بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال يتراوح دائماً في ذهني في المدة الاخيرة محاولا قدر الإمكان الاجابة عليه بوضوح ورزانة وتعقل، بدون تعصب أو تحيز أوتطرف حتى لا أخطأ في الشرح والرد حسب المعرفة… وبعد بحث كبير وتفكير عميق وصلت إلى اجابتين تختلف الواحدة منهما عن الاخرى مما أصبحت في شك كبير عن اي من الإجابات استمر في تأييدها ومتابعتها؟ حيث الاثنان تؤديان الغرض في الرد الوافي للمتسائلين الكثيرين عن وضعنا وواقعنا المرير، كأنهما سلك كهرباء سالب وموجب، يعملان معا في نفس الوقت عند الطرح، يعتمد على أي مجموعة تفهم الأبعاد من عدة زوايا ونقاط بعقول مفتوحة بدون تعصب ولا تطرف… حتى تؤيد احدهما…
حيث ممكن حدوث الخطأ الغير مقصود، في إحداهما ولكن ما باليد حيلة حيث التعصب الأعمى والتشدد الغير منطقي في بعض الامور والمواضيع، يعتبر رذيلة وليس فضيلة مستحبة من طرف الآخرين…
الهوية وماهي وما هو تعريفها، وما معيارها الحقيقي التي تشبهه او تسمى به التسمية الحقيقية الكاملة حتى تعرف لدى الجميع به وليست كلمة بسيطة عابرة لملء بعض الفراغ حيث لو سأل الانسان الكثيرين من البشر ماهو الرد الصحيح والمقنع الذي سوف يكون، هل بالسلب ام بالايجاب ؟؟
الاجابة الموجبة ان يعيش الانسان الواقع بنظرات واقعية شمولية كبيرة ويتماشى مع العصر بحيث لا يحزن ولا يغضب، لا يتعصب ولا يتطرف، يؤمن أن العالم للجميع ومن حق اي بشر مهما كان حرية التنقل والعمل والعيش في أي مكان يرغب فيه بالعالم ضمن الأصول والقوانين المعتمدة للإقامة الشرعية لدى الدولة المضيفة خارج وطنه…
ضمان حريته من العوائق الكثيرة والسدود الوهمية بالمنع من الاقامة والعمل، ضمان وكفالة إنسانيته بحكم القانون لدى الدولة المضيفة بالمعاملة الطيبة كإنسان طالما لم يخطأ ولم يقم بجرم، ويعامل بالمساواة مثل أي مواطن آخر من مواطنيها بنفس الحقوق والواجبات… وفي نفس الوقت على المغترب واجبات كبيرة وكثيرة أهمها وعلى رأس أولوياتها احترام قانون الدولة او المنطقة التي يعيش فيها كأحد أبنائها،
حتى يستطيع الاندماج والإنصهار مع أبناء الوطن بسهولة وينال الاحترام والتقدير، وبالأخص إذا كانت الاقامة في المناطق الصغيرة حيث كل انسان يعرف بسهولة من العيون الساهرة المراقبة التي لا تفوتها لا شاردة ولا واردة…
والإجابة الثانية السالبة والتي تدل على التعصب والتطرف الوطني الأعمى الكبير، ان ليبيا للليبيين فقط بحيث توضع قوانين قاسية صعبة على اي مغترب في الإقامة والعمل حتى نحافظ على هوياتنا وعاداتنا من ان تذوب وسط هويات وعادات الآخرين المغتربين ببساطة مع الوقت، نحافظ على وطننا من مشاكل بيئية واجتماعية وأمراض عديدة لا نعرفها ولا نسمع عنها الا القليل في المستقبل القريب والبعيد…
في نظري هذه الإجابة تدل على صغر العقل والجهل وضحالة الآفاق والفكر تجد لها صدى كبيرا لدى ذوي العقول الضيقة الجهلة الإقليميين الذين لا يريدون التطور ولا التقدم للوطن حيث بدون الانفتاح والتعاون مع الغير ضمن برامج جيدة مدروسة للإستثمار والمشاركة مع الآخرين يصعب الفوز والنجاح…
وبالأخص في هذا العصر الذي نعيشه الآن، عصر القرن الواحد والعشرين، عصر العولمة عصر السرعة في الاتصالات والمواصلات والتطور الرهيب بسرعة بحيث العالم اليوم أصبح صغيرا كانه دولة واحدة واسعة شاسعة من عدة مدن متقاربة جيران…
نحن الليبيون لدينا مشاكل عديدة وعقد كبيرة مازالت مترسبة في أنفسنا منذ الصغر نظير التربية القاسية المعتمدة على الاخلاق الحميدة والشرف والنخوة والحمية والنجدة التي أصبحت جزءا كبيرا مهما من شخصيتنا لم نستطع حتى الآن تجاوزها او الإستغناء عنها … لأننا عشنا ضمن مجتمع ضيق قبلي له العديد من الأفضال وفي نفس الوقت البعض من الرذائل ولم نتطور بسرعة نتيجة عدم الاستيعاب مع المعطيات وعصر العولمة الذي نعيش الآن على هامشه غير قادرين على الصهر والذوبان فيه مع احتفاظنا بهويتنا الاسلامية وديننا وعاداتنا وتقاليدنا العربية…. رغم انه يوجد لدينا الذكاء بالفطرة الغير عادي والذي لو تم صقله بالعلم والدراسة ونفض الغبار المتراكم على عقولنا ورفضنا التطرف الأعمى ونبذنا الارهاب والقتل للأبرياء بدون وجه حق بجميع الصور، وإتبعنا الأوامر الإلاهية التي تدعو للسلم والسلام حيث العدل اساس الملك والفوز والنجاح دنيا وآخرة…
لا قبض على اي انسان مواطن كما يحدث الآن في أوطاننا العربية عشوائيا من رجال الأمن نظير الشبهات، إلا بعد التأكد الفعلي من الجرم، وعدم رمي التهم جزافا والاتهام بالدلائل الثابته وإعطاء الفرص للمتهم بأن يدافع عن نفسه ضمن القانون والعدل، لأصبحنا جواهر تشع وتلمع ولوصلنا بسرعة إلى السمو والتحضر للقمم،
لأنه لدينا جميع المؤهلات الذهنية والإمكانيات المادية التي غير متوفرة للكثيرين من الشعوب الفقيرة ولم نستطيع الانطلاق… والسبب لأننا مقيدين بقيود وهمية غير ظاهرة نظير العوامل الكثيرة التي تشدنا الى الخلف والتأخر إلى الوراء نظير عوامل عديدة اهمها الحقد والحسد والدس من القوى الخفية بأشباه رجال منا يدعون الوطنية والولاء، وصلوا للقمة نظير الدفع المستتر ضمن التخطيط الشيطاني حتى لا نخرج من دوائر التخلف والجهل…
معظم ساستنا وحكامنا مسيرون ضمن برامج هدم، أتباعا مثل احجار الشطرنج للقوى الخفية الدولية، البعض منهم أعضاء في المحافل السرية خدم، ينفذون المخططات التي وضعت لنا، رغبنا وأحببنا أم لا نرغب ولا نريد….
هؤلاء ضحايا السلطة، ضحايا الطمع والرغبة في الوصول إلى أعلى المراكز، نسوا الله عز وجل فأنساهم أنفسهم… لأن السياسة قذرة لا يفهمها أي مسؤول يدعي الفهم وهو مسير تحت ضغوط شديدة ومعاناة غير قادر على الرفض ولا الاستقالة وترك المنصب ببساطة خوفا من القتل أو الفضح، أليست بمأساة وامر محير ؟؟؟
الحياة مستمرة للأمام ونحن نعوم ونسبح في المستنقع القذر جاهدين خوفا من الغرق او النهش من وحوش أو اللدغ من ثعابين سامة مخفية لا ندري بها…. جميع الهم والغم التركيز على النجاة والوصول لبر الأمن والأمان بسرعة…
نعيش الوهم والغم في حلقات دائرية غير قادرين على الخروج من المحنة وعنق الزجاجة… نظير الحيرة عدم التصميم والتحدي واعلان ثورة اخرى ثانية على الثورة الحالية لتصحيح المسارات، ووقف النزيف للنهب والسلب ومحاكمة أي متهم، أضر بالوطن بالعدل والقصاص بسرعة وقوة وعدم التأجيل حتى تصبح لدولتنا هيبة وتتوقف الأيادي السوداء عن العبث واللعب بمصائرنا ومقدراتنا…
كل شئ بهذه الحياة له وقت وأوان مثل طبخ الطعام على نار الموقد فترة قصيرة ام طويلة يحتاج المزيج الى بعض الوقت حتى يستوي وعندها يصبح طعاما لذيذا جاهزا للأكل…
ونحن الآن كشعب ليبي نحتاج الى بعض الوقت فى هذا الخضم… المعاناة والقلق والضيق حتى نفهم الأسرار الخفية التي تشدنا إلى الخلف…
نتخلص منها مع الزمن بالعلم والعمل الجاد ضمن التخطيط والدراسات السليمة ومد الأيادي بالسلام لجميع البشر حتى نستطيع التقدم والنهوض من السبات والنوم ونستيقظ من الأحلام والأوهام لنؤدي دورنا في الحياة ضمن الجميع على أكمل وجه…
يسوؤني ترديد الأقاويل من جهلة بقصد وبدون قصد، عندما يتشدقون على إخوتهم المناضلين الليبيين الأبطال الذين ضحون من اجلهم طوال سنوات الغربة والعوز والفقر ومطاردة فرق الموت من اللجان الثورية بالتصفية البدنية والموت لهم…
إرضاءا لسيدهم الفاسق القذافي، ونعتهم بصفات قذرة وكنايات واستهزاء وانهم يحملون جنسيتين ( دبل شفرة ) ونسوا وتناسوا ان هؤلاء المغتربين هم أول من زرع بذور التمرد والثورة منذ قيام الانقلاب الاسود عام 1969م…
طوابير الشهداء الذين عذبوهم بالسجون، قتلوا وماتوا في صمت وما خفي كان أعظم بدون ان يعلم بهم اي احد بالسابق وقتها حتى فاحت الروائح الكريهة بالفضيحة بعد سنوات عديدة من الجريمة النكراء في المجزرة الرهيبة لسجن أبو سليم في منتصف التسعينات التي سوف تذكر في التاريخ الوطني إلى ماشاء الله تعالى باللعنات والسباب على الأشرار القتلة الذين أعطون الامر بضرب الرصاص على المساجين الأبرياء العزل داخل الأسوار غير قادرين على الدفاع على انفسهم امام زخات الرصاص المنهمر على رؤوسهم!!!!
دماء الشهداء الزكية التي أهدرت ببساطة وكأنهم حشرات ضارة، وليسوا بشرا ذوي كرامة، ابناء عائلات كريمة ذوي أصول راقية هي التي روت النبته حتى كبرت الشجرة وغلظت سيقانها ولم يستطيع النظام الفاسد الفاسق إجتثاثها وقطعها من جذورها مهما فعل !!!
كانت حجر الأساس ضمن عشرات الأشياء البغيضة من الضغوط والمعاناة الإرهاب والقتل التي أدت لقيام الثورة المجيدة التي ساهم فيها الجميع من الجنسين رجالا ونساءا ذوي وذوات الدم الحار والولاء بالروح والدم للوطن السليب الذي كان يرزح تحت أهواء مجنون فاسق وحاشية فاسدة تنفذ بدون استحياء ولا ضمير…
المغتربون ذوي الجنسيتين ( دبل شفرة ) هم الذين هيجون العالم بالإعلام القوي عن مأساة الشعب الليبي… هم الذين نظير العلاقات الجيدة والصداقات مع الكثيرين من المسؤولين الأجانب أصحاب القرار في دولهم مما تعاطفوا معهم في القضية النبيلة للنجدة والغوث من عبث مجرم فاسق أهوج يقتل أبناء شعبه ببساطة لقاء البقاء في السلطة …
كانت الرحمة من السماء من صاحب القرار والأمر الله عز وجل أن سهل الامور الصعبة وجعلها سهلة، وتم التدخل الأمريكى والأمم المتحدة والناتو في المعركة نظير أعمال هؤلاء الجادة، الذين الآن ينعتون بكنايات مؤلمة ؟؟
أين الوفاء ؟؟ اين الولاء والحب التقدير والاحترام للبشر المغتربين (دبل شفرة) الذين ضحون بالعزيز والغالي مقابل الرفض ورفع الصوت والتحدي للفاسق ونظامه الهزيل الذي يعتمد على دفع المال لشراء الذمم وإخراس أصوات الحق حتى تصمت؟ والارهاب بالقتل والتصفية الجسدية لكل من يشكون في ولائه لشخص العقيد المعقد القذافي الأهوج…
إنني استغرب هل بعد هذه التضحيات الجسيمة، ليست لنا هوية في وطننا؟؟ ليس لنا التقدير والاحترام على مابذلناه من اجل الوطن؟ مازلنا ننعت بأنه ليس لنا ولاء للوطن ليبيا ؟؟ نسوا وتناسوا اننا ليبيين أصليين إلى عشرات الأجداد ولسنا (لمد) غرباء مغتربين آتين من كل مكان إلى ليبيا للعيش والاسترزاق والعمل مثل أصول الكثيرين الذين الآن يتشدقون يباهون ويتباهون علينا، وهم الفروع ونحن الأصل الأصيل،
جذورنا من مئات السنيين نابعة من هذا الوطن! جميع ما عملناه من تضحيات لا تعد ولا تحصى من اجل هذا الوطن، وطننا ليبيا أمنا الحنون لا نريد جزاءا ولا شكورا، لا نريد أجرا ولا مكافآت من اي احد … أجرنا حاصل لدى الرب الخالق العادل، طلبنا ان يرضى عنا مولانا الله عز وجل، حتى نفوز وننجح دنيا وآخرة… والله الموفق…
رجب المبروك زعطوط
طرابلس العامرة
2013/8/31م
No comments:
Post a Comment