Friday, August 16, 2013

خفافيش الليل 8




بسم الله الرحمن الرحيم


            لا يصح إلا الصحيح ومهما عمل البعض بتوجيه من القوى الخفية على إزعاج الشعب والدولة الليبية لا يستطيعون الوصول لأهدافهم المنشودة لعوامل عديدة: أولا وجود الايمان والعقيدة بوجود الله عز وجل وان العنف والظلم مهما طغى لن يستطيع الاستمرار والتواصل  طويلا… له يوم ويتوقف عن المضي وينتهي، حيث العنف يولد العنف والغدر والقتل غيلة يجعل الجميع يحتاطون للأمر ومع الوقت يصبح صعبا الوصول والقضاء على البعض  وبالأخص الشخصيات المشهورة التي تتخذ احتياطات أمنية كثيرة .

خلال شهر رمضان المبارك تم قتل العديد حسب ما عرفت وسمعت  حوالي خمسة عشرة حالة وسط مدينة درنة التي عددها لا يتجاوز المائتين الف نسمة بالمنطقة، وكأننا في ساحة حرب ونزال بين الخير والشر، البعض منها مشاحنات ومشادات والأخذ بالثأر نظير الجهل والتخلف الأعمى، وأخطرها هما حالتان خطيرتان وهي اغتيال للبعض من الأبرياء المظلومين الضحايا مثل العقيد المتقاعد المرحوم عبد اللطيف إمداوي الذي اغتيل جهارا  في وضح النهار حوالي الضحى امام بيت اخيه في الجبيلة، والضحية الثانية المرحوم عدنان النويصري الذي اغتيل بالليل وهو ذاهبا لصلاة العشاء والتراويح ومعه أولاده الصغار.

هؤلاء القتلة خفافيش الليل المجرمين الذين لا يراعون العقيدة والدين ليست بقلوبهم ذرات رحمة ولا يقين، لأنهم جيل غضب ملعونين دنيا وآخرة   لايحترمون شعائر شهر رمضان الذي نزل فيه القرآن الكريم وبه ليلة القدر التي هي  خير من الف شهر، لم يراعوا قدسية الشهر المبارك ولم يحترموا الانسان كإنسان وان الروح بيد  الذي خلقها الله عز وجل وليس من حقهم بلا اتهام ولا قانون ولا عدل، بالقصاص والاغتيال بدون وجه حق  ولا شرع من الضحايا بالغدر والقتل غيلة في الخفاء 

تساؤلات وأسئلة صعبة يصعب الرد عليها وجوابها  في الوقت الحاضر ولكن يوما من الايام سوف يتداعون وتعرف هوية القتلة ومن وراءهم من قيادات مجرمة تأمر الاتباع بطرق شريرة على القتل والاغتيال لأسباب غير معروفة 

أصابع الاتهام تشير الى عدة اتجاهات نظير الاحتمالات القوية والشك ؟؟؟ هل القتل والاغتيال لخلق الفتنة وإشاعة الرعب والخوف  في المدينة نظير اعمال تخريب من الطابور الخامس والخلايا النائمة حسب ما يتردد في الأوساط التابعة  للمقبور القذافي، بأوامر من احد أولاده وتابعيه الذين يعيشون الآن بالخارج لاجئين، يحلمون بالرجوع وحكم ليبيا من جديد ،
 ونسوا وتناسوا انهم مجرمون طغاة غير عادلين، فقد كان  الحكم بأيديهم بالسابق ولو حكموا العقل والضمير وعاملوا ابناء الشعب بالعدل والمساواة لكانوا الآن منعمين مرتاحين مستقرين ويدين لهم  الجميع  بالولاء والطاعة إلى ماشاء الله تعالى مثل البعض من الدول المستقرة في العالم  الفسيح 

ولكن بذرة شر وشرور عميدهم القذافي الأهوج تعامل مع الشيطان إبليس الرجيم بالسحر وتطرف في الظلم والارهاب وتصفية خصومه بدون حساب حتى اصبحت له القوة والهيبة، لأنه ادعى الجبروت  وتظاهر بالقوة المفرطة التي لا مثيل لها… وهو بالداخل أجوف يغطي الضعف بالجعجعة والتحدي، ونسى الرب الخالق الله عز وجل القادر على سحقه من الوجود في لحظات وطرفة عين .

نسى  وتناسى القذافي الشرير الشيطاني مهما أوتى من جبروت…  ان هؤلاء الضحايا المساكين لهم اهل وعائلات وعشائر وقبائل  ليسوا نباتات شيطانية مثله من فراغ على الهامش،  بدون اصل ولا فصل ولا أخوال….

 هؤلاء الضحايا الشرفاء الوطنيين لهم ولاء وحب عارم  للوطن   لهم جذور عريقة في الارض الليبية  لا يمكن نسيانهم بسهولة والتخلي عنهم  ببساطة… حيث الضحايا الشرفاء أهالينا وإخوتنا تربطنا بهم علاقات الود والأخوة، الحب والشراكة، المصاهرة والدم الذي مهما حدث لايمكن ان يذوب ويصبح ماءا شفافا لا لون له بل دما احمرا قاني يطالب ذوي النخوة من أبناء الشعب بالأخذ بالثأر .
 وعندما آن الأوان هب الجميع للأخذ بالثأر، والحمد لله تعالى نصرنا على الظلم والقهر وهرب من قلعته باب العزيزية الحصين عندما ضاق الخناق عليه من الثوار الأشاوس وخسرت كتائبه جميع المعارك، وأصبح طريدة مثل الكلب المسعور ضروري من القضاء عليه حتى لا يعض الأبرياء ويصيبهم بالأوبئة والامراض بعد ان كان يتوعد أبناء الشعب بالويل والثبورتمت المطاردة حتى سقط على مشارف سرت مدينته التي ظهر منها الشر، وتم القبض عليه حيا يرزق بين أيدي الثوار المتعطشين للانتقام على المظالم والجرائم والارهاب خلال السنوات العجاف التي حكم فيها الوطن بالحديد والنار .

تم تعذيبه بشراسة  بدون رحمة فترة بسيطة لا تشفي الغليل  بعد ان كاله الثوار الصفع والضرب والبصق وملايين اللعنات، وكان يترجى آسريه بالكف والتوقف،  يترجى ذليلا مسترحما بعد ان كان عملاقا يصول ويجول في الحكم والسلطة إستغفل الجميع طوال عقود بالتزوير والتطبيل التمثيل والتدجيل، الارهاب والتطرف القتل وهتك أعراض الحرائر للوصول لأغراضه وملذاته السادية  وطموحاته في أبشع  المعاني ضد جميع المعايير والقوانين  الإلاهية والإنسانية، محاولا إستدرار العطف والحصول على الرحمة حتى يكفون ايديهم عنه ويتوقفون بحجة انه كبيرا في السن قائلا ( خيركم أنا في عمر أبوكم ) ولكن لا رحمة ولا شفقة من قلوب اعماها الحقد عليه .

القذافي الاهوج في قمة وغمرة الانتصارات المفتعلة نظير التطبيل والتمثيل النفاق من حاشيته والشيطان الرجيم الذي أعماه عن رؤية الحق والصواب، نسى وتناسى  رجال ليبيا الاحرار  عندما تم القبض عليهم واحضارهم إلى ليبيا غصبا عنهم بالخطف وقوة الدفع للمال  للمرتشين من أصحاب القرار… عندما تواطئت بعض الدول العربية وسلمتهم عن قصد أحياءا يرزقون  بدون وازع ولاضمير وهم يعرفون عن قناعة ان النظام الليبي وعلى رأسه القذافي نظام دموي لن يرحمهم ويبقى على حياتهم كما وعد وحنث في الوعد حيث لا أمان له ولا يعرف كلمة الشرف ولا العهود والمواثيق في المعاملات، يتعامل بأخلاق، بل مطبقا نظرية ميكيافيللي القاتلة في سبيل الحصول والوصول للغاية تستعمل جميع الوسائل مهما كانت خيرة أم شريرة 
الضحايا سيقوا مثل الحيوانات للمذبح، للموت والهلاك مثل المرحوم الشهيد عمر المحيشي المصراتي الذي تم ذبحه بشراسة وعنف بأمر من القذافي وبحضوره وأمامه كما تذبح الخراف من قبل السفاح، سعيد راشد، احد مجرميه كما قيل في كتاب السيد عبد الرحمن شلقم الذي حكى القصة وفضح القذافي في كثير من الاعمال الدموية، كشاهد عيان على الفضائع التي تمت وارتكبت في العهد المظلم 

والسيد المناضل  نوري الفلاح من مدينة درنة، الذي تم القبض عليه وتسليمه بعد الشهيد المحيشي بفترة وقضى سنوات طويلة في الأسر ونجى من القتل في سجون القذافي بقدرة القادر الله عز وجل  ومازال حيا يرزق  شاهدا على الموضوع وكيف تم التواطئ والتسليم من الدولة المعنية التي لا اريد ذكرها وفضحها فقد كانت احد الغلطات والعثرات في تاريخها للاجئين المغتربين في أرضها من بعض مسؤوليها في المخابرات بعلم الملك الراحل حتى يكف القذافي عن تمويل ثوار الصحراء، ( البوليساريو )، 
ومصر نظير المال والعطاء والرشاوي بالمبالغ الكبيرة لحسابات الرئيس حسني مبارك وزبانيته من المسؤولين النافذين والطمع في الحصول على الاموال الطائلة من الأهوج الذي ينفق المال بدون حساب… تمت المساومات بأعناق وأرواح الأبطال الشهداء أمثال الشهداء المرحومين السادة جاب الله حامد مطر الذي استدعى لاحد ادارات الامن للتشاور في القضية الليبية  وذهب للفخ برجليه وهو مطمئن آمن، وشرب فنجان قهوة به مخدر ولم يستفيق إلا في ليبيا حيث التحقيق والعذاب والسجن فترة طويلة ثم القتل على ما أعتقد في مجزرة سجن ابو سليم ؟؟؟

وبعده السيد منصور الكيخيا الذي تقلد مناصب كثيرة سياسية هامة مما اصبح معروفا في أروقة  الامم المتحدة على مستويات عالية  لكياسته وعلمه الغزير من  وزير خارجية ليبيا وغيرها من المناصب الحساسة آخرها سفيرا في امريكا حتى تم إنشقاقه عن النظام الارهابي  ولكن الأهوج اللعين  لا يعرف قيمة الرجال  الاحرار الوطنيين المفيدين للوطن، بل اعتمد على  المنافقين (السفاتيل) السفلة أشباه الرجال الذين ركبوا الموجة الثورية واصبحوا مع الوقت  لهم شأن  ومراكز ومكان ضمن هرم الحكم  وهم لا يساوون شيئا!

هؤلاء المناضلين  أبطال ليبيا وآخرون  الغير معروفين الجنود المجهولين  ضاعوا في خضم النسيان، اللذان تم الخطف لهم من القاهرة مصر وهم لاجئين سياسيين  مسالمين يعتقدون في قرارة   أنفسهم أنهم في  مصر وطن الأمن والأمان …
مهما تمت التحذيرات لهم لم يسمعوا النصح والكلام، وأنا شخصيا حذرت الشهيد جاب الله مطر الاخ ورفيق الكفاح والنضال اكثر من مرة انه لا أمان بالقاهرة مصر حيث كل شئ له ثمن لدى الرئيس مبارك العجوز المتصابي الذي استغل أبشع الاستغلال ظروف ليبيا أيام الحصار، إمتص الكثير ولم يشبع، الغير مبارك من الله تعالى  لان نظامه الفاسد أفقر وضيع سمعة مصر وجعلها دوليا ومحليا في الحضيض !!!

رحم الله تعالى الرئيس محمد أنور السادات الذي كان وطنيا شريفا  نزيها لم يلوث أياديه  بالعمولات والسرقات ورفع رأس مصر وجميع العرب في الانتصار في حرب اكتوبر حرب العبور على إسرائيل، وأثبت للعالم ان الجندي المصري قادر على تحقيق النصر متى توفرت له الإمكانيات والدعم… 

القذافي  كان يأمر بالقتل والذبح لخصومه كما تذبح الخراف وهم مكتوفي الايدي متسليا متشفيا في الضحايا انه تمكن منهم  وحان القصاص عليهم …  كان مجنونا بجميع المقاييس والمشكلة الرئيسية والأدهى أن أعوانه يطبقون تعاليمه حرفيا لأنهم في قرارة انفسهم مجرمون مثله وربما ابشع 

كما تدين تدان والعنف يولد العنف حيث لم يجد أية ذرة رحمة ولا شفقة لدى آسريه من الغضب العارم عليه والغيظ والغليان على مدى عقود وهم ينتظرون في هذا الوقت واللحظة للقبض عليه حتى تحقق الحلم وأصبح  أسيرا لا حول له  ولا قوة…
اصابع الاتهام اتجهت الى عدة اتجاهات ومحاور من وراء الاحداث الدامية والرعب والخوف بحيث اي انسان مواطن لا يأمن على حياته من الاغتيالات والتفجير للسيارات المفخخة  وبالاخص في المنطقة الشرقية  في مدن بنغازي ودرنة  التي لم تتوقف طوال ايام شهر رمضان المبارك وكأن الأمر بقصد مع سابق الإصرار والترصد 

هل القاعدة وانصار الشريعة ؟؟؟ هل جماعات الاخوان المسلمين ؟؟ هل السلفيين ؟؟ أو الجهاديين ؟؟  هل أزلام النظام الطابور الخامس ؟؟ هل الفيدراليون لهم اغراض بعيدة المدى لخلق البلبلة وعدم الاستقرار حتى يثور الشعب ويطالب بالتقسيم ؟؟ هل عصابات مسلحة ظهرت فجأة  على السطح للسرقات والاستيلاء على أموال المواطنين بالقوة، إستغلت الوضع والفوضى والإنفلات الامني والاحتقان السياسي وعاثت  في  الارض الفساد، هل وهل ؟؟

من وراء الاحداث الدامية التى حدثت فى الفترة الاخيرة الماضية؟؟ من المستفيد من هذه الجرائم البشعة؟ حتى تتم المتابعة وتضيق الحلقات ومع الوقت يسقط المجرمين القتلة في الشرك ويتم الأخذ بالثأر والقصاص بالحق والعدل ضمن المحاكم والقانون ؟؟

في نظري ومن خلال التجارب والخبرات المكتسبة فإن الذي يبحث بمصداقية وعمق ولا يتوقف، ويتابع  بصبر وقوة  ويمد عيونه وجواسيسه في كل مكان يخطر على البال، أو لا يخطر حتى الغير المشتبه به ولا متهم، ضروري من وضعه قيد الاشتباه والتحري ببطء وهدوء حيث أمورا كثيرة انتهت ووصلت للنهاية وتم الحل لها  بطريق الصدف نظير أخطاء تافهة

المفروض التعاون مع الغير من  الجهات والاجهزة الخارجية الدولية الأمنية  ذات الخبرات في هذه النوعيات من العمليات القذرة الشريرة حيث لديها الإمكانيات الكفيلة بالوصول إلى حلول الألغاز المستعصية  والميؤوس منها، نظير الشبكات العنكبوتية لعملائها في الوطن،   لأنه مهما طال الوقت ومضى،  فيوم ما سوف يصلون  للحلول … حيث لا سر يبقى للابد طي الكتمان (يا قاتل الروح وين تروح)

في نظري مهما حاول المخربون خفافيش الليل او أية جهة كانت المساس بأمن ليبيا لن تحقق مراميها مهما عملت وعاثت الفساد والإفساد، لان الشعب الليبي طيب وصبور… الان يمر بخلخلة واحتقان سياسي كبير وإنفلات أمني  لغياب القدرات  والضعف للمؤتمر الوطني والحكومة على وضع الامور في نصابها نظير اخطاء عديدة لا تغتفر

لكن سوف يأتي اليوم الذي أي مجرم من خفافيش الليل أو النهار أو أي مخرب للدولة من أشباه الرجال الذين يدعون الوطنية والمصداقية كغطاء، لابسين الأقنعة الزائفة لتحقيق اغراض واجندات خاصة للقوى الخفية الدولية والمحلية، يتلاعبون  بقصد او بدون قصد نظير الجهل بالأمور السياسية ومصلحة ليبيا سوف يتآكلون  ويسقطون  غصبا عنهم، لعوامل عديدة  أهمها ان الصبر له حدود والله في الوجود !!!
          رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment