بسم الله الرحمن الرحيم
الحياة حلوة ومرة، تعتمد اعتمادا كبيرا على شخصية الانسان الراشد وحسن التصرف في اي امر وموضوع… ومعاملة الآخرين بالخلق الجيد والمعاملة الحسنة وان يكون صادقا في الوعد وفيا في العهد حتى ينال الثقة الغالية التى تمثل احدى الأساسيات لطول العشرة ودوامها بين الاصدقاء والرفاق، إلى ماشاء الله تعالى !!!
أما عن الأقارب وذوي الدم، ففي نظري ليس للإنسان الاختيار حتى يقرر التواصل لانه تحصيل حاصل، ان يستمر في الأخوة والصداقة أم يتوقف وتصبح العلاقات مبنية على التقدير والاحترام من بعيد لبعيد بدون التواصل مما مع الوقت تخمد وكل طرف يصبح في حاله…
ومرة علقم في حالة حدوث المشاكل القوية مع المعارف الذين تربطهم صلات القرابة والدم الذي في نظرنا نحن العرب لايمكن تحت اي ظرف مهما حدثت من مشاكل وعراك لا يمكن ان يصبح الدم ماءا سهلا التنازل عنه ببساطة حيث صلات القربى والدم واللحم دائماً لا تهون ولايمكن جزها بالسكين ببساطة من غير ألم قاتل وعواقب كبيرة لا تنتهي مع الايام بل تظل متوارثة بين الأبناء والأحفاد عشرات او مئات السنيين…
هذه مسيرة الحياة بين الحلوة والمرة وعلى الانسان العاقل ان يعرف كيف يمشي بحذر على اللوح الممتد بين الجبلين حتى لا يخطأ وينزلق ويسقط في الهوة… يسقط في متاهات وحفر غصبا عنه نظير امور كثيرة ممكن في لحظات السهو او الاندفاع والغضب والغيظ قد تؤدى به إلى التهلكة، وبعدها يندم على ما فعل في ساعة الغيظ والغضب… ولكن صعب الاصلاح فقد تم شرخ الحياء… وتحتاج الجروح لوقت طويل حتى تلتئم وتشفى من الوجع ويتم النسيان وإعادة الامور صافية من جديد عسى ان ترجع كسابق العهد…
لقد أخطأت في حق البعض في بعض الأحيان مع البعض من الرفاق والأصدقاء نظير الاعتماد على بعض الثقات ايام النضال الذين كنت اعتقد انهم صادقين أوفياء، والذين دسوا الأكاذيب عليهم نظير الغيرة والحقد والحسد حتى لا يأخذون أمكنتهم مع الوقت لان الفكر لديهم ضحل أغبياء، لا يعرفون حسن التصرف وأن الدس والكيد والكذب عمره قصير وبعده سطوع الحق والحقيقة والفضح ونزع الثقة التي هي الأساس في المعاملة الجادة الصادقة بين الإخوة والرفاق…
إكتشفت الامر ولكن بعدما ضرب الفأس الرأس وأصبح من الصعب رأب الصدع الذي بدأت به نظير الغيظ والغضب والتسرع بدل التريث وحاولت الاصلاح والتأسف والإعتذار من القلب على ما حدث من اخطاء، ولكن البعض رفض المصالحة الصادقة والتسوية بأمانة وصدق وقبول الاعتذار…
وحاولت قدر الإمكان عديد المرات مع رسل ثقات للمصالحة، ولم اجد القبول مما تراجعت عن الامر ولم أكرر الموضوع لان بعض العقول والنفوس الجاهلة تحب الإذلال للغير وجعلهم يتوسلون عندما يخطئون، وأنا شخصيا لست من هؤلاء البشر، لا أحب الاذلال مهما كان… اعترف بالخطأ وأحاول الاعتذار بمصداقية وشرف كرجل بدون خوف ولا طمع…
واذا رفض الطرف الثاني وامتنع عن قبول الاعتذار والصفح والمسامحة بضمير واع وتجبر وتكبر… أتركه في شأنه ولا أهتم به تاركا الموضوع للزمن…لأن نوعية هؤلاء في نظري يستحسن البعد عنهم… حيث قلوبهم مغلفة بالحقد والحسد يعتقدون انفسهم انهم مظلومون وعلى الحق… وهم على خطأ نظير الكبر والغرور والصلف… أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق، لأن الانسان المؤمن طاهر القلب يرضى ويسامح بسرعة مهما كان الخطأ… لكن هؤلاء غير قادرين على المواجهة وقبول الاعتذار والسماح…
الحياة حلوة ومرة مثل خط الكهرباء السالب والموجب الذي يشع بالنور معا، واذا غاب احدهما مثلا، فتيار الكهرباء ينقطع وعندها لا يشع النور بالضوء ونصبح في الظلام غير قادرين على الحركة… او مثل الطعام يحتاج إلى الملح وبعض البهارات الحارة حسب المذاق للبعض المتعودين عليه، ولكن بدون افراط وكثرة، حيث الكثيرين لا يحبون اكل الطعام الحار جداً أو بدون ملح لا يستطيعون الاستساغة ولا الاكل براحة… وانا من ضمنهم لا أستطيع الأكل ولا التذوق بدون الملح او للحار جداً لأن المعدة لا تحتمل…
حيث طوال العمر والوقت احب الاعتدال في كل شئ بهذه الحياة، بدون تكبر ولا تطرف ولا استعلاء على الغير من البشر، مؤمنا بالقضاء والقدر حامدا شاكرا الرب الله عز وجل على جميع العطايا والنعم التي وهبها لي بدون حساب ولا عدد خلال سنوات العمر…
مما سعدت في حياتي المهنية العملية والشخصية مع العائلة والجميع، ومهما سقطت في هوات الضيق والأخطاء وعانيت المعاناة والضيق الشديد في مراحل عديدة من حياتي وبالأخص أوقات النضال وكنت قاب قوسين أو ادنى من القبض والأسر او القتل والإغتيال ببساطة من القتلة الغادرين بحجة الحفاظ على امن الدولة الفاسدة المهترئة…
كنت أتوجه الى الله تعالى داعيا طالبا الرحمة والغفران والفرج من الضيق والحمد لله تعالى برضائه ورضاء الوالدين والناس نظير عمل الخير، طوال الوقت كان الفرج يحل بسرعة وتنتهي الأزمات وتزول الغمم وتصبح في فعل كان ماضي مما أسعد وأفرح…
ان الكثيرين ينظرون للحياة بمناظير الشؤم والحزن نظير المرارة والضيق والمعاناة لأنهم ضعفاء الإيمان والعقيدة ليس بقلوبهم القوة على الصبر وترك الامور تجري في معيتها وأعنتها حتى يأذن الله تعالى بالحل الوافي الشافي… نسوا وتناسوا ان الحياة جمالها في الكر والفر… يوم لك ويوم عليك… والسعيد في هذه الدنيا الفانية من أطاع الله تعالى بقلب سليم حتى رضي عنه وفتح أبواب الخير أمامه بدون حساب…
الحياة دورة تدور إلى ماشاء الله تعالى وبين الفينة وأخرى من اللحظات وليست الدقائق ولا الساعات تنتهي حياة البعض في العيش بها… يموتون ويذهبون ويرحلون الى لقاء الرب الكريم الخالق الواحد الأحد ويولد المواليد الجدد لإعمار الارض من جديد… تتجدد طوال الوقت في كر وفر بدون توقف ولا عطل إلى ان يشاء الله تعالى ويأمر الأمر الإلاهى بالنفير ان يدوي عاليا إيذانا بقيام يوم القيامة…
لم أطلق اي اسم او عنوان على هذه الصفحات حيث جفت لدي الملاحظات والمصطلحات من كثرة الكتابة عن كثير من الأشياء والتى تخصنا نحن الليبيين في العمق، نظير المعاناة فقد خرجنا من المعركة القاتلة وتم النصر في الثورة،
ولكن بدلا من الاصلاح دب الفساد والإفساد وأستشرى بالنفوس وبدلا من حلول الطهارة وتطهير الفاسدين، أتينا بأراذل ومفسدين وجعلناهم حكاما وأصحاب القرار، يفعلون ما يريدون لمصالحهم الخاصة والاجندات التي على طول الوقت تجعلنا فقراء على جميع المستويات من الجيوب والبطون، أليست بمأساة ؟؟؟
لم اكن اتصور ان الثورة المجيدة تحيد عن الطريق الصحيح وتتحول إلى طرق فرعية شائكة لا نهاية لها مثل المتاهة وإلى الآن لا نزال تائهين نتخبط لم نصل إلى بداية الطريق السليم نظير الضغوط والمعاناة من البعض الذين يدعون الثورية وهم أزلام وطحالب النظام…
لم نسأل أنفسنا سؤالا واحدا صريحا حتى نستيقظ من الحلم، ماذا حققنا حتى الآن ؟؟ فعلا قضينا على رأس الحية وقطعناه ولكن بقية الاذناب مازالت باقية في جميع الإدارات هي التي تقرر وتحكم كما تراه وترغب، الفساد مازال ضاربا أطنابه ولم يتغير الوضع طالما لا وجود لدولة ولا دستور ولا قانون قوي يلجم كل من اخطأ بالحق والقانون… وليس لها الهيبة فالجميع يعيشون في مرحلة قلقة واستهزاء!
انه لدي الكثير مما اريد قوله عندما أتطلع للساحة بنظرة شاملة وأشاهد العيب بل العيوب الكثيرة والناس الجماهير صامته سكارى وما هم بسكارى ولكن الجبن والخوف او المال الحرام إستشرى بالبطون وإختلط مع الدماء مما جفت النخوة بالعروق والشرايين وأصبحوا موتى بدون شواهد ولا قبور…
وا أسفاه على ليبيا الوطن هل بعد التضحيات المريرة وآلاف الشهداء والجرحى والمعاقين من اجل الخلاص نصل إلى هذا الحال المزري المؤسف؟؟؟ انني اكاد اجن من هول الاشياء الخاطئة كيف تستباح ليبيا ونحن غير قادرين على النهوض والدفاع عنها ومازلنا صامتين ننتظر… والله الموفق…
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment