Wednesday, September 25, 2013

الإنتظار والقلق 31


بسم الله الرحمن الرحيم 


         أصعب شئ للإنسان في الوجود الانتظار لقريب او صديق ومعرفة عندما يعطي ميعادا ويتأخر في الوصول ولا يأتي فى الوقت المحدد ولا يتصل بالهاتف ويعتذر او يؤجل مما يزداد القلق وبالأخص الآتي من بعيد بالبر  حيث حوادث السيارات عديدة على الطرق في الوطن وغير آمنة، ولا يعرف المنتظر ماذا حدث وبالأخص في اوقات الظروف الصعبة مثل الآن في ليبيا بعد الثورة وإنفلات الأمن،  حيث نتوقع المجهول ولا نعرف ماذا يخبئه لنا القدر من مخاطر وتعب ام فرحا وسرور! 
لا نعرف وبالتالي نعيش في عالم ضبابي غير واضح المعالم ولا الرؤية الصحيحة حيث الامور متداخلة مع بعض متشابكة مثل كرة الصوف التي تحتاج إلى صبر حتى يتم تخليص خيوطها من ان لا تقطع إلى قطع
لا نعرف هل الخير  والسلام والأمن والأمان سوف يتحقق مع الوقت ويصبح أمامنا وفي متناول أيدينا حتى نفرح ونسعد به وترجع الفرحة والبسمة لشفاهنا وتتحقق السعادة وراحة البال  كما كنا من قبل  في العهود السابقة، العهد الملكي وعهد المقبور الذي مضى إلى غير رجعة للأبد من على خريطة الوطن
أم تركناه خلفنا وأمامنا الأسوء التعب والمعاناة والضيق… لا احد يعرف بالضبط ؟؟ بل توقعات ورؤيات نظير الاحداث التي تحدث والصراعات المختلفة بين الكثيرين الذين يدعون العلم والوطنية وهم بآخر الصفوف أشباه رجال  همهم المصالح الخاصة والجهوية الفرديةلا تهمهم ليبيا ولا المواطن الليبي البائس المظلوم،  نظير الطمع في الوصول للسلطة واحتكار الثروة ونسوا وتناسوا ان الوطن ليبيا للجميع وليس لفئة دون اخرى حتى يرتدعون ويرجعون عن الغي ومصائب الشيطان الرجيم الذي يدعوهم إلى الشر والشرور، لعلهم يتراجعون  ويعرفون طريق الله تعالى
لا يعرف الانسان القلق والتعب حتى يصبح راشدا أب لعائلة لديه  زوجة وأبناء مسؤولا عن الجميع، فعندما كنت صغيرا بالسن في سن المراهقة تحت العشرين سنة  من العمر، أستأذن من الوالد حتى يسمح لي بالذهاب إلى دار الخيالة (السينما)  لمشاهدة احد الأفلام  الامريكية لرعاة البقر (الكاو بوي) التي تعز علي مشاهدتها ايام  عصري وجيلي في الستينات، وأتأخر لمنتصف الليل في الرجوع للبيت، و كان الوالد ينتظر على احر من الجمر مستيقظا ينتظر طوال الوقت ساهرا في قلق على غيابي،  لا يرتاح وينام قرير العين  حتى يشاهدني قد رجعت إلى البيت
كنت أقول لنفسي لماذا هذا الاب العجوز لا يرتاح وينام ؟؟؟  فأنا أعرف مصلحتي وقادرا على حماية نفسي من المتاهات والتراهات وأخطاء الشباب  فقد تربيت على الأصول والاخلاق الحميدة  والاحترام والتقدير في بيت كريم متدين عنوانه ورأسماله الهداية واتباع الدين
 ومرت الايام وتجوزت واصبحت أبا لعائلة كبيرة من الأولاد والبنات، وكنت لا ارتاح وأنام حتى آخر فرد من الشباب اكون قد ضمنته في حجرته نائما او يقرأ ويدرس، او بقاعة الجلوس   يشاهد القنوات المرئية ذات العروض الجيدة المحترمة بالبيت، حيث الدائرة دارت وأصبحت قلقا مثل الوالد (رحمه الله تعالى) على أولادي مثل ما كان يعمل معي في السابق، ايام المراهقة والشباب!!!
نحن الآن كليبيين نعيش فترة حرجة صعبة من حياتنا حيث نمر في عنق زجاجة ضيقة غير قادرين على الخروج منها وإستنشاق الهواء المنعش  بسبب أخطائنا الكبيرة نظير عدم التجربةلأننا شعب عاطفي ينتشي بنشوة الفرح والسعادة اوقات النصر،
 لا يفكر في التبعات الثقيلة المستقبلية ولا يخطط ويضع الدراسات أولا بأول حتى يعرف كيف يسير وينجح مثل بقية الشعوب الناضجة التي تفكر  وتخطط وتنفذ الأصلح حتى فاقت غيرها من الشعوب وتقدمت ونهضت وأصبحت بالمقدمة والآخرون بالوراءشعب صبور زيادة عن اللزوم وقت الضيق والمعاناة، قادر على التحمل إلى أبعد الحدود، صبر 42 عاما على حكم المخبول القذافي،  مما الكثيرين لا يستطيعون المجاراة
ووقت النداء عندما  يدوى بوق النفير عاليا،  طالبا الغوث والنجدة والجهاد من آجل الحق والوطن، يلبون النداء بسرعة،  ينضمون إلى الصفوف طواعية بدون شروط، ويتغيرون إلى محاربين قساة القلوب، وحوش كاسرة، مما يثير استغراب الشعوب الاخرى ويتسائلون هل هؤلاء الشباب المقاتلين الشرسين الثوار  ابناء ليبيا ؟؟
لا يصدقون  بسرعة… ولكن الواقع والساحة النضالية والمعارك الشرسة ضد الجنود المدربين تدريبا عاليا ومدججين بالسلاح والعتاد كتائب المقبور القذافي، والثوار بدون تدريب ولا سلاح كاف ولا طعام جوعى في البطون ولكن لديهم الرغبة القوية في الصدام طالبين الشهادة والموت من اجل الهدف النبيل الخلاص وتحرير الوطن،
الوقائع والإنتصارات المتتالية نظير الشجاعة الفائقة والإقدام والتضحية بالروح والدم، تقول وتؤيد ذلك ان هؤلاء الاسود هم فعلا جنود ليبيا الأبرار وقت الحاجة والطلب… لن يتركوا وطنهم يستباح من اي جهة كانت،  ومن كل من هب ودب
من خلال التطرق إلى الجهاد والكفاح احببت ان يعرف القارئ ان الانتظار والقلق له دواء ناجح وهو الصبر والذي يصبر ينال الفوز والنجاح مهما طال وتعطل ولو سنين كما حدث مع الشعب الليبي حيث كل شئ له أوان ووقت صبر طال كل هذه السنين وقاوم وفاز ونجح !!!
الانتظار والقلق مصيبة من المصائب عندما تستولي على روح الانسان، فالذي ينتظر دائماً عجول لا يريد ان يهدأ ويطمئن  وينتظر ويصبر  فلا يصيبه القلق، لانه يتعب ويصاب بالمرض نتيجة الضغط خائفا من المجهول  من سماع الأخبار المزعجة وماذا يحدث للغائب، وهو في جميع الحالات لا يستطيع عمل اي شئ سواءا قلق أم لم يقلق… لان كل شئ وخطوة بأمر الله تعالى… والله الموفق

        رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment