Friday, September 27, 2013

المعرفة والعلم 32


بسم الله الرحمن الرحيم 


         قول مأثور وحديث شريف عن سيدنا محمد رسول الله تعالى الذي  قال فيه (اطلبوا العلم ولو في الصين)… لم يقل هذا الحديث من فراغ  بل وحي يوحى له  من الله عز وجل لزيادة المعرفة والإجتهاد للمؤمن،  والحث على طلب العلم  في أبعد نقطة بالعالم المعروف في ذاك العصر والقرون الماضية  للبشر، الذي وقتها لم تكتشف الأمريكتين، ولا العديد من المجاهل والقارات بعد، بالعالم وكان ابعد مكان في المعمورة هو الصين
وأثبتت الايام ان الصين  لها الباع الكبير في جميع الاعمال والصناعات المستقبلية التي تحتاج إلى كثرة اليد العاملة، حيث وصل تعداد الشعوب الصينية إلى أكثر من مليار ومائتين مليون نسمة وفي الزائد التعداد مع الوقت، من جميع القوميات والأعراق !!! 
حيث في نظري الجنس الأصفر هم  شعب يأجوج وماجوج الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم المجيد، الذين سوف  يسيطرون على العالم في النهاية،  واحدى علامات قيام الساعة، من كثرتهم وكأنهم جيوش بلا عدد من النمل تأكل الأخضر واليابس حسب الآية الكريمة،   بسم الله الرحمن الرحيم "حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ" صدق الله العظيم
الصينيون لهم سمو وحضارة  كبيرة عملاقة في التاريخ القديم سادت ثم بادت مع مرور الزمن، فقد كانت غائبة مهمشة، فهم بناة السور العظيم  الذي يعد احد عجائب العالم القديم، والآن في نهاية القرن العشرين بدأت الدائرة تدور وترجع كسابق العهد بترجيع المجد والوصول والحلول في المقدمة بعد ان نفضت عنها غبار البؤس والفقر وتعاطي الأفيون… مما جعلتهم يبصرون ويقفون على أرجلهم متحدين مع بعض في وحدة ويصبح لهم الشأن والمكان في الصدارة مع بقية الأمم في العالم….
هم أول الشعوب التي لها العديد من الاختراعات أهمها اختراع البارود والديناميت، اللذان لهما حسنات وأفضال جمة في شق الطرق وبناء السدود، وآلة دمار في الحرب والقتل والخراب، ومسائل ومواضيع  أخرى بدون عدد
وبلاهم الرب القادر، عندما زادوا عن الحد في الجبروت من أباطرة طغاة  حكموا شعوبهم البائسة  بحد السيف بالضعف والتشرذم إلى فئات وشعوب صغيرة  قليلة حتى ضاعت الامبراطورية الضخمة وأصبحت في خبر كان!
 مما تم  إستعمارهم  سنين عديدة من قبل قوى خارجية  تحكمت فيهم بإثارة الفتن بين فئاتهم  وصفوفهم  ومساندة مجموعة ضد الاخرى حتى لا يتوحدوا في اطار واحد وقيادة واحدة موحدة  لانهم يعرفون مكامن القوة لديهم ….
المستعمرون الأوربيون وضعوا مخططات ودراسات لاستمرار الحكم لهم بإشاعة تداول الأفيون والمخدرات في أوساطهم  مما تخدرت الشعوب الصينية  بالتعاطي وأصبحت مشلولة عن العطاء والنهضة والتقدم
حتى ظهر الزعيم ماوتسي تونج  من اوساط الشعب الفقير  وتمرد على الاوضاع المزرية والفقر والتأخر، وبدأ المسيرة الكبرى مكتسحا كل من قاوم من الخصوم  بالقوة  حتى وصل إلى الهدف وتم تحرير الصين العظيمة
الزعيم ماوتسي تونج  بطل الصين صاحب المقولة الشهيرة (مسيرة الألف ميل تبدأ بأول خطوة)  بقيادته ملايين الفلاحين البؤساء المساكين الفقراء الذين تبعوه إلى آخر خطوة  نظير  كفاءته وشدة عزيمته وعدم تراجعه في القرارات الخطيرة
نجح في ثورته العاتية ضد الاستغلال  الذي كان في أبشع معانيه، طهر الصين بالجبروت والقوة وطرد المستعمرين الأجانب شر طردة خارج أسوار الصين العظيمة… وقام بمحاكمات في العلن لجميع الأذناب العملاء المحليين  الذين ساندوا الأعداء المستعمرين وتم القصاص والاعدام بالجملة في جميع أنحاء الصين… مما خاف الجميع وإرتعب وأصبحوا مطيعين يحترمون القانون  من قيادة الحزب الشيوعي، وجعل الصين في سنوات قليلة تنهض من الضعف إلى القوة  حتى أصبحت دولة يحسب لها ألف حساب
نهض التنين الضخم الصيني  من التخدير والسبات المفتعل  والنوم المفروض  المرغم عليه بالمخدرات والأفيون  وتسهيل قانون من قبل القوى الخفية والتعاطي مما جميع أبناء الشعب القادرين أصبحوا مدمنين لا فائدة منهم حتى ينهضوا ويتقدموا وهم مرضى بالتعاطي بدون نشاط،  غير قادرين على العمل وبذل الجهد
 تقدم الزعيم ماوتسى تونج  الصفوف بسرعة على الجميع نظير الاصرار والتحدي للغرب والشرق في عدة سنوات من الجهاد والصبر وأغلق أبواب الصين على اي غريب جاسوس  حتى لا يندس العملاء وتضيع الثورة التصحيحية نظير التجسس والتعاون مع البسطاء الضعفاء نظير الحاجة للمال أو المركز
 أصبحت الصين دولة  موحدة واحدة بالمقدمة وقوة عالمية بسرعة   تمتلك سلاح الذرة،  تزاحم   الأقوياء على الصدارة  بعد ان كانت  مخدرة تغط في النوم  بآخر الطابور عاجزة  وغير قادرة  حتى على إعاشة نفسها
الصين بالعلم والصناعات العديدة والتبادل التجاري في جميع الاسواق العالمية أثبتت وجودها على الواقع… بجودة البضائع حسب الطلب وبجميع الدرجات والأصناف في النوعيات  من الممتاز إلى المتوسط أو الأقل في الصنف  والجودة مما يمنح للشاري الخيار في اختيار النوعية التي يفضلها
بالإضافة إلى ذلك رخص الأسعار التي لا يستطيع أي أحد منافستها، نظير كثرة العدد حسب المثل الشعبي الذي يقول (الكثرة تغلب القلة)  والآن تجارتها رائجة مهيمنة على معظم الاسواق العالمية بالبضائع والمواد المصنعة العديدة التي يحتاجونها للإستهلاك اليومي
لولا الضبط والربط والقسوة المفرطة، والتضحيات بأرواح الملايين، ووضع الدراسات الجيدة والمخططات السليمة للبناء والتشييد والإعمار الكبير لخلق فرص عمل للجميع، لما كان وجه الصين ليتغير إلى الحداثة والتطور للمستقبل! 
حيث من غير ديكتاتورية التنفيذ  والتضحيات الرهيبة في السنوات الاولى بملايين البشر المواطنين الذين سقطوا موتى في ثورة التصحيح الكبرى… والذين قتلوا اعداما ببرودة أعصاب بسبب عدم تنفيذ الاوامر الصارمة من قبل الحزب الشيوعي الحاكم، لكانوا في نفس الحال السابق مخدرين ولم يصلوا في الوقت الحاضر  إلى هذا الحال المزدهر  والتقدم المبدع  الرائع!
العلم والعمل بجد بالعرق والجهد والدم،  والتنافس مع الآخرين في الوصول إلى القمم جعلهم في المقدمة والعالم جميعه محتاج لصناعاتهم العديدة من جميع الأشياء حتى يستمر في النهضة والتقدم…  فالصينيون يؤلفون الآن خمس العالم في تعداد السكان! 

ونحن كشعب ليبي حتى الآن حوالي سبعة ملايين نسمة  فقط، نعتبر كعدد مواطنين حي من أحياء العاصمة بكين أو قرية من قرى الصين، أصابنا الشيطان الرجيم بالصلف والغرور   نعيش في ضيق ومعاناة، تائهين في حلقات الوهم والغم بدل التقدم
 كل يوم نتأخر خطوات للخلف…  ولدينا جميع المؤهلات والإمكانيات المادية والذهنية للنهوض والتقدم… مخدرين, معظمنا يحلم بالثراء ويقبض المرتبات بدون وجه حق  كل شهر وكأنه حق مكتسب، بدون بذل الجهد والعرق، ضمن خطط ودراسات شريرة من قوى خفية عالمية ومحلية حتى  نتخدر ولا  ننهض
تركنا ديننا القويم الاسلام الذي يدعو إلى عبادة الله عز وجل والوحدة والتضامن، وتطهير القلوب من الدنس ووسوسة إبليس الخناس الوسواس،  والعمل بجد ضمن خطط ووضوح الهدف  ضمن الحلال والصدق بضمير، حتى يوفقنا الله تعالى ونفوز وننجح ونتقدم بدل من العيش في التراهات والمتاهات… نحن ندور في نفس الحلقات الفارغة بدون تقدم، نظير الفراغ وأشباه الرجال يقودوننا إلى الهلاك
نحن في  حاجة ماسة  إلى زعيم جيد شرس بطل جبار (دكتاتور)  عادل يسوس الشعب بالقوة مثل الزعيم ماوتسي تونج حتى يلجم ويقطع ألسنة ورؤوس  الادعياء المتاجرين بقضية  الوطن لكل من هب ودب،  ويحافظ على  أرزاق المجتمع من ان لا تستباح هدرا لدى المنافقين ووتضيع في جيوب السماسرة
فهل آن الوقت ان  يكرمنا الله تعالى برجل صالح قوي شرس عادل؟   يصل هذا البطل للقمة ويصبح صاحب القرار…  لنرتاح بدل تضييع الوقت في صراعات  سياسية مبنية على الطمع والحصول على أكبر قدر من الخيرات بالحق او بدون الحق… لا تغني ولا تسمن من جوع والنهاية الدمار والخراب للجميع

      رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment