Wednesday, February 6, 2013

شاهد على العصر 67



بسم الله الرحمن الرحيم 


كل يوم يمر في المعارضة والنضال  نجد انفسنا نغرق في هم الديون فقد اخترنا طريقا صعبا محفوفا بالخطر وفى نفس الوقت لا دخل لدينا ولا ميزانية منتظمة حتى نستطيع ان نتقدم، مهما تدابرنا وقضينا الساعات الطوال في البحث عن احسن السبل للخروج من الأزمات والاختناقات، مهما درسنا وخططنا ندور فى حلقات مفرغة فالمال هو عصب الحياة .

لدينا الشجاعة والإقدام والجرأة وقادرون على عمل المستحيل ولكن اصبح لدينا عجز كبير فى السيولة وتحاملنا على انفسنا بشدة ولم نطاطا الرؤوس ونمد الايادى للذى يسوى وما يسوى حيث لدينا قيم وكرامة ونعرف عن قناعة  ان التاريخ يسجل ولا يرحم وان اى شئ غير سليم محفوف بالأخطاء والخداع  للرفاق المقربين وبالاخص الامور المالية، يعتقد البعض انه سر مدفون  للابد، يوما من الايام سوف يظهر ولو رؤوس أقلام وعناوين.

وبدأنا نتقاعس فى بعض الامور حيث لا ميزانية لدينا حتى ندفع ونسيطر ونتحكم فى الوضع كما كنا فى البدايات وانا شخصيا لم استطيع ان أعطى اكثر مما اعطيت حيث لدى عائلة ومسؤوليات جمه كبيرة على عاتقي واولاد صغار بحاجة إلى كثير من الاشياء واصبحت في المنتصف بين المطرقة والسنديان  مثل الساندويتش الشاطر والمشطور وبينهما طازج كما قال المجنون القذافى، اصبحت بالمنتصف تضغط على قوي رهيبة من الجانبين عن اليمين التنظيم وطريق المعارضة الصعب الدموى التى اخترتها بنفسي والتى احتاج فيها للكثير حتى استطيع مجابهة العدو الشرس  والبقاء والحياة .

والجانب الاخر العائلة والمسؤوليات الضخمة وأننا بالغربة مهاجرين ولا من يرحم الا الله عز وجل. وأى خطا ونقص بالسيولة لا استطيع الاستمرار وايجاد الطعام على المائدة للعائلة وبالتالى المصائب تحل.

وقتها كنت أتعامل مع سوق الاوراق المالية " بورصة شيكاغو " وأدير الاعمال الخاصة عن طريق الهاتف والحاسوب  من بيع وشراء وعقد صفقات، وكانت غطاءا امام المتطفلين انني رجل اعمال والواقع نضال لا اهدأ لا بالليل ولا بالنهار في سبيل القضية الوطنية السامية من الاتصالات الهاتفية والشخصية بالسفر المتكرر طوال الوقت وكل يوم فى مكان أتنقل واقابل فى الأخوة فى معظم العواصم والمدن، حيث عملنا لا يمكن ادارته عن طريق المراسلات بالهاتف او التلكس والبرقيات مهما حاول الانسان التمويه والتشفير

 بل يعتمد اعتمادا كليا على المقابلات الشخصية وفي اضيق نطاق وفي اماكن وبيوت امنه من أي نوع من انواع التصنت او المتابعة حتى لا نضيع ويقضى علينا نتيجة أخطاء تافهة  فنحن نصارع فى عدو متغطرس مريض جاهل ولديه المال الذى لا ينضب حيث آبار النفط كل يوم تضخ بمزيد من الدخل  من العملة الصعبة  الدولارات، ونحن كل دولار يخرج لا بديل له! 

في العمل التجاري بالبورصة  من خلال مكتبي في مدينة فرجينيا وبيني وبين مكاتب ادارتها فى مدينة شيكاغو عشرات المئات من الأميال، كنت استعمل طريقة واستراتيجية بسيطة اراجع واشاهد فى الشاشة على الحاسوب بدقة متناهية   وأراجع الشركات والبنوك الضخمة وهى تتعامل وتشترى الأسهم والسندات والعقود بكميات كبيرة واهتممت بأحد البنوك الضخمة  وكنت كلما آجده اشترى مئات العقود الحق به واشترى البعض لانه لدى قناعة انه لا يشترى من فراغ بل نتيجة دراسات حيث لديه المستشارون والمحاسبون الماليون ولايمكن ان يشترون من غير دراسات .

من خلال المتابعة تعلمت الكثير عن السوق المالية وكنت مهتم بالأخبار العالمية يوميا حيث هى الاساس فى العمل التجاري لان السوق المالية تتأثر من اي حدث او هزة عالمية  قد تحدث مما الأسهم ترتفع فجأة او تتدهور وتصبح وبالا على أصحابها وبالاخص اذا كان الضحية متورطا فى عقود كثيرة بالمئات عندها الخسائر فظيعة وكثيرون لا يستطيعون التحمل ويفرطون في الأعصاب وممكن تؤدى الى المرض الشديد او الوفاة الفجائية نتيجة الصدمات 

عملت بجد طوال الوقت وكنت كل اسبوع مهما كان لدى من اعمال اذا كنت موجودا بالمكتب في مدينة فرجينيا بيتش!  نهاية الاسبوع قبل ان اذهب للصلاة بالجامع ابيع كل مالدى من عقود سواءا كنت كاسبا ام خاسرا لأننى لا اعلم الغيب  والسوق المالية تقفل أبوابها عطلة نهاية الاسبوع يوم السبت والأحد ولا اريد ان اخاطر وانتظر الى  يوم الاثنين 

ذاك اليوم الجمعة بالضحى أتى لى صديق ضيف وذهبت للمطار لاستقباله وبعدها الصلاة فى الجامع ولم يكن لدى الوقت حتى اصفى نفسى كالعادة واغلق الحسابات واعرف نهاية الاسبوع مدى الربح خلال الاسبوع ام خسارة ، ذاك اليوم  رجعت للبيت وانا خالي البال وقمت بواجب الضيافة وقضى الزائر " س ك " معى  يومين فى سمر وحكايات وأوصلته للمطار يوم الأحد بالأصيل ورجع الى بيته في واشنطن د س، 
يوم الاثنين الاسود من شهر اكتوبر عام 1987 م كنت بالمكتب وفتحت الحاسوب لاتابع البيع والشراء مثل العادة وشاهدت بأم العين الانهيار فى السوق المالية وانتظرت بهلع للحاسوب على امل  ان تكون غلطة غير مقصودة وسوف يتعدل الحال وترجع الأسعار لسابقها ولكن لم تتوقف وشاهدت راسمالى يضيع منى وانا اشاهد غير قادر على التوقف ووقف النزيف وتمكنت من الوقف  منتصف النهار ولكن بعد ان  ضرب الفاس الراس وطار الرأسمال ولم يكن لدى مبالغ اخرى كبيرة حتى اغطى العجز وأتحمل الموقف وانتظر !

اصبت بحالة إرهاق ورعشة بنبضات القلب ولم استطع التحامل والوقوف وشعرت انها النهاية بدات تقترب وزادنى الهم اننى مهاجر وبالغربة ولدى اسرة كبيرة وجميعهم صغار بالسن ولو حدثت الوفاة الفجائية  او العجز الشديد ماذا سوف يكون الحال ؟؟؟ مع اننى انسان مؤمن تمام الايمان بالقضاء والقدر، فانا ديني  وعقيدتي الاسلام  وعارف ان الانسان مهما يعيش له يوما يموت وينتهى من الوجود أراد ام لا يريد حيث هذه سنة الحياة والأمر الإلاهى  منذ الأزل والبداية حتى  النهاية لجميع البشر .
ساعدنى الاخوان بالمكتب وساندونى لأمشى حتى اصل الى عيادة  الدكتور " ساتان " الموجود بالطابق الأرضى فى البناية التى بها المكتب، حيث لا استطيع ان أمشي ولا ان اطلق طولي وارفع قامتي من الالم بالصدر وتحملت الالم وخطوة بعد خطوة حتى وصلت المصعد بالبهو وهبطت الدور الواحد وبالكاد أمشى حتى دخلت عيادة الدكتور وكان الوقت قرب  منتصف النهار وتفاجا الدكتور من حضوري بهذا الشكل المزري ، وقال لى وهو يضحك باستهزاء مداعبا،  أخيرا قد وصلت !!!

والدعابة أساسها انني في بعض الاحيان بالصباح كنت اصل الى ساحة المكتب لتوقيف السيارة في المكان المخصص لي بالرقم  وفى الفم سيجارة مشتعلة واشاهد الدكتور وهو يضع  سيارته بجانبي في الرقم المخصص له وكنا نتحدث مع بعض بضع جمل بعد التحيات كجيران وكان يقول لي اترك السجاير حتى لا تمرض يوما منها وسوف تاتى لي لتعالج، واقول له وانا اضحك باذن الله تعالى لن اتيك طوال العمر، كان يردد ويقول انا متاكد لا تسمع النصح الان  لانك ذو  شباب وحيوية، ولكن اذا استمريت في  شرب السجائر بشراهة سوف تأتى لي غصبا عنك يوما

 مما ابتسم وكل واحد يذهب لعمله وكان الدكتور يهودي الاصل والديانة وربطتني به معرفة وصداقة حيث نحن مؤجرين فى نفس البناية وكان من ابرع الاطباء فى مرض القلب بالمنطقة ومشهور شهرة كبيرة  وقتها والجميع ياتون له من مناطق عديدة ، وذاك اليوم لما شاهد الحالة قال لي لانك صديقي ياسيد زعطوط سوف اعطيك ساعة واعالجك  ولن أتناول الغداء حتى لا تتعطل الى الساعة السادسة مساءا وانت فى هذه الحال المزعجة والإعياء من المرض.. حيث انا مرتبط بمواعيد كثيرة سابقة  مع زبائن مرضى ولا استطيع التأجيل لهم،  وطلب من الممرضة  المساعدة ان تقوم بالواجب…
  
 وقامت بسرعة بالقياسات والفحص للدم والضغط والسكر وتم الوزن بالميزان وقياس الطول وكتبت ملاحظاتها بسرعة  وجهزت التقرير وحضر الدكتور وتطلع الى التقرير باهتمام وقال لديك حالة رعشة نتيجة صدمة قوية والحمد لله تعالى تجاوزت الأزمة لانك قوى البنية والعزيمة ولو كان احد غيرك ضعيفا لانتهى ومات فجاة من الصدمة!  ونسى ان الحياة والموت بامر الخالق الذى خلق ووقت الأجل لا يستطيع اى احد بشر ان يؤجلها الى اجل اخر مهما فعل 

فحصنى الدكتور "  ستان "  فحصا جيدا ولزيادة التاكد وضع جهازا مربوطا بمجسات حول القلب والصدر والظهر  لتسجل دقات ونبضات القلب لمدة 24 ساعة متواصلة حتى يستطيع المراجعة الدقيقة للحالة ويكتب الدواء المطلوب للعلاج .

ورجعت للبيت مع العائلة وانا بالكاد أمشى مستند عليها حتى لا أقع وكل خطوة اخطوها اشعر بالالم وراسا الى الفراش محاولا الهدوء والنوم ، وجميع العائلة مشغولين على حالتي الصحية من ان يحدث مصاب مؤلم ووفاة لعائلهم وهم بالغربة بدون وطن

ولكن الله عز وجل موجود وعالم الامر وكل شئ من حياة او موت  مقدر فى لوح القدر ومرحبا بالموت فى اى وقت ولحظة  حيث القرب وجوار الله عز وجل الخالق لا يخاف منه اى احد مؤمن الا الكافر او العاصى والظالم للاخرين ونفسه .

واليوم الثانى حسب الميعاد ذهبت للدكتور وفحص شريط الجهاز بتمعن، ووطلب من الممرضة ان ترتب لي ميعاد عاجل مع عيادة اخرى مختصة بمعمل اختبار لشرايين القلب للتأكد من المسارات، وخلال ربع الساعة تم الامر على الكشف لديهم حالا بدل التأجيل حيث موضوعى خطير لا يتحمل التأجيل حتى الغد

ذهبت الى عنوان العيادة حيث كانوا بالانتظار ينتظرون قدومى وبدون أي تعطيل نظير الحالة  تم الفحص السريع وطلبوا منى القدوم بالغد على شرط ان اتوقف عن الاكل والطعام مدة لا تقل عن 12 ساعة  قبل الفحص  بحيث المعدة فارغة  جاهزة للتحاليل  ورجعت للبيت ونفذت الامر وتوقفت  عن الاكل والشرب واعتبرت نفسى اننى صائم  مثل ايام شهر رمضان المباركة 

واليوم الثانى حسب الميعاد وصلت للعيادة وأعطوني جلباب كبير لارتديه بدون أية ملابس داخلية ولما لبست تم اعطائى كاس كبير به مشروب ابيض زئبقى  مثل شراب اللوز مع اللبن  وطلب منى شربه كله حتى اخر قطرة وكانت الكمية كبيرة وبصعوبة شربتها كلها بالغصب، ثم تمددت على سرير مغطى بالجلد الأحمر وتم وضع الأنابيب بالفم والشرج والمجسات على القلب وجميع اجزاء الجسم من عدة اماكن بدقة  وتم الربط والتقييد بالأحزمة للجسم  واليدين والرجلين كل على حدة حتى لا أتحرك .
وتم النفخ للجسم بالهواء تدريجيا وشاهدت على الشاشة أمامى المشروب الابيض الزئبقى يلمع  وهو يتحرك ويجرى فى جميع عروق وشرايين الجسم من ضغط الهواء .. وزاد النفخ وبصعوبة كنت اتنفس وحاولت النهوض بقوة  ونزع الأجهزة حتى اتنفس بحرية ولكن كنت مربوطا بقوة وشعرت ان حجمى زاد بكثرة  على السرير بحيث  غطيته من على الجانبين واصبحت منفوخا مثل الكرة وذكرني بعلامة اطارات السيارات " المشيلان " الفرنسية حيث العلامة والماركة  المميزة  للرجل المنفوخ بحيث اصبحت مثله .

وبعد التاكد من ان جميع الشرايين والعروق سليمة ولا اى نوع انسداد بها تم التوقف وفك الأجهزة والاحزمة بسرعة حتى استرجعت النفس وقالوا تفضل الى الحمام الواسع وغير الملابس وخرجت كمية كبيرة من الهواء غصبا عنى مما ارتحت كثيرا وشعرت بالجوع الشديد ، وجاء ابنى مصطفى الذى كان بالانتظار وأوصلنى الى البيت والعائلة تنتظر على احر من الجمر وقلت لها عن النتيجة مما فرحت فرحا كبيرا واطلقت  زغرودة  تعبيرا عن السعادة والسرور ان المرض سهل، وبدات تعد في طعام الفطور وكانت الساعة حوالي الحادية عشرة صباحا والدكتور سمح لي بالإكل وتناول الطعام كما اريد وارغب !!!

جلست على الكرسي العالى بالمطبخ مقابل الموقد وأعدت الصحن الاول من عدة بيضات مقلية مع الطماطم والجبنه وتناولته بسرعة وألثانى والثالث مما قالت الزوجة  لماذا الرغبة والشراهة فى تناول الطعام بسرعة ؟؟؟  بالراحة حتى لا تتعب المعدة  وممكن يزداد المرض وترهق، ولم اهتم للحديث حيث انا جائع وشربت عدة أكواب من اللبن مع الشيكولاته وبعدها القهوة مما شعرت بالشبع وامتلاء البطن .

وغيرت المكان الى الصالة حيث جلست امام التليفزيون لاشاهد البرامج الكثيرة وبالاخص الأفلام القوية من المغامرات ورعاة البقر التى اعشقها وقتها ولم أدرى على النفس حيث نمت فى سبات من كثرة الاكل والشبع  وتركتني العائلة  مستغرقا فى النوم بعمق، وكانت لا تريد لي الإزعاج حتى لا اصحى وأقوم من النوم  وكان  البيت فى هدوء تام  ولا فوضى ولا ازعاج  حيث جميع الأولاد بالمدرسة .

بعد الفحص والرجوع للبيت  شعرت بالراحة النفسية ان القلب سليم والعروق والشرايين غير مسدودة ومن الفرحة  تعافيت وزال الالم ولكن منذ ذاك اليوم والصدمة دخل المرض الفجائى للجسم ولم يخرج واتعافى وأكون مثل السابق فى اى يوم كان ... وبدات الرحلة الصعبة الشديدة منذ ذاك اليوم الأغبر .. يوم الخسارة الكبيرة للسوق المالية فى امريكا  التى لا تتعوض مهما عملت وجاهدت وناضلت من اجل البقاء الا بعد فترة طويلة 

ضياع الصحة والعافية نتيجة صدمة الخسارة المالية الكبيرة الفجائية الغير متوقعة، الصحة هي الاساس للحياة  والعيش الهانئ سواءا كنت غنيا ام فقيرا، اما عن الرسمال والمال ياتى ويغيب والتاجر ورجل الاعمال يوما ثريا لديه الاموال والسيولة بدون حساب ولا عدد، ويوما لا سيولة عاجزا عن ابسط الاشياءً ... انها سنة الحياة ونبراس وقانون منذ الأزل وسعيد الحظ من يحافظ من الاساس على الصحة والعافية ولا يتهور فى تعاطى السجائر بشراهة وافراط او اى امور مضرة  مثل السهر طوال الليل ، ويعرف كيف يعمل ويدخر القرش الابيض لليوم الاسود حتى لا يحتاج 

دولة العراق بقيادة الرئيس صدام حسين لم تتاخر وساندت التنظيمات الليبية المعارضة فى امور عديدة والتدعيم بالمال والسلاح والتدريب وبالاخص لتنظيمنا اكثر بكثير من اى دولة اخرى عربية ام اجنبية  حسب طلبنا، ووصل السلاح الخفيف  الى دولة تشاد عن طريق السفارة العراقية رسميا بالمطار  ومنه عبرها الى ليبيا بعلم الحكومة التشادية ومباركتها ووصل عبر الصحراء الى مدينة إجدابيا الصحراوية ،،، موقع عائلة مطر وأماكن اخرى لا اعلمها فقد كانت طبيعة  الشهيد جاب الله مطر الكتمان الشديد لبعض الامور  لا يحب البوح ولا كثرة الكلام 

وبالتالى لم اضغط عليه نظير الثقة العمياء بيننا  لأعرف الحقيقة وانا شريك ومؤسس ومن حقي ان اعرف ؟؟؟  حيث حياتى معلقة بالتنظيم والمشكلة ليست حياتى فقط حتى اقامر واغامر ولكن حياة الجميع ابتداءا من العائلة والاقارب والمعارف وكل انسان انضم للتنظيم من طرفى انا المسئول ؟؟ وسكتت ولم أصر لأعرف   حتى لو يوما خرج السر للعلن  من اى احد نظير التوصيل  او الاستلام ،  لا الام من اى انسان مدعى 

ومنذ ذاك الوقت وعدم الكشف عن الامور الخفية حيث لا قدر الله تعالى حدث شئ غير متوقع المفروض ان المسؤول الثانى يعرف كيف يستمر ولا يتوقف النضال ولا المسيرة تتاخر وتتعجل وبدات الشكوك بيننا تنمو نظير التوقف عن الصراحة بيننا  حيث بلانا الله تعالى ببعض الأدعياء الذين  كنا مغرورين فيهم ولم نكتشفهم منذ البدايات ،، امثال " فلان وفلان " يدعون الرجولة وهم للأسف  أشباه رجال .

يلعبون على الحبال ينافقون فى الجميع وهم خونة  للعهد الذى تعاهدنا عليه، لا تهمهم مصلحة ليبيا بل جميع الاهتمام كيف يربحون ويظهرون على السطح  ويعيشون على اكتاف الاخرين  نظير الوشايات والدس والخبث ونقل الاخبار والمعلومات المغرضة لطرف دون اخر ،، حتى غلظت  القلوب بين الرفاق وبدا الشك الرهيب والريبة فى اى تصرف خاطئ بسيط  مهما كان صغيرا وعفويا بدون قصد 

 منهم لله تعالى الذى يوما سوف ياخذ الحق حيث. منذ اليوم الاول انا شخصيا  عاملتهم برجولة  واخوة صادقة  وفتحت لهم باب القلب والجيب ولولا موافقتى كانوا لا يستطيعون الحصول على الموافقة ودخول التنظيم كمنتسبين وبعدها كأعضاء 

وبدا ألنقد الشديد لاسم التنظيم وبالاخص تبنت الجبهة اسم الانقاذ بعدنا بفترة عدة شهور  وكانت منافسة وكثيرون لا يعرفون الفرق حيث اصبحنا مابين مادح وقادح وانتهت العملية بدعوة الى اجتماع كبير فى مدينة لندن للتشاور والبت فى الامر ،،، ووصل الجماعة وكان على راس الأجندة تغيير اسم التنظيم الى اسم اخر وتغيير لهجة العنف والحرب والقوة  الى سلام والتركيز على الاعلام واصدار المجلات والكتيبات والمناشير ،، حيث هؤلاء الأدعياء فرسان فى الأعلام ومنه يظهرون على السطح والساحة النضالية  بعد ان كانوا وراء الستار مهمشين فى العمل السرى الجهادى !!! 
وكنت ضمن الجانب الاخر القليل العدد  ضد التغيير للاسم مهما كانت الظروف حيث نحن الأوائل  فى الاسم والشهرة  واصبح حقا مكتسبا وعلامة فريدة خاصة بنا نعرف بها فى جميع الأوساط المحلية والعربيةة والعالمية ،،،  وعدم ضياع الوقت والمال فى  الاعلام لاننا سوف ندخل فى مهاترات وكذب وتدجيل  ومنافسة مع الاخرين بدون فائدة ،، والاحسن الاستمرارً فى الاسم ولا نغير المبادئ التى اتفقنا عليها بصراحة منذ البدايات  ،، والعمل فى صمت من وراء الستار والخفاء وندع الاعلام للآخرين للجبهة وبقية فصائل المعارضة   حيث الاسم  ارتبطنا به منذ اليوم الاول قبل ان ينضم هؤلاء

وبعد أخذ ورد ومجادلات وجدت السيد جاب الله مطر رفيقى  منحازا للتغيير ورفضت الامر وأبديت كثيرا من الأسباب ولكن ماذا يستطيع الانسان ان يعمل لوحده ومعظم الجميع منحازون وكان الامر دبر بالليل من معظم الجميع وانا غافل! وتم التصويت على تغيير الاسم وفازوا بالأغلبية العظمى ولم اجد مناصا غير ان اسكت وأوافق اذا اريد ان نطبق الديمقراطية والفوز للأغلبية  ومازلنا نحن فى الغربة نضع فى الأساسات 

تغير الاسم واصبح التنظيم يطلق عليه حركة الكفاح الوطنى بدلا من الاسم الاول جيش الانقاذ الوطنى وانتهى الاجتماع على خير وسلامة وغادرنا لندن وكل انسان رجع الى مكانه لتستمر الحياة مرة اخرى ولكن بدات الجفوة والفجوة تكبر وقررت الابتعاد بعض الوقت وأخذ إجازة والاهتمام بالنفس والعائلة، واترك المجال للبعض حتى لا يتم الصدام القوى بيننا  وعندها التنظيم سوف ينتهى الى شراذم حيث فى نظرى نجاح التنظيم يحتاج الى قوة عزم وشجاعة وأقدام حيث الحسابات الكثيرة وكثرة الآراء وتدخل الأدعياء فى مجلس الادارة   لا تؤدى فى كثير من الاحيان الى نتيجة 

اثناء الإجازة فكرت كثيرا فى الامر وتعلمت من الخبرة بان أتقاعد تدريجيا ولا اسافر دوريا كما كنت من قبل  واهتم بالعمل الخاص والدخل وأجابه  مصاريف الحياة للعائلة  التى تزداد كل يوم، وبدون ضجة ولا وازعاج حيث ارتبطنا ارتباطا قويا منذ اليوم الاول وبيننا اسرار خاصة تحت اى ظرف ليست قابلة للنشر، وكثيرون من اعضائنا ومنتسبينا يحاولون المعرفة لخفايا الامور والبعض يميزون فى انفسهم نظير مغالاة وحب الظهور  او الادعاء والمزايدة على الصادقين العاملين فى صمت  والبطولات ينسبونها لأنفسهم  بدون حرج  لانهم يعرفون اننا لن نكذبهم والا سوف نضطر الى فضح الكثير بالاثباتات وهذا السر الذين يريدون الوصول له باثارتنا ونحن نعرف ونعلم باللعبة والدس والتحايل غير ابهين بهم حتى لا ندخل فى متاهات وحرب كلامية والمستفيد الاعداء والنظام .

وانا داخلي احترق واضحك على هؤلاء الأغبياء !!!! ولكن اعود واقول بصراحة  نحن المسؤولين على هذه الامور نتيجة عدم الفراسة وقلة التجربة النضالية بالسابق فى الاختيار، حيث النضال السري تنفيذ  اوامر اذا توفرت الثقة  فى القيادة وليست جدال وأخذ وعطاء …   

                    رجب المبروك زعطوط 

البقية فى الحلقات القادمة….

No comments:

Post a Comment