Sunday, September 15, 2013

النفط و الغاز 26


بسم الله الرحمن الرحيم 

           مهما تحدثت عن الثروة الخيالية من الذهب الاسود، النفط والغاز ومشتقاتهم الكثيرة،  الذى وطننا ليبيا عامرا بهم إلى ماشاء الله تعالى، لن استطيع الايفاء، وفي نفس الوقت عندما أقول انها نقمة ولعنة حلت بنا… وليس نعمة…  لست بمتشائم ولا حاقد ولا حاسد حيث الامر يهمنا جدا لأنه الجزء الأكبر من الدخل الوطني وعليه نعتمد في العيش والبقاء 

ولكن اطرح افكار خاصة بي عن المرارة والضيق والمعاناة لأنه ضاع  معظم الدخل من أول يوم للانتاج في مسارات ارهاب وعطايا وفساد وإفساد الذمم، وأثبت ان الشعب الليبي مازال يحتاج لبعض الوقت حتى يفهم الاعتدال والصرف في أوجه الحق لمصلحة الجميع وليس النهب والسلب والطمع من حثالات وأراذل يستغلون المناصب الرئيسية وصنع القرار لمصالحهم الخاصة العائلية والجهوية بدون ان يراعوا البقية الباقية من أبناء الشعب الأبرياء المظاليم، الذين يعانون الفقر والحاجة والنقص لكثير من الاشياء

الفضائح بدون حدود ومهما حاولت البحث اصل الى متاهات كبيرة عن الفساد المستشرى والذى الكثير من الافراد أشباه الرجال متورطين فيها الى الأذقان فى مال الحرام، نظير الاستغلال والتجاوزات ناسين  ان الدخل الكبير من أموال النفط والغاز والمشتقات ليس لهم وحدهم بل للجميع،  نسوا الله تعالى فأنساهم أنفسهم

فضيحة الشركة الايطالية…. في عقود الغاز المجحفة للجانب الليبى  التى الى الآن سارية  والجميع متواطئين صامتين عنها وفتح الملفات للتحقيق، والتي المطلوب توقيفها عند الحد أو  تعديل العقد او إلغاؤه بالطرق القانونية حتى لا تطالب الشركة بالتعويض المجحف، من المسؤول عن التوقيع باسم ليبيا ؟؟ ومن وراءه من الكبار الذين رتبوا المواضيع حتى تم التوقيع عليه… وكم  من العمولات التي إلى الآن تدفع 

وكم وكم … أسئلة بلا عدد ترمى جزافا من غير وقائع وأدلة ثابته… أليست بمصيبة من المصائب الكبيرة التى لا تعد ولا تحصى من التسيب والخراب والضياع حيث أموالنا سائبة ولا نستفيد منها في الاصلاح والنهضة للوطن
فضيحة الشركة الفرنسية….  في النفط والتي إلى الآن قيد البحث والتحقيق ونشرات العالم وصحفه والنت والفيس بوك  تنشر وتقول الاخبار المؤسفة  عن الإختلاسات والسرقات في وضح النهار، وليبيا تكون في اللجان الواحدة وراء الاخرى بدون بت صارم وبتر الفضيحة لقاء العمولات والرشاوي الضخمة للبعض من المسؤولين والشعب لا يدري !

الفضائح بلا عدد لكل من هب ودب من المغامرين الطامعين، وآخر لطمة على الوجه للحكومة الضعيفة  المستسلمة قفل بعض الآبار للنفط بدون وجه حق، في الشرق والغرب عندما استشرت الفضائح بان التصدير للنفط والغاز  والشحن للبواخر بدون عدادات لحصر الكميات

والسؤال للنفس هل الشائعات حقيقية صادقة حسب مايتردد فى الأوساط لدى ابناء الشعب ؟؟ من وراء هذه العمليات القذرة ؟؟ المغامرين الطامعين من بعض الزعامات ؟؟ ام الحكومة نفسها المتورطة فى الإختلاسات  ؟؟ غير قادرة على الضبط والبتر وتوجيه الاتهام للبعض منهم، لأنهم متورطون في القبض للرزق السائب حسب مثلنا الشعبي الذي يقول ( الرزق السائب يعلم السارق التائب )…
التفاؤل بالخير مهم فى حياة الانسان والمجتمع والعيش على الأمل الصادق والعمل الجاد ضمن خطط ودراسات هو الاساس للفوز والنجاح ولكن ان نترك الآخرين بأن يسلبون نعمتنا ونحن تتفرج مصيبة من المصائب وعار ما بعده عار، وصدق الذي قال في عهد المقبور كلمة مأثورة يشرح فيها وضع الشعب الليبي المزري وقتها  ( أغنى دولة، وأفقر شعب)! 

انني في لحظات ودقائق كتابة هذه السطور اشعر بالارتجاف والرعدة تنتابني وأقول للنفس متسائلا، لماذا هذه الرجفة، هل أنا خائف من المجهول ان يحدث لي اي تعدي  شخصي من الأصابع الخفية لأننى وضعت أصابعى على الجرح القاتل الدامي للمجرمين عديمي الضمير السارقين لرزق المظاليم الابرياء

 ترد النفس وتقول بمرارة  لست بخائفة من هؤلاء البشر المحتالين عديمي الوطنية والضمير، فالأعمار بيد الله  الخالق الأحد الذى خلقنا جميعا من عدم… ولكن خوفا وحزنا على الضياع المزري من أراذل وأوباش، ونحن ندعي اننا أذكياءا قادرين  على الحفظ والتوفير والتدبير

الواقع ليبيا خلال عهد المقبور وإلى الآن لم تنهض وتنمي بمشاريع جيدة مدروسة  ضمن دراسات جيدة  للمستقبل البعيد  تخلد مع الايام وتستفيد منها الأجيال… بل ضاعت الاموال هدرا في تكديس الاسلحة التي مضى عليها الزمن والتطور، في قتل وارهاب البشر كل معارض  يطالب لإحقاق الحق والعدل ليس في ليبيا فقط بل في دول عديدة بالعالم بحجج المساندة للتحرر والانعتاق من المستعمر والظالمين من ملوك ورؤساء حاكمين 

وتساؤلاتي للنفس هل نحن وكلاء بأن نكون شرطة العالم ونحن مازلنا في الدرك الأسفل، بآخر الطابور من دول العالم الثالث مهمشين لا نصنع  اى نوع من السلاح بل نستهلك… أو بقرة حلوب للطامعين ؟؟ لكل من هب ودب من الجيران والآخرين النصابين وكأنه حق لهم مكتسب علينا الدفع…
هل مسؤولينا أصحاب القرار عبارة عن مجانين  يدفعون بدون وعي نتيجة المباهاة والزهو الكاذب، او نتيجة الضغوط  والخداع من القوى الكبرى الخفية حتى تستنزف أموالنا في مشاريع وهمية لا تعود بأي فائدة ولا مصلحة للشعب الحاضر ولا لأجيالنا بالمستقبل  حتى ننهض نتحضر نسمو ونتقدم

لو نظر الانسان بنظرة واقعية الى ليبيا وشاهد الوضع الميؤوس ماذا سوف يرى ؟؟ هل يرى التقدم أم التخلف ؟؟ هل يشاهد المدن الجميلة او المطارات الفخمة والشوارع العريضة والخدمات الجيدة من المواصلات او الاتصالات  مثل بعض الشعوب الاخرى التي نهضت فى خلال عقود بسيطة وأصبحت  تضاهى بعض دول آسيا المتقدمة، أو  اوروبا  وامريكا ؟؟ لا وألف لا لا لا !!!

العاصمة طرابلس وجميع المدن فى ليبيا الحبيبة مهدمة الشوارع بها الحفر العديدة  طوال الطريق  وسوء التخطيط والبناء العشوائي،  لو طاف السائح الغريب   في جميع مناطق ليبيا سوف يصاب بالغثيان والمرض ويقول اين ذهبت الثروات الخيالية من دخل النفط والغاز ؟؟؟

ليس بها التطور كما ينبغي لدولة نفطية غنية لها الدخل الكبير بدون فائدة، لانه رزق وخير كبير وجه للحرام وعمل الشر والشرور، الارهاب  والقتل والصرف على المتعة والعاهرات  حتى أصبح حرام ولعنة ونقمة، وليس نعمة 

ماذا يتوقع الانسان من جهلة ؟؟ لا تصميمات جيدة ولا شوارع  واسعة ولا مرافق حسنة ولا مباني حلوة وميادين وحدائق عامة  وألتيار الكهربائي معظم الايام هاربا متقطعا  متوقفا عن تزويد النور والطاقة نظير عدم الصيانة والإشراف الفني  الجهل والإهمال بقصد وبدون قصد ؟؟

وحدثت مآسي كبيرة كثيرة عندما توقف النور وهرب التيار  فجأة في العديد من المستشفيات  أثناء العمليات الجراحية  الدقيقة الصعبة  للكثيرين  من المرضى ولم يعمل محرك الاحتياط كما يجب  بسرعة نظير الاهمال في الصيانة او التعبئة بالوقود  مما توفى البعض  المرضى  نتيجة التسيب والأخطاء القاتلة من البعض المهملين
أليست بأمر مؤسف ولعنة ونقمة ونحن من العشرة الأوائل  أغنياء دول النفط بالعالم ونصل الى هذا الحال والمستوى المتدني ؟؟ أليس النفط والغاز بلعنة ونذير شر وسوء !!!! وليس بنعمة ؟؟
الفضيحة الكبرى فى جبين جميع أصحاب القرار بالدولة…لا مستشفيات جيدة للعلاج  ولا صحة لدى أبناء الشعب ومعظم الجميع مرضى يعالجون بالخارج في مستشفيات ومصحات العالم معظمهم على حساب المجتمع

نتيجة التسيب والإهمال والهدر حيث  بعض الفئات  من اصحاب القرار السماسرة بالدم والمرض  ينهبون  العمولات الباهظة وزيادة فواتير المرضى بالمصحات بأرقام خيالية وزيادة اصفار على المجاميع على حساب هؤلاء المرضى وبالأخص الجرحى من الثوار الذين سقطوا جرحى ومعاقين فى المعارك ضد كتائب الطاغية، وقدمت الفواتير الباهظة الضخمة  الى المكاتب الصحية بالسفارات وتم أخذ الموافقات الرسمية والاعتمادات وتم الدفع للملايين بدون وجه حق 

 ونسوا وتناسون انهم يأكلون فى  الربا الحرام والزاقوم،  ويوما من الايام مهما طالت… الدائرة تدور وسوف يحل عليهم  الدور مثل الآخرين ويمرضون بمصائب وامراض مستعصية وسيدفعون في العلاج  كل ما جنوه بالحرام أيام القوة والصحة والنسيان لاوامر الله تعالى بعدم الانزلاق في متاهات الشيطان الرجيم وأكل الحرام
 ونحن لدينا الإمكانيات والمؤهلات بأن ليبيا بالإمكان ان  تصبح مركزا هاما فى الطب والعلاج في  شمال أفريقيا، التركيز على بناء المستشفيات والمصحات على اعلى طراز ومواصفات عالمية والإستعانة واستقدام الاطباء والمهارات العالية من جميع أنحاء العالم بالدفع الجيد للاجور والعمليات، وتوفير الأمن والأمان والخدمات والإقامة المريحة وجميع انواع الراحة والترغيب بالمواطنة والاستقرار المريح

لأنه لدينا المميزات الكثيرة، من طقس جميل ساحر طوال السنة وشعب طيب المعاشرة والرفقة،  وسهولة وسرعة السفر حيث لا تبعد عنا عواصم  دول اوروبا الا ساعات قليلة في التنقل والسفر جوا بالطائرات

أخيرا بودي القول ان الثروة من النفط والغاز عبارة عن نقمة ولعنة وليست نعمة لأنها ضاعت في جيوب السماسرة والسرقات من الشركات  الأجنبية وأصحاب القرار الليبيين في الوطن وتحصل أبناء الشعب على الفتات طوال جميع السنيين العجاف،
ورأي الشخصي ان يتوقف نهائيا عن  الاستخراج والتصدير حتى نفلس ونعرف النعمة ونقدر الخير العميم ، وتبقى البقية الباقية منه  مخزونا للأجيال القادمة… والله الموفق لمافيه الخير

               رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment