بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت المصائب تتوالى الواحدة وراء الاخرى ولاحت في الافق البعيد مشاكل كانت تحت السطح متوارية خامدة هامدة مثل القنابل الموقوته كل مرة لغم ينفجر من غير ان اشعر ولا أدرى مما سببت أضرارا كبيرة ومعاناة وانا لست بجاهز بالمال ولا الحالة النفسية تسمح نظير الفتور والكثير من الامور التى كنت غاضا النظر عنها بالسابق وعندما بدأت فى التراجع عن الحلبة تخلى الكثيرون من الادعياء ذوى النفاق والمصلحة حيث يركبون الموجة المرتفعة وظهرت وجوههم القبيحة في العلن بعد ان كانت المساحيق والطلاء المزيف يغطيها وصدمت من الكثيرين وكنت غير جاهزا كما قلت حتى استطيع ان ارفع الراس وأتحدى الامر …
بدات المشاكل المادية تظهر على السطح نظير الخسارة الفظيعة للرأسمال فى سوق المال " البورصة " واصبح التعويض صعب بين يوم وليلة يحتاج الى وقت كثير وراسمال كبير حتى استطيع النهوض من جديد، واسلمت الامر لله عز وجل وصبرت على المصابين الكبيرين، المرض بالقلب وضياع معظم الرأسمال مع تعب السنيين العديدة وكان لدى 3 قطع أراضى كبيرة ومزرعة شاسعة فى برارى تكساس واضطررت للبيع اول قطعة لأستمر في الحياة والعيش حيث لدى عائلة كبيرة مع الضيوف الأقارب المقيمون معي اقامة دائمة في البيت حيث اصبح العدد 12 فردا اضافة إلى الضيوف العديدين الذين كانوا ياتون مثل العادة كل يوم.
وانتهت النقود في فترة بسيطة واضطريت لبيع المزرعة وقاومت عدة سنوات وانا اصرف من ثمنها محاولا الصمود حتى يغير الله تعالى الحال حتى نبذت النقود وضاعت السيولة وعجزت عن دفع للإقساط وحاولت قدر المستحيل للحفاظ على ماء الوجه وعدم التحايل وقاومت ومع الوقت كانت المقاومة ضعيفة وليست شرسة نظير عوامل كثيرة ونظير العيش والبقاء اضطررت لبيع البيت والبحث عن بيت اخر للإيجار.
سكنت بعدة بيوت ولم استقر حيث اجد صعوبات فى دفع الإيجارات والاولاد بدؤا يكبرون وتزداد الطلبات والمسؤوليات وانا احترق داخل النفس على النظام الجائر والعقيد المجنون الذي بسبب تراهاته ومهاتراته وجنونه انا وعائلتى ندفع الثمن الغالي واموالى فى ليبيا منهوبة ومسروقة منى فى وضح النهار وانا أعانى في الخارج.
المعاناة الرهيبة للعيش والحفاظ على ماء الوجه، ولدتنى صلابة بان لا اذعن مهما كان السبب حيث كل ساعة معاناة بالغربة والتعب الذى مررت به والحرمان وعدم الراحة النفسية وانا اشاهد الامور وغير قادر! مهما تم الدفع لى من ارقام لا يمكن التعويض حيث لا يحس بالنار الا الذى واطيها حسب مثلنا الشعبى الليبي.
ويوما من الأيام وانا أعانى مهموما فى مصائب وأحداث الحياة وكيف كنت بالسابق غنيا وكيف انا الان أعانى الغربة وضياع المال عائشا على القليل… وماذا سوف اعمل حتى اجتاز العقبات وانجح … جاءتنى مكالمة هاتفية من شقيقى الحاج حسن رحمه الله تعالى وقال انه موجود بإيطاليا في ضيافة السيد ماريو نوفاكو فى قريته "جيفوني فالا بيانا " بالقرب من ساليرنو ونابلي، ويريد ان يشاهدني شخصيا قبل ان يسافر إلى ليبيا …
وشككت فى الامر حيث شقيقى على الطبيعة طيب السريرة خالي البال عن مايحدث من خبايا وامور خفية من اسرار ومؤامرات للتصفية من قبل نظام الارهاب، وعملت تحرياتي الخاصة لاعرف ماذا يجرى وراء طلبه لي للقدوم الى ايطاليا عن طريق المصادر الموثوقة من العلاقات الدولية والمحلية حيث نحن كتنظيم لدينا شبكة كبيرة قوية من العيون فى كل مكان، وبعد ايام جاءتني الردود عن الوضع وانه تنصب لى مكيدة للاغتيال من غير ان يدري من فرق الموت للجان الثورية حيث وراءه مجموعتان منفصلتان للبحث عني وفي حالة قدومي لزيارته كانت الفرقتين جاهزتين مع المساعدة والمساندة من احد فروع المخابرات الايطالية التى كانت احد العوامل الرئيسية فى تثبيت حكم القذافي حيث تتعاون معه على الاخر…
اولا اصله ووالده أيطالى حسب تأكيد رسالة الكاردينال والمصالح المشتركة وتوقيع العقود الرهيبة لاحد الشركات " فى استغلال الغاز بعقود وشروط رهيبة ضد مصلحة الوطن ليبيا ، والتعاون القوي بين الأجهزة الأمنية نظير الدفع السخي بدون حساب، والقذافي يجعجع على الاخرين وصامت علي الشركات الايطالية لا يريد ان يتكلم ليحمي وجوده إلى الأبد .
طلبت من شقيقى ان يتريث عدة ايام حتى اتصل بأحد الأصدقاء المسؤولين المتعاطف معنا فى القضية السامية قضية ليبيا وضرورة القضاء على القذافى والنظام الجائر حتى استطيع الحصول على تأشيرة له وياتى الى امريكا التى صعبة عليه ان يلعب على ساحتها مهما دفع من أموال بعد الحادثة الاولى التى تم فيها محاولة اغتيال الطالب السيد فيصل الزقلعى فى بلدة بولدر بولاية كولورادو، والتى قاوم القاتل بكل القوة من اجل الحياة وانتهت العملية باطلاق الرصاص بجانب الراس اثناء الصراع وانتهت بخسارة احد العينين وتم القبض على المجرم وتمت محاكمته ودخل السجن لفترة طويلة، والضحية الان حيا يرزق دكتور يحاضر بأحد الجامعات حسب العلم.
ولم يسمع شقيقى كلامى وذهب اليوم الثاني الى القنصلية الامريكية في مدينة نابلي وتم الرفض البات له حيث ذاك الوقت كانت العلاقات الامريكية الليبية فى أسوء مراحلها ، وخابرني شقيقي وهو يتميز من الغضب والغيظ لرفض إعطاءه التأشيرة له وبدا يسب ويلعن في الأمريكان وانا أحاول التهدئة حيث انا متأكد ان مكالماتي مراقبة بطريقة فنية، ولما زاد عن الحد أقفلت السماعة فى وجهه حتى يهدا مع انه دائماً مشهورا بعدم الغضب حيث حليما زيادة عن اللزوم وحكيما فى امور كثيرة ولكنها فورة اعصاب نظير الضغوط وبقاؤه في الخارج في الانتظار بدون أي نتيجة .
بعدها بساعات اتصلت به وقلت له انتظر عدة ايام حتى اتصل بك … وفعلا بعد يومين اتصل بى المسؤول وقال التأشيرة جاهزة في نابولي وعليه الذهاب لاستلامها ... وخابرته وقلت له بالغد تذهب الى القنصلية الامريكية لاستلام التأشيرة ولم يصدقني أول الامر وقال غداً سوف اجرب الامر واذا لم اتحصل عليها سوف ارجع الى ليبيا زيادة في الضغط على !!!
اليوم الثانى ذهب مع السيد ماريو للقنصلية مرة اخرى وتم اعطاؤه التأشيرة بسرعة فى دقائق واتصل بى وهو مذهول غير مصدق ان لديه التأشيرة ورتبت له التذكرة وصعد على الطائرة العملاقة " الجانبو الخطوط الجوية لبان امريكان " واول مرة فى حياته يقطع المحيط ولا يعرف اى كلمة باللغة الانجليزية، وبقى صائما مهما عرض عليه من طعام ومشروبات لا يريد الا الحلال وخائف ان الطعام به لحم خنازير وبالتالى توقف نهائيا عن تناول اى طعام طوال الرحلة التى استغرقت ساعات عديدة واعتبر نفسه صائما بشهر رمضان .
المهم وصل الى مطار نيويورك وكنت قد بعثت ابناؤه لينتظروه هناك ويستقبلونه حتى لا يضيع ويتعب ونتعب نحن وراءه، وعندما خرج من دائرة الجوازات والجمارك ولا اعرف كيف… حيث لا يتحدث كما قلت اى كلمة باللغة ، ووجد ابناؤه فتح الله وصلاح في الانتظار، وتم الحجز له للقدوم من نيويورك الى مطار نورفولك وكنت فى الانتظار والاستقبال وبعدها الى البيت في فرجينيا بيتش حيث العائلة تنتظر.
استقر شقيقي في البيت معنا عدة اسابيع وحاول كل يوم ان يهديني السبيل حسب ما يعتقد وان ارجع الى ليبيا الوطن واستمر على هذا الحال طوال وجوده معنا وانا ارفض المهادنة مع نظام عفن ضروري من تحطيمه بأي ثمن كان … وقام ابناؤه بعمل برنامج زيارات له الى اماكن عديدة ومدن ومنها العاصمة واشنطن د س ورجع الى البيت فى فرجينيا وكنت وقتها بالكاد أعيش أعانى فى مشاكل مادية بدون حساب ولم اظهر له اننى أعانى نفسيا وماديا ولا اريد ان ازعجه وهو البسيط في الفكر … وفي نفس الوقت لا اريده ان يتحسر على وضعي الصعب الذي امر به .
واحد الليالى اشتد النقاش وسخن وقال لدى عرض لك اذا توقفت عن العداء وتنازلت عن القضية والمعارضة وان اردت الرجوع الى ليبيا اهلا وسهلا وان اردت البقاء بالخارج فلا مانع ولكن تعطينى عهدا ووعدت بان لا تمارس السياسة بتاتا وتتخلى عن المعارضة وتترك رفاق السوء وتهتم بنفسك وعائلتك من الان ومعي الان عرض مالي لك بقيمة كبيرة اذا وافقت …
وكنت فى تلك الساعة لا املك الكثير من السيولة … ولكن نظير القيم والاخلاق لم اضعف والين تحت الإغراء الكبير بالدفع والمهادنة وقلت لشقيقى شكرا على العرض ولست انا الذى يسيل لعابه من اجل المال، والظالم القذافي سرق مني العمر وملايين الملايين من الدينارات نظير الزحف والتأميم ولن أتوقف عن المعارضة لنظامه حتى النصر او الموت !! وهز راسه من الإصرار بعدم إلقاء السلاح والتسليم بسهولة وصمت ولم يذكر اى حديث عن الرجوع او الاستسلام حتى يوم المغادرة والسفر،
حيث ودعته فى مطار نورفولك بعد ان أوصيته بقوة ان يقول الحق ولا غير الحق فى كل شئ شاهده ومن قابل ومن جاء للبيت او المكتب للسلام عليه وان يذكر الاسماء حتى لا يتعبونه فى حالة أراد ان يضلل، او ان يكذب للتغطية لان هؤلاء المجرمين لا يحترمون المواطن كانسان بل يعتبرونه خادما مطيعا لهم بيدهم الحياة والموت "استغفر الله العظيم " وفى حالة اى شك انه يتلاعب بهم سوف يدفع الثمن الغالى من التعذيب والسجن .
وعندما رجع الى ليبيا تم استدعاؤه الى طرابلس الكثير من المرات على حسابه وتم التحقيق معه فى كل مرة بطرق مختلفة مع الترغيب والترهيب ولكنه نفذ النصيحة وقال كل شئ بالحق والضمير عن الزيارة وما شاهد وما سمع ولم يكذب او يضلل مما شعروا انه صادق وهو فعلا صادقا لا يعرف الكذب وصالحا مما تركوه فى حاله ولم يتم استدعاؤه الا بعد فترات متباعدة بين الواحد والاخرى بحيث سياستهم دائماً المواطن يعيش فى القلق والرعب من الملاحقة حتى لا يستطيع العمل والابداع براحة…
رحم الله تعالى شقيقى الحاج حسن حيث عاش فى هذه الدنيا عقودا عديدة وتوفى وانتقل الى رحمة الله عز وجل وهو يؤمن بمفاهيم معينة مبنية على القيم والاخلاق ونسى ان العصر تغير والحياة ضاعت معايروها السابقة وكل يوم تتحلل وتتفسخ نظير عصر العولمة واصبح الانسان مثل الالة بدون شعور ولا حب كما كنا من قبل…
حب المادة والمال طغى لدى الانسان فى هذه الايام ، حيث العصر تغير تغيرا شاملا وارتفعت الاسعار وزاد الغلاء على جميع السلع ،،، واصبحت الحياة المعيشية صعبة لدى عامة الشعب قليلي الدخل وبالاخص الذين لهم عوائل كبيرة للاعالة، حتى يستطيع العيش والحياة فى الغابة ذات الوحوش المفترسة التى تحاول قدر جهدها الهيمنة على الاخرين لاستمرار مصالحها الى ما لا نهاية…
الحياة تغيرت عن الماضى تغيرا كبيرا وظهرت شوائب عديدة من خلال المحنة والمعاناة على السطح يدعون الوطنية والرجولة وهم فى نظرى أشباه رجال، عرفوا كيف يظهرون ويصلون للسلطة بطرق خبيثة غير شريفة ومناورات ومساومات وراء الكواليس فى الخفاء لا يرضاها الاحرار الشرفاء وتراجعوا للخلف واصبحوا مع الوقت بالمؤخرة، فاتهم الركب نساهم الجميع لانهم للأسف لا يعرفون اسرار اللعبة التي تحاك من قبل قوى محلية وعالمية لتطبيق أجندات خاصة ليس للوطن فيها اى صلاح غير النهب المنظم والإفلاس والخراب والدمار.
اتق شر من أحسنت له كلمات خالدة من أقوال الرسول عليه الصلاة والسلام سوف تبقى الى ماشاء الله تعالى الى يوم القيامة وهى ترن فى الاذان لكل من يبحث من الباحثين فى سير الانسان والمعاملات والعلاقات الشخصية وانا شخصيا اثناء مسيرة الحياة العملية خلال 55 عاما مرت، وقعت وسقطت فى مصائب عديدة بسبب عدم أخذ الحيطة حيث خدعت فى الكثيرين نظير طيبة القلب وعدم البصيرة والفراسة، ولم اكن اعرف ان الكثير من النفوس ضعيفة حتى تعاملت مع العديدين بالمال حيث النفس البشرية لوامة تحب الفخر والمصلحة لها من غير ان تفكر وتشارك الاخرين وتتعاون…
حيث الكثير من النفوس تظهر على حقيقتها العارية نظير الحقد والحسد على رفاقهم او معارفهم او الغيرة على نجاحهم وفوزهم فى احد الميادين اما فى سلم الوظائف والمناصب العالية او فى سوق التجارة والمال ،،، ونسوا وتناسوا انه القضاء والقدر وعطاء ومنن من الله الخالق الرازق الذى خلق ووهب !!!
الضربة القاصمة كانت من احد الرفاق الأجانب الإيطاليين الذى من الصفر فى خلال سنوات بسيطة عن طريقى اصبح من اصحاب الملايين وقام بفتح شركة تجارية فى جنوب ايطاليا للتصدير وقام بعمل الكثير مستغلا علاقاته معى، وسمحت له الفرصة للإثراء السريع عندما تم التاميم والزحف على التجار ورجال الاعمال ... وهاجر او تقاعد الكثيرون واصبحت الساحة التجارية غير مشغولة مما وجد هؤلاء الاجانب اصحاب الشركات الجدد عديمى الاطلاع والراسمال فرصتهم السانحة لملء الفراغ والإحلال محل السابقين الوطنيين وتعاملوا مع الرعاع العوام من اللجان الثورية والشعبية الذين لا يفقهون ولا يفهمون اى شئ فى التجارة والأعمال غير الاهتمام الاول بالحصول على عمولات ضخمة حيث لديهم وتحت تصرفهم الميزانيات الضخمة وهم اصحاب القرار ... مما جعلت الجميع من الأجانب يزينون لهم الامور والإغراءات والترغيب بالقدوم والزيارات لدولهم حتى يوقعون العقود، وهذا الذى حدث وضاع الوقت على ليبيا وأهدرت البلايين من الدينارات ودخلت الى ليبيا جميع نفايات العالم بدون تدقيق ولا مراجعة ولا فحص مهم ولا اتباع المعايير الصحية والعالمية مما الشعب الان يعانى فى مشاكل صحية بلا حدود نظير حكم أهوج وعقل مريض وغباء وجهل الكثيرين من العوام الذين استغلوا الوضع الفوضوى للدولة والحكم الارهابى أسوء استغلال نظير مصالحهم الخاصة حيث فتواهم سرقة الحكومة حلال بدلا من الصرف على الارهاب ومساعدة الدول الاخرى بالعالم وبالاخص الافريقية ونحن جوعى للتطوير، ونسوا وتناسوا ان الوطن للجميع وأى شئ مضر خطا سوف يعم على الجميع الان او بالغد !!!
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقات القادمة …
No comments:
Post a Comment