بسم الله الرحمن الرحيم
من كثرة المواضيع المتعددة والمتنوعة في الأخبار والبيانات والشؤون العالمية، الخواطر والخلجات اليومية تزاحمت في الذهن والنفس في الآونة الاخيرة مع بعض حتى لم اعد قادرا على التفريق بين الغث والسمين بسهولة وسرعة كما كنت من قبل ايام الصغر والشباب والرجولة وبدايات الكهولة… كنت حاد الذكاء والبديهة أستطيع الفهم والإدراك والرد الشافي الوافي في لحظات سريعة…
راجعت الفكر جيدا وعصرته عصرا شديدا متأملا في اغوار النفس لأخرج بنتيجة ما… عما يعتريه في هذه الشهور والأيام الاخيرة من حب وحنين، من عشق وجنون، من عنف وكره، من شراسة وحب الانتقام من الذين يستغلون الفرص ودم الشهداء للوصول إلى القمة وهم أدعياء أراذل القوم أشباه رجال…. من احاسيس ومشاعر نبيلة… من… ومن… ومن… ؟؟ ولم اصل إلى حلول…ولم اعرف السبب مهما حاولت الوصول لنهاية الامر…
وصلت إلى قناعة بالنفس ان الصمود والتحدي السافر للعدو القوي الشرس مثل الطاغية القذافي المقبور يعتبر نوعا من انواع الجنون نظير الرغبة في الانتقام، حيث نوعيته "يخاف ولا يتحشم" حسب مثلنا الشعبي الليبي وأحسن شئ للقضاء عليه الصمت والعمل السري المنظم الموحد بين جميع القوى… هو الذي يطيح به مع مرور الوقت والزمن…
وصلت إلى قناعة بالنفس ان الصمود والتحدي السافر للعدو القوي الشرس مثل الطاغية القذافي المقبور يعتبر نوعا من انواع الجنون نظير الرغبة في الانتقام، حيث نوعيته "يخاف ولا يتحشم" حسب مثلنا الشعبي الليبي وأحسن شئ للقضاء عليه الصمت والعمل السري المنظم الموحد بين جميع القوى… هو الذي يطيح به مع مرور الوقت والزمن…
هذا الذي حدث عندما تضامن الجميع في وحدة واحدة قوية ضده عندما زادت الضغوط عن الحد عندما انفجر الشعب بقوة وحاول الفاسق المجنون بكل الجهد المقاومة بالترهيب والترغيب ولم يستطيع اخماد المسيرة والحق عن الظهور بقوة والعمل على وقف سقوطه من القمة إلى القاع! مهما حاول هو وأعوانه من خداع…
جنونه صفاته كثيرة وله شروحات عديدة ومعايير يوزن بها… ومقاييس يقاس بها فأي انسان يدعي العبقرية وحدة الذكاء بإفراط، لو زاد عن الحد في الغرور والصلف والضغط على الشعب معتقدا أنه على الحق والصواب يمشي ويسير… ينقلب فجأة إلى جنون ويردد الكثيرون ان هذا الانسان او العبقري مجنون من خلال التصرفات الغريبة التي تبدر منه في بعض الاحيان عفويا بدون ان يدري !!!
والواقع هو سليم العقل ولكن التصرفات العفوية التي ظهرت عليه بين الفينة والأخرى هي التي جعلت الناس يحكمون عليه بالجنون ويتباعدون عنه خوفا من اي تصرف خاطئ تجاههم وهو عاقل متزن أكثر من الكثيرين في بعض الأحيان… مما تجعل منه وحشا يريد الانتقام على الوصف له بالجنون ويتمادى أكثر وأكثر !!
إنني دائماً عندما أحاول الكتابة بعمق من الروح والنفس اتصور نفسي انني أنا الضحية حتى استطيع تسطير الاحداث بأحاسيس نابعة من الذي حدث ومر بنا من محن ونكبات ومعاناة وتعب بصورة جيدة تعبر بالمطلوب كتابته وتوصيل المعلومة الصادقة عما مررت به من صراع بين الحقيقة والخيال…
لانه في نظري الحياة عبارة عن طريق طويل للباحث المجد مهما طال له نهاية ووصول للمعرفة والعلم لمن يبحث عنهما بجد…
أما الانسان العادي والغافل الجاهل يعيش فترة الحياة على الهامش يأكل ويشرب يعمل بجد مثل الآلة، يفرح ويحزن مثل اي انسان اخر من البشر، يتزوج ويخلف ذرية من الأبناء، يعيش فترة قصيرة او طويلة بهذه الحياة الصعبة التي طغت عليها المادة وتزداد كل يوم إلى الأسوء، والنهاية الموت والفناء من غير ان يخلف اي إرث ذكرى عاطرة يذكر بها بالخير…
الوصول للقمم يتطلب تضحيات جمة بلا حدود تحتاج إلى معطيات كثيرة اهمها الايمان بالفكرة وتحديد الهدف والسعي له مهما كلف الامر من وقت وجهد مع التمني بأن يلازم الحظ حيث هو احد الأساسيات للفوز والنجاح…
الوصول للقمم يتطلب تضحيات جمة بلا حدود تحتاج إلى معطيات كثيرة اهمها الايمان بالفكرة وتحديد الهدف والسعي له مهما كلف الامر من وقت وجهد مع التمني بأن يلازم الحظ حيث هو احد الأساسيات للفوز والنجاح…
فمن خلال تجربة الحياة العملية التي عشتها أكثر من نصف قرن مضى… شاهدت ومررت بالكثير وأتيحت لي الفرص بمعرفة كثير من الحالات ووصلت إلى قناعات انه لاشئ يتم الحصول والوصول له من غير دفع الثمن الغالي من الجهد والعرق او السهر في الاطلاع والمتابعة أو دفع المال في الكرم الحاتمي حتى يتحصل على الشهرة ويعرف في كثير من الأوساط … يخلق بطانة من المعارف والأصدقاء للتأييد وقت الانتخابات والترشيح حتى يضمن النجاح والفوز بالمنصب…
والمخترع العالم يحتاج إلى التركيز وراحة البال مهمة بدل التفكير في مسائل الحياة اليومية التي تجعل الفكر والعقل غير صافي وبذل الوقت الثمين لعمل التجارب التي الكثير منها يفشل، ولكن لا يأس ولا توقف حتى يصل يوما الى حد الكمال…
والحر المناضل الشريف يحتاج إلى بذل المزيد… الروح والدم للحصول على الحرية والانعتاق من الظلم والارهاب حتى يتحصل ويصل إلى الهدف الذي يؤمن به عن يقين وقناعة… والذي بدأه بأول خطوة مع غيره، طالبين الحقوق المشروعة وهي الحرية والعدل والمساواة…
كثيرون من البشر لا يفهمون الوضع يعتقدون ويتمنون الجاه والثراء ان يهبط عليهم فجأة من السماء ولا يسألون أنفسهم سؤالا بسيطا ماذا عملوا وقدموا لصالح البشر أو مواطنيهم حتى يتم اختيارهم من قبل الآخرين ويصبحون في المقدمة والقمة؟؟؟
أليس هؤلاء بمجانين ؟؟؟ حيث الجنون تعريفه صعب على الكثيرين وسهل لمن يفهم من العارفين ذوي التجارب والخبرات بالحياة… لان الكثيرين يعتقدون ان المجنون هو الانسان الفاقد للعقل، مثل الدابة والحيوان المتوحش، ممكن بغتة أن يهجم ويقتل ويلتهم أي انسان أو حيوان يتحرك بسهولة، لقاء الجوع او الدفاع عن النفس…
اما التعريف السوي الآخر للجنون هو الحب والعشق القوي بلا حدود والجنون بالشئ والهدف وهذا الامر في نظري سمو وحضارة لا يستطيع فهم معانيها الا القلائل ذوي العقول الصافية الذين ينظرون للأمور من زوايا اخرى ثانية تختلف عن رؤية الآخرين…
دائماً كنت أتساءل بيني وبين نفسي لماذا يوصف الطغاة بالجنون وهم عباقرة في كثير من الاحيان… لديهم القوة والبلاغة في الخطابات والكلام المقنع في السيطرة وخلق تنظيمات وتوحيد المجموعات من الرجال الذين يؤمنون بكلامهم وخطبهم ماضين معهم الى آخر المشوار حتى النجاح أو الفشل…
هؤلاء القيادات والتاريخ به المئات بلا عدد… نحن مهما درسنا وحاولنا المعرفة لا نعرف منهم الا القلائل الذين كتب عنهم المؤرخون، بالسالب او الموجب سواءا كانوا صالحين او طالحين اشباه رجال مهما كان الوصف لهم، يتميزون بصفات القيادة المميزة التي لا يتحلى بها الكثيرون من المناضلين البشر…
لا استطيع الحكم الصحيح مهما قرأت من الكتب عن سيرهم الخاصة ولا أستطيع التجني والقول ان الحظ ساندهم حتى وصلوا للقمة بطريقة او اخرى… لكن أنا مؤمن ان لديهم صفات معينة خاصة ومواقف قوية تفسر بتفسيرات كثيرة سواءا وطنية أو قومية أو جهوية مما جعلت الشعوب تسمعهم وتهتف وتصفق وتؤيد!!!
والأتباع المخلصون مضوا وراءهم مثل القطيع وراء الراعي مخدرين بقناعة نتيجة الطمع للحصول على المنفعة والمصالح الخاصة… الجاه والمال والسلطة المطلقة، هو الدافع القوي الذي جعلهم يتبعونهم إلى النهاية بدون اي سؤال لمعرفة لماذا نحن تبع تابعين الا من القلائل الذين تورطوا غير قادرين على التخلي عن المسؤوليات وبالأخص الذين شاء الحظ وإطلعوا على الكثير من الاسرار خوفا من التصفيات الجسدية…
هل نحن نؤمن بالطرح لهذه المقولات؟؟ واذا وصلنا هل نحن قادرين على تحقيقها، وهل قادتنا لا يستغلون الفرص ولا يصابون بالغرور والصلف ويصبحون طغاة مع الوقت والنفاق… أسئلة كثيرة تحتاج إلى أجوبة شافية …
لكن نتيجة النشوة وحب الفوز والنجاح لا أحد يسأل اي سؤال وهذه مصيبة من المصائب التي جعلت حكاما كثيرين يسومون شعوبهم ظلما، يقودونهم إلى الهلاك والموت نظير التصفيات والقتل لأبناء شعوبهم بدون حساب نتيجة الزهو والعظمة والدفاع عن كرسي الحكم في حالة اي شك بسيط او اتهام باطل بدون التحقيق الكامل حتى يتأكدوا من الجرم، هل هو صادق أم نتيجة كيد وثأر وانتقام من الضحايا البائسة؟
أخطاء الطغاة كثيرة نظير الغرور والصلف التي أوصلتهم إلى الحروب المدمرة والتى أكلت الاخضر واليابس وحصدت ارواح الآلاف او الملايين لقاء تحقيق امنيات وأحلام لا تتوافق مع الواقع عفى عليها الزمن وانتهت واصبحت من الماضي الذي لن يرجع إلى ماشاء الله تعالى…
حيث الآن تغيرت الصورة وتقدم العالم والبشر بالعلم والمعرفة والاطلاع المستمر على الفيس بوك وجميع برامج الحاسوب العصرية التي من كثرتها يعجز الانسان الذي يحب المعرفة والاطلاع على متابعتها بدقة…
خواطر كثيرة متلاحقة كما قلت في البداية السمين والغث تحتاج إلى وقفة وتأمل… الى تمييز ومعرفة الصالحة من الطالحة والفرز السليم حتى لا يخطأ الانسان ويتصرف عفويا بدواعي العاطفة والشعور بالشفقة والعطف التي تؤدي في بعض الآحيان إلى السقوط فى المتاهات والهلاك والتي هي جزء كبير من حياتنا نحن العرب…
حيث سهل الانزلاق في الأخطاء بسهولة نظير عدم الفراسة والتسرع والاندفاع في إبداء الرأي والقرار بدون الصبر والتأني والدراسة الشاملة وخصوصا في القرارات المصيرية المهمة الخاصة بالوطن والتي تحتاج إلى حكماء شيوخ ومستشارين أكفاء ودراسات مهمة قبل إبداء الموافقة او الرفض حتى لا يخطئون…
الكثيرون من الرؤساء والحكام الطغاة لا يستشيرون الامر مع ذوي الامر… يتصرفون من عندهم في قرارات مصيرية فيها الحياة والموت متلازمين، وعندما يضرب الفأس الرأس بقوة نظير الفشل والهزيمة النكراء يحاولون التخلي والتنحي وكأن العملية تجارة بيع وشراء ومكاسب وخسائر مادية سهلة ممكن تعويضها!!!
يحاولون الإيهام لابناء الشعوب انهم غافلون معتمدون على غيرهم من الأعوان الثقات يرمون بالتهم جزافا عليهم حتى يقع عليهم اللوم ويصبحون ضحايا وأكباش فداء يتحملون المصائب بدلا عنهم…
أليست بأمر مؤسف ومأساة ان يقوم هؤلاء الضحايا بالتضحية عن الطغاة حتى ينتقم منهم الشعب أو تلوكهم الألسن بالسباب واللعنات بدلا عنهم؟؟ يقلبون الامور يخبث ومكر وتحايل من هزيمة إلى نصر… كما حدث في نكبة العرب في حرب النكسة عام 1967 التي ستظل وصمة عار في تاريخ العرب إلى ماشاء الله تعالى تذكرنا بذكريات أليمة عن ما وقع من آحداث جسيمة وعن الشهداء الجنود المصريين الابرياء المظلومين الذين لقاء الواجب وتنفيذ الأوامر الخاطئة من قياداتهم، ضاعت دماؤهم هباءا منثورا من اجل الله والوطن… والله الموفق !!!
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment