بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع
كل شىء بأمر الله عز وجل ،، قدر مقدر مكتوب فى اللوح المحفوظ منذ الأزل ،، بأن وطننا ليبيا سوف يمر بهذه المراحل والفترات التاريخية من رقى وحضارات سادت ثم بادت ،،، السهلة والصعبة من الأول والى آخر الزمن ،، وكثيرون الآن ،، يدعون أنهم الأبطال بعد النجاح والنصر للثورة المجيدة وكأنها لولاهم لم تنجح ،،؟؟ ونسوا الأبطال الحقيقيين الذين قدموا الكثير وتراجعوا الى الوراء والظل لأنهم شرفاء أحرار ،، همهم تحرير ليبيا وخلاصها من الصنم ولم يتباهوا تاركين الأمر للزمن ،، أما الأدعياء ،،، الواقع هم طحالب على الهامش سرقوا الأضواء نظير التسلق والخداع للبسطاء ،، أدوارهم هامشية ولكن بقدرة قادر أصبحوا من الأوائل ونسوا أو تناسوا أن تحرير ليبيا الوطن له ركائز عديدة ،،، أولا رعاية وحماية المولى عزوجل من اليوم الأول عندما بدأ التمرد والثورة ،،، حيث وجدت لها الأسباب والمتسببات من حكم جائر وظلم قاسى طوال 42 عاما من الأرهاب والتسلط والتعذيب والقتل ببساطة للأرواح البريئة ،، والخنق للحريات والغيرة ،، وهم يشاهدون ثرواتهم تستباح فى العطاء الزائد عن الحد لشراء الذمم ،، وتمويل الأرهاب ،، والفساد والأفساد والشعب يشاهد فى المظالم غير قادر على التصحيح والأصلاح حتى آن الأوان ،، وزاد الضغط عن الحد وبدأت بوادر التمرد والثورة والحاكم الصنم لم يكن حكيما ويستوعب المطالب بهدوء ويطفىء ويخمد ويمتص نيران الثورة الملتهبة فى بداياتها بالتنازل عن الكبرياء الفارغة ،، ويقتص من بعض المجرمين الحواريين كأكباش فداء ،، ويجعل الشعب الثائر يلتهمهم وينسوه فترة ويمتص الغضب ويبعد الأضواء بعض الوقت عنه ويغير ويصلح بعض الأشياء الضرورية حتى يرضى الشعب ويستكين ،،، وتجهض وتموت الثورة فى مهدها .
بل بالعكس تحداهم بالعنجهية والقوة والجبروت لأنه على خطأ وطاغ لا يشاور ولا يستمع لصوت الضمير والحق ،، وتحدى الجميع وقال من أنتم ؟؟؟ معتمدا على كتائبه ومرتزقته وحوارييه من الطحالب ،،، وعندها أندلعت نيران الغضب عند الجميع المتضررين ،، وخرجت جماهير الشعب الغاضبة فجأة للشوارع تقتل وتعذب وتسجن رموز النظام ،،، وتدمر وتحرق الأدارات والمبانى الأمنية ،، وهرب الجبناء كالفئران ،، ذوى السلطة ألقمعية الذين ساموا الشعب الذل والهوان والأرهاب طوال عقود ،، وضحت الجماهير الحرة بالعزيز الغالى ،، وقاومت الرصاص المنهمر كالمطر ،،، بدون سلاح ،، وسقط الشهداء والجرحى بعشرات الألوف ،، ولكن بالعزم والتصميم ورعاية المولى عز وجل لم تتراجع حتى نجحت وأنتصرت وأسقطت وحطمت الصنم .
وكانت أول خطوة فى سقوط الأصنام العربية الطاغية والمستهترة بشعوبها هو ثورة رجال وشباب تونس الخضراء ،، وتحديياتهم وصمودهم فى وجه الطاغية ،، طالبين منه الرحيل ،،، حتى أضطر الرئيس زين الدين عابدين من الهرب ودموعه على خدوده من القهر خوفا على حياته ،، يتساءل فى أستغراب ،،، كيف ينتهى حكمه ونظامه بهذه السهولة وقد كان الجميع فى نظره يعبدونه ويقدسونه ،، ونسى أفعاله وأعماله القمعية تجاه مواطنيه ،، والنتيجة الثورة المدمرة وزوال حكمه غصبا عنه وعن كل من سانده على الظلم طوال سنيين الحكم .
والطامة والمصيبة الثانية للصنم القذافى ،،، سقوط فرعون مصر الرئيس حسنى مبارك ،،، المتصابى المجرم ،، الذى دمر شعبه طوال سنوات حكمه ،، وتآمرعلى كرامة وشرف دولة مصر ،،، وباع القضية الفلسطينية بسهولة ،، لقاء أموال حرام بالمليارات معظمها لحساباته الشخصية ،، وغطس فى الدماء الى ذقنه وجعل معظم الشعب المصرى يعانون الجوع ،، غير قادرين على العيش الشريف ،، والآن بعد النصر الكبير من جماهير ميدان التحرير ،، وبقية المدن المصرية ،، والفرض عليه بالقوة ،، الأنسحاب من رأس الهرم والسلطة ،، أصبح ضعيف ذليل سجين ،،، يأتون به الى ساحة العدالة والمحكمة محمولا فى فراش ليسمع الأتهامات ويرد على القضاة ،، وقد كان من قبل حاكم مصر وفرعونها الطاغى المتجبر ونسى العدالة الألاهية وأن العقاب لكل طاغ متجبر مهما وصل من عز وصولجان ،،، فأى طاغ ظالم لشعبه مهما طال الوقت ،،، ضرورى من السقوط ،،، وأن يشاهد مصيره على الأرض ،، وأن يتعذب ،، ومازال العذاب الأكبر يوم القيامة يوم الحساب عن كل ذرة شر ،، ولن ينفعه المال الحرام والذهب حتى يتحصل على الغفران من الله عزوجل ،، فدمعة طفل مصرى جائع واحد سوف تجعله فى الدرك الأسفل من النار ،، وماباله بدموع الملايين من الأطفال والثكالى والأرامل والمحتاجين المساكين المتضررين من حكمه ،، فأى مصير لهذا العجوز المتصابى غير النهاية السوداء ،،، فقد دخل تاريخ مزبلة مصر من بابها الواسع ،، وسوف تلعن حكمه الأجيال القادمة الى ماشاء الله عزوجل .
ونحن كلبيين لنا ثأر معه ومع حوارييه وشركائه فى السلطة ،، عندما تعاونوا مع نظام الصنم القذافى ،، وسلموا أبطال ليبيا وعلى رأسهم المناضل جاب الله حامد مطر ،، والمناضل السيد منصور الكيخيا الى السلطات القمعية الليبية وغيرهم من المناضلين ،، وهم فى حماية دولة مصر لاجئين ،، السلطات أعطتهم الأمان ،، ولكن الفرعون المتصابى ورجال مخابراته ،،، نكثوا الوعد والعهد بدم بارد لقاء الملايين من الدولارات ،، ونسوا بعملهم هذا القذر ،، دنسوا شرف وهيبة مصر من بلد الأمن والأمان الذى دعى به الرئيس الراحل أنور السادات الله يرحمه ،، الذى ساند الليبين المهاجرين من الظلم ساعة المحنة ،، بالحق وبرجولة حتى يوم أغتياله من أيادى الشر ،،، وهذا المتصابى المرتشى هدم جميع الأعمال الخيرة ،، ووصم مصر بالأرهاب ،، ونحن كليبين لن ننسى ضياع أبطالنا ببساطة ،، ولن تقفل الملفات حتى نعرف جميع الملابسات ويتم التعويض العادل لأسر الضحايا ،، والأعتذار المشرف الرسمى من الحكومة المصرىة عن الأعمال الشائنة ،، وسوف ندافع عن حق هؤلاء الأبطال المظلومين ضمن المحكمة الدولية حتى تظهر الحقائق ويدان المجرمون يالعدل ،، مهما أدت الأحوال من خير أو شر ،،، سواءا عمار ومصالحة عربية وطنية وتهدئة خواطر لأهالى المناضلين ،، أو القطيعة بين الشعبين حتى تتم طلباتنا ،، فدم مناضلينا شهدائنا ،،، دم حر قانى وليس ماء ،، ولن يضيع هباء ؟؟ من غير مطالبة بالحق الذى مهما طال الوقت ،، لن ننساه ؟؟.
وجاء دور الصنم الأهبل ملك الملوك ،، الذى أدعى الألوهية وهو شيطان رجيم ،، وخلال 8 أشهر وعدة أيام من معارك طاحنة وشلالات الدماء وسقوط الضحايا الشهداء ،،، سقط الصنم وتحطم بأرادة الله عزوجل ،، الذى أيد وناصر وقوى قلوب وسواعد الأبطال الشباب الرجال الذين تحدوا وصمدوا فى ظروف قاسية حتى النجاح والنصر .
والآن الصراع على السلطة وهذا الأمر شىء طبيعى ،،، حدث ويحدث فى كل ثورة دموية وبألأخص فى أوطان العالم الثالث حيث لا وجود للديمقراكية ولا أساسات للدولة راسخة ضمن دستور ومبادىء خيرة ،، وأنتقال السلطة من حاكم لآخر بسلام ،،، حتى يتوقف الطامعون ذوى الطموحات من الطحالب الوصول للسلطة بأى وسيلة قذرة من الدس والفتن ولو على أشلاء الأبرياء ،، وبالأخص فى وطننا ليبيا المليئة بالخيرات والثروات مما تجعل التنافس شديد بين القوى الخفية وأيادى الشر من الدول ذات المصالح وهى تتصارع بينها وتؤيد فى أزلامها أشباه الرجال وتدعمهم بالشورى والمخططات والخبرات والمعلومات والمال والسلاح حتى يصلون لقمة هرم السلطة ويحكمون الوطن ،، كأتباع لهم خدم ،، يأتمرون بأوامرهم لتمرير سياساتهم ومصالحهم بسهولة .
أنها لعبة الكبار تتكرر القصة والمآسى عند النجاح والنصر لأى ثورة ،، وأن لم تجد رجال شرفاء وطنيون يعرفون أسرار اللعبة الكبيرة والدسائس التى تحاك من وراء الستار وفى الخفاء ،، حتى يصمدون ويفشلون المخططات ،، بالذكاء والمعرفة ويهتمون بالتكاتف والوحدة ،، والعمل مع بعض بصفاء وشفافية حتى ينهض الوطن ويعم الخير على الجميع ،، وألا الويل والثبور وعندها المصائب لن تتوقف لقاء هؤلاء الطامعين الذين يعتقدون المعرفة وهم أدوات مسيرون بدون علم لخراب ودمار الوطن لقاء فتات ومراكز وجاه زائل .
أن مجلسنا الأنتقالى وحكومتنا المؤقته الآن تتخبط ،، وزراؤنا بدون صلاحيات حتى يتم التنفيذ تحاول قدر الأمكان الأصلاح والمضى للأمام ،، وأمامهم مشاكل بدون حدود ،، والشعب فرح بالنصر ولديه السلاح ،، يريد تحقيق المستحيل فى شهور ،، وفى نظرى ولست متشائم ،، لن تتحقق الأمانى والمطالب بهذه السرعة ،، تحتاج الى وقت طويل ،، مما أشباه الرجال والطحالب وجدوها فرصة للدس وبث الفتن ،، والطابور الخامس جاهز للتمرد لقاء مصالح وأطماع كبرى من القوى الخفية ومصالح دول ،، والحل فى نظرى حسب رؤيتى ،، تغريق السوق بالمال ،، والدفع بدون حساب لمن يستحق ومن لا يستحق حتى يمتص الغضب الذى بدأ يتنامى وتغلق الفجوة ويرتاح الجميع ،، ومن خلال الأخطاء يتم الأصلاح خطوة بخطوة ،، فالمال هو عصب الحياة ،، والنفوس ضعيفة ،، وتقديم رموز النظام للمحاكمات العلنية ضمن القضاء وبالعدل حتى تبعد الأضواء عن السلطة لتعمل فى صمت ،، وأهم شىء القضاء على رموز النظام بالخارج ذوى المال بأى طريقة ،، أو تحييدهم ،، والوصول معهم الى أتفاقات ترجيع الأموال الى خزينة المجتمع لقاء حرياتهم ،،، حتى نضمن الشر القادم مستقبلا ،، فهؤلاء لن يرضوا بالسكوت طويلا ،، يطالبون بالثأر للصنم ،، ويحلمون بالرجوع لقمة الهرم ،، الذى لن يحصل مهما عملوا من دس وفتن ؟؟.
وأحب أن أقول للجميع ،، أن الشعب الليبى مهما كان غافل فى الوقت الحاضر عن كثير من الأمور التى تحاك فى الخفاء ووراء الستار من أطماع وطموحات البعض ،، فالآن يعيش فى صدمة الفرحة بالنصر وقتل الصنم وأزالته للأبد من على كاهل الوطن بهذه السرعة بعد حكم جائر طوال عقود ،، ولكنه عن قريب سوف يصحى من الفرح ويعرف ويفهم الأمور السياسية الصحيحة ،، ولا يستطيع أى متسلق بسهولة أن يحكم ،،، فشعب ليبيا قوى ذكى وقاسى ،، صبور تعلم الدرس من السابق ،، كيف وصل الصنم للسلطة ،، وكيف أنتهى بشر قتلة ،،، لن يرضى بأن يحكم من جديد الا عن طريق صناديق الأنتخابات ،، والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
طرابلس ليبيا 14/1/2012م
No comments:
Post a Comment