Tuesday, September 24, 2013

الموت والنهاية 30



بسم الله الرحمن الرحيم


     معظم الناس يخافون ويرتعدون من ذكر الموت  وذكر سيدنا عزرائيل الملك الموكل من الله تعالى بقبض الأرواح جميعها لبني البشر، من أخيار وأشرار، يخافون بالمرة ولا يحبذون السماع للمواضيع  الخاصة بالموت مع انه قادم لهم لا محالة أرادوا ورغبوا ام لا يريدون ولا يرغبون تصديقا للوحي الأمين كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم، القرآن المجيد، بسم الله الرحمن الرحيم "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ" صدق الله العظيم 
هؤلاء الذين لا يحبون السماع والإنصات لكلام  الحق حتى يأخذون عبر ونصائح ويستعدون ليوم الرحيل عن هذه الحياة بالتقوى والإيمان والصلاة عسى ان يوفقوا ويرضى عنهم الرب الكريم دنيا وآخرة، حيث الدنيا والحياة عبارة عن فترة قصيرة ومرحلة من المراحل التي يمر بها العبد وان الدنيا فانية زائلة  مهما طالت
هؤلاء  ضعاف الايمان والعقيدة لأن الأمور الإلاهية اكبر من مستوياتهم في العلم لا يستطيعون الاستيعاب والإيمان بها بقناعة من غير اي تشويش ولا اعذار، حيث الموت حق، وأحد اسماء الله تعالى الحسنى (الحق)، ولا يكره الحق غير العاصي او الكافر أو ضعيف الإيمان
ان الموت موضوع كبير لا يستطيع الانسان الغور فيه والكتابة عنه بالتفصيل، حيث لا أحد توفي ومات وبعد فترة نهض من القبر حيا ورجع ليتحدث عن ما شاهده من احداث وحدث اثناء الرحلة حتى يشرح الكثير ويؤكد الكثير مما يقال من البشر،  الا ما تم ذكره في القرآن الكريم في بعض السور والآيات العظيمة التي تؤكد الموت والانتقال لجوار الرب الخالق، والتى تم التذكير  فيها عدة مرات بأن حياة الدنيا مهما طالت وحلت  تعتبر هزيلة تافهة بجميع المقاييس والمعايير امام حياة الآخرة الدائمة… 
هذا الموضوع دائماً يتردد في الفكر وأغوار النفس طالبا من الله عز وجل الهداية والرضاء عني حتى أفوز وانجح في الامتحان الصعب بقوة الايمان والعزيمة والإرادة على حب الله تعالى وإتباع أوامره والبعد عن نواهيه، وطرد الشيطان الرجيم من المخيلة ولا التفكير فيه  طوال الوقت حتى لا يسيطر على النفس اللوامة بأي وسيلة

انني ادرك واعلم عن يقين ان الذي يخاف من الموت وجوار الله عز وجل  هو الكافر او العاصي او الضعيف الرعديد، ضعيف الايمان والعقيدة  حيث المؤمن القوي بالوحدانية لا يخاف أبدا من الموت وبالأخص في الحرب والقتال، يتقدم الصفوف ويبدع في التصدي للأعداء  حتى يضمن الشهادة ويموت في سبيل الله عز وجل… 
نحن المسلمين وهبنا الله تعالى عدة هبات وعطايا وشرح لنا الكثير مما يدور في هذا العالم من احداث وسير وقصص ماضية وحاضرة ومستقبلية ووعدنا بالجنة الفيحاء لكل من يؤمن بالعقيدة المحمدية عن قناعة ورضاء قلب ونفس ويوحد بالله عز وجل انه الواحد الأحد ولا غير مثله حتى نفوز وننجح

ونرى الكثيرين يعرفون ويعلمون جميع هذه الامور ولكن مايزالون في الغي والضلال مستمرون… أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق المبين ونسوا الله تعالى فأنساهم انفسهم… يعيشون على ظهر هذه الارض منشغلين  في امور حياتية وسعادة زائلة وفرح غير دائم، يعتقدون انهم سوف يخلدون إلى ماشاء الله تعالى والموت وراءهم عندما تحين الساعة ينتهي الامر ويموتون ويقبرون وتساؤلاتي التي لم اجد لها أية تفسيرات: هل هؤلاء ليسوا ببشر؟؟ ألا يعرفون القراءة ؟؟ ام يعيشون على الهامش بهذه الحياة والدنيا الفانية… لأن أبصارهم زاغت عن الرؤية الحقيقية… تحالفوا مع إبليس الوسواس الخناس فأعماهم عن رؤية الحق… وتبعوه إلى الجحيم طواعية… إلى دار الهلاك الأبدي… جهنم وبئس القرار! 
لقد طفح الكيل مع الكثيرين من البشر  اللاهين عن العبادة  والذين يدعون الاسلام  وأنهم  مسلمين  وهم بعيدين عنه بعد السماء على الارض… لا يصلون ولا يقومون بشعائره بنفوس راضية مؤمنة مطمئنة… عالما عن قناعة ان الله تعالى هو الحاكم والحكم ان شاء يغفر الذنب وان شاء يعذب ويرمي في النار كل من أجرم
أرتعد وتصحبنى رعشة بل رعشات ودهشة كبيرة لا أستطيع شرح معانيها وتصوراتها  عندما أفكر في عظمة الله تعالى وعطاياه وهباته وهداياه  بلا حدود التي وهبها وأعطاها لنا نحن البشر… والتى تتطلب منا الطهارة والبعد عن الحرام وحسن العبادة والتوبة النصوح من القلب والضمير حتى يرضى عنا ونفوز بالجنة والنعيم ونشاهد عظمة الخالق في الإبداع والصدق في العهد والوعد الذي وعدنا بهما عن طريق أنبيائه ورسله
أخيرا أقول أشهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له، وان سيدنا محمدا رسول الله تعالى الى العالمين وانه آخر وخاتم  الانبياء والرسل للبشر… طالبا داعيا الرحمة والتوفيق  وحسن الختام دنيا وآخرة…  والله الموفق !!! 
            
     رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment