Friday, February 8, 2013

شاهد على العصر 69



بسم الله الرحمن الرحيم 



رفيقي الايطالي السيد ماريو نوفاكو الذى ربطتنى به صداقة وأخوة كبيرة نظير العشرة والسنين وعمله في مصنع البلاط الذى املكه فى مدينة درنة عشرة سنوات مع فريق أيطالي بمعرفته كمقاول بالباطن وليس شريكا مساهما، وتم الزحف والتأميم على المؤسسة بجميع فروعها، ومن ضمنها المصنع ، وتم استلام جميع حقوقه منى فترة الفوضى والعدم، وغادر ليبيا نهائيا الي ايطاليا وبدات الاتصالات  منه مع المنطقة الشرقية وبالاخص مدينة درنة  حيث  كون العلاقات الكبيرة  من خلال الاقامة الطويلة بالمدينة والجميع يعرفونه معرفة وثيقة ويعتبرونه  مواطنا درناويا حيث كان محترما في سلوكياته واخلاقه وحافظ على مشاعر الجميع بالمدينة . 

 وتحصل على عقود وعمليات تجارية صغيرة فى الحجم عديدة  كل شهر من العديد من الزبائن بدون ان يحس الكثيرون حيث لا منافسة فى السوق الليبى حيث ممنوع منعا باتا على الليبين العمل التجارى والاستيراد بعد الزحف والتأميم،  وبمرور السنين اصبحت تؤلف ارقاما كبيرة ومن خلالها جمع ثروة كبيرة بالنسبة له، وأهدته الغرفة التجارية بإيطاليا شهادة فارس باسمه تشجيعا له على المضى للإمام فى رفع حجم الصادرات الايطالية الى ليبيا .

تمت اتصالات هاتفية عديدة معه وانا بالغربة فى امريكا  وهو في موطنه ايطاليا، وحضر لزيارتي في مدينة فرجينيا بيتش وقمت بواجب الضيافة على اكمل وجه وتحدثنا فى كثير من الامور التجارية والمعارضة .... وتمخضت الزيارة بان نعمل شركة لبيع الرخام بمدينة فرجينيا بيتش حيث وقتها لا يعرفون قيمة الرخام وكيف يستعملونه فى البيوت الخشبية، بل معظم الاستعمال فى البنايات الشاهقة والمكاتب الحكومية ودور العبادة والجامعات الخاصة فى الولايات والمدن الكبيرة الاخرى .
 وكانت لدى شركة جديدة   أقمتها مع احد الشركاء الأمريكيين لاستيراد الأحذية الرياضية من كوريا الجنوبية ولم نقوم باي عمل استيراد بعد… ولم تستعمل الشركة في اي نوع استيراد واسمها " دارنس " الاسم الاغريقي الذى كانت تسمى به مدينتى درنة بالسابق ايام حكم الاغريق  منذ حوالى 25 قرنا مضت ... ونظير طيبة القلب وعدم الحقد والحسد حيث اريد الخير للجميع لأننى أؤمن بالعمل الجماعى يدا واحدة ولا تهم الأرقام والنسب لدى اهتماما كبيرا حيث افضل نظير طبيعتي ان اكون شريكا بنسبة بسيطة فى شركة ناجحة ولا اعلى النسب والحصص فى شركة متعثرة وفاشلة .
عرضت الامر على الشريك الاول اذا يريد الاستمرار ولكن بعد مداولات قرر الانسحاب وتم عمل الإجراءات القانونية وخرج منها، وقسمت الحصص  على عدة اقسام حيث تنازلت عن حصة 30% للسيد ماريو نوفاكو ومثلها الى الكابتن المتقاعد جيمس موليجان الذى وقف معى فى الحصول على الإقامة وعشرة بالمائة الى احد الرفاق " ع م "  بدون اى دفع، بل تحملت جميع مصاريف الإنشاء والراسمال المبدئى كسلفة مؤقته بدون اى نوع من الفوائد .

وبعد مدة اكتشفت اشياءا كثيرة على الشريك " ع م " اثناء العمل التجارى نظير وجهات نظر شخصية خاصة ودس وفتن بين الأطراف الشركاء  بقصد او بدون قصد، ووجدت من المستحيل ان نعمل معا فى الشركة ونحن مازلنا فى بداية الطريق حتى تتغير الشروط الى اخرى وشرحت له الامر  وطلبت منه التنازل عن اسهمه بالشركة   ووافق على مضض،  وبالود تنازل عن حصته  وتم التوزيع مرة اخرى  للأطراف الثلاثة  ولم احتفظ بها لنفسى بل وافقت على الثلث لكل طرف فى الشركة فى الربح ام الخسارة .

وأحضرت نسيبى الطالب حمدى الذى تخرج حديثاً كمهندس كهرباء الذى  رشحته للعمل معنا فى الشركة فى هيوستن، حيث كنت شريكا بالسابق  مع الاخ " ع غ " فى معرض اثاث فترة من الزمن .. ثم طلبت منه القدوم الى فرجينيا والعمل فى شركة دارنس لتوزيع وتجارة الرخام ولم يكن الوقت يسمح بان اعمل بالشركة لاننى دائما على سفر وتولى الادارة اليومية ابن القبطان المتقاعد " تيرى موليجان " ومساعده نسيبى حمدى زعطوط  والقبطان مستشارا من بعيد، واستمرت الشركة الى الامام حيث التعاون اصبح كبيرا بين الشركاء ماريو والسيد موليجان، وقام ماريو بالدعم القوى بشحنات الرخام الحاوية وراء الاخرى والدفع ضد المستندات ، وكلما تتوفر السيولة يدفعون احدى الشحنات بحيث اصبحت دورة تجارية كل شهر استقبال بعض الحاويات والدفع للبعض مما خلقت حركة مالية بالمصرف وترسخ الثقة  وبدات الشركة تعرف فى الوساط المقاولين مع الوقت وبدات تحبو اصبحت مع الوقت مهمش على الرف عندما بدات المشاكل تواجهنى بقوة  وبالاخص عندما نضبت الموارد المالية والسيولة النقدية واصبحت أعانى 

لم اجد العون كما كنت اتوقع من رفاقي وشركائي مع اننى دائن للشركة زيادة عن الرأسمال  بمبلغ المفروض ان يدفع لى حتى اسدد التزاماتي واخرج من العثرة وكان مبلغ السلفة مربوطا بمدة معينة ورفضوا ترجيعه لى زيادة فى الضغط الا وقت الميعاد حفاظا على الشركة من الإفلاس حسب قولهم مع انهم قادرون على التصرف ولديهم الاموال الخاصة وعلى الانتظار  شهورا عديدة وأمريكا لا ترحم اذا الانسان لم يبرمج  الوضع مع المصارف  قبل الحدوث بوقت حتى لا يواجهه بالرفض وقت الحاجة والطلب، وانا شخصيا كنت لا أؤمن عن عقيدة بالتعامل مع المصارف فى الغربة حيث الفوائد المصرفية عالية وخراب بيوت  مما استلفت نصفه بدون فائدة لعدة شهور  حتى يوم الدفع من الشركة  واسدد الالتزام …. 

تم تسليفى  المبلغ  مقابل الضمان لدى الشركة من السيد ماريو شريكى الذى من اول يوم وقفت معه حتى نهض واصبح من ذوى الاموال  لسداد بعض الفواتير الملحة وكانت غلطة كبيرة اقترفتها حيث بان العجز لدى ومع الوقت استغلها حجة ضدى  السيد ماريو الذى كان أجيرا عندى عشرة سنوات وبعدها يتغير الحال ويصبح دائن، وفى بعض الأحاديث. كانت تذكر عفويا كغمز ولمز وهو يعرف طبيعة النفس لدى اننى حر ولا أرضى الضيم والقهر ولا قبول إهانة لكرامتي مهما كانت الظروف والوضع ،  ولو اريد المال الحرام لطأطأت راسى لنظام الارهاب وكنت مليونيرا مرة اخرى بطرق دنيئة ذات خبث ودسائس ومؤامرات كما فعل الكثيرون من الأدعياء المنافقون الذين فى سبيل المال والجاه باعوا انفسهم للشيطان الرجيم والنظام،  لا تشرف اسم العائلة الذ احمله !!!

وبدا يضغط بطرق سمجة بقصد او بدون قصد الله تعالى يعلم …  مما قررت بيع حصتى بالشركة حتى اخرج من الضيق المادى  وسلاطة لسان ماريو وارتاح من الضغط حتى لا انفجر فى وجه اى احد فقد بلغ الزبى الحافة وظهرت الوجوه القبيحة من الرفاق فى نظرى من طريقة المعاملة عن السابق حيث استغلت العثرة أسوء استغلال لزحزحتى من الطريق، هكذا اعتقدت وقتها نتيجة الحالة النفسية والضغوط المالية من طريقة المعاملات والأحاديث .

نسيبي حمدي كان هو الوسيط في التنازل عن الشركة وبعت حصتي بثمن بخس بدون أية أرباح  وقبضت قيمة الحصة خاصتي وانا ممتعظ على البيع  حيث عملت الكثير من الجهد والعلاقات وصرفت الكثير من المال فى السفر واللقاءات  حتى تكونت الشركة  واصبح لها وجود وكيان وبدات تحبو للشهرة والمجد خطوة خطوة ...  وتنازلت بدون رغبة نتيجة الضغوط المستمرة لدفع بعض الفواتير الملحة المتأخرة عن السداد والحاجة الماسة لقفل الأفواه من الرفاق الشركاء  وبالاخص ماريو حديث النعمة، وانا على اقتناع تام بان الشركة ناجحة وبدات تغطى فى المصاريف  وتشتهر فى السوق وبعد بعض الوقت سوف تبدا فى العطاء والدفع الكبير للشركاء ولكن للظروف القاهرة لم يكن لي نصيب

ومع الوقت دب الخلاف بينهم وكل من حفر حفرة لاخيه ورفيقه نظير الحسد  والطمع وقع فيها غصبا عنه  وخرج الشريك ماريو نوفاكو من الشركة نظير الطمع حيث أغروه بمبلغ كبير مما وافق على الخروج وكان يعتقد فى نفسه انه الممول الوحيد  للرخام من اسواق ايطاليا وإسبانيا وانهم سوف يحتاجونه وتستمر العلاقة فى التوريد  ويتحصل على مكاسب وارباح  بالعمولات في العمل والتصدير القادم المستقبلي 
ولكن الادارة الجديدة حيث نسيبى ساهم فيها واشترى اسهما فى الشركة وأصبح من الملاك وليس موظفا أجيرا كما كان من قبل، أوقفوا جميع الاستيراد من ايطاليا وإسبانيا حتى لا يتحكم فيهم ماريو  وفتحوا أسواقا جديدة مع البرازيل والصين وضاعت الفرصة الكبيرة على الشريك ماريو نظير الحقد والحسد وسوء التقديرات،  أليس بامر مؤسف ومأساة ؟؟

ان تنتهى القصة والشراكة بين الأطراف العديدة بمثل هذه المأساة والخلافات البسيطة حيث لو النفوس خيرة  قوية بدون  حساسيات وفهم لتغاضوا عن كثير من الاشياء واستمر الرفاق الشركاء فى الشركة الى ماشاء الله تعالى، حيث الرب القادر يخطط وأمره نافذ لا اعتراض عليه من اى احد ،،،  ومهما حاول الانسان تحديا لان يصل الى الهدف والمرمى عن طريق الخبث والحسد للغير  لن يصل مهما عمل ؟؟؟
  
اننى اسطر فى هذه السطور وانا اتالم على الذى حدث،  حيث من وجهة نظري بكل  الحق والضمير ضروري من رواية القصة بالصدق لتصبح درسا وعبرة للبعض حتى لا يتمادون ويعرفون ان اصعب شئ للإنسان الحر  عندما يضعف ماديا هو قهر الرجال .

مررت بالأزمة المالية  التى خنقت انفاسي وأجتزتها بالصبر والحكمة والاعتماد على الله تعالى وحز بالنفس ان افتح الملفات المغلقة منذ زمن بعيد حيث الشركاء " موليجان وماريو "  الى الان عزيزون على النفس حيث تعارفنا وترافقنا وبيننا طعام  ماء وملح، وافترقنا نظير وجهات النظر لكل واحد منا بشرف ومازلنا اصدقاء 

بالنسبة لى مهما حدثت من أخطاء وسوء تصرفات وظنون انهم طامعون، حيث جميع هذه الامور رتوش وفقاقيع هواء على السطح تنتهى بسرعة كما أتت … لن أتخلى عنهم مدى الدهر طالما بى نبض حياة فقد كانوا يوما جزءا من الحياة العملية فى الوطن وبالغربة التى  مررت بها حتى وصلت الى ماوصلت له من حكمة وخبرات ودروس لا تقدر بثمن .

لدى عشرات القصص عن الكثيرين الذين كانوا يدعون الأخوة والصداقة، كانوا دائماً يترددون على المكتب او البيت ايام العمل والعز والزهى فى الوطن ليبيا  ومعظمهم طامع لتحقيق غرض ما  صغيرا ام كبيرا ولما تم الزحف والتأميم وتوقفت عن العمل بقوة قاهرة من سلطة ارهابية غاشمة واصبحت شبه متقاعد ضعيفا ليس لدى قوة المال كما كنت من قبل …  بدا البعض يتغامزون من وراء الظهر وأنه لا مصلحة فى بعد، حيث ضاعت الشركات وتبدد المال هباءا منثورا  ولا كتنى الألسنة الخبيثة الحاقدة الحاسدة، وكلام كثير ونقد رهيب لم اسمعه من قبل  ايام العز ولم يخطر على البال .

وتدابرت الامر وقلت للنفس مناديا سبحانك رب العالمين تعز من تشاء وتذل من تشاء، طالبا الرأفة والرحمة حتى استطيع مواجهة الحياة وانا صامدا منيعا مثل السد الضخم القوى الذى يمنع  عبور  مياه الفيضان الا بقدر معين حتى لا يغرق الحرث ولا محاصيل الزرع، واعمل أخطاءا  واصبح  منبوذا على كل لسان .

واستجاب الرب للدعاء ووهبنى المزيد من القوة وصبرت على الضيم ولم أزعل واغضب. لان الظلم  والقهر عم على جميع التجار ورجال  الاعمال والمقاولون الوطنيون المحليون،  لأنني مؤمن تمام الايمان بوجود الرب الله عز وجل انه لن يتركنى فى العراء لوحدى  نظير صفاء القلب والضمير وعمل الخير ورضاة الوالدين  ووضع أسبابا فى طريقى بدون ان اعلم  للوصول والنجاح .

ايام مرت، مضت الى غير رجعه وانتهت وبالغربة تعلمت واخذت العبر ومازلت أتعلم  كل يوم مهما لدى من حنكة وحكمة وخبرة ... فالحياة نفسها مدرسة وجامعة تحتاج الى تحدى ونضال وكفاح وصبر واصرار للوصول للهدف السامى ، الوصول الى ليبيا رافعا الراس حرا كريما محافظا على القيم حيث فى نظرى الأصالة الحقيقية  لا تولد مع الانسان  الا من النادر ولكنها  موهبة يكتسبها مع الوقت .

وتحدى الصعاب والعمل والسفر ورفقة الرجال فى مواضيع عديدة والشراكة بالمال مع الاخرين  حيث الامتحان الرهيب للنفوس فى العمل وبالاخص عندما تتطور الشركة وتنجح وتكثر الاموال مما يبدأ الحسد والخلافات بين الرفاق الشركاء نظير احقاد وحسد البعض للبعض حيث العالم تغير الان فى عصر العولمة وعبادة الصنم ،، المال والذهب الجاه والمنصب .

ومن النادر وجود مواطنين مايزالون يحملون نفس الأحاسيس السابقة  من مبادئ واخلاق، والانسان  التقى لا يياس من تقلبات الحياة  حيث  لا شئ يبقى ويدوم  الا الخالق الله عز وجل والدنيا مازالت بخير فيها المادح وفيها القادح وهذه سنة الحياة ونبراس وطريق صعب لايجتازه بسلامة  ويمر عبره الا كل مؤمن طاهر القلب يحب الخير للجميع من بنى البشر 

راجعت النفس كثيرا ماذا عملت؟  والى اين وصلت ؟؟ وبدا الحساب العسير ووجدت اننى اخطات أخطاءا كثيرة بالحياة وبالاخص فى الغربة والهجرة،  بدل الاهتمام بالنفس والعائلة ضيعت العمر والمال فى سبيل القضية السامية فى سبيل المعركة الخالدة نظير حب الحرية والرجوع للوطن رافعا الراس …
 
راجعت النفس اللوامة الثائرة وانا متاسف اتحسر، هل بعد هذه المدة الطويلة من  التعنت والتحدى رافضا اى مصالحة او ترضية سلمية مع العدو القذافى ونظامه … ارضخ واطاطا الراس واسلم ، ووصلت الى قناعات ان اغير الاستراتيجية واعمل من وراء الستار وبالخفاء والغطاء  المميز والممتاز العمل التجارى، حيث من خلال التجارب القاسية التى مررت بها جماهير العوام  السذج والطامعون المنافقون يجرون وراء الناجح لقاء  الطمع فى مصالح من  مركز وجاه .

لا يهمهم من القادم ؟  ولا من اى اصل ونبع  أتى ؟؟ وما هى افكاره ورؤياه المستقبلية للوطن ؟ هل هو وطنيا ام مخادع له أجندات جانبية ووراءه القوى الخفية من محلية وعالمية ؟  هل هو وطنيا نظيف النفس عفيفا ام خبيثا ذو دسائس ؟ مصلحته  البقاء فى المقدمة هى الاساس مهما كانت الوسيلة الشريرة المهم الوصول للغاية … جميع هذه الأسئلة التى تنتظر أجوبة مهمة قاطعة، فى نظرهم غير مهمة لانهم جهلة يجرف فيهم  تيار العواطف والمصلحة الشخصية للجاه المركز والمال  الى الخراب والدمار وهم موافقون مسبقا .

انه امر مؤسف ومأساة ولكنها الحقيقة العارية الصريحة فى اى مجتمع  تم حكمه بالحديد والنار مثل ايام حكم المقبور القذافى الطاغية ، نطلب من الله عز وجل ان يفتح قلوبنا وأعيننا الى رؤية الطريق السليم حتى نفوز وننجح دنيا وآخرة 

                      رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة…. 
 

No comments:

Post a Comment