بسم الله الرحمن الرحيم
المصيبة الثالثة عقيدنا المعقد القذافي في ليبيا الثائرة المجاهدة، صاحب المائة لقب آخرها ملك ملوك افريقيا، والذي لو استمر في الحكم سنين اخرى عديدة سوف تصل وتزيد ألقابه من حاشية النفاق والمزايدين والعشاق المغفلين إلى ألف وواحد لقب بدون نقصان، مثل حكايات الف ليلة وليلة، ايام بغداد الزاهية في العصور الماضية .
هذا الطاغي الاهوج المتكبر المغرور الذي تحدى وتصدى ابناء شعبه بالويل والثبور، هددهم عندما ثاروا عليه بالتنحي عن السلطة وترك سدة الحكم، بالمتابعة لهم ( زنقة زنقة ) والانتقام منهم ونسى وتناسى من هو حتى يهدد…
نسى انه صعلوك من صعاليك الزمن عديم الاصل والفصل في ليبيا مدسوس مزروع من قوى خفية حتى لا تنهض ليبيا وتتقدم المملكة الناشئة المستقلة التي بدأت من ضعف تحبو خطوة خطوة مثل الوليد وكل يوم للأحسن… حيث نظير تخطيط كبير من سادته وإختياره للمهمة لدس الفتن وخراب ليبيا والامة العربية هيأت الظروف له من الدعم والمساندة حتى نجح في الانقلاب الاسود سبتمبر عام 1969 م وتحكم في ليبيا مع البعض من الافاقين المغامرين صغار الرتب من الضباط الشباب الغافلين الذين اخذهم الحماس وصدقوا تراهات وكذب وتدليس الرئيس جمال عبد الناصر في الاذاعات وبوقه المجلجل المذيع احمد سعيد في إذاعة صوت العرب الذي من كثرة الكذب والتدليس عمل من الحبة قبة من كثرة الترديد حتى صدقه معظم الجميع الغافلين .
ساند ودعم البعض من حثالات المجتمع المدنيين الغير معروفين وقتها القذافي اللعين بكل قوة لأنهم مجانين في نفس عقليته ومستواه منبوذين من المجتمع حيث هم نشاز خبث ودس الذين ظهروا على السطح معه في الصورة وثورة الفاتح كما سميت وهى انقلاب اسود على الشرعية وسيادة الدستور و القانون…
دفعت ليبيا الثمن الغالي طوال عهده الاسود حتى قامت الثورة المجيدة 17 فبراير 2011 م وتم جثه من الجذر وكأنه يوما لم يكن الحاكم المتسلط الأوحد…
اما الشرفاء الاحرار رجال الوطن منذ البدايات تم إسقاطهم بطرق ملتوية إجرامية بالقتل المدبر فى حوادث سيارات او الموت في هدوء بالحقن السامة، او الدس للسم في القهوة والمشروبات اثناء الاجتماعات او الحفلات من غير الضحايا ان تشعر بما يحاك لهم من ضرر وموت سريع بعد مدة، لإلهاء ابناء الشعب حتى لا يتساءلوا لماذا التصفيات، وأين هم وما مصيرهم ؟؟
تلاشوا في الحياة والسجون او أمواتا أشلاءا بالقبور والبعض ساندهم الحظ وهربوا غصبا عنهم مهاجرين مغتربين عن وطنهم وأهاليهم حتى لا تطالهم اذرعة المجنون من عيون الأمن واللجان الثورية فرق الموت التي في فترة الثمانينات جابت العالم الفسيح ولديها جميع الإمكانيات من المال والدعم الدولي من معظم اجهزة المخابرات العميلة لقاء المال الرشاوي والتعاون في البحث عن هؤلاء المعارضين الضحايا للقتل بشراسة بدون عقاب ؟؟ بل يسهلون الامر للمجرمين القتلة بالفرار ولا يتم القبض عليهم وهم أياديهم ملطخة بالدماء، أليست بمأساة ؟؟؟
الكثيرون هربوا من ليبيا التي مواردها خيالية وثراؤها بدون حدود وبها جميع المؤهلات من الخير والشر، والتي نظير مجونه وجنونه تراهاته ومتاهاته عاث فيها الفساد بدون حدود وفرض بالقوة على الجميع تعليم تعاليم كتابه الاخضر الهزيل الصادر من عقله المجنون، وأي مسؤول اذا كان لا يحمل شهادات القذافي القذرة، لن يتحصل على المنصب ان لم يكن خريجا من المدرج الاخضر في الفقه الثوري ومقولات الكتاب .
والغريب في الامر فى جميع لقاءاته مع الإعلام المحلي والاجنبي والغير من الرؤساء والحكام والمسئولين والمفكرين والأدباء وجميع العقول اثناء الحوارات كان مصرا على الشرح لنظريته التافهة وان ( المرأة تحيض والرجل لا يحيض ) وهو يعرف انه كاذب وعلى خطأ كبير ضد المفاهيم السائدة المعترف بها وفيها وإستهزاءا على عقول الجماهير والأعراف والدين ولا يريد الاعتراف بالزور والبهتان نظير الغرور والتكبر حتى لا يسجل عليه انه تراجع للخلف، أليس هذا المسخ الذي يتعامل مع شياطين الجان غير سوي بمجنون ؟؟
لا اريد كثرة الحديث عنه وكيف وصل وماذا عمل من جرائم بحق ليبيا والليبيين والانسانية جمعاء بجميع أنحاء العالم وإلا سوف أحتاج إلى كتابة مجلدات ضخمة اذا اردنا التفصيل والشرح لكل حالة وحدث وقع وتم، فقد أشاع الرعب والخوف في جميع أنحاء العالم ووصم ليبيا بوصمة الارهاب والتطرف والقتل للابرياء والعطاء الهبات والصرف بدون حساب ولا مراقبة من ديوان المحاسبة لثروات الوطن على مدى اربعة عقود ونيف …
هذا المختل ذو شخصيتين معا لديه انفصام في النفس يختال في ملابسه الافريقية المزركشة مثل المهرج في السيرك، او نافشا الريش إلزاهي مثل الطاووس الذي هو العلامة المميزة والعنوان الكبير لعبدة الشيطان الرجيم من الغرور والكبر يتظاهر بالشجاعة الزائفة وعندما آن الأوان والنهاية والسقوط في اللحظة الحاسمة، من عملاق مارد جبار أصبح جرذا كما كان يلقب أبناء الشعب الثوار …
لا يساوى اي شئ لأنه نكرة، لم يتحلى بالشجاعة كما عمل الرئيس صدام أحسين العراق عندما تم شنقه لم يتأثر ويتوسل إلى آخر لحظة، وقف صامدا شامخا وهو يعرف ويعلم النتيجة المؤسفة بعد دقائق او لحظات الشنق والموت، لكن الطاووس القذافى كان يتوسل لآسريه الثوار بالعفو والرأفة به، يقول مترجيا وقت الأسر للشباب الثوار ( خيركم انا مثل ابوكم في العمر ) طالبا منهم الرحمة والشفقة وهم يجرون فيه بالصفع والضرب والبصق على وجهه القبيح الذى تغيرت صورته بدون مكياج ولا شعر مستعار وتجميل …
أصبح مثل المسخ الشيطاني القذر الذي يعافه الجميع ولا يريدون القرب منه لقاء رائحته الكريهة التي تفوح من جسمه قذارة وعفونة مثل إبليس، نظير تعاملاته بالسحر والاستعانة بشياطين الجان حتى يتحكم في الجميع ويهابونه نظير القوى الخارقة الغير منظورة ….
لا أريد ان اتحدث عن ماذا حدث في اليمن التى بإمكانها ان تصبح اكبر مصدر للبن فى العالم مما يصبح لها الدخل الكبير وتستوعب العمالة بدون حدود ، حتى يعيش الجميع على الزراعة والجني والتصدير حيث تنمو بها نوعيات من الدرجة الاولى مطلوبة فى جميع أنحاء العالم ، بل ركز حكامها على مجالس القات ومباريات الشعراء فى الشعر الذى لا يغنى ولا يسمن من جوع حتى ضاعت فى الخضم واصبحت فى الوراء تعانى نظير الجهل والتأخر وهى بالسابق منذ آلاف السنين كانت الاساس لأحد الحضارات القديمة وسد مأرب …
ماذا حدث فى البحرين من مظاهرات واعتصامات وقتل وهى دولة صغيرة جداً مقارنة بالدول العربية الاخرى الكبيرة فى المساحة والحجم والعدد، كان الله تعالى فى عون حكامها وشعبها فالفتنة إستشرت فى أوصالها ومفاصلها ولن يرتاح اي من الطرفين لا الملك الحاكم ولا المحكوم ولن يتقدموا للأمام وينهضوا لان الفتنة حلت وتحتاج إلى وقت طويل حتى تهدأ الامور…
لو تطلع الانسان الى ثورات الربيع العربي بإمعان ودراسات بدقة بدون هيجان ولا عواطف ولا جرح للشعور الوطني لأي دولة من دول الربيع العربي يجدها مبرمجة وراءها الأصابع السوداء والقوى الخفية ساندتها ودعمتها بطرق خفية ودس وخبث…
حتى الشعوب العربية تذبح بعضها البعض لقاء شعارات تبدو في الظاهر وطنية ولكن للأسف لها أبعاد هدامة كبيرة صممت من اجل الخراب والانفصال والعداوة بين البعض للبعض حتى يضيع الوقت في المتاهات ولا ينهضون، لفترة طويلة .
في نظري وارجو ان لا اكون متشائما حتى تتحقق الأمنيات ونصل للأهداف السليمة الصادقة التي قمنا وثرنا وضحينا من اجلها ، حيث نحن الان لسنا فى الربيع العربي فقد اجتزناه عندما نجحنا وانتصرنا على الطغاة، ونحن الآن فى نهاية مرحلة الصيف العربي الساخن في ليبيا، حيث تم تأليف ثلاث حكومات متوالية ضعيفة لا هيبة لها مثل الاسد فى العرين الطاعن فى السن الذى سقطت أسنانه يزأر جائعا ولا يستطيع الصيد …
اهتم الكثيرون من وزرائها ومسؤوليها بالإثراء الفاحش بطرق خبيثة واستغلال للمناصب .والنهب والسرقات للبلايين من الدينارات من خزينة المجتمع بدون حساب ولا رقيب حيث الفوضى ضاربة أطنابها فى ليبيا الوطن، حيث الاستغلال والنهب أفسد النفوس واعمى الأعين عن رؤية الحق .
ونسوا وتناسوا أننا الآن مسيرون من قوى خفية محلية وعالمية لديها اجندات مرسومة وخطط تطبقها علينا سواءا رضينا ام لم نرضى عن طريق رموز أشباه رجال ليبيين حتى نسكت ونصمت ونتخلي عن الرفض والمطالبة بالحقوق المشروعة لنا كمواطنين، نعتقد فيهم انهم وطنيين والواقع عبارة عن نمور من ورق يلبسون أقنعة زائفة…. ونحن الاحرار الوطنيون نظير الثقة العمياء بقينا بعيدين عن السلطة رشحناهم للقمة واعلى المراكز واثبت الوقت اننا مخطئون فى القرار ،،نحن الآن تائهون فى خضم الاحداث ندور بحثا عن الخلاص ووضع الامور فى نصابها الصحيح .
نحن الآن فى نهاية فصل الخريف العربى ومازال أمامنا الشتاء العربي وهو قمة المأساة والمآسى والذبح بلا نهاية والاغتيال للحريات والانسان للانسان بدون شفقة ولارحمة، والهرب للمواطنين الابرياء من الخوف والرعب بعشرات الآلاف والإقامة فى المخيمات على الحدود او لاجئين فى كثير من الأوطان العربية وغيرها بحاجة لمن يأخذ بأياديهم ويعطف عليهم حتى يجتازون المحنة بسلام .
الخراب والدمار حل في كل مكان لجميع المرافق الحيوية والخدمات الأساسية من صحة وتعليم ومرافق توقفت عن العمل والبيئة تلوثت من أشعة القنابل والبارود والحرائق والغازات السامة طوال الوقت مثل ما يحدث الآن على الطبيعة في سوريا والعالم الحر الغربى ساكت وصامت نظير المصالح مع الاقطاب الكبيرة في الشرق روسيا والصين اللذان يؤيداند نظام الظالم الرئيس بشار الاسد على البقاء ضد إرادة الشعب نكاية فى الشعوب العربية والعالم الغربى الحر….
ان فصول السنة اربعة ونحن ثوراتنا مرتبطة ارتباطا كليا بماذا يدور في العالم الغربي والشرقى من سياسات وتقلبات فى الاسواق التجارية والكساد والبطالة التي حلت بهم وبالتالى خططوا لنا الدراسات الهدامة والخطط حتى نستمر فى الحروب ونستهلك طاقاتنا البشرية والمادية لأجل مزيد من الربح للسادة الكبار أصحاب القرار الذين يبيعون لنا آلات الدمار حتى ندمر انفسنا بأنفسنا لقاء الجهل والادعاءات بأننا أذكياء ونفهم فى السياسة وعدم الاتحاد والوحدة مع بعض تاركين ديننا الاسلام الحنيف حتى لا تصبح لدينا قوة نستطيع بها ان نفرض الوجود والهيبة والتعامل ضمن اساسات السلام والمصالح المشتركة ولا نكون ندور فى فلك أية جهة كانت تابعين لهم بأية صورة بل قرارنا بأيدينا !!!!
حيث الواقع المزري نحن شعوب عواطف تعودنا على التفرقة وعدم الوحدة نظير الدس والخبث حتى ضاعت المعايير والنخوة من النفوس وأصبحنا حائرين نتكالب على الغرب فى حياتهم اليومية المادية الزائفة نحاول التقليد لكثير من الاشياء الوقتية التى لا تتماشى مع ديننا وتراثنا وعاداتنا التى ورثناها من الآباء والجدود …
ولا العمل معا جماعة يدا واحدة حتى يطرح الله تعالى البركة وننجح ،، حتى على المستويات البسيطة التضامن للبعض فى شركة واحدة لانه لدينا الشكوك الكثيرة فى ما بيننا ،، لا ثقة متداولة نظير الحقد والحسد والخوف من الخسارة لأننا نرغب ان تكون القيادة بأيدينا وليس بقيادة غيرنا وبالتالى نحن دائماً فرادى ضعفاء سهل القضاء علينا…
ولكن بكل هذه الرؤى الحزينة المؤسفة والتشرذم والقتل والدم الذي سال والضحايا الشهداء والجرحى والمعاقين الذين سقطوا سواءا مجاهدين أو أبرياءا مظلومين يوجد بصيص الأمل ان كل شئ سوف يتحسن مع الوقت والدائرة سوف تدور ونرجع لعزتنا كما كنا فى اوائل الاسلام حيث لا شئ يدوم طوال الوقت على نفس الحال الى الأبد …
حيث نحن كشعوب عربية الآن نعيش فترة مخاض صعب وصراعات مميته للوصول للقمة… وآن للمولود الجديد ان يولد ويظهر للحياة حتى ترتاح الأمة من الآلام والتشرذم والضياع…. وأمتنا العربية بخير من المحيط الى الخليج ولدينا جميع الطاقات البشرية والثروات والاراضى الشاسعة نحتاج الى استعمال العقل وتحكيم الشرع والعمل بالدستور الإلاهي القرآن الكريم حسب العصر الآن والمستقبل حتى نفوز وننجح ….
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال فى احد الأحاديث الشريفة ( تفاءلوا بالخير تجدوه) ونحن الآن كشعوب عربية نمر خلال الخريف العربي بالنفق المظلم ومازال الشتاء العربى القاسي قادما لا محالة وعلينا الاستعداد له …
نحتاج الى الوقت والصبر والتخطيط السليم واستعمال العقل حيث يوجد بصيص من الضوء بنهايته حتى نجتازه بأقل الأضرار ونصل للهدف المنشود بإذن الله تعالى بالاتحاد مع بعض بقوة والتمسك بالدين والعلم والاخلاق الحميدة والعمل الجاد واحترام الأديان السماوية حتى ننال الاحترام والتقدير ونعيش في سلام وامن وأمان … والله الموفق …
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment