بسم الله الرحمن الرحيم
قامت الثورات متتالية في الوطن العربي على أوضاعها السائدة طالبة الخلاص من حكامها المتسلطين الطغاة فجأة بعد ضغوط ومعاناة شديدة تطالب بالانعتاق والحرية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وإلى الآن مازالت رحى المعارك والإبادة للمواطن السوري دائرة في سوريا و لم تتضح الصورة بعد …
ولكن مهما طال الوقت دائماً النصر للشعب المقهور إذا كان على الحق… لان الرب الله عز وجل موجود في الوجود قادر وعادل بان يأخذ الحق ولا يترك الظالم مهما وصل وفعل بأن ينتصر على طول الخط له يوما ويسقط إلى الحضيض غصبا عنه مهما عمل من مؤامرات وقتل واغتيالات دائماً الحق حق عالي ولا يعلى عليه !!!!
وبعض الدول العربية الاخرى سوف يأتيها وقتها فقد نضجت رؤوس رؤسائها وحكامها من الظلم والمظالم وحان قطافها في القريب العاجل، ماعدا البعض المسالمين والذين يعيشون فى رغد العيش مرتاحون وينظرون لإخوتهم الآخرين بنظرات الاستفهام والاستغراب لماذا يثورون يعتقدون انهم فى الخير يعيشون مثلهم والواقع المرير يختلف كل الاختلاف .
شعوب الدول إلضائعة التي تقتصر على حكم الأسر الواحدة ولا تفتح المجال للعيش في عصر العولمة نظير الاحتكارات والنهب للخيرات والعيش في الماضي والجهل لا تريد ان تتطور مع الوقت وتدع شعوبها تعيش في الحرية وتنعم بالديمقراطية في اختيار الأصلح للحكم حتى يرتاح الجميع ويصبحون يدا واحدة، تنتظر الدور على الأحر من الجمر مثل برميل البارود جاهزة للانفجار ولكن التوقيت لم يحن بعد … إن ذلك في علم الغيب …
لان حكامها وقفوا بجد دفاعا عن النفس، احكموا القبضة الأمنية بقوة محاولين البدء في كثير من الإصلاحات والدفع وفتح باب الخزائن المغلقة المعبأة بالمليارات لإمتصاص الغضب العارم وإلهاء شعوبهم المتعطشة للحرية والعيش كرام والتمتع بخيرات بلادهم مثلهم من الدخل الكبير للنفط خوفا من العواصف الآتية المدمرة حتى لا تمتد عواصف الربيع العربى الجارف لاوطانهم …
نجحت وانتصرت تونس ومصر وليبيا واليمن بعد تحديات لطغاتها من الرؤساء والحكام وسال الدم وسقط الشهداء والجرحى والمعاقين بدون حساب ولا عدد من اجل الخلاص والحرية وتخليدا لذكرى هؤلاء الرواد الشهداء السابقين واللاحقين برصاص الغدر والموت من التعذيب والشنق بالسجون في الخفاء وهم أبرياء مظلومين ذنبهم انهم يطالبون بالعدل والمساواة ، الذين دخلوا التاريخ من ابوابه الواسعة ، أطلق على هذه الانتفاضات والثورات المتلاحقة فى آن واحد اسم كناية حتى يعرف به لدى الجميع (الربيع العربى ) .
بدأت وانطلقت الشرارة الاولى من تونس الخضراء والتي لم يحسب حسابها اي احد!!! ووقف الشعب التونسى بجميع أطيافه الأخيار والأشرار من جميع الفئات صفا واحدا متآزرين ضد الظلم والقهر والمعاناة ، حتى اضطر رئيسهم الظالم ( زين الدين بن علي ) الى الهرب الى المملكة العربية السعودية مؤثرا السلامة والنجاة بالجلد خوفا من انتقام الشعب على ما آجرمت يداه فى حق المظاليم من ابناء شعبه طوال سنوات حكمه …
هذا الرئيس الدموي رجل المخابرات الذى تربى وسط الدسائس والمؤامرات والدس والخبث ووصل للحكم عن طريق الانقلاب السلمى وعض اليد للرئيس الراحل ( الحبيب بورقيبة ) التي أحسنت له حتى وصل لسدة الحكم، كان عاقلا في لحظاته الاخيرة، حساباته وتوقعاته جيدة لم يغضب ويثور مثل الاخرين من الرؤساء المجانين مثل القذافي اللعين وبشار الاسد، اللذان أصدرا الامر باطلاق النار العشوائي على الجماهير للصد وإخماد الثورة وتلطيخ أياديهم بمزيد من الدم، لقاء البقاء في الحكم الذي مهما طال الوقت سوف يتركونه عاجلا ام آجلا حيث إرادة الجماهير هي الاساس في البقاء والشرعية ومن غيرها لا يساوون شيئا غير الحصول على بعض الوقت ثم التنحي غصبا عنهم سواءا بالقتل والموت الأسر والقبض او الهرب إلى الخارج… حيث اي حاكم ظالم على وجه الارض، هذه الخيارات المطروحة له وعليه ان يقرر مصيره الاسود في جميع الحالات بدون تعطيل وتأجيل للوقت…
عرف الرئيس بن علي ان موقفه ضعيف هش، لايستطيع التصدي للجماهير الغاضبة من الزحف على قصر قرطاج للانتقام والنيل منه ومن عائلته وحاشيته المنافقين، آثر السلامة وهرب ذليلا عن طريق المطار بسهولة ويسر تاركا تونس الثائرة تغلي بعض الوقت عدة سنين حتى تهدأ ….
أما عن رئيس جمهورية مصر حسني مبارك العجوز المتصابي العميل للجميع الغرب والشرق لكل من يدفع المال بدون حساب وعلى رأسهم الأعداء المعروفين، حاول قدر الإمكان عن طريق أزلامه ومنافقيه الاستمرار في الحكم بأي وسيلة بالقوة في الايام الاولى للمظاهرات والاعتصامات في ميدان التحرير… وعندما فشل قام بالمسرحية والتنحى لأحد أعوانه الثقات حتى يضمن الولاء وعدم المحاكمات والضرر… ولكن هيهات فالآن الأجيال الصغيرة في السن لا يضحك عليها العواجيز ببساطة كما كنا من قبل سذج نعيش الأوهام ونصدق الإذاعات والتراهات والبركة في الشيوخ ( جوجل والفيس بوك ) وغيرهم من شيوخ عصر العولمة الذين أضاؤوا الطريق ونشروا النور الساطع والحقائق المرة لكل من يبحث …
سقط البعض من الشهداء في سبيل الحرية والخلاص من البؤس عندما أصرت الجماهير الغاضبة على خلعه بالقوة مما خاف لانه جبان لم يكن على الحق والعدل حتى يقاوم ويصارع … خاف من تبعية الاحداث المريرة تتزايد حيث الشعب المصري اصيل صبور ذو عزة بالنفس عندما يصل السيل الزبى يتحدى يثور وينتقم …
مهما يبدر من المسحوقين الفقراء الأغلبية البسطاء من مسائل خاطئة وحيل وغش لقاء العيش وإطعام أفواه أطفالهم الجائعة، في نظري لا تحتسب عليهم لان رؤسائهم ومعظم رجال اعمالهم الملتفون مثل السوار على الرئيس ورجال الحكم النافذين، تماسيح جائعة مهما تناولت أكلت ونهبت لا تشبع … ينعمون بجميع الخيرات والهبات والمساعدات الدولية لدولة مصر حتى تنهض من الكبوة الإقتصادية، بطرق شيطانية وحيل قانونية يستولون عليها قبل ان تصل الى ابناء الشعب، يتعلم إبليس الشيطان منهم كيفية العمل، لا يتركون غير الفضلات البسيطة كغطاء وتعمية للمانحين بدلا من أن تصل إلى المقهورين البسطاء الصابرين صبر سيدنا ايوب !!!
سقط العجوز العميل للقوى الخفية وأولاده نظير الجبروت والمكابرة، ولديه الملايين والملايين من العمولات واتاوات من عرق الكادحين متمثلة في الأصول العقارية والشركات والحسابات بالمصارف بالخارج والداخل ولم تنفعه ولم تفده ساعة الأزمة من القبض عليه وجره في آخر العمر ذليلا محمولا على الفراش متعللا بالمرض إلى القفص في المحكمة ليحاكم على أفعاله الشائنة وعمالته وتضييع اسم مصر الصامدة الخالدة التي لها أفضلية خاصة في التاريخ ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم اكثر من مرة بالاسم تخليدا لها ….
وتساؤلاتى التي لم اجد لها حلول شافية هل هو أعمى لا يرى مناظر البؤس ولا يراجع احوال شعبه أم لا يسمع صرخات البؤساء الجائعين الذين يطالبون برغيف الخبز، او غبي ومغفل جاهل متكبر لا يفهم الوضع المزري الذي تمر به مصر ؟؟ الم يسأل نفسه سؤالا بسيطا عسى ان يستيقظ من الوهم والحلم وهو الذي أتى من العدم من اوساط الجماهير الكادحة حتى وصل لحكم مصر نتيجة الصراع بين الكبار والحظ بقدرة الإرادة الإلاهية ؟؟
كيف كان فقير الحال من قبل ضابطا بالجيش صغير الرتبة مثل غيره من الضباط الشرفاء يتقاضى مرتب وميزات بسيطة من قبل حسب وضع حالة مصر المادية ؟؟ وكيف هذا الثراء الفاحش الذي وصل له وهبط عليه بطرق خفية خلال سنوات الحكم ؟؟ هل هو بالحلال ام بالحرام والزاقوم ؟؟
ألم يفكر ان له يوما سوف يموت وينتهي ويدخل القبر إلى ماشاء الله تعالى ثم الحساب العسير من الرب القدير على ما إقترفت يداه من التجاوزات والاستغلال للسلطة والفرض على الآخرين العطاء مرغمين، ام سدة الحكم والتملق والنفاق من الحاشية حواليه بحيث اغمض العيون وسد الآذان عن السماع لصوت العقل والضمير اذا كان له ضمير حي وهو يشاهد آلام الجماهير البؤساء الجياع ومازال يتصابى يتشدق وينهب، أم له عقدا موثقا مع الرب الخالق بالخلود وعدم الموت والحساب، انني لا اعرف ؟؟ ومهما حاولت المعرفة أجدني في دوامة ومتاهة بلا باب للخروج …
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment