Monday, February 25, 2013

شاهد على العصر 79





بسم الله الرحمن الرحيم




قررت السفر إلى القاهرة مصر ولندن ببريطانيا تنفيذا الوعد يوم اللقاء مع عبد السلام الزادمة  بالحديث مع الأخوة فرحات والصابر مجيد وإعطائهم الأمان للرجوع حتى نستطيع ان نكون جبهة قوية داخل الوطن للمخطط الذي اعمل عليه طوال الوقت في صمت كبير من غير ان أبوح لأي احد مهما كان بالسر حتى أنام مستريح البال من غير تخوف من أي احد او زلة لسان واصبح نظير أخطاء تافهة  سجينا او معلقا على اول شجرة بالميدان 

خرجت من الحدود الشرقية أمساعد بسهولة ودخلت إلى مصر متابعا الرحلة البرية حتى القاهرة وأقمت في فندق سفير بميدان المساحة القريب من سكن فرحات، واتصلت به هاتفيا وكان موجودا ولقاء محبة من اخ لاخوه، قضيت عدة ايام بالقاهرة معظمها في حديث عما حصل معي في الرجوع  إلى الوطن والحفلات العديدة  بالاحتفاء واللقاء مع احد رموز النظام عبد السلام الزادمة، والى الان لم اجد اي صعوبات او مشاكل من النظام الليبي 

لم اشرح له السر الكبير للعمل داخل ليبيا، الا في حالة الموافقة والرجوع الفعلي والإقامة عندها سوف يعلم وما المطلوب منه، لكن لم يوافق حيث له تخوفات وليست لديه الثقة الكافية مهما كان العرض للرجوع مما اجلت الموضوع  الخاص بالنضال الداخلي الى مرة اخرى 

غادرت مصر الى لندن بريطانيا وأقمت هناك عدة ايام ونفس القصة مع الصابر مجيد، ولم ابح باي شئ له، ومن خلال الحديث المتواصل عدة ايام عرفت الأسباب القوية حيث يعيش في صراع مع النفس يرغب فى الرجوع من كل قلبه لمشاهدة الوطن، وفي نفس الوقت يتذكر ايام الضرب والتعذيب الرهيب في السجن 7 ابريل في بنغازي بعد الزحف والتأميم فى بدايات الثمانينات .

مازال يعيش فى ذكرى الالم والمعاناة وتحطيم النفس الكرامة والجسد،  الذي حصل له من جلاديه قساة القلوب الذين جلدوه بالسياط والضرب العشوائي على الجسد وهو مقيد معلق مثل الذبيحة غير قادر على اتقاء الضرب على الاماكن الحساسة بالجسد حتى يتلافى الالم القاتل، لا  يحب ولا يريد الرجوع تحت اي ظرف طالما هذا النظام قائم، لا يريد ولا يرغب ان يتكرر الخطا ويرجع …  مثل المثل الشعبي  " حليمة ترجع إلى عادتها القديمة "  يوما توجه له اصابع الاتهام من جديد وترجع القصة والمساءلة ويعذب مرة اخرى،  فقد جرب 

احترمت رأيه الخاص، قائلا له انت آخي من الدهر وليس من الظهر، الحياة والموت والقضاء والقدر بامر الله تعالى وانا اوفيت بالوعد، والغربة مهما كانت غربة … بالنسبة لي جلسة بسيطة  فى  اي مكان بالوطن وشرب طاسة شاي مع الاخوان الأصدقاء والعيش ولو في كوخ هادئ البال من غير خوف ولا رعب من مطاردات، احسن عشرات المرات من السكن في الخارج  غنيا في قصر كبير، بدون اصدقاء مطاردا من عصابات فرق الموت للجان الثورية، أعيش في ظلال الرعب والخوف،  انتظر متى تحين الساعة والأوان  

رجعت للوطن وانا سعيدا  لانني اوفيت بالعهد والوعد، وفي نفس الوقت فرحا من اصرارهم على عدم الرجوع   لان الوضع الغوغائي الفوضوي لا يبشر باي إصلاح حسب الذي شاهدته بأم العين خلال الفترة البسيطة التي عشتها وسمعت الكثير من الأحاديث والمهاترات في بعض الجلسات الخاصة مع الثقات .

للأسف الشديد لن تتقدم ليبيا للإمام وعلى راسها وسلطتها هذا العقيد المعقد، وأمثال هؤلاء المسؤوولين الذين يدعون العلم والمعرفة وهم جهلاء، يصلون للسلطة بطرق غوغائية غير سليمة بدون صناديق اقتراع ولا انتخابات ديمقراطية من ابناء الشعب او المنطقة معظمهم يصلون عن طريق العائلة والعشيرة ومدى قوة القبيلة وبالاخص في المنطقة الشرقية الذين يركزون على امانات معينة اهمها المالية والزراعة، الصناعة والاسكان، التعليم وغيرها بالتوالي حيث هذه الأمانات لها الميزانيات الضخمة  يستطيعون الإثراء بسرعة نظير المخالفات  التجاوزات والسرقات ،الفساد والإفساد للذمم نظير الحاجة، استشرى وعم بسرعة نظير مخططات مستقبلية من قوى خفية دولية  والطمع الهائل من القوى المحلية بحيث أهدافهم تلاقت فى مصالح معينة أساسها النهب والخراب والهدم للنفوس الضعيفة والوطن حتى لا ينهض من العثرات ويصبح بالمؤخرة سنوات عديدة صعب الاصلاح طالما هذه الأجيال حية ترزق 

مثلا ،  المالية لا يمكن قبض اي صك من الدولة لفواتير معتمدة ومصدقة من الضرائب ان لم يدفع المالك مبلغا كبيرا نسبة عالية  اتاوة مفروضة  تقدر من المسؤول حسب المزاج بدون إحراج وفى كثير من الاحيان فى العلن عن طريق وسطاء، اذا أراد الضحية ان يقبض مستحقاته بسرعة وبالاخص للمقاولين حتى يدفعون اجور الايدى العاملة ،، وحدثت مشاكل كثيرة للبعض الذين رفضوا الدفع، لا يريدون الحرام ، مما تم التأجيل للدفع لهم بطرق ملتوية مما تأخرت المشاريع وارتفعت الأسعار ، وعجز الكثيرون من القطاع الخاص ابناء الشعب على البناء والتشييد لبيوت خاصة للسكن المريح .

الصناع والعمال المهرة ذوى الأجور العالية ، لا ياتون إلى ليبيا للعمل الجيد المتقن نظير امور كثيرة  يصعب شرحها بسرعة، اهمها التعطيل فى الدفع مع ان الدولة غنية والدخل الشهرى من النفط والغاز بالمليارات، عدم الاشراف الجيد ابتداء من المواد المستوردة الرخيصة  عديمة المواصفات، عدم الإتقان فى العمل، الإتاوات العالية التى تأكل ربح المقاول مما يتقاعس عن العمل والتسليم للمشروع نظير عدم الصرف بسرعة .

جميع الميزانيات في ليبيا  منهوبة بطرق يعجز الشيطان عن عملها، في نظري الربع يصرف تغطية وذر الرماد فى العيون فى مشاريع تافهة مع الوقت ضاعت وانتهت، وثلاثة الأرباع الباقية ضاعت فى الجيوب وتسمين الحسابات،  وكان الامر مقصود والدولة تعرف الامور ولا عين ساهرة ، ولا رقيب وديوان مراجعة، بل النهب والسرقات قائمة على قدم وساق 

الدورة الاقتصادية جميعها مرهونة بيد حاكم مريض مجنون يعمل كما يريد … يوما يأمر بالبناء والتشييد بقوة للمشاريع،  وبعد فترة يتراجع عن جميع القرارات أو يضع عراقيل وتعديلات كبيرة لا تتماشى مع المخططات والعقود،  مما الدولة عاشت فترات رهيبة في خضم الدعاوى والقضايا وتم الصرف بالملايين لجيوب الوسطاء  كاتاوات ومساومات … أليست بمأساة ؟؟

كل يوم اقضيه بالجماهيرية اكتشف الكثير من النوادر والاحاجي مستغربا كيف الدولة مستمرة ؟؟ مازالت تتباهى وتصرف فى المليارات فى غير طاعة الله تعالى، متوهمة انها الفريدة الرائدة  متزعمة الارهاب الدولى، تبذر فى الملايين فى الخارج فى امور لا تخص الشعب الليبي لا ناقة له فيها ولا جمل، والشعب فى مسيس الحاجة لأساسيات مهمة  الاهتمام بالصحة للمواطن بدل العلاج بالخارج للمستنفعين والعائلة القذافية وجميع الحواشي من المعارف والصرف عليهم بدون حدود بسرعة من غير اي تدقيق،  والفقراء يموتون وهم في انتظار الموافقات 

التعليم الجيد للجميع والبعثات العلمية للخارج للكفاءات، بدلا من الكثيرين الذين لا يحملون الشهادات التى تتيح لهم السفر، بل الكثيرون من شرائح وقبائل معينة نظير القرابة واولاد العمومة لوزير التعليم بخطة مدبرة مسبقة  زور لهم مستندات  حتى يسافرون على حساب المجتمع وقضاء عدة سنوات بالخارج .

اننى لست متحامل على النظام العفن الذى العفونة استشرت والروائح الكريهة زادت عن الحد من التخلف والجهل، فى نظرى الجميع ابناء الوطن وليس لاحد دون الاخر حتى يتحكمون فينا يعملون كما يريدون وهم جهلة لا يعرفون كيف تدار الامور وتنجح ضمن دراسات وخطط ، نريد ونرغب الصلاح والإصلاح  حتى نفخر يوما اننا نهضنا وتقدمنا امام الاخرين بالعالم، ونصبح روادا للكثيرين من دول العالم الثالث  حتى يقتدون بنا اننا مصلحين .

لكن طالما هذا الحاكم الطاغية على رأس السلطة الغوغائية مطلق اليد يحلم بالليل وينفذ بالنهار، الجميع يأتمرون بأمره، ينفذون  الأوامر الخاطئة المضرة وتراهات الكتاب الاخضر   لن نتقدم  لان الجهالة وضيق الافق والفساد بالنفوس باق لن ينتهى ولن يرحل بسهولة، حتى ان تغير النظام الى نظام اخر مستقبلا نفس القصة المؤلمة ، سوف نواجه الكثير من الصعاب والمصائب حيث ليس سهلا ترجيع عقارب الساعة للوراء  والرجوع لأيام العهد الملكى الزاهية 

تم الاستدعاء للتحقيق من بعض الجهات الامنية عدة مرات ظاهرها امورا عامة، وباطنها سياسية بحته حتى لا ارتاح واعيش في خضم الرعب والقلق انني مازلت ملاحق … لم اؤتمن بعد نظير السنوات الماضية التى كنت معارضا قويا ، وانا داخل النفس اضحك على الوسائل البدائية لأننا أعطينا المريض القذافي ونظامه اكثر من حجمه المفروض نظير ترديد الشائعات في أوساطنا 

سافرت عدة مرات للخارج واحتطت للأمر فى اللقاء مع اي احد من اخوتنا الليبين او الاجانب حتى المعارف ورفاق الدرب الكثيرون منهم  اصبحوا يخافون مني ان اكون عميلا للنظام  لاننى رجعت ولم اقتل او اسجن ، وانا احترق داخل النفس، هل بعد هذا الكفاح والجهد المعاناة  والتضحيات  من اجل الوطن، الام من سذج جاهلين، وانا اعمل من اجلهم ؟؟  غير قادر على الشرح المستفيض، لأنني اعرف اننى تحت المراقبة بطريقة وأخرى من وشاة مندسون فى جميع الأوساط ومن أشخاص موثوق بهم فى الظاهر والباطن يعلم به الخالق الأحد

هل وشاة عملاء بقصد او بدون قصد يتحدثون  لا يستطيعون الصمت  ولا السكوت، حيث الواحد منهم لا يستطيع النوم ولا الراحة، وكان فى فكره ونفسه عفريت  حتى يتحدث ويخرج الامر لآخرين  بصراحة، وان لم يجد من يسمع لاي ظرف كان … لا يستطيع التوقف، يتحدث إلى زوجته ويقول لها الموضوع وانه سر  وبالتالي  نفس القصة تتكرر 

بعض الزوجات لا يستطعن تحمل الأنباء الخبيثة والدس، لا اسرار تحفظ بل  تفشى بحديث بسيط او دردشة على الهاتف بسرعة البرق بالهاتف وبالاخص بين النساء اللائى بعضهن  ثرثارات بدون قصد، لكن الضرر منهن  كبير … 

فى الشهر الاول من مجيئى ذهبت في زيارات للمصارف للتأكد من الحسابات السابقة بعد التاميم والزحف وياالمصائب وجدت بعض الحسابات مدينة بأرقام كبيرة اولا الفوائد المتراكمة لعدد سنين عديدة، وثانيا جميع الكفالات الشخصية للأفراد اثناء وجودى قبل الغربة معظم الجميع لم يدفعوا  أقساطهم والتزاماتهم واالبعض منهم توفى الى رحمة الله تعالى… المصارف لم تطالب وتقدم الوثائق الرسمية  الدائنة عن طريق المحاكم  لاستيفاء حقوقها، وفي حالة العجز تسحب من الكفيل، بل نظير الغياب وإقفال  الحسابات تم السحب بدون الاعلام، وبالتالي لم استطيع ان اعمل اى شئ كبير خوفا يوما بطريقة ما  يقدمون على الحجز على فى اى شئ للتسديد للحسابات السابقة،
المفروض شرعا وقانونا وعرفا فى حالة التاميم والزحف الضحية يصبح نظيف الذمة وبالاخص المالية المادية نظير الاستيلاء على جميع الممتلكات دفعة واحدة ،، بحيث يقبلون جميع مالديه وما عليه ،، ويصبح نظيف الذمة .

الحمد لله تعالى ان الممتلكات والأملاك تغطى جميع الالتزامات عشرات المرات ولكن كيف التفاهم مع عدو شرس جاه،  هو سبب البلاء من الاخطاء القاتلة التى عاثها ،، لا يفهم ولا يريد ان يفهم  ،،،  بيده السلاح والسلطة ونحن ليس لدينا غير الايمان والصبر وأننا مظاليم ،، غير قادرين على الدفاع والتصدى  ضد مجنون أهبل 

ايام الزحف والتأميم فى اواخر السبعينات كان فى مدينتنا درنة وقتها 3 مصارف عاملة وكان لدى حسابات ومعاملات مع الثلاثة نظير أعمالى والشركات المتشعبة .
قررت التاكد وذهبت وراجعت الاول المصرف التجارى الوطنى وكم ذهلت من المبلغ المدين فى الحساب المسجل لديه، وانا لدي إيصال بالدفع موقعا منهم ان الحساب مسددا بالكامل، تجادلت مع المدير رحمه الله تعالى " حمزة عفان " بدون نتيجة وقال ات برسالة من الادارة العامة بالشطب وانا سوف انفذ وقتها، وقمت بزيارة للمدير العام ورئيس مجلس الادارة "  بدر بواعزيزه "  الذى اعرفه جيدا  ونفس القول، لا يستطيع الشطب الا باوامر عليا من بنك ليبيا المركزى عن طريق القضاء ،، قلت له لا تغضب لأنني سوف التجأ للقضاء .

قررت الذهاب للعدل ورفع قضية في الادارة العامة للمصرف على سوء التصرف وعدم الدفع لاموالى المحجوزة لديهم بالعنوة والغصب بدون أية مستندات قانونية  ،، ونفس القصة مع مصرف الوحدة حيث بقدرة قادر الضمانات الكبيرة والتسهيلات لاحد الشركات التى أنشأتها " شركة انوار " لأعمال الكهرباءً والتى تنازلت عليها مقابل التصفية،، لم  استلم التصفية ولم استلم حقوقى بل تم خصم  مبلغ الكفالة الكبير المدين لاحد الشركاء الذى توفاه الله تعالى بالضعف وله قصة طويلة عندما اصل الى السرد لكامل الموضوع 

الثالث مصرف الجماهيرية الذى تغير بعد الانقلاب الاسود من اسم  بنك باركليز الى الجمهورية ثم الى الجماهيرية، قمت بزيارة للمدير السيد " مرعى حسان "  وراجع الحسابات وقال كل شئ سليم ولا مطلوبات لا ديون والتزامات وطلبت منه رسالة رسمية تؤيد ذلك وفعلا بعد اسبوع استلمتها من المصرف باننى نظيف الذمة المالية  من اى التزامات  مع المصرف، احتفظت بها للأيام والمستقبل 

ذهبت إلى المحامين ورفعت قضايا ضد المصرفين وبعد صراع مرير  فزت عليهم وتحصلت على أحكام على المصرف التجاري  ومصرف الوحدة الاولى من محكمة البيضاء سنة  1993 م وكان القاضى المحترم  السيد مصطفى عبدالجليل ،،،الذى تفهم الحال وحكم بالعدل 

 وتقدمت المصارف بالطعن في الحكم الاول  وصراع مرير ووقت طويل في قاعات وردهات المحاكم، فزت ونجحت في الاستئناف ضد المصرفين التجاري والوحدة، وطعن المصرف التجاري في حكم الاستئناف، وتم النجاح الاخير وايدت المحكمة العليا حكم الاستئناف . اما بالنسبة لمصرف الوحدة  فزت بالأول والاستئناف ولاخطاء من المحامي لم يتقدم في الوقت المناسب للمحكمة العليا  مما تاخرت حتى الان 

لم اجد أحدا يسمع الصوت بل تأجيل في تأجيل حتى يضيع الوقت، والى الان لدي ملايين عديدة لديهم لصالحي المفروض قبضها ولكن نظير احداث عديدة مازلت انتظر…  أليست بمأساة ان ينتظر الانسان أمواله اكثر من 34 عاما  حتى الان، ولا يتم السداد لها ؟؟؟ أليس بصبر سيدنا ايوب ؟؟؟؟ دائماً تأجيل فى تأجيل هل يريدون منا ان نموت اولا حتى يدفعون؟ أليست بامور مؤسفة ومآسى قاتلة من أولات امر لا يفهمون 
                  رجب المبروك زعطوط

البقية فى الحلقات القادمة …                                     
    

No comments:

Post a Comment