Wednesday, February 13, 2013

شاهد على العصر 74




بسم الله الرحمن الرحيم


             واجهت الكثير من الضغوط السياسية والمشاكل الحياتية اليومية بالغربة  نظير عدم الدخل المنتظم وبالاخص في امريكا ،  لان كثيرا من الامور الخافية نجهلها لا نعرفها ولا نتعامل بها في وطننا ليبيا  منها التحايل واللف بطرق خبيثة ملتوية للخلاص والنجاة بقوة القانون ،  لا نرضى بها مثل اعلان الإفلاس حتى لا يتم الدفع  للفواتير المتأخرة عن السداد والمبالغ المستحقة للدائنين، التقدم الى الضمان الاجتماعي لقبض دولارات زهيدة ومزاحمة الفقراء والعجزة، إراقة ماء الوجه والسلف من الكثيرين وعدم الرد والإيفاء والكذب والتحايل، كما عمل الكثيرون من إخوتنا العرب سامحهم الله تعالى ،، مما اعطوا صورة قذرة للمجتمع الأمريكى الذى حضنهم وقت الشدائد والأزمات بكل الترحاب والمودة . 

حافظت على الكرامة والقيم وضحيت بالكثير الكثير وتنازلت عن مواضيع كثيرة تجارية وبعت الحصة التى املكها مع الاخرين الشركاء شركة دارنس فى فرجينيا بيتش    بأبخس الأثمان لقاء توفير العيش الكريم للأسرة ، ولم اشعر الأولاد بسوء الوضع وكم أعاني ؟؟ وللأسف تعلمت الدرس القاسي الصعب  متاخرا  بعد فوات الأوان وضياع المال والسيولة .

تطلعت ووجدت معظم الجميع ممن كانوا يدعون الأخوة والصداقة بالسابق، الذين طوال الوقت  كانوا محيطين بي  مثل السوار على المعصم …   تركوني في اصعب المراحل القاسية الصعبة التى انا بحاجة الى الرفاق والأصدقاء حتى لا اشعر بالهم والغم واعيش الوحدة القاتلة، لا اريد منهم العون ولا طلب الاستدانة والسلف بل للحديث والترويح عن البال والسمر.

الشعور بالسؤال والحنان وصلة الرحم مهم جداً لدى الانسان المتعثر فى مخاضة ومستنقع بالغربة   يحاول بصعوبة الخروج ... حتى لا يجن من الوحدة من غير خلان اخوة اصدقاء ثقات يبوح لهم بما فى الصدر من أشجان وأحزان .

بالنسبة لي درس كبير من الله عز وجل، ضيق ذات اليد والمعاناة في الغربة حتى أفوق واستيقظ من أحلام اليقظة،   ان اراجع النفس اللوامة وانتبه لحالى واعرف كيف أتعامل واميز الرجال الشرفاء من الادعياء، ان انتقى رفاقى من جديد  بدقة اكثر بفراسة جيدة بدون أية عواطف ...  اشمر عن اكمامى وأغير طريقة الحياة، فالحياة جهاد وكفاح تحتاج الى صبر وقوة عزيمة لاجتياز الأزمات والعوائق التى مهما طالت لها يوم  تنتهى ويحل الفرج .

اننى مهما حاولت ان اشرح لن استطيع  بسرعة ؟؟ لان  اصعب شئ لدى رجل الاعمال عندما يفقد الرأسمال  دفعة واحدة وخسارة كبيرة خلال ساعات كما حدث معي فى سوق الاوراق المالية " البورصة "  يوم النكبة اكتوبر 1987م ، صعب الوقوف مرة اخرى على الاقدام الا بعد وقت طويل وجهد كبير،  او وقوع معجزة ويأت   الحظ  فى صفقات تجارية اخرى مربحة  من حيث لا  أدرى؟؟

 انا شخصيا سعيدا جداً فقد مررت بكوارث عديدة  خلال مسيرة الحياة  لاكثر من نصف قرن والحمد لله تعالى، وهبني القوة والصبر والعزيمة وتغلبت عليها جميعها واصبحت مع الوقت ومرور الزمن كان يامكان   ذكريات مضت الى غير رجعة 
بالصبر والعمل فى التجارة بطهارة وبذل المجهود والعرق ،،، بالعلاقات الجيدة والثقة   دارت الدائرة فى المسار الصحيح واصبحت غنيا ذو أموال مرة اخرى لأننى عفيف النفس صادقا مؤمنا انها كبوة فارس سوف ترجع المياه الى مجاريها بقوة القادر مع الوقت .

تلك الايام العصيبة بدات تزداد وتكبر الهوة ،،  الجفوة  والخلاف والشكوك مع الكثيرين من الرفاق الذين كنت اعتقد انهم اخوة من الدهر وليس من الظهر تغلى فى صمت بدون ان تظهر على السطح حيث بالسابق عندما يخطأ اى احد منا ويقع فى مصائب غير متوقعة ،،،  او يتعثر ماديا نظير العيش فى بحبوحة وعدم الخبرة بالضيق وقلة ذات اليد ،، البعض منا لا يفهمون الأحاسيس ،،، الشعور والقلق  ،،، الدمار النفسى والشك والشكوك التى تنتاب المحتاج الضحية بحيث يدور فى حلقات الأوهام ولا يفكر التفكير الصحيح   ،،
 اى كلمة وهمسة او نظرة وضحكة تفسر بتفاسير عديدة انها استهزاء تشفى  حقد وحسد  او عطف وشفقة على الضياع والافلاس ،  لأننى انا شخصيا مررت بها وعشتها ايام الزحف والتأميم !!! 

بالسابق ايام العز والزهى فى ليبيا قبل الزحف والتأميم ،  نتغاضى عن الكثير من التصرفات الخاطئة والكبوات للرفاق طالما القلوب كبيرة ونظيفة للضحايا، نعتبرها كبوة محاولين قدر الإمكان الاصلاح والنصح والمساندة المادية   حسب المتاح عن طيبة نفس وقناعة .

لم اجد العطف ولا الحنان ولا المصداقية من الرفاق القدامى للأسف ؟؟؟  صعبت على الامور وتأثرت  ان نظرة هؤلاء مادية صرفة ، فسر الكرم والاستقبال لهم  انه حق مكتسب، تم الاستغلال  كفرصة كبيرة ، نسوا وتناسو ان الله عز وجل الوهاب حى موجود لا ينسى اى احد من البشر مخلوقاته  تحت الضغوط والمعاناة فى الحياة  بعض الوقت بدون قصد وعبرة حتى يتعلم دروس المعاناة والضيق ويعرف ان الحياة كر وفر لا تدوم طوال الوقت، الدائم هو الخالق الواحد !!!

لم اشعر الآخرون عن مدى الوضع الصعب من نقص السيولة الذى امر به ولدى اموال كثيرة استولى عليها المجرم القذافى ايام الزحف والتاميم، أموال كثيرة تم صرفها عشوائيا بدون تخطيط وميزانيات مدروسة لقلة التجربة والخبرة، لم احسب حساب غدر الزمان وان الغياب سوف يطول  عقودا وليس سنيين على الرجوع منصورين ، صرفت الكثير من المال والوقت والجهد على التنظيم والقضية الليبية السامية التى احلم بها ليلا نهارا ،  فضلتها على عائلتي واولادي نظير الايمان الكبير النابع من القلب والضمير 

 انها الخلاص الانعتاق والحرية التى هى الاساس السليم للصمود والتحدى ، لأننى افضل ان اعيش حرا فى وطنى رافعا الراس مثل البقية من ابناء الشعب متوسط الحال عزيز النفس ذو قيم   على ان اكون غنيا مليونيرا بالغربة أجوفا مثل الكثيرين من المنافقين العملاء الذين باعوا أرواحهم للشيطان عبدة المال الان يعيشون بالخارج بدون وطن !!! مطاردون من مكان الى اخر 

تحاملت وعانيت ولم أغضب  وإستاء من اى قادم ضيف او طالبا قضاء امر وحاجة  بل دائماً فرحا مستبشرا فى الحدود المعقولة  ضمن  القيم والكرامة من غير مبالغة وعلى الموجود بدون اى تصنع … وأية معاملات جديدة مع آخرين لا أعرفهم  كانت فى الحدود المرسومة ضمن تخطيط ودراسات حسب المتاح وضمن الإمكانيات ؟؟
مواضيع عديدة سابقة نظرت لها بمعايير اخرى غير الماضية ووصلت الى قناعات انها كانت أخطاءا وسلبيات نتيجة  اندفاع الشباب وصغر السن وعدم التجربة  .
كنت كالاعمى عندما وقعت فى صعاب كثيرة نظير الخسائر الغير محسوبة والغير متوقعة ان تتم بهذه الصورة ؟؟ بمرور الزمن تعلمت عبرا كبيرة ودروسا بان لا تتكرر وان لا اغامر بالعمل مستقبلا  فى مثلها ولا اكرر الخطأ حتى لا اتعب مرة اخرى ...لان رجل الاعمال والتاجر  الجرئ طوال الحياة لا يستطيع التوقف مهما حاول وعمل .. يوما بالقمة غنيا لديه الاموال مرتاحا فرحا سعيدا، ويوما بالأسفل مهموما مغموما  يعانى قلة السيولة والمال  ؟؟؟ هذه طبيعة الحياة العملية لا شئ يدوم .. ؟؟
رجل الاعمال اذا توقف لاى ظرف سواءا الكبر بالسن او ضياع المال، فى فترة قصيرة يصاب بالكآبة و الامراض تحوطه  من كل جانب النفسية والصحية ، كل يوم  يتجرع فى الهم والغم حتى ينتهى من الوجود ويموت ؟؟؟ 
بدات اخطط للرجوع للوطن بهدوء متحديا الجميع ومخاطرا بالراس والحياة ومع الايام بدات ازداد قناعة بان الحل الوحيد والعمل النضالى الصادق والنابع من القلب والضمير من الداخل فى هدوء وصمت فى الخفاء ، مثل السوس ينخر حتى يقضى،  ليس  من الخارج وبيننا وبين عدونا القذافى  الاف الاميال ومحيط !!!

كل انسان بالخارج  يحب الظهور على السطح نتيجة امور عديدة ، لانه  لا  يستطيع معارضة الوضع والنظام الارهابى فى الوطن ليبيا، يظهر  فى القنوات المرئية  بالحديث المعسول وطلاقة  اللسان والضجيج  والتهديد المفتعل، حتى يشاهد من الملايين  صوت وصورة  انه البطل والمنقذ القادم للوطن وهو دعى لا يساوى حجم المسئولية ولكن الغرقى يتشبثون بقشة  محاولين النجاة من الغرق 

 الواقع العمل الفعلى الاساسى من الداخل يحتاج الى رجال أقوياء فى العزم والصلابة والدهاء ذوى شجاعة  مؤمنون بالقضية السامية حتى النخاع ، النضال بالداخل فى الوطن السليب  ليس بسهل فى عرين المجنون الكلب المسعور كما يتوقع البعض ،،الوشاة فى كل مكان من اقرب الأقرباء والمعارف نظير غسيل المخ والدفع المستتر ،،، وبالاخص مثل حالتى لو رجعت للوطن العيون سوف تراقب طوال الوقت خط السير وماذا سوف اعمل ومن الاخوان والأصدقاء الذين سوف يترددون  للزيارة ؟؟؟ 
، الهدف الرئيسى لدى مثل الدم الذى يجرى بالعروق والشرايين ،  إسقاط النظام باى وسيلة ،،، التذكير للأحرار الغافلين الثقات من العائلة والمعارف والأصدقاء فى الخفاء بما يجرى من امور خافية بالخارج حتى يستيقظون من النوم والسبات نظير الاعلام  والتخدير المبرمج بالتدجيل الزائف  بان الجماهيرية هى الاولى بالمقدمة بين الدول والواقع الصريح  ترزح فى قمة التاخر نظير الفساد والافساد، الارهاب في ابشع معانيه، والتبذير فى غير طاعة الله تعالى !!!

اختيار الرجال الشباب بدقة،  وخلق خلايا فى سرية وصمت  تعمل فى السر ،، حتى تصبح جاهزة منظمة لليوم الموعود   عندما يثور الشعب ضد الظلم  ؟؟؟ تساند الثورة القادمة  بالروح والدم حتى تفوز وتنجح بإرادة الله عز وجل .

بدات فى تنفيذ  اول الخطوات  الرئيسية بالمخطط ،  المهادنة الوقتية وعدم التحدى للنظام حتى انتسى مع الوقت واخرج من حلبة السباق وتخفت الأنوار المسلطة على شخصى وتطفا حتى استطيع العمل والنضال وسط الحلبة فى ليبيا فى صمت ومواراة  وتحت أعين النظام، متحديا انهم مهما وصلوا من ذكاء وعلم نظير الجبروت والغرور قوة المال والسلطة ، نحن أذكى منهم عشرات المرات لأننا مؤمنين اننا اصحاب حق وقضية نبيلة، مؤيدين من الله تعالى بالنصر القريب 

الرجوع للوطن مخاطرة كبيرة فى حالة الفوز وعدم القتل او السجن ، لها مزايا عديدة لا تخطر على بال الضعفاء أشباه الرجال الأدعياء الذين يخافون على حياة زائلة ، يبعثون بالشباب الرجال للذبح والسلخ والطهى للطعام حتى يجهز عندها  يتقدمون لاكل الكتف السمين .

الرجوع مضحيا بالنفس اوله ضمان الارض الصلبة للعمل بدهاء ومهادنة،  اشعت ورددت الشائعات اننى فشلت فى المعارضة وافلست ماديا بقصد الخداع ، العنوان الكبير الرئيسي الذى حملته وانا اتالم داخل الروح والنفس  حتى الجميع صدق الشائعة الكبيرة  وأننى انتهيت على جميع الأصعدة، والواقع مخطط وخدعة كبيرة  رهيبة مدروسة  بدقة ، خططت لها 3 سنوات حتى استوفت جميع الأبعاد لضمان رجوع العائلة والاولاد للوطن، فى حالة لا قدر الله وحدث مكروه وتم  السجن او الاغتيال 
بطريقة او اخرى آمنت ان النظام لا يستطيع انهاء الحياة او السجن حيث الجميع يرغبون فى العودة نظير عوامل كثيرة الحنين والافلاس والخوف من المطاردات ،، قررت ان اكون كبش الفداء والضحية لأنني اعلم علم اليقين   لو حدث لي  اى مكروه سوف يتقاعسون عن المجئ 

 النظام يريد ويرغب تلميع صورته امام الليبيين والعالم ، انه ساعيا فى المصالحة الوطنية بكل القوة والصفح عن الماضى وان الملفات الساخنة  لخصومه مشروطة، بالرجوع  الى ليبيا حتى  تقفل للابد .

انا شخصيا عارف ان عقيدنا كاذب وخبيث لا يؤتمن جانبه مثل الحية الرقطاء ملساء عندما يلمسها الانسان بالصدفة تلدغ اللدغة القاتلة،  مخادع غير صادق بالمرة مشهور فى سبيل مصلحته مستعد للتضحية بأعز شئ لديه،  ولكن غامرت واعتبرت المصالحة الوطنية الهشة التى ابداها ، شهادة تامين مؤقته 

 الحياة مغامرة وبالاخص بعد خطابه المشهور " اصبح الصبح " احدى شطحاته وجنونه ،، قاد الة جرف " كاشيك " وهدم باب احد السجون المشهورة "  الحصان الاسود "   واطلق المساجين السياسيين والمجرمين فى صورة درامية إعلامية ليشاهدها العالم  ان ليبيا الغد  تغيرت لا سجون بعد الان ؟؟

خرج الى مبنى الجوازات وبدا يرمى فى جوازات السفر المحجوزة بطريقة فوضوية مرتجلة من نافذة  اعلى احد الأدوار بطريقة مسرحية مرتجلة تدل على الاستخفاف والاستهزاء والعرض الفوضوى والجنون وبالاخص من قائد ورئيس كما يدعى ويقول… 
  
ليشاهد العالم صدق القول، وللأسف جماهير  الشعب المنافقة من الحواشى واللجان الثورية والشعبية تهتف وترقص فرحة بالساحة  مؤيدة احداث المسرحية لقاء فتات لا يشبع ولا يغنى من جوع . 

كل شئ مبرمج مسبقا  من أعوانه وحاشيته لإضفاء هالات جديدة على نبوغه وصلاح مهاتراته وتراهاته  انه يعمل من اجل الشعب ورفاهية ليبيا ،  حيث زاد غروره واعتبر نفسه رسولا منزلا … لا يوجد اى احد  مثله، كان  ليبيا بلا رجال قياديين  لا تستطيع العيش والنهوض من غيره 

راجعت الشريط المسرحى للمهزلة الذى وصلنى من احد الثقات ...عدة مرات وكم فرحت وسعدت عن الإفراج على السجناء والسماح للمواطنين البؤساء بالسفر ... وحزنت بشدة ان ابناء الشعب العوام الغافلين ، وصل الكثيرون منهم لهذا المستوى المتدنى من الفوضى والتأخر ، الغوغائية والجهل بحيث يصدقون فى الدعى بدلا من الاتحاد مع بعض يدا واحدة  والثورة على المجنون وجثه من خريطة الوطن للابد .
مازالوا يصفقون ويرقصون متناسين دماء الشهداء القتلى  والجرحى ، اهات السجناء  من التعذيب والقهر ، دموع الأمهات والزوجات الثكالى على الأحبة الأعزاء، دموع الاطفال على فقد  الآباء ؟؟  حسرات المواطنين الملاك من التجار والمقاولين ايام الزحف والتأميم، عشرات المواضيع المخزية التى يندى لها جبين كل  حر …
نحن عشنا فترة من أعمارنا مضطرين  فى الغربة " امريكا "  حيث النظام سائد ، قمة الديمقراطية  السمو والتحضر مع وجود البعض من الشواذ على السطح ولكن نسبا بسيطة تكاد لا تذكر ولا تظهر بقوة وتؤثر 

 اى دولة متقدمة  بالعالم لها الكثير من الحسنات  والبعض من السلبيات وهذه الاشياء اشياءا عادية  تحدث ،،مقارنة بما يحدث فى أوطاننا العربية من ظلم وقهر للإنسان المواطن ...  وبالاخص فى الجماهيرية التى عن قريب سوف تزول التسمية الغوغائية وتبقى ليبيا حرة ابية من غير هذه النماذج والإمساخ الشيطانية  .

كانت لدى حالة فرح حيث أبنتي الاولى تمت خطبتها من احد الأقارب ولم يكن بالإمكان عمل العرس والفرح فى امريكا لعوامل عديدة، لا يمكن الحصول على تأشيرات الدخول لكثير من افراد العائلة القادمون من ليبيا ، بعد المسافة ومعظمهم عواجيز بدون تأشيرات دخول  بسرعة، وفى حالة الحصول على التأشيرات غير قادرين على تحمل الطريق والسفر بالساعات جوا والتنقل والعبور من مطار الى اخر، بالاضافة  الى المصاريف الكثيرة  التى لم يكن بوسعى تحملها فى ذاك الوقت حتى اضمن وابعث  لهم التذاكر 

 وقررت الذهاب الى إسطانبول بتركيا والسكن هناك فترة حتى اكون قريبا من ليبيا واتابع الاحداث حيث كانت وقتها تركيا مفتوحة ومعظم الليبين ياتون لها للتسوق والزيارة .

ذهبت اولا الى  اسطنبول وكان لدى معرفة باحد الليبيين " م م "  عن طريق ابن عمه، الذى  له مكتب متواضع يعمل فى التجارة والتصدير مع ليبيا ، تم الاستقبال منه فى المطار  وتعلق وأصر على ضيافتى فى بيته مما احرجت ووافقت غصبا عنى وأقمت عنده  عدة ايام ، واستأجرت شقتين مقابل بعض فى منطقة فنار باشا وفرشتهم  بالأثاث، واشتريت الاشياء المكملة للسكن المريح، ووصلت العائلة والاولاد وقضينا وقتا جميلا استعدادا لحفل الزواج، وصل معظم الجميع من الاسرة والأصهار والمعارف من ليبيا   وتم عمل الفرح وتزوجت الابنة وانتهت الحفلة على خير وسلام  والجميع فرحين  سعداء .

الحفلة بالنسبة لي كانت محرقة لم احسب لها الحساب الوافى حيث  استنزاف المال والسيولة والمصاريف كثرت من كثرة الضيوف الليبيون من الأقارب والأصدقاء والجميع محتاجون الى السيولة  للشراء من الاسواق " البازار " لانه مسموح لهم بالخروج بمبلغ تافه الف دولار فقط، وهو يصرف ببذخ وعطايا واموالا بدون حساب على الارهاب وافساد الذمم والفساد .

يطلبون الاستدانة  واصبحت مثل البنك بين فكى الرحى ان اعطيت سوف اتعب ماديا مع الوقت  وطول الزمن بالغربة  ومعظم السلف لا ترجع يعتقدون اننى صاحب أموالا مكدسة ورزقي حلال حق مكتسب لهم لأنني منهم من العائلة ..  وان رفضت سوف تلوكنى الالسن بالاقاويل المغرضة اننى بخيل لا اريد المساعدة ؟؟

الذى يستلف مبلغا واعدا بالسداد عند الرجوع الى ليبيا .. لايوفى بالوعد ولا بالعهد مما قررت عدم التسليف الى اى احد وحافظت على الرصيد الباقى بحوزتى لفترة حتى اصل يوما الى حلول ودخل شريف حتى اضمن العيش فى غابة الحياة الصعبة . 
اول  خسارة فى تركيا  معرفة الليبى " م . م ." الذى كنت يوما ضيفا لديه كانت لديه مشكلة مادية  لتجديد رخصة المكتب وضرورة دفع مبلغ كبير كضمان فترة شهر  واصدار شهادة مصرفية ان  لدى شركته الرأسمال حتى تصدر موافقة من البلدية بالمزاولة ، والا سوف يغلق ابواب المكتب الذى يسترزق منه، سلفته المبلغ رزق الأولاد طواعية لمدة شهر واحد حتى يجتاز الازمة ويرجع القرض فى وقته ،  واثبتت الايام انه نصاب دولى استغلنى واستغل البعض من اصدقائى الذين تعرف عليهم  عن طريقى واستلف مبالغ كبيرة على حساب سمعتى !!!  لم يرجع اى درهم منهن  فى الوقت المتفق لهم !   مما سبب لى احراجات كبيرة  انا فى غنى عنها 

ضغطت عليه وبعد صراع كبير تحصلت على البعض من المبلغ خاصتى  بصعوبة والى الان مرت سنوات عديدة ولم اقبض الباقى مما اصبحت لدى عقدة وحساسية  من مثل هؤلاء الأدعياء النصابين الذين يدعون  الاخوة والرفقة والبراءة … والواقع يرسمون خيوط التحايل والدس والكذب بمهارة للضحايا ، والذى انا أتأسف عليه بقوة  اننى احد الضحايا … وكأن الرجل قام بتخديرى حتى وافقت 

تم عقد مؤتمر ولقاء لمجلس الادارة للتنظيم فى بغداد العراق بدون أعلامي وانا المؤسس والرجل الثاني الاساسي، نظير الخلافات فى التوجهات وتغير المبادئ من مقاومة مسلحة الى الاعلام ، لم احضر الجلسات  ولا اعرف ماذا حدث غير بعض الرتوش ،، وقررت الانسحاب عن قناعة ، حتى لا ندخل فى حرب ضروس بين الرفاق تؤدي بنا جميعا الى إفشاء الاسرار الخراب والدمار 

فترة الفتور في ذاك الوقت نتيجة السماع لبعض  الوشاة الدس والفتنة مع صديق واخ العمر " ج م " بدات فى الابتعاد تدريجيا عن التنظيم الذى قمنا بانشائه معا ودفعت وقدمت الجهد والمال وخاطرت بالروح  من اجله ببطء وهدوء مبرمج  " حركة الكفاح الوطنى "  مع الوقت  لاهتم  بالمخططات التى خططت لها من غير مصادمات ومهاترات مع رفاق الدرب كما يحدث عادة بين الشركاء  المتخاصمين المتشاكسين ، كل طرف يريد إثبات الوجود انه على الحق و الصدق ، وان الطرف الاخر على الخطأ نظير الكيد والحسد والحقد .
علمت بعدها  انهم قاموا بمشاركة مع جبهة الانقاذ لم تعمر كثيرا فبعد فترة بسيطة  دبت الخلافات بينهم على المراكز الوهمية وطريقة الادارة وتعنت البعض ووصل الحال الى انشقاق وتباعد كل طرف على الاخر نظير الخبث والدس وسوء الاخلاق الشخصية الخاصة من البعض 

الحمد لله تعالى لم اكن فى الموضوع من البداية لاننى  خارج اللعبة التى تحاك … لان  كل طرف يحاول الوصول الى اهداف وجاه ومنصب، وانا شخصيا منذ البداية، رفضت الاندماج مع الجبهة بشرف ومصداقية،  ولم اطعن غدرا فى الظهر لكثيرين الذين يسعون للشهرة 

حافظت على النفس من التدخل فى شن الغير وعدم الفضح لكثير من التصرفات الخاطئة من وجهة نظرى خلال فترة سنوات طويلة بالمعارضة فى الخارج ،، لانها لا تخصنى ؟؟؟ 
ارادة القدر والحظ احد الاساسيات والدعامات للبعض تؤهلهم للوصول فى  بعض الاحيان الى اعلى المراكز، مؤمنا بعدم التحامل والتسامح  وجث الحقد والحسد من النفس على اى احد والله عز وجل يوفق الأخيار !!!

تاركا الامر لصاحب الامر الذى يعرف الحال ، يعاقب كل دعى بماذا عمل فى حق المواطن والوطن من افعال، حافظت على الكرامة والقيم ، حافظت على الاسم ، افخر بكل قوة انني  صديق الجميع من  الأصدقاء والمعارف  وكسبت احترام الأعداء! والان تقاعدت وسعيد بعد مرور السنوات الطويلة محاولا استرجاع الذكريات، الحلوة والمرة  فالعمل السياسي محرقة كبيرة !!!! يخرج منها الانسان بامراض كثيرة نفسية وصحية، وهنيئا للإنسان الذى يحبه الله عز وجل وشعبه ، لقاء العمل والمجهود  لخدمة الوطن…  

                                  رجب المبروك زعطوط 
 البقية فى الحلقات القادمة 

No comments:

Post a Comment