Monday, September 9, 2013

المؤامرة 23


بسم الله الرحمن الرحيم 

 
  الأفكار كثيرة متشابكة مع بعض لا اعرف من اين أبدأ وأين أنتهى من كثرة المواضيع المؤسفة  التي تتطلب حلول عاجلة  بسرعة حتى نستطيع الانقاذ لما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان  والوقت، حيث تنتاب النفس المرارة  والحرقة والألم، على تضحيات الشباب الشهداء الذين في عمر الزهور والورود… قدموا أنفسهم فداءا من اجل الخلاص وتحرير الوطن على امل ان تنهض ليبيا من الفساد والإفساد وتتقدم الى الامام وتعيش الأجيال الحاضرة الأحياء في حرية تنعم بالكرامة والعيش المريح  والقادمة  تجد بيئة نظيفة وترتقي بالنفس، حضارة وسمو  وعلم وثقافة  لم نتحصل عليها في  أجيالنا  نحن كبار السن بالسابق في العهد المظلم للطاغية، حيث ضاعت زهرة العمر والشباب في محن ومعاناة وضيق على مدى 42 عاما جميعها عجافا ننتظر الخلاص  والحرية
عملنا طوال الوقت في العلن والصمت ضد نظام القهر والارهاب والقتل ولم نتوقف ونستسلم بل داومنا النضال بجميع الطرق والصور حتى زاد الظلم عن الحد، وعندها يوما فجأة هب الشعب في وحدة وتضامن غريب، غير متوقع ولا محسوب بأي مقياس من المقاييس أو المعايير لدى رجال الامن واللجان الثورية… العيون الساهرة للحفاظ على العقيد القذافي الفاسق ونظامه الجماهيري الاخضر الفاسد
تضامن الشعب بسرعة مع بعض،  نسوا الخلافات والضغائن، أصبحوا في ساعات الخطر يدا واحدة ودوت  الحناجر فجأة يوم 17 فبراير 2011 م  بالآذان والتكبير الله اكبر… الله اكبر… بقوة حتى إهتز عرش الطاووس ملك ملوك أفريقيا من الدهشة والمباغتة من غير ان يدري  بالإنتفاضة والثورة!!!

قامت الثورة المجيدة ولم تتوقف وسخر النظام الفاسد جميع الإمكانيات من  ارهاب وقتل وترهيب وترغيب بالعطاء المجزي ودفع الملايين  من الرشاوي لشيوخ القبائل حتى يتوقف الثوار عن الثورة والتمرد  ولكن هيهات فقد دق الفأس في الرأس ولا توقف حتى الخلاص!
أبكي حزنا وأسى على الشهداء  والجنود المجهولين بالسابق من قيام الانقلاب الاسود  عام 1969 م إلى نهاية  الثورة المجيدة عام 2011 م والآن في وقتنا الحاضر على الذين ضاعوا هباءا منثورا لقاء أماني وأحلام وردية لم يتحقق منها أي شئ حتى الآن! 

تبوء البعض مراكز السلطة  بالنفاق والتحايل والدفع من قوى خفية عالمية ومحلية للتحكم في مقدرات الوطن وأصبحوا من اصحاب القرار،  تقدموا الصفوف بالنفاق والتزلف وقاموا بتصرفات غبية بدون ذكاء، ليس لديهم الوفاء المطلوب تجاه الآخرين من أبناء الشعب، لم يذكروا ولا ذكرى للشهداء الضحايا لمن قدم الثمن الغالي على اطباق من الفضة  حتى تم الخلاص وقتل الطاغية شر قتلة  وتحرر الوطن بسرعة…  
انني أبكي حزنا عندما تظهر هذه الصور البشعة في المخيلة وأشاهد على الطبيعة او من خلال شاشات القنوات المرئية بعض هؤلاء السياسيين المخادين الذين يقدمون ويعدون وعود خداع  بدون تنفيذ  في لقاءات واحاديث صحفية وإجتماعات
يكذبون في العلن صوتا وصورة، يدعون أماني وتطلعات يرغبها الجميع وأنهم سوف يعملون كذا وكذا…  حلو الحديث وهي  اكاذيب وتراهات غير مقنعة يمنون السذج من أبناء الشعب بالعيش في الأحلام المستقبلية  التي يعرفون مسبقا انها لن تتحقق… بالكذب  والبهتان مع سبق الاصرار… 

أتساءل مع النفس كيف الخداع والكذب يصدر علانية من هؤلاء الغافلين او المغفلين، اذا كانون غافلين كان الله عز وجل  في عونهم وعوننا لأننا اخترناهم لهذه المناصب والخطأ ليس خطأهم بل منا نحن ابناء الشعب على إختياراتنا الخطأ

 وإذا كانوا مغفلين فهذه مصيبة كبرى ومأساة  ونستحق الذي يحدث منهم ولا ذنب لهم بل كما قلت الذنب ذنبنا وعلينا الاعتراف بالواقع المرير، وعليهم التخلي والاستقالة بشرف  ونحسن الاختيار في آخرين يمثلوننا حتى تستمر المسيرة للأحسن ونتقدم

ومصيبة المصائب أنه لا احد يتصدى ويتحدى في الوجه والعلن من أحد أبناء الشعب الشرفاء الأحرار ويطلق صرخة الحق، صرخة الضمير عسى ان يكون لهؤلاء الحكام الآن ضمير حي، ويقول لهم بملء الفم، يكفي من  الفساد، يكفي من  العبث، يكفينا من تضييع الوقت… ألم تشبعوا بعد من النهب؟ ارحلوا!  إرحلوا عن كراسى الحكم!!
وإن عاندوا وتشبثوا بالسلطة  ولا يريدون تركها بشرف بناءا على طلب الشعب، سوف يتم الطرد بالقوة  والمساءلة القضائية  عن طريق العدل والقانون عن الاخطاء الجسيمة  في فترة حكمهم اللعين…. 
حتى لا يضيع الوقت الثمين على الوطن، في التراهات والمهاترات والقيل والقال  ويفلس وندخل في حلقات مفرغة  ندور فيها إلى ماشاء الله تعالى، ليست فيها ابواب نجاة ولا مخارج حتى نخرج منها ناجين بسلامة  نتنفس هواء الحرية والخلاص من هؤلاء الأدعياء

يحز في النفس المهاترات والمعاناة وأتساءل مع النفس هل تضحياتنا على مدى 35 عاما التي أخذت نصف العمر في المعارضة والكر والفر ومطاردات فرق الموت، اللجان الثورية، بالخارج والنجاة منها في سبع محاولات إغتيال والرجوع إلى ليبيا والسجن عدة مرات وحجز جواز السفر والمنع من السفر مثل الآخرين من أبناء الشعب المرضي عليهم،  والحرمان الشديد من رؤية الأهل والأولاد لسنين وهم بالغربة يعانون وأنا مبعد محروم ممنوع من السفر

جميع الأحلام والآمال بالعيش بعد الثورة في امن وأمان وراحة البال متقاعدا في وطني حرا كريما استطيع السفر والرجوع بدون قيود وإرهاب ومنع متى أشاء، واتحصل على حقوقي وأملاكي التي تم الاستيلاء عليها بقوانين مجحفة  حتى أعيش متقاعدا بقية ايام حياتي في بحبوحة من العيش وسعيدا

جميع هذه الامال والأحلام  أصبحت  خيال،  ونفاجأ بهؤلاء أشباه الرجال الذين كانوا يملؤون الدنيا ضجيجا بالوطنية والمصداقية انهم ثعالب ماكرة، همهم الحصول على المناصب لتمرير أجندات خاصة بالغير من القوى الخفية العالمية والمحلية ونحن صامتون ننتظر بدون اي مواعيد محددة عن  متى يتم الدفع لنا؟؟

نحن شرفاء الوطن والغربة،  نطالب بالحقوق التي مضى عليها الآن  35 عاما، أليست بامر مؤسف ومأساة  هذا التأخير؟

ان تدور الامور وتحيد الثورة المجيدة عن المسار ونصبح كرة يلعب بها كل من هب ودب من الصعاليك وأراذل الوطن، ونحن قادرون على الرد ولكننا نختلق  لهم الأعذار الواحد وراء الآخر عسى ان يفهموا!   ننتظر أن يتم الامر بالتفاهم والمنطق ولانريد التمرد ولا افتعال المشاكل والعداوات حيث تكفي  الطاقات و الدماء التي راحت هدرا!!! 
لا تدفعونا إلى التمرد فنحن نطالب بالحق والحقوق المشروعة ولسنا لصوصا سارقين مثل الكثيرين من أزلام النظام والطحالب  الذين يعبون الملايين بدون وجه حق، مع العلم انه لدينا جميع الإمكانيات للرد بالحوار والمنطق وإذا تطلب الامر بالقوة، لا تدفعوا بنا إلى المهاترات فقد قلعنا وأطحنا بالسابق بالطاغية القذافي وأعوانه وكتائبه، وسهل علينا معاودة الكرة في سبيل الحقوق المشروعة، والعيش كرام لكي نتمتع بخيرات وطننا ليبيا… 

المؤامرة مستمرة اليوم والغد ولن تتوقف وتنتهي بسهولة طالما الكثيرون طامعين في الحصول على الثروات بدون جهد ولا عرق…  لقد تعود معظم ابناء الشعب على قبض المرتبات بدون وجه حق مما إستشرى الحرام في الدم… 

ختم الله تعالى على قلوبهم وأسماعهم بالوقر والدنس حتى أصبحوا لا يميزون الخبيث من الطيب… نحتاج إلى توعية عامة للجميع حتى يعرفوا الايمان الصحيح، وأن الحياة جهاد وكفاح بشرف ونهايتها ارث مشرف للأجيال القادمة !

انها مؤامرة كبيرة لا اريد الخوض في الكثير من فصولها  واعطاء المعلومات الهامة عما يدور في الساحة الفعلية من صراع قاتل بين الاطراف المتنازعة في الخفاء بهدوء وفي  العلن اصدقاء، وعن الخبايا والدسائس  والتحايل والطعن في الظهر!

 انا شخصيا لا أريد ان اكون لاعبا ضمن اللعبة السياسية الليبية الآن، فقد قررت التقاعد والابتعاد عن الأضواء ومشاهدة المسرحية السمجة  كمتفرج من بعيد وليس ممثل!! فأنا شخصيا لا أصلح  الآن للدور لعدة أسباب عديدة أهمها عامل السن والمرض  فأنا الآن في السبعين من العمر، وليست لدي القوة ولا النشاط ولا الحيوية كما كنت من قبل  أيام الشباب…  والله الموفق

     رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment