Friday, August 30, 2013

الفراغ القاتل 19


بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
     عشت الايام الاخيرة من شهر اغسطس 2013 م في قلق وفراغ، اكافح القلق والحزن والهم بالصبر وكبح النفس اللوامة عن إتيان الشر والشرور وفضح الكثيرين من أدعياء السوء الذين الآن في مراكز الحكم وبمقدمة الصفوف، الذين في نظري عملاء لقوى خفية في زرع الشر وخلق المتاعب والنهب والسلب، يستغلون  الفرص نظير أجندات معينة موضوعة مطروحة في الخفاء معظم الجميع لا يعلمون بها  ومؤازرة البعض من التافهين أشباه الرجال  الذين يدعون الثورية وهم ليسوا بثوار أصليين   على خراب الوطن نظير الطمع والجهل
قضيت معظم الوقت بعيدا لوحدي من غير رفاق في الشهور الاخيرة  لأننا وصلنا إلى حالات صعبة جعلت الاخ يخاف  من أخيه نظير التعصب الزائد على اللزوم، الاتهامات الباطلة لكل شريف يتململ ويغضب من الحال السئ وعدم الاستقرار والأمن والأمان، بالإضافة إلى التطرف الاسود الأعمى القتل  والاغتيالات… أتجرع الذكريات واضعا كل الهم والغم  على صديق ورفيق عزيز، هو الورق وهو الوحيد الذي يتحمل كل مشاكلي وغضبي  وإنفعالات النفس بدون ان ينبس بكلمة او يتفوه بعبارة واحدة تنم على الغيظ والغضب والرفض.
أضربه ضربا مبرحا بالقلم وانا اكتب الكلمات والعبارات شديدة اللهجة، التى معظم الذين يعنيهم الامر  لا يريدون قراءتها ولا سماعها لانها تعبر عن الحق والصدق بضمير  والورق يتحمل الألم ولا يرد علي مهما تجاوزت الحد والحدود وأنا مسترسل   في كتابة الذكريات السابقة التي مرت واصبحت قصصا  عابرة،
اردت تدوينها حتى لا تنتسى مع الوقت وتطور الاحداث واكبر في السن والعمر حيث الذاكرة لا تحتمل جميع هذه الضغوطات من ضيق ومعاناة  الاحداث التي تحدث نتيجة الاخطاء من بعض الاوباش أصحاب القرار في السلطة  والتي تضررنا منها بقوة  وسوف ندفع قيمة مآسيها وضررها الفادح مع الوقت في المستقبل القريب والبعيد 
الأحداث والنكسات  المتتالية  التي يمر بها الوطن لعنة من اللعنات حلت بنا نظير التخبط الأعمى وعدم البصيرة ورؤية الحق، عدم إستباب الامن والأمان لكل مواطن ضعيف ضاعت حقوقه وسط الخضم من قلائل يدعون الثورية وتحرير الوطن وهم يغالون وقت الكر والفر والتضحية بالنفس والدم كانوا في آخر الطوابير يتطلعون لإغتنام الفرص للإثراء بالنهب والسلب لا يعرفون طريق  الحق والصواب
 ليس لهم ضمير حي حتى يردعهم عن عمل الشر والفساد والإفساد للآخرين نظير الطمع والشجع، السلب والنهب والقبض للملايين بدون وجه حق من خزينة المجتمع بطرق وحيل شيطانية يعجز إبليس عن إتقانها وإيتانها
البعض من أبناء الشعب نظير الحرمان والفقر المصطنع نفوسهم ضعيفة جاهزون للإنطلاق وقت الحصول على الفرص والتشجيع  نظير الاحتياج الزائف وعدم الشكر والحمد لله تعالى على عطاياه ونعمه، حيث لا فقير في ليبيا الوطن غير فقير العقل أوالكسول، الذي لا يعرف كيف يعمل  ويكدح بشرفويصبح من الاثرياء بالعرق والجهد في فترة وجيزة….
من كثرة التساؤلات ونظرتي للأمور وكيف تسير الحياة، في ظلال المعاناة والمهاترات والاخطاء، أصبحت في بعض الاحيان أنسى بسرعةلاحظت هذا الامر الغريب العجيب الذي طرأ علي في المدة الاخيرة وبالأخص أثناء تأدية الصلاة، أسرح ساهما في أمور أخرى بدون تركيز الذهن مما يحدث من مآسى فى الوطن بحجج الاصلاح والتقدم، والواقع كذب وتزوير… حتى يختلط علي الأمر وأتسائل  هل أنا في الركعة الثالثة ام الرابعة نظير السهو والغفلة 
في المدة الاخيرة الوطن يمر  بمرحلة خلخلة قوية وضياع قاتل في نظري مبرمج ومرتب من أعداء في الخفاء غير ظاهرين على السطح، حتى  يكثر الهرج والمرج لدى أبناء الشعب نتيجة خلط الامور مع بعض بحيث ضاع الحابل مع النابل  والغث مع السمين  وينسون الأساس ونهضة وتقدم الوطن بالعمل الجاد ونبذ التراهات
في غياب الدستور العادل السليم، في غياب  الدولة القوية التي تنفذ القانون وتعاقب كل من يتعدى من الأوباش المجرمين بالعدل وبقسوة حتى يصبحون عبرة للآخرين، لا فرق بين احد وآخر الا بالتقوى والعمل الصالح المستقيم ضمن المبادئ السامية والأخلاق والقانون، لا نجاح ولا نهضة  ولا تقدم
السمو والحضارة لها اساسيات وقواعد راسخة منذ القدم ، التصميم على التحدي والفوز والنجاح بشرف ضمن دراسات جيدة ومخططات سليمة والتنفيذ الصادق  حتى نضع أرجلنا على الطريق الصحيح و نتقدم وننهض وليس مثل الآن مازلنا نعوم ونسبح فى حمامات الدم من الاغتيالات العديدة للكثيرين من الضحايا الابرياء الذين شاء سوء الحظ وكانوا في المكان الخطأ والوقت الغير مناسب
طالما المتطرفين يعيشون الأوهام ولديهم شهوة  الإنتقام  متهمين كل خصم مهما كانت الخصومة تافهة غير ضارة لهم بالويل والتهديد وإذا تمادى بدون علم ولا قصد وهو غافل، القتل  والتصفية الجسدية حتى يرغمون الآخرين  على الصمت وعدم فتح الأفواه  من الخوف والرعب هؤلاء يريدون الوصول للقمم بالقوة والترهيب  بدون معرفة شعور النفس البشرية للمواطنين وجعلهم يؤمنون بالحب والولاء لقضاياهم النبيلة باللين والحوار الهادف  والتعاون فى كل أمر بصدق تام… حتى مع الايام والوقت نضمن النجاح للجميع
كيف يوفقنا الله عز وجل ونحن خاطئين  غير ملتزمين بطريق الحق والصواب، نعيش ونعرف اننا نقوم بالتجاوزات والأخطاء بقصد وبعلم مسبق،  ألم نتب بعد؟؟ حتى نتحصل على الرحمة والمغفرة
ان العيش في فراغ أمر قاتل غير مستحب للإنسان الطموح حيث كل يوم تعرض علي أعمال ومشاريع وأنا أرفض رفضا باتا العمل، لعوامل عديدة اهمها عامل السن المرض والتجارب والخبرات ولدي الشعور بالكآبة والإحباط، ان وطننا في طريق الضياع سائر إلى الهاوية لا محالة إلا اذا كانت توقعاتي على خطأ وتغير الحال إلى حال آخر بالقدرة الالاهية لأنني دائماً متفائل ان الخير العميم قادم بإذن الله تعالى
انني أتساءل مع النفس اللوامة عسى ان اعرف المزيد عن الحياة، كيف نتفادى الوضع الشائن في الوطن؟ عن الوقت الضائع من أعمارنا وما الأسباب القاهرة التي جعلتني متشائما غير قادرا على نفض السبات النوم والكسل عن الجسم حتى أفيق من الغمة وأمارس الحياة الطبيعية مثل الآخرين
اننا نمر الآن في الوطن الحبيب بمشاكل وعقد بلا حدود، معظم الجميع  أذكياء عارفون بكثير من الامور الخاصة الشائنة من ضياع الاخلاق والقيم، ضياع عاداتنا الجميلة المبنية على النخوة والكرم، التي كانت لنا عناوين مضيئة بالسابق  أيام  الاستقلال في الخمسينات، سدودا وموانع توقفنا    تمنعنا عن العمل لكثير من الاخطاء  وإفلاس الأفكار بالظن الشائن بالغيب والذميمة والتعدى على الغير،
والآن تغيرت الصورة  وأصبح أبناء الشعب في صراع بين الخير والشر  ما بين مساندين  مؤيدين  للمسيرة  للتحديث والنهضة والخلاص من الفساد، يتشدقون  فرسان كلام ونقاشات بيزنطية  لا تسمن ولا تغني من جوع، يدعون القوة وهم جبناء عندما دق ناقوس الخطر تواروا وتلاشوا في لحظات ليست لديهم الشجاعة والنخوة وحب المقاومة والنزال حتى يتقدمون  الصفوف خوفا من الموت والنهاية
  وآخرين بسطاء  منسيين مهمشين في المجتمع  غير ظاهرين في الصورة وقت الخطر والنجدة ظهروا فجأة على السطح تحدوا الخطر، لبوا  النداء للدفاع عن الوطن والعرض  وقاتلوا بشراسة لتصحيح المفاهيم الخاطئة  عن قناعة وإيمان
مما تجعل الانسان المواطن يفخر بهؤلاء الشباب الرجال وأن ليبيا لم تعقر بعد… لم تعجز وتصبح في سنوات العجز نظير الكبر، مازالت تنجب الرجال الشجعان ذوي النخوة الذين يعتمد عليهم في الوقت الصعب عندما  يدوي بوق النفير طالبا الغوث والنجدة 
لقد نسى العصاة والمشككون عديمي الاخلاق والضمير ان لكل شئ أوان ونهاية، لاشئ مجانا كما يقول البعض من الأجانب الذين تربوا من الصغر على العمل بالجهد والعرق والقبض للأجر والصرف المستديم لجميع النفقات حيث كل شئ له قيمة وثمن، ضروري من السداد حتى تستمر دورة عجلة الحياة ولا تتوقف 
 واذا تأخر الدفع ولم يستلم الصك او النقد للأجر والمرتب في الوقت المحدد نهاية الاسبوعين أو آخر الشهر نظير اخطاء الغير التي ممكن أن تحدث نظير ظروف معينة صعبة،  عندها المأساة والضيق والمعاناة   تحدث للعاملين  نظير العجز في دفع الفواتير الشهرية  المتراكمة 
إذا تأخر عن الدفع لمدة بسيطة  يجد الانسان الشريف  نفسه مرميا بالشارع مطرودا من البيت، بقوة القانون الذي يحمي المالك، ونحن الليبيون للأسف معظمنا يعيش على البطالة  المقنعة وعدم العمل والقبض للمستحقات والمرتبات الشهرية التي لا تكاد تكفي مصاريف الحياة التي ترتفع وتزداد كل يوم لأعلى، بدون جهد ولا عرق من خزينة المجتمع
المواطن الليبي لا يدفع فواتير الكهرباء ولا الماء، وأقساط البيوت دائماً بدون انتظام  في عجز وتأخير ولا يستطيع المالك الطرد للمستآجر او ارغامه على الدفع، لا أمن ولا أمان لا دستور ولا قانون… حيث ليبيا حرة بعد الثورة المجيدة!!! 
والعجيب الغريب الحياة مستمرة  تسير سلسة والأعمال لدى البعض في نمو وازدهار والغنى الفاحش لدى البعض من كثرة المداولات وبالأخص لدى تجار العقارات والملاك حيث الأسعار تضاعفت خمسة مرات بعد الثورة… ومن نواحى أخرى ضاع الطموح وضاعت الاخلاق الحميدة لدى الكثيرين نظير السياسات العقيمة التي وضعت من قوى خفية ظاهرها راحة وسعادة المواطن والواقع المؤلم دمار وخراب للمواطن والوطن حتى لا ينهض ويتحضر ولا يسمو ويتقدم نظير البطالة والتخدير كما حدث من قبل نفس سياسة المستعمر  للشعب الصينى العملاق… 
حتى قاوم المستعمر وقضى على التحكم من طبقات معينة،  وأفاق من الغيبوبة وشمر عن السواعد وعمل بجد وجهد بالعرق الدموع والدم  وفي سنين قليلة، أثبت الوجود  حكم وتحكم في أسواق العالم بالصناعات والمنتوجات التجارية التي لا يستطيع اي أحد مظاهاتها في السعر
أصبح معظم الشعب الليبي  كسالى  يعيشون على الفتات ينتظرون نهاية الشهر ويوم القبض بفرح  وكأنه يوم عيد مقدس، حتى  يصرفوا الدخل بسرعة في عدة ايام ويصبحون مفلسين مرة أخرى طوال الشهر ينتظرون على احر من الجمر نهايته للقبض  من جديد …. أليست بمأساة وأمر مؤسف ان يعيش معظم الليبيين على  هذا النمط من الحياة بمثل هذا الشكل رتيبة مملة بدون عطاء ولا جهد ولا عرق حتى  يستمتعوا بلذة  لقمة الحلال 
ان أخطر شئ هو الفراغ وعدم الحركة والعمل تجعل الانسان ميتا وهو حي يرزق مثل الدابة يأكل ويشرب وينام بدون تفكير ولا طموحات للأمام مما يضمحل ويمرض  مع الايام وينتابه الشك والأوهام ولا يستطيع إتخاذ القرار الصائب لأن الدم بالعروق والشرايين راكد
 فإلى إخوتي الليبيين اقول لكم نصيحة نابعة من القلب والضمير نابعة من تجارب وخبرات سنين، تقلبت في حلو الحياة ومرها، عليكم بتقوى الله تعالى والرضاء والقناعة والعمل الجاد بالعلم  لمصلحة الوطن والوحدة حتى ننهض ونسمو ونخرج من حلقات الجهل
نبذ العنف والارهاب والتصدى للتطرف بالحق وبالقوة اذا تطلب الامر، ومد الأيادي بالسلام مع جميع البشر ضمن العدل والقانون الدولي، وفتح ابواب ليبيا في  الاستثمار التجاري حتى يعم الخير والبركة على الجميع والله الموفق

                رجب المبروك زعطوط 

بنغازى الصامدة  
الأحد 2013/8/25م 



No comments:

Post a Comment