بسم الله الرحمن الرحيم
شاهد على العصر 64
حافظنا على الوعد مع المسؤول المغربي وبعثنا عدة افراد من الشباب الى المغرب للتدريب فى دورات امنية حيث قضوا بعض الوقت هناك وبعد الانتهاء تم زرعهم فى ليبيا بسهولة وكان وقتها لا أسئلة كثيرة وتدقيق كبير من شركات الطيران مثل الان على الركاب المسافرين عبر المحيط والقارات والدول فقد كان الامر سهلا وكل عصر وله حسناته وسيئاته وثغراته السهلة والصعبة من قبل اجهزة الأمن…
وكانت الخطة بسيطة وسهلة بحيث عندما يتم المتدرب دورته الأمنية فى المغرب ويطلب منه الذهاب الى ليبيا نقوم بتوفير التغطية الكاملة له فى حالة تعرضه لأي سؤال بسيط بالصدفة من طرف احد المحققين، و كان من الضرورى من ان يكون ملما بأشياء كثيرة حدثت فى منطقته فى اثناء غيابه عنها حتى لا يفاجا بأي سؤال عارض ولا يتم الشك فيه ويدخل فى تحقيقات مطولة وتعذيب لمعرفة الحقيقة بالقوة.
كان يتم سفر احد المنتسبين للتنظيم الموثوق بهم من امريكا بنفس اسم المتدرب الذى موجود فى المغرب عبر مدريد اسبانيا مع اتخاذ الاحتياطات بقضاء ساعات عديدة فى العبور " الترانزيت " وياتى المتدرب من المغرب ويتم اللقاء بينهم فى المطار "الترانزيت " ويتم الاعلام للمتدرب بعديد من الامور المهمة التى حدثت فى منطقته اثناء غيابه وتتغير التذاكر بحيث المسافر الى ليبيا يستعمل التذكرة من امريكا التى باسمه وكانه قادم راسا الى ليبيا عبر مطار مدريد وألثانى يرجع بتذكرة اخرى الى اى مكان بالعالم.
مما الكثيرون دخلوا الى ليبيا بسهولة من غير ان يشك اى احد من الأمن الليبى فيهم واخترنا هؤلاء المتدربون اختيارا دقيقا على الفرازة بان سجلاتهم نظيفة وليس عليهم اى شكوك ولا ارتباطات مشبوهة مع اخرين من اتحاد الطلبة او المشاغبين الذين ظهروا فى الصورة ضد النظام حتى لا يتم الشك فيهم وملاحقتهم من قبل اجهزة النظام الشرسة التى تتخبط ومعظم نجاحاتها نظير أخطاء عديدة من القيادات للمعارضة الليبية حيث كانت فى كثير من الحالات البعض منها مخترقة نظير ضعف البعض من القيادييين وآخرين من منتسبيها نظير ضغوط رهيبة فى امور عائلية شائكة متشابكة مثل الاخطبوط… او قرابات دم ومصاهرات او نظير القبض للأموال بدون حساب او الطمع على امل القبض والحصول على مزايا ضاربين بالقضية الوطنية السامية الشريفة ودماء الشهداء واهات المعذبين وهم تحت سياط الجلاد ودموع الأمهات والثكالى والأطفال على أعزائهم وذويهم عرض الحائط .
تم التدريب لبعض جماعتنا فى الجزائر ودخلوا لها وتدربوا فيها على ان هوياتهم فلسطينيون ضمن مجموعات منظمة فتح للاقامة وليسوا ليبييين وأقاموا فترة هناك وكان التدريب جيدا حيث أخذوا دورة قوية على استعمال القاذف الصاروخى " ر ب ج " التدميرى والشرح على المقاومة فى حرب الشوارع حيث قام إخوتنا الفلسطينيون من مجموعة فتح التابعة للمناضل " ياسر عرفات " بتدريب البعض من رجالنا تدريبا جيدا وتعلمنا من خلال تجربتهم الكثير من الامور النضالية الوقائية وبالاخص اثناء القبض والاستجواب والتعذيب للمناضل .
كيف يمكن التغلب على جهاز كشف الكذب " البوليغراف " بحركات بسيطة يستعملها المقبوض عليه او المطلوب منه المرور على الجهاز حيث الاساس هو رباطة الجاش والهدوء التام فى الاستماع للاسئلة وحضور الذهن بصفاء فى الرد والاجوبة وبعض الحركات فى تحريك الأصابع للقدمين بهدوء تام حتى يعجز الجهاز و يصبح عديم الفائدة .
انا شخصيا مررت بثلاث دورات امنية فى احد المعسكرات الخاصة بإحدى الشركات فى امريكا وقضيت بعض الوقت حتى تعلمت الكثير كيف اتقى الشر والملاحقة والمتابعة ولا اكون هدفا سهلا لكلاب فرق الموت للجان الثورية فى مدن وعواصم العالم ودفعت الكثير من المال والوقت والمجهود حتى تخرجت بدرجات عالية لانه لدى الاستعداد الفطري للمغامرة والمقامرة ومؤمن انني على طريق الحق والصواب سائر باذن الله تعالى… ونظير العلم والاستفادة يهون كل شئ فى سبيل الحياة والبقاء حتى اكمل المشوار وننهى باذن الله نظام المريض الجاهل القذافى .
كانت الدورات الاولى والثانية والثالثة شاملة لكثير من الامور السهلة والصعبة أمورا كثيرة من ضمن حياتنا ونمر كل يوم عبرها ولم نكن نعطى لها اهمية قصوى بالسابق حيث فى نظرنا طبيعية ولكن مع الايام اصبح الانسان له حس أمنى ويحسب لكل شئ حسابات اخرى دقيقة حتى لا يقع فى الاخطاء القاتلة التى ممكن تؤدى بحياة المناضل للتهلكة .
واهم الامور ان الطرف الاخر عدونا من فرق الموت مهما وصلوا من علم وثقة جاهلون لأننا نتعامل مع لجان ثورية من العوام الغوغائيين جهلة لايعرفون ماذا يعملون بالعقل والضمير بل نظير غسيل المخ وعدم المعرفة والجهل بامور كثيرة تدفعهم الحمية والولاء المطلق لشخص المريض عقليا المجنون القذافى وقوة المال والصرف بدون حساب مما الكثيرون طاطاوا الرؤوس واصبحوا اتباعا منافقين .
استمر التنظيم فى تقدم وكل يوم ينضم الكثيرون وكثرت الأعباء والأعمال ..الاتصالات واللقاءات واصبح الوقت بالنسبة لى ثمين والارتباطات تزداد هموم والأعباء المالية فى ازدياد ولا اى نوع من الدخل وحاولنا قدر الإمكان حتى نستطيع الصمود وتحصلنا على بعض التبرعات من بعض رجال الاعمال المؤمنين بعدالة القضية ولكن قطرة فى محيط واضطررنا ان نصرف مدخراتنا ونستلف الكثير الكثير من بعضنا حتى نستطيع ان نقاوم الغربة وماسيها ونواصل المسيرة من اجل ليبيا ونعيش على الأمل ان توجهاتنا وطنية سليمة والرب الله تعالى سوف ياخذ بايدينا وينصرنا وبالتالى لم نتقاعس ولم يفت فى العضد ولم نتاخر عن اداء الواجب حيث هذه الطريق الصعبة النضالية ... اخترناها بمحظ إرادتنا ورغبتنا ولم يفرضها علينا اى احد بل أملتها علينا ضمائرنا طواعية من اجل آمنا الحنون ليبيا .
سافرت من امريكا عن طريق لوس أنجلوس فى رحلة طويلة بدون توقف استمرت ساعات عديدة طيران حتى وصلت الى مدينة " ساؤول " فى كوريا الجنوبية وحدثت لى نوادر فيها والقصد من الرحلة كان الدعوة الصريحة لامين المكتب الشعبى آخى وصديقى السيد " ع ب خ " بان ينشق وينضم معنا فى التنظيم وقضيت عدة ايام هناك فى سرية تامة وقابلته عن طريق احد الكوريين بترتيبات خاصة ولم اذهب اليه فى المكتب السفارة حتى لا احرجه ويضطر للابلاغ عنى للنظام حيث هو الامين للمكتب بمثابة سفير ... وكان معظم الوقت فى الحوار والنقاش بدون ان يعلم اعضاء المكتب بوجودى فى كوريا حتى لا يوشون علينا ونلاحق من النظام... ووافق على الانضمام مع التحفظ انه سوف يختار الوقت المناسب لينشق عن النظام الارهابى مما كان مكسبا كبيرا لنا كمؤسسين ... وكتمت السر عن الجميع ماعدى رئيس اللجنة المركزية للتنظيم السيد جاب الله مطر الذى اوضحت له الامر وكان فرحا سعيدا... وسافرت عدة مرات اخرى وتقابلت فى كل مرة مع الأمين للمكتب الشعبى وعرفنا اشياءا كثيرة مما يدور فى الخفاء مع الشركات الكورية وبالاخص التى تنفذ فى مشروع النهر الصناعى العظيم .
وآخر مرة كنت برفقة آخى وصديقى وشريكى فى المكتب فى ساؤول السيد " ع غ " واكتشفنا بطريق الصدفة ان شريكنا الكورى نظير خلافات وتزوير بالشركة اتصل بمكتب اللجان الثورية فى المكتب الشعبى وطرابلس ليبيا وأخبرهم اننى موجود بساؤول كوريا مما ردوا عليه ببرقية عاجلة مشفرة بان يحاول تعطيلنا فترة حتى يبعثون له باشخاص من ليبيا لتصفيتى وكنت اسرع منهم عندما تأكدت من النبأ وماذا يدور فى الخفاء ورجعت الى امريكا عن طريق طوكيو اليابان وانكوراج الاسكا ومنها الى نورفولك عبر نيويورك .
وكانت نجاة كبيرة اننى سلمت من المؤامرة الكبيرة من أشباه رجال ،،، همهم المال والجاه والطمع حيث حياة الانسان المناضل لديهم لا تساوى اى شئ ؟؟ اليست بامر مؤسف وماساة ؟؟؟ وشريكى رجع عن طريق جنيف سويسرا مما القتلة وصلوا الى ساؤول ولم يجدوا اى احد وبالتالى بدات الضغوط والسجن للبعض من المقربين لامين المكتب وطلب حضوره الى ليبيا للتباحث فى الامر مما تشكك من الموضوع وقرر الهرب والانشقاق من الدولة وترك المكتب فجاة من غير اى ايضاحات مما جعلت النظام يحتار ؟؟؟وجاء الى امريكا لاجئا سياسيا وسكن بجانبى فى مدينة فرجينيا بيتش عدة سنوات وكان نعم الاخ والصديق .
احد الاعضاء السيد " ج ع " الذى تم انضمامه عن طريقى وسافرت الى روما ايطاليا وقابلته حيث لدى به معرفة سابقة .... واقتنع بالتنظيم وانضم فعلا معنا وكان احد أقربائه او من بنى عمومته السيد سليمان الكبير هو الذى قدمه لنا وأوصى به والكفيل له حتى وافق المؤسسون على قبوله كعضو وليس منتسب ومع بعض الوقت وصل واصبح عضوا فى مجلس الادارة .
والنادرة التى حدثت لى فى ساؤول كوريا الجنوبية اختلاف الوقت الكبير حيث سافرت يوم الجمعة ليلا من لوس أنجلوس ولاية كاليفورنيا امريكا والرحلة طويلة واستغرقت 13 ساعة طيران ووصلت قبل الفجر هناك واعتقدت ان اليوم الأحد عندما وصلت مع بزوغ الفجر والمكاتب معطلة حيث إجازة وقلت للنفس سوف ارتاح اليوم بكامله واستعد للقاءات يوم الاثنين …وطلبت من السائق ان ياتى يوم الاثنين الساعة التاسعة صباحا لأذهب لزيارة شركتنا " قرين هيل " التل الاخضر التى اقمتها شراكة مع الاخوة السيد ع غ ورفيقه السيد ب ح ،،، وقال السائق نعم ولم يوضح لى الامر وأننا فعلا بالفجر ليوم الاثنين.
ودخلت للغرفة خاصتى فى احد الفنادق الفخمة ورتبت الملابس فى الدولاب وغطست فى الحمام " الجاكوزى " الكبير مما ارتاحت الأعصاب المشدودة خلال الرحلة الطويلة المعلق فيها بين السماء والارض من اخر العالم الغربى حتى اخر العالم الشرقى مما نعست وانا فى الماء الساخن الفاتر ونمت حوالى الساعة عندما رن جرس الهاتف وكان السائق يقول مرددا أسمى اننى تأخرت عشرة دقائق عن الميعاد وسالته عن اليوم وقال الان يوم الاثنين وقلت له تعال غداً الساعة التاسعة صباحا وستجدنى ان شاء الله تعالى جاهزا .
وفكرت كثيرا واهتديت للحل فقد ضاع منى يوم حيث الفرق فى التوقيت نظير خطوط العرض والطول ً12 ساعة واستغرق الطيران 13 ساعة بحيث اصبح المجموع 25 ساعة مما ضاع يوم ولم يحسب من العمر وضاع فى فروقات التوقيت ... وتم ترجيعه عندما رجعت الى امريكا مرة اخرى فسبحان القادر الخالق الله عز وجل الذى خلق .
كنت فى احد الايام بمدينة برلين بألمانيا وكان لى صديق المانى مغامرا متعاطفا معى فى القضية السامية وتمت الاتصالات عن طريقه بأحد الجهات المغامرة للأعمال تحت الارض الذين مستعدون للقضاء على القذافى بطريقتهم الخاصة مقابل دفع مبلغ كبير لهم .
وكانت الخطة بسيطة وجبارة حيث البعض منهم يعملون ضمن الشركة الالمانية " بل فنقر " التى تقوم بتنفيذ الاعمال الخرسانية والبناءً للدهاليز تحت الارض والأسوار لمعقل القذافى فى باب العزيزية وكانو على استعداد لوضع قنابل موقوته فى عدة اماكن وعندما يمر اللعين القذافى فى خروجه ام دخوله يتم التفجير عن طريق اجهزة " الريموت كونترول " من بعد بحيث لا يعرف من عمل الموضوع ويتوه بين الكثيرين...
مقابل دفع مبلغ كبير يعادل 30 مليون دولار ،،، واستحسنت للفكرة وقبل ان أقرر وأوافق على الموضوع لانه حساس وخطيرً وليس لدى المبلغ لدفع العربون وطلبت مهلة واتصلت بالسيد الصابر مجيد وأفهمته بالموضوع على الهاتف بطريقة خاصة فى المخاطبة بالرموز ..
وكان الرد المتوقع بالموافقة حيث كان يعيش بالغربة ويحترق من البعد عن ليبيا والاهل متالما عن الوضع الارهابى والتعذيب والقتل بدون حساب وكان ابناء ليبيا الاحرار حشرات ضرورى من القضاء عليها ... ومن ضمن كلامه قال فى سبيل القضاء على الطاغية مستعدون لتجميع المبلغ فى منديل احمر من المعارف والأصدقاء حسب طريقته فى التعبيرً مما أعطانى الأمل .
وبدون الحوار مع الرفيق جاب الله واخذ الموافقة حتى ارتاح ويتحمل المسئولية معى فى حالة اى خطا ،،، وكان وقتها فى القاهرة مصر وصعب الاتصالات معه بالهاتف زائد لا ثقة فى الأجهزة الأمنية المصرية من التصنت والمتابعة وبعد نقاش مع الحاج الصابر قال توكل على الله تعالى ...وارتبطت بعقد شرف وتم دفع العربون وقيمته 5 ملايين مارك المانى استلفتها من صديقى الالمانى وذهبت شخصيا الى المصرف بالصك وسحبت المبلغ نقدا بدون اى خوف من المتابعة او السطو على من اى عصابة وانا احمل المبلغ الكبير فى حقيبة يد جلد والذى وقتها كان يساوى 2 مليون دولار امريكى .
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقات القادمة …
No comments:
Post a Comment