Tuesday, August 27, 2013

التهديد والوعيد 16


بسم الله الرحمن الرحيم 


         ليلة البارحة حوالي الساعة العاشرة ليلا من يوم الاربعاء الموافق 2013/8/21م، كنت ساهرا أتطلع الى احد القنوات المرئية  متابعا احد البرامج العلمية عندما رن جرس الهاتف النقال عدة مرات مما قلت في النفس قبل ان ارفع الهاتف وأرد، "ان شاء الله خير"، حيث المكالمات الواردة بالليل لها رهبتها لدي من سماع اي خبر مزعج او حزين خاص بالعائلة المتشعبة التي يعيش افرادها في اماكن عديدة في الوطن ليبيا وبالغربة في أوطان أخرى… وسمعت صوتا هادئا كفحيح الافعى القاتلة ذات اللدغة السامة يتحدث ببطء  وقلت له نعم اي خدمة ؟؟ وكان الرد علي، أانت من محبي القائد معمر القذافي؟؟  وضحكت وقلت له هل انت تحلم أو مجنون؟؟ وخرج عن وعيه وهاجمني  بعنف بكلام قذر بذئ لا يشرف الانسان سماعه  وقال انت جرذ من الجرذان!

وكان ردي عليه آسف انني اتحت لك الفرصة وتحدثت مع إنسان تافه ساقط مثلك!  وأقفلت في وجهه الخط وانا أضحك في قرارة نفسي على الكلام التافه والتهديد والوعيد من مثل هذا الساقط الذي يحاول  الإثارة للشرفاء وتعكير النفوس الهادئة  بالكلام الفارغ البذئ وبالأخص في الليل قبل النوم 

سألتني زوجتي عن الموضوع وقلت لها عن ماذا حدث… وقالت هذه البداية من هؤلاء الأزلام الطحالب الذين في الغي سائرون، أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية طريق الحق المبين، مايزالون مؤيدين لحاكم مجنون دعى مقبور، قتل ومات شر ميته وهو يستجدي في أسريه الثوار برحمته والشفقة عليه وعدم إيذائه وضربه وتعذيبه في ساعة الهرج والمرج عندما تم القبض  عليه والفرحة بأسره

تطلعت الى رقم الهاتف وكان كذا 0917667720 وسجلته على الفور مع علمي ان الشفرة سوف تتغير ومسروقة من احد الغافلين أو (محروقة) ولكن من باب العلم والإحتياط  عسى ان يتعرف على  مالكها اي احد من الشرفاء ويطارد المجرم الدعي  على العمل السئ والتهديد، حيث هذا الامر جدي وليس  مزاح
هناك  كثيرين يعتقدون انفسهم أذكياءا حاذقين لا يستطيع ان يتعرف عليهم احد…  يحاولون التهديد والإزعاج وهم في قمة الغباء، ممكن بخطأ بسيط ينسونه يحدث العكس ويعرفون  بالصدفة، هؤلاء خفافيش الليل المندسون من الطابور الخامس في أوساطنا…  مهما عملوا من قلاقل وإشاعة الخوف  الرعب والفتن… بودي القول لهم نصيحة للذكرى حتى لا ينسوها:   الموسيقى الصاخبة توقفت عن العزف، الحفلة انتهت، والطاغية معمر مات !!!

لقد مررت بعشرات بل مئات التهديدات خلال نصف قرن من الحياة العملية والمعارضة ضد نظام الارهاب والظلم، والحمد لله تعالى برضائه ورضاء الوالدين والناس على أعمال الخير التي قمت بها طوال مسيرة الحياة،  انني نجيت من التهديدات والوعيد والمطاردات بالاغتيال والقتل من فرق اللجان الثورية لعديد من المرات بالخارج والداخل… ولم أتأثر ولم تهتز النفس ولا العزيمة لأنني انسان مؤمن، القلب عامرا بالإيمان والطمأنينة، عارفا عن يقين انه لا يصيبنا الا ما كتبه الله تعالى لنا من خير أو تعب ومعاناة وضيق خلال مسيرة الحياة .

مسيرة الحياة طويلة لمن آطال له  الله تعالى  الخالق العمر المديد،  تحتاج إلى صبر طويل وكفاح مستميت لكبح النفس اللوامة عن ارتكاب الاخطاء القاتلة نظير الهيجان والغضب والغيظ وبالأخص من أوباش مثل الخفافيش يتوارون بالظلام غير قادرين على الظهور في العلن… يتوعدون ويهددون الشرفاء الاحرار بالويل والثبور وهم إمعات، يدعون الرجولة وهم أشباه رجال يلسعون ويلدغون من بعيد عبر الهاتف النقال
 هؤلاء الطابور الخامس المندس في اوساطنا يريدون الوصول إلى الحكم مرة اخرى بأي ثمن كان،  يحلمون، ونسوا وتناسوا ان الحافظ الله عز وجل موجود في الوجود لا يؤيد ولا ينصر الظالم على الظلم مهما حاول من كيد وخبث ضد الآخرين الطيبين الذين يسعون للخير ونهضة وتقدم الوطن

إن الجهل مصيبة من المصائب حيث هؤلاء المواطنين البشر لا يريدون الاعتراف بأنهم على خطأ في تأيدهم المقبور الذي ذهب إلى غير رجعة … أليست لهم عقول يفكرون بها عن ماذا حدث للوطن من عهر وفسق وضياع الاخلاق الحميدة التي كانت سائدة من قبل الانقلاب الاسود ثورة الفاتح كما يقولون وهي احد أسوء اللعنات التي منى بها الوطن الحبيب

إننى مهما حاولت الشرح لا أستطيع الإلمام بكل الحوادث والاحداث الأليمة التي وقعت في خلال حكم إرهابي أسود من طاغ مجنون تحكم في جميع المقدرات لوطن ثري بالخيرات ونسى وتناسى طريق الله عز وجل، طوال 42 عاما عجافا من الحكم الشرس . 

والنتيجة بعد الضغوط الرهيبة ثورة الشعب المدمرة التي بدأت ولم تتوقف وسال الدم فيها بلا حساب وسقط الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب البنية التحتية للوطن من القصف العشوائي وقتل أبناء الشعب من كتائب وأزلام النظام ومرتزقته، وهتك أعراض الحرائر أمام ذويهم بالقوة في سبيل إشاعة الرعب وتحطيم النفوس وعدم المقاومة حتى يستمروا في  البقاء والاستمرارية في الحكم الى ماشاء الله تعالى .

ولكن بالإرادة القوية والتصميم والتأييد من الله تعالى تم القضاء على المخبول المقبور واصبح جيفة عفنة  ذات روائح  كريهة  خلال  النقل السريع،  رماه الثوار في ثلاجة بسوق الخضار في مدينة  مصراته حتى لا يتحلل جسمه النتن، وأصبح فرجة لكل انسان مواطن يريد مشاهدة الطاغية قبل الدفن ومواراته التراب إلى الأبد 

كان الطاغية عملاقا أجوفا، طبل له الاعلام والمنافقين  سنوات عديدة حتى وصل إلى مصاف العظماء  والقادة المشهورين بالصلاح والحكم النزيه والعياذ بالله تعالى من هذه التسميات بالثناء والتكريم والاحترام…  والواقع  المرير هو صعلوك من صعاليك الزمن وآفة من الآفات الضارة التي بلانا بها الرب القادر حتى نتعلم الدرس القوي ولا ننخدع مستقبلا في اي مدعي صعلوك يريد ان يتحكم في رقابنا بحلو الحديث وطلاقة اللسان… وعندما يستقر له الحكم ينقلب إلى جبار  ويصبح مثل فرعون الطاغية

كل شئ هالك ومنتهي على وجه هذه الارض يوما من الايام مهما طال الوقت والزمان… واللأسف  أمثال هؤلاء الطغاة مايزالون في الغي مستمرون غير شاعرين بماذا يحدث من مآسي ومظالم لأبناء الشعب المقهورين الشرفاء الأحرار، نتيجة الصلف الغرور والكبرياء…
والمؤسف له انه لديهم أتباع مخلصين جهلة مجانين مثلهم، ينفذون مآرب سوداء شريرة حتى وهم موتى مدفونون في القبور وكل يوم تصب عليهم ملايين اللعنات من المظلومين الابرياء عن جراء ماقدموه خلال حكمهم من عسف وجور

هؤلاء الجهلة المخدوعين الساقطين،  احدهم مثل الذي ليلة البارحة يهدد في الخفاء عن طريق الهاتف  في بالويل والثبور ونسى وتناسى ان الرب القادر موجود في علاه، وأنني ياما سمعت وشاهدت بأم العين من  أمثاله عديمي العقل والضمير وانه لا يصيبنا الا ما كتبه  الله تعالى لي من خير او شر

نحن الآن فى ليبيا الحبيبة فلت زمام الأمان  والاستقرار لدى معظم الجميع بالمدن  حيث اختلطت الجماهير من كل حدب وصوب مع بعض… لا أمن ولا أمان  وأصبح كل مواطن شرير يفعل ما يريد ويرغب وبالأخص من بعض القلائل المجانين الذين لديهم اضطرابات عقلية نتيجة عوامل سيئة وعقد نفسية نتيجة الاضطهاد والحرمان  من الصغر… أتيحت لهم الفرص عن تفريج الهموم والعقد الخبيثة بالتهجم على الشرفاء المظاليم بأسباب عديدة

إنها الحياة، والحياة جهاد وكفاح من أجل العيش بشرف وكرامة بالعمل الصادق النظيف، بالجهد والعرق، بالمعاملة الحسنة، ولكن في هذه الأوقات الصعبة في ليبيا الوطن نتيجة غياب الدستور والقانون القوي الرادع لكل مجرم يريد الأضرار والتسلط والعبث بالمواطنيين، وضعف المؤتمر والحكومة بحيث لا هيبة ولا خوف من العقاب الرادع .إختلط الحابل بالنابل وضاع الشريف وسط الخبثاء المتطرفين  الذين يعتقدون أنفسهم انهم السادة والمصلحين نظير الأفكار المريضة  والواقع هم  أشرار يتخذون من الدين ستارا يتوارون خلفهنسوا وتناسوا ان الرب الله عز وجل حي  موجود في الوجود صاحب الحق العالي الذي لا يعلى عليه، العادل المنتقم الذي لا يرضى بأن يترك عباده المؤمنين المظلومين تحت طائلة الجور والعسف من هؤلاء الادعياء المجانين….نسوا وتناسوا ان عين الله تعالى الساهرة تراقب المظالم والجور والتعديات والقتل والإغتيالات بدون وجه حق لكثير من الأبرياء بدون محاكم وعدل ولا قانون، عسى ان يتراجعون ويتوبون حيث الشيطان الرجيم زين لهم الامور حتى أعماهم عن رؤية الحق المبين مما الدائرة تدور ويومهم قادم عن قريب حيث لكل شئ قدر،  وقت وأوان لدفع وتقديم الثمن الغالي

أقول لهؤلاء المتطرفين الجهلة عن قناعة وبضمير: راعوا الله تعالى في كل خطوة… توبوا لله تعالى… توقفوا عن إتيان الشر والشرور عسى ان تنالوا الرحمة والمغفرة… لأن العنف يولد العنف…  الدم بالدم… اليوم انتم بالخفاء ووراء الستار  تفعلون ما تريدون، ولكن يوما ما، سواءا  بهذه الحياة الفانية أو الآخرة،  أين الفرار والنجاة من صاحب القرار الملك العادل الله عز وجل… والله الموفق

  رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment