Saturday, August 31, 2013

الشرف 20


بسم الله الرحمن الرحيم 


      الشرف صفة من صفات الحياة النبيلة أيام العصور الماضية التي يتعاملون بها بمقاييس ومعايير معينة تعارفوا عليها  ولا يستطيعون تجاوزها او الإخلال بها… عناوين وقوانين صارمة مخفية، تعارف عليها البشر وأصبحت مثلا من الأمثال  جزءا لا يتجزأ من مسيرة حياتهم فى تلك العصور الغابرة الماضية، عيب على اي شخص معروف، فارس أو شهم  التخلي عنها بسهولة مهما كان الأمر بالماضي  أو الحاضر

الشرفاء الصادقون ذوي الحمية والنخوة،  القوة والكرم يضحون ويموتون لقاء عدم التخلي والتراجع أمام المخاطر التي تحدث فجأة بعض الأحيان، تتطلب الاقدام والتضحية،  لا وقت فيه للتدبير والتفكير  حتى لا يحسب عليهم  انهم تراجعوا، أصابهم الخوف والرعب والجبن والضعف وقت التحدي والنزال

حيث الامر مهم لدى الكثيرين في التطبيق  وعدم السكوت والصمت  وبالأخص أوقات الدفاع عن الوطن من عدو قادم يريد احتلاله واستعماره،  او  الانتقام من المعتدين على هتك العرض وخراب البيوت الآمنة حيث لا يتم محو العار نظير قوانينا وأعرافنا السائدة الا بالعقاب القاسي للمعتدي الجاني القصاص وهدر الدم

حالات بسيطة تقبل فيها الدية، التعويض المالي العالي،  حتى يستتب الامن  والأمان ولا تصبح الحياة غابة للأقوياء يقومون فيها بما يريدون ويبغون يهتكون أعراض الناس في اي وقت ولحظة … بدون العقاب ودفع وتقديم الثمن الغالي حتى يصبحون عبرا للغير، مبعدين أراذل في المجتمع مهمشين منسيين منبوذين  لا يثق فيهم أي أحد كريم حتى يتعامل معهم بأخلاق ويدخلهم لبيته كرفاق وأصدقاء للزيارة  خوفا من الشبهات…
 
في عصرنا الحاضر أصبح الشرفاء قليلون… الامور اختلطت مع بعضها وأصبح الشريف الحر بآخر الطابور مفلسا بدون أصدقاء ولا معارف يترددون عليه لأنه لا مصلحة يمكن تحقيقها من ورائه، من المنافقين،  نظير شهوة السلطة والمال… نسى الاخ أخاه، والمعارف والأصدقاء الذين يدعون الأخوة والوفاء تناقصوا بعوامل وتقدم الزمن، عصر العولمة السريع  والعمل طوال الوقت، لا فراغ لدى الانسان حتى يقضيه في التزاور واللقاءات، التواصل والأحاديث الممتعة في الجلسات البريئة  والسهرات حيث الآن المال والجاه والثروة  غيرت الكثير من المفاهيم وأصبح  الشرف عنوانا كبيرا بآخر الطابور مهمشا منسيا يعيش في حسرة…

انني مهما حاولت ان اعرف، لماذا هذه التغيرات الكبيرة في سنوات قليلة لا اجد الإجابات الكافية حيث الامور اختلطت مع بعض واصبحت مثل كرة  خيوط الصوف الكبيرة الشائكة، صعب فكها بسرعة والا الخيوط تقطع، تحتاج إلى صبر ووقت طويل وتأني لفكها حتى تفتح وتصبح خيطا واحدا طويلا بدون قطع

الشرف  صفة أساسية من اساسيات الحياة، بسببه قامت حروب كثيرة  منذ فجر بداية الخليقة، ياما من دماء اهدرت وضحايا سقطت بدون حساب عبر التاريخ القديم والمعاصر، نظير  الشرف قامت ملايين حالات الانتقام من كثيرين ساعات الغضب والغيظ من ذوي  الدم الحار الذين يقومون بردود أفعال قوية فورية بدون التفكير ولا الاتزان والروية  ومعرفة الحدث قبل الفعل…  ثم بعدها يندمون على الفعل  المشين ساعة لا ينفع  الندم!

الشرف عنوان كبير يعرفه كل انسان على وجه الارض ولكن يختلفون في  تطبيقه  من شخص إلى آخر حيث البعض أشباه رجال  ( ديوثين ) لا يهمهم ولا يحسون بمعانيه السامية لقاء النفاق والحصول على الجاه والمال، جفت بعروقهم دماء الحياة والنخوة، موتى وهم أحياءا يرزقون مقبورين في القبور بلا شواهد ولا علامات… تهتك أعراضهم بعلمهم وأمام ناظريهم من سادتهم ورؤسائهم   ولا يقومون باي ردة فعل… بل للأسف الكبير البعض يتباهون أنهم على علاقة وثيقة بالمعتدين، أليس بأمر مؤسف ومأساة ان تصل هذه الامور الدنيئة إلى هذا الحد والمستوى في الرذيلة؟؟؟

السقوط فى الرذائل له درجات عدة  عديدة: البعض منها ممكن التغاضي عنه نتيجة اخطاء عفوية بدون قصد  يجد الانسان  لها الاعذار  وممكن التجاوز عنها ونسيانها… اما السقوط بمثل هذا الشكل مصيبة من المصائب، جراثيم وأورام سرطانية خبيثة  تنهش في المجتمع الإسلامي حتى يمرض ويخرب بالآفات الكثيرة المستورة  والقادمة من الاوطان الاخرى التي في نظرهم  وعاداتهم وأعرافهم أشياءا عادية، لا حساب لها، ولا رقيب عليها حيث يتقاسم الشاب العازب والشابة العازبة بدون رباط الزواج الطاهر الفراش! 

رضي الله عز وجل على الدين الإسلامي الذي وهبه لنا وشرح لنا فيه الحلال والحرام حتى نصبح ذوي طهارة من غير نجاسة ووساخة، فضلنا كمسلمين على الكثيرين من البشر في هذا الكون العجيب، جعلنا من الأطهار نوحد بدين التوحيد وان الله عز وجل الواحد الأحد !!!

كثيرون مسلمون بالطبيعة ولدوا في بيت مسلم ومن والدين مسلمين أو أحدهما، اصبحوا مسلمين  إسميا لا يعرفون من الدين الإسلامي الا القشور…  كان الله تعالى في عونهم حتى يهتدوا عن يقين وعلم  ويقرؤوا المصحف الشريف القرآن الكريم بتأني ومعرفة ويتدبرون في آياته الكريمة التي هي جواهر مكنونة لا يحس بها الا المهتدين ذوي القلوب المطمئنة الطاهرة
 
حيث دين الاسلام دين توحيد وطهارة، دين سلام ويحث على السلم والسلام وليس كما يشاع عنه من قوى كثيرة خفية  شريرة تكره الاسلام والمسلمين  توصمه بالارهاب والقتل وسفك الدماء في جميع قنوات  الاعلام الأجنبية وبالأخص المغرضة التي تسعى إلى الهدم والدمار… مما الكثيرين من البشر الآخرين الأجانب  الذين  لا يعرفون معنى معاني دين الاسلام الحقيقي، صدقوا الأكاذيب والتراهات واعتقدوا ان المسلمين إرهابيين همهم القتل وسفك الدماء والمتعة والزواج بأكثر من واحدة، لا أحاسيس لديهم بل متخلفين يعيشون في الأمجاد الماضية ويحلمون من غير عمل جاد يفيدون أنفسهم والإنسانية بل خلقوا مستهلكين  ولنشر الارهاب والدمار!

إنني مهما تحدثت عن الشرف ومعاييره لن أستطيع الشرح الكثير ولا الوصف ولا التقدير له والثناء عليه، فهو رمز من رموز البشرية غير ظاهرة ولا مرئية،  لكن جزءا منا من حياتنا اليومية حيث من غيره لا نستطيع العيش رافعين الرؤوس لأعلى ذوي الإحساس بالكرامة… والله الموفق 

   رجب المبروك زعطوط  
 
    

No comments:

Post a Comment