما شاهدوني قد حضرت من بعيد من جميع افراد عائلتها وبالأخص بناتها وهن يعزونني في فقد المرحومة شقيقتي فقد كنت الخال الوحيد الاخير الباقي على قيد الحياة، والمرحومة كانت تربطني بها روابط روحية عميقة منذ الصغر فهي تكبرني في السن باربعة سنوات، ولم احضر الجنازة والدفن لأنني كنت في فرنسا فقد توفيت بالأمس بالمستشفى في الصباح يوم الثلاثاء الموافق 2011/2/26م وتم الدفن بسرعة حسب عاداتنا وتقاليدنا ( إكرام الميت دفنه ) .
قضيت عدة ايام في بيت العزاء استقبل الوفود والأفراد من المعزين والمواسين لنا بالفقدان للمرحومة حسب العادات، وبعدها رجعت إلى درنة لبعض الاعمال لعدة ايام وقمت بزيارة إلى أختي المسنة الحاجة آمنة قبل السفر والرجوع إلى طرابلس وقضيت معها بعض الوقت في جلسة خاصة بنا في حديث عن اختنا المرحومة التي توفيت وكانت تعز عليها معزة قوية حيث في المدة الاخيرة جاءت لزيارتها وقضت إجازة طويلة معها حوالي الشهرين وكأنهما يودعان بعضهما البعض الوداع واللقاء الأخير …
مما كانت تذكرها طوال الوقت وتترحم عليها وهي تسبح بحبات سبحتها بالأصابع بسرعة بدون ان تشعر وهي ترتجف من الفقد والصدمة والمرض وعوامل السن بموتها حيث كانت أختها الصغرى وتعز عليها معزة خاصة، ولم أكن اعرف ان هذا اللقاء السريع لها سوف يكون الاخير والوداع للأبد…
رجعت إلى طرابلس وانا لدي شك انه هذا اللقاء الاخير حيث الحاجة مسنة فاتت الثمانين من العمر مريضة تعاني من عدة امراض مزمنة… وفعلا حسب ما توقعت بعد أسبوعين جاءني بالمساء الخبر المحزن وان شقيقتي الاخيرة على قيد الحياة قد توفيت وانتقلت إلى رحمة الله تعالى مما حزنت على الفقد السريع للأختين في شهر واحد …
وبصعوبة تحصلت على تذكرة سفر المقعد الاخير في الطائرة عن طريق العلاقات والصداقات الشخصية من طرابلس إلى درنة عن طريق مطار الأبرق القريب للمدينة حوالي 70 كم .
لم أنام طوال الليل من التفكير في الوفاة والحدث، خائفا ان أغفو في سبات ونوم وتضيع علي الرحلة واضطر إلى التأجيل حتى الظهر او بالمساء إلى بنغازي وبعدها برا بالسيارة لمسافة طويلة 300 كم حيث لا توجد رحلات جوية مستمرة يوميا إلى مطار الأبرق…
وذهبت إلى المطار برفقة احد الأصدقاء المقيم معي، شعيب، في سيارته حيث لا اريد ترك سيارتي بالموقف عدة ايام او أسابيع حيث لا وقت محدد لي في الرجوع حيث لا أمان ولا حراسة قوية حتى يطمئن المواطن على سيارته من ان لا تسرق او يتم تفجيرها ضمن الأخريات نتيجة اخطاء…
وبالمطار فترة انتظار بسيطة وبعدها صعدت الطائرة الساعة السابعة والربع وكان الطقس جميلا ومعتدلا، ورحلة حوالي الساعة والربع بالجو ووصلت سالما واجرت عربة إلى درنة بسرعة حتى الحق الجنازة في حالة تشيعها قبل الظهر .
الساعة الحادية عشرة بالضحى كنت متواجدا في بيت العزاء لتقبل التعازي من المعزين الكثيرين بالخيمة من الاهل والمعارف والاصدقاء العديدين حتى تعبت من المصافحة والعناق مع الكثيرين حسب عاداتنا وتقاليدنا البالية في نظري معظمها نفاق حبا فى الظهور وتقصي الاخبار وترديد الشائعات، بدلا من الترحم على الميت الذي تم فقده وانتهى دوره في الحياة وذهب إلى رحمة الله تعالى وكأن العزاء مؤتمر للاجتماعات وتناول وجبات الطعام من غداء وعشاء وشرب أكواب الشاي المتواصل عدة أيام بحجة الحزن والتعزية والمواساة …
ذهبت إلى مسجد الصحابة للصلاة وصلاة الجنازة على الجثمان في الباحة الواسعة حيث حضر المئات والذهاب إلى المقبرة الشرقية الفتائح في طابور طويل من السيارات حيث دفنتها شخصيا بيدي بمساعدة حفيدها يوسف عبدالغفار الذي قام بالواجب في الدفن على اكمل وجه…
وكانت لحظات مؤثرة صعبة وانا أسند رأسها بميل إلى الشرق حتى يكون الوجه مقابلا مواجها لقبلة البيت المعمور مكة المكرمة حسب عاداتنا الاسلامية، عالما انها النهاية والوداع الاخير أراها بأم العين ميته نائمة في سكون وطمأنينة قبل وضع ألواح الأسمنت كحاجز وتغطية القبر بالتراب… رحمها الله تعالى بواسع المغفرة والرحمة فقد أكرمني الله تعالى وحضرت الجنازة والدفن .
والغريب في الامر ان المرحومة توفت يوم الثلاثاء 2013/3/26م بعد وفاة الاخت المرحومة الاولى بفارق شهر واحد فقط وتصادف اليوم والتاريخ معا، وتساءلت النفس كثيرا على الحدث هل هي مصادفة ام علامة مميزة وتواصل بين الأرواح تحتاج إلى الشرح، ولم أستطع الفهم ان الوفيات تمت في نفس الايام والتواريخ والفرق شهر…
في عائلتي حدثت مصادفات في التواريخ والاسماء والوفيات والتي ابحث منذ فترة طويلة منذ عقود مرت بسرعة وحتى الآن لم اصل إلى شرحها … فالوالد الله يرحمه ويحسن له إسمه (المبروك )، توفي في الاسبوع الاخير من شهر سبتمبر سنة 1972 م عن عمر ثمانين عاما، ودفن في المقبرة الغربية في المدينة …
الوالدة اسمها مبروكة توفيت بعده بأربع سنوات عام 1976 م في نفس التوقيت شهر سبتمبر عن عمر ثمانين عاما ودفنت المرحومة فى المقبرة الشرقية في الفتائح …
أليست بمصادفات الاسماء متشابهة ( المبروك + مبروكة ) يتوفيان عن عمر الثمانين عاما كل واحد منهما، الوالدة بعد الوالد باربعة سنوات، وتواريخ الوفيات الاسبوع الاخير من شهر سبتمبر، بعد عيد الفطر المبارك بفترة…
ولحقتهم الأختان بنفس اليوم الثلاثاء الشهر الثاني فبراير والشهر الثالث مارس والتواريخ بين الوفاة للأولى ووفاة المرحومة الثانية فرق شهر واحد فقط بالضبط، وتساؤلاتي للنفس هل مصادفة هذه المواعيد والأيام وتواريخ الوفاة ؟؟؟
حتى الآن لا أعرف اذا كان فيهما أسرارا أم لا ؟؟ انني لا اعرف فلست بعالم الغيب ولا منجم… وكل وقت يمر وتسرح الخواطر وأتذكر الأحبة المرحومين أعيش في تخيلات وتساؤلات أبحث عن الرد والجواب الشافي بحثا في هذه المصادفات عن جواب مقنع . محاولا إقناع النفس انه وراءها علامات خير او نذير شر وشرور حتى نتعظ ونعرف الكرامات الإلاهية وان الحياة الدنيا عبارة عن وصلة عبور فليست بحياة الخلود وراؤها الموت والنهاية والحساب العسير لكل من اجرم في حق الله تعالى . والعلم عند الله تعالى فأنا انسان بشر مهما أوتيت من علم ومعرفة لا أعرف الا القليل، مؤمن بوجوده ووحدانيته ولدي الايمان العميق انه لا يصيبنا الا ما كتبه لنا من خير او شر !!!
سنة 2013 م سنة صعبة حزينة بالنسبة لي، مرت ايام عديدة منذ بداياتها ونحن نعيش في وطننا تحت سياط الارهاب والقتل والاغتيالات وتفجير السيارات المفخخة بلا مبرر في نظرنا لضحايا أبرياء من عامة الشعب شرفاء شاء سوء الحظ ان يكونوا في الوقت والمكان الغير مناسب، عندما تم الاغتيال والقتل لهم …
الا البعض الذين كانوا مستهدفين للتصفية الجسدية نظير عداوات وتصفية حسابات معظمها ليست على امور وطنية بل خصومات على أمور مادية ونهب وسرقات ضخمة بالملايين من الأدعياء بالوطنية والثورية وهم أشباه رجال منافقين لا علاقة لهم بالثوار بأي طريقة، يريدون القفز على المقدمة والحصول على وظائف ومراكز زائلة وتحقيق أجندات خبيثة بقصد او بدون قصد لقوى اخرى خفية حتى يعيش الجميع في الخوف والرعب وتنهار ليبيا ولا تنمو وتتقدم .
كتبت هذه السطور يوم الثلاثاء 2013/8/13م وعندها تذكرت رقم 13 والسنة التي نحن فيها 2013 مما خطرت لي الخاطرة بان اكتب هذه السطور من واقع الروح نابعة من النفس المتسائلة التي بودها المعرفة، مع انني لست بمتشائم ولا من الذين يتطيرون ويخافون فأنا مؤمن بالعقيدة المحمدية مسلم عن قناعة وطهارة حتى النخاع، ولكن مازالت التساؤلات السابقة موجودة بالفكر تبحث عن رد وردود، هل بقية السنة تنذر بمساوئ قادمة وحرب أهلية جديدة ودماء وارواح سوف تهدر وتزهق نظير الهرج والمرج والمعاناة في كل مكان والفوضى التي ضاربة أطنابها في الوطن؟؟؟ والجميع من ابناء الشعب يعيشون في الوهم وترديد الشائعات المغرضة ووجد فرسان الكلام اشباه الرجال فرصتهم في الصولات والجولات وهم امعات لا يساوون اي شئ ؟؟؟ يتحدثون عن ماذا يدور من احداث ومآسي فظيعة من خوف ورعب قتل واغتيالات جمة شبه يومية وتفجيرات للسيارات المفخخة التي تقتل الأبرياء وتضر بالمصلحة العامة، مما زادوا الكثير عليها من المبالغات حتى اصبحت قصصا مهولة تضخمت مع الترديد ومع مرور الوقت أصبحت اساطير، لا تمحى ولا تنتسى بسهولة من الأذهان…
وفي نفس الوقت هناك الكثير من الناس مشغولين بالحفلات والإحتفالات والمآدب في شهر رمضان الكريم شهر الصيام والقرآن والمغفرة وكأن لا شئ يحدث من مصاعب ومصائب بدون عدد للآخرين، بحيث المراقب الباحث عندما يشاهد الجماهير بالآلاف بالأسواق يشترون ببذخ والمحلات مرصوصة والشوارع معطلة بحركة المرور بآلاف السيارات بعد منتصف الليل في جميع الطرق بمنتصف اي مدينة في ليبيا خلال الشهر يشترون ويتعاملون فرحين مسرورين بدون خوف ولا رعب، يستغرب الغريب ويصاب بالدهشة كيف هذه المتناقضات تمشي مع بعض في خط سير واحد ؟؟
قائلا للنفس مستغربا مرددا الله عز وجل هو الحافظ ، مؤمنا ان سنة 2013 م بأفراحها وأتراحها دورة من دورات الحياة كما خططها الرب الخالق الله عز وجل ، سوف تنتهي وتمر من اعمارنا اذا اطال الله تعالى لنا العمر وعشنا بقيتها حيث كل شئ له موت ونهاية …
طالبا من الله عز وجل ان يهدأ النفوس لدى هذا الشعب الصبور الثائر لعمل الخير وان تدوم المحبة بين الجميع بدون دس ولا فتن حتى تتوقف المكائد، والسلام والأمن والأمان بأن يأتي ويحل بسرعة حتى يرتاح الجميع من الهواجس القائمة وتنتهي عمليات الشر والشرور إلى الأبد وتصبح لنا دولة قوية لها الهيبة حتى ننهض ونتقدم …. والله الموفق…
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment