Friday, January 20, 2012

حتى لا ننسى ٢

 
                                               بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                  حتى لا ننسى (٢)
 
 
          إن بالذهن أشياء كثيرة مرت مرور الكرام ولم يهتم بها أولاة الأمر صناع القرار  ودراستها دراسات جيدة وأخذ عبر منها حتى لا تتكرر الأخطاء مرة أخرى ،،، وتكثر وتتزامن مع الوقت وتصبح رواسب وحق مكتسب للبعض من الجهلة الذين يعتقدون أنهم ذوي فهم  ومعرفة يسيرون على الطريق الصحيح في السياسة وإدارة الوطن ،، وهو قمة الخطأ ،،، فالسكوت وعدم الرفض والبتر،، لأمور عديدة  من البداية والأول ،،، خطأ صعب إزالته ووقفه ببساطة مع طول الوقت والزمن ،، فنحن كشعب نعاني الآن في مشاكل عديدة ،،، أهمها الفساد وضياع الأخلاق والسقوط في الرذائل إلى الذقون من كثيرون ،، كانوا يوماً طحالب متسلقون في سدة الحكم السابق ،،، ونحن بشر خطاؤون ،،، ولكن في نظري كل شىء له علاج ،، وممكن الشفاء أذا توفرت النية السليمة للرجوع إلى طريق الحق ،، والإعتراف بالخطأ ،، وطلب الغفران من الله عز وجل ،، والإستقامة للمذنب في الخطوات والتوجهات حتى يفوز وينجح في المجتمع والحياة التي تتصعب كل يوم جديد يظهر وتشرق الشمس فيه ،،، فالنفس البشرية لها طموحات وأطماع وغرائز ،، تحب الأمتلاك والوصول والفخر والتباهي ،، تحب الذات وتعبد الأصنام ،، المال والذهب والسلطة ،، وتختلف الطموحات والأطماع من شخص إلى آخر ولكن سعيد الحظ  من يكبح الشيطان بالداخل بقوة ولا يعطيه الفرص بأن يوسوس حتى يخطأ ويحيد عن الطريق المستقيم ويضيع مع الوقت دنيا وآخرة .
 ففي نظري السقوط في الحرام والرشوة ،،، والغرق للقاع له درجات عديدة ،، وتختلف درجة عن أخرى في المساوىء  ،، وكثيرون خانوا العهد والوعد وسقطوا في الوحل نظير التسرع وعدم المبالاة وبدون قصد ولا فهم ومعرفة بالعواقب  المستقبلية التي سوف تترتب على النزوة ،،، والبعض يتراجعون بسرعة وتغتفر لهم الزلة ،، وتنتسى مع الوقت في المجتمع ،، والبعض نظير الحاجة للمادة  يبدؤون في التسول ويريقون ماء الوجه ببساطة ،،، وينزلقون في الهوة وينسون الكرامة ومع الوقت تصبح عادة ودخل مادي سريع بدون أن يعملون ،،، بل يعيشون على عرق الآخرين وهم  قادرون على العمل والإنتاج ،،، والمصيبة الكبرى في نظري ،،،  لدى البعض من الجهلة يعتبرون أرزاق الآخرين حلال لهم ،، وحق مكتسب ويمدون أيديهم ببساطة للحصول على أي شىء بدون أي ذرة ندم ،، بل يحللون الأمر وكأنه رزق خاص بهم ،، وبالأخص الأموال العامة للدولة ،، تسرق فى وضح النهار بطرق شيطانية وحيل يعجز أبليس عن أيتانها ،، ولا مراقبة ،، ولا ضبط ،، ولا محاسبة وعقاب ،، بحجج وهمية وفتاوى هزيلة من أعماق  أنفسهم بدون دراية ولا معرفة ،، طالما هذه الأموال ضائعة للغير في الأرهاب والفساد والأفساد ،، فلماذا لا تكون من حقهم ؟  أليست بمأساة ؟
المسئولون يعرفون الخطوط العريضة والكثير عن الفساد المستشرى في الدولة من العهد السابق ،، وقامت الثورة المجيدة من أجل الأصلاح والتصحيح  وتحطيم الصنم ،،، ولكن للأسف مازالت بعض الطحالب الفاسدة في الخفاء ووراء الستار ،، لم تعزل وتنحى من الثورة ،، مازالت قائمة مسئولة تعمل ضمن أجهزة الدولة في مراكز مهمة مالية تعب في الصفقات ،، وتسرق في الأموال المجنبة ،، وأرصدة الحسابات المخفية للعمليات السرية وشراء الذمم لمسئولين عديدين وجمعيات أرهاب بالعالم من أشباه رجال العهد السابق ،، وتستولى على العمولات الخيالية بأرقام فلكية بطرق غير منظورة ،، لأرزاق المجتمع ولا من يسأل أو يتساءل ... ويتهم ويحاكم ويعاقب عقاب صارم  وفي العلن ،، أمام الجماهير ،، حتى يكون عبرة للآخرين!
إننا مازلنا نعيش في فترة النشوة بالنصر ،، فرحى بأننا حطمنا الصنم ،، وأزلنا الرجس من على كاهل الوطن ،، وتخلصنا وتحررنا ،، ولكن نسينا ،، أو تقاسعنا عن متابعة المشوار الطويل الصعب ،، وننهض ونستعد للمواجهة والتحدي والصمود للمرحلة الصعبة ،، مابعد سقوط النظام للصنم ؟؟ حتى لا نضيع في دوائر وحلقات الوهم ونحن نعتقد إننا نسيطر على الأمور ،، ولدينا مخططات وخطط  مبنية على دراسات وعلم  ،، والواقع في نظري نحن مازلنا نتخبط ،، ندور في حلقات التسيب ،،، لدينا أحلام وحلول جميلة وأماني كبيرة وكثيرة ولكنها حبر على ورق لن تتحقق ؟؟ طالما أمورا كثيرة لم يبت في أمرها بنزاهة وشفافية ،، وحسم وقوة ،، فالشعب الليبي ينتظر ويتمنى ويحلم ،، ولكن إلى متى ،، سوف يصبر  ؟؟ .
الآن الدولة تسير ببطء وليس لها القبضة القوية الحديدية حتى تلجم البعض من ذوى الطموحات والأطماع عن الخروج عن المسارات المحددة للإصلاح ،، المهمة صعبة جداً تحتاج إلى حسم بالعدل والمساواة وليس بالكلام والخطابات ،، ليس بالوعود المعسولة  المطاطة  المرنة التي تطلق في بعض الأحيان جزافا بدون دراسة من المسئول دراسة وافية من المستشارين ،،، ولا تنفذ ،، مما أذهلت الكثيرين من المتابعين لمسيرة الوطن السياسية  وجعلت البعض يتمادون لآنهم شعروا بالضعف لدى الحكومة  ،، وهذه الأمور مع الوقت تترسب إلى القاع وتخلق أوحالا ومياها راكدة صعب إجتيازها ،،، إن لم يخلق لها مخارج بحيث تنساب أولاً بأول حتى تنظف وتستقيم ،، وهذه النظرية منذ قديم الأزل وسوف تظل إلى الأبد ،، فعندما يزيد الضغط عن الحد يولد الأنفجار القوي المدمر ،، وعندها لا نلوم إلا أنفسنا لأننا بتراخينا وعدم الحسم بقوة من حكومتنا ،،، سوف نصبح يوماً على قارعة الطريق لاجئين مطاردين ،،، أو بساحات المعارك نحارب من أجل البقاء .
أن الأمر إلى الآن بأيدينا ،، وأطلب بقوة من حكومتنا أن تحسم كثيراً من الأمور وتضع الأمور في نصابها بشفافية وعدل ومساواة ،، وأبعاد المحاسيب والطحالب عن شئون الدولة ،، والضرب بيد من حديد على  كل من يحاول ،، أو ثبتت عليه الخيانة للأمانة وتعدى على مال المجتمع وسرق تحت أية حيلة وبند ،، ونصيحتى ،، أن تسرع في الدفع للجماهير الجائعة لمستحقاتها المتأخرة حتى تهدأ النفوس بدل التعطيل ،، أن تحاسب المسئولين السابقين القابعون في السجون في محاكم علنية وعلى المرئيات ،، بدل التعتيم المستمر ،، والفضح لجميع الأمور حتى وأن كان البعض منها مؤلم ،، فلا نريد التحجج بالسرية ،، والأخذ بخواطر الدول الأصدقاء لحماية العملاء وعمل الصفقات فى الخفاء ،، ومع الوقت ينتسى الأمر ،، فلدينا الآن عدة مواضيع كبيرة تسع مجلدات ساخنة تحتاج الى دراسة وحسم وعزم وبت بسرعة حتى لا يستفحل الأمر وتزداد الهوة أتساع وعندها صعب الأتفاق ،،، والمصالحة الوطنية سوف تتعثر ولا تؤدى الى الغرض المطلوب ،، نظير رفض البعض من المكابرين بحجج لمصالح خاصة ،، بدلاً من النظر والإهتمام بالمصلحة العامة للجميع .
الذى أود قوله ، ضروري من الحسم وإشعار الجميع أن الدولة الفتية بعد النجاح والنصر قوية مرهوبة الجانب يحسب لها الحساب حتى يفرح المواطن والصديق ويخاف العدو والطابور الخامس من الملاحقة والقصاص ،، أولاة أمرها أقوياء بشرف ونزاهة وعدل ومساواة ،، وليسوا ضعفاء كما يتراءى للكثيرون الآن ،، ومطالبنا بسيطة عادلة  ،،، نريد العيش في ديمقراطية وحرية الرأي وإحترام الرأي الآخر بدون تشنج وغضب ،،،  ضمن تعاليم ديننا الأسلامي الحنيف ،، ضمن الشريعة المحمدية ،، ضمن الأصول والأخلاق الحميدة التي هي الأساس لأي مجتمع متحضر ،، لا نريد تطرف ولا عنف مستورد تحت أي ظرف ،، ولا نريد العيش في التخلف ،، ونرجع للخلف قرون عديدة ونحن لدينا عقول ولسنا جهلاء ،، ونحترم رأي  أي إنسان أو مجموعة ،، وعليهم طرح أفكارهم وأجنداتهم على الملأ  ،، أبناء الشعب بدون ترهيب وفرض ،، ونحن مستعدين للحوار بشفافية ،، فنحن مسلمون أخوة ،، مواطنون لهذه الأرض ،، جذورونا منها ،، ولنا  ولهم كامل الحق بأن نعيش معاً في وئام وسلام ،، ولا نعرض وطننا لمشاكل وحروب داخلية  نظير فرض أراء معينة ،، أم هيمنة دول من الخارج ،، فالآن العصر تغير وتقدم ،،، عصر العولمة ،، أصبح العالم صغير يعتمد على العقل والذكاء والإبداع والعيش في سلام مع الجميع بدون تطرف ،، حتى لا نوصف ونصنف بالإرهاب ونحارب من العالم ،، أو نهمش ونصبح بآخر الطابور ندفع ونقدم في الثمن الغالي ضمن حصار مفروض وقيود نحن السبب .
أن مواضيعا كثيرة ساخنة ،،، تحتاج إلى عناية ودراية وحسم وحزم حتى لا يتطور الأمر ،، لا يتحمل التأجيل كما يحدث الآن ،، ولا نطالب بمعجزات ،، وأنما نطالب بالحق وبضمير وشفافية ،،، لأننا نعرف المسيرة منذ بداياتها من اليوم الأول للثورة ،، فقد كان يجمعنا هدف واحد ،، الإزاحة بالظالم الصنم ،، والآن تحقق الحلم ،، ومطلوب بسرعة تقييم الوضع والعمل على الأهم قبل المهم وإلى آخر القائمة الطويلة التي لا تنتهي بسهولة نتيجة رواسب قديمة متراكمة خلال عهد أسود ،، ظلم وقهر وإرهاب وصرف المال في الفساد والإفساد ،، ولن تستطيع الحكومة  مهما كانت أن تعمل بمفردها من غير مساندة الشعب ،، وإستشارة النخب من حكماء وشيوخ عرف ،،،  أهل الحل والعقد ،،، فليست الشهادات العالية بدون تجارب على الواقع قادرة على الحكم السليم ،، لأن الخريج المتعلم أستاذ في موضوع محدد وليس ملم بالجميع ،، وكان الله عز وجل في عون المسئولين فهم بالمقدمة والصدارة يعانون ،، ولكن لكل شىء ثمن ،، فلا ختان من غير دم ،، ونحن نطلب منهم التحلي بالصبر ،،، والعمل الصادق  والعدل والمساواة والحسم والحزم هو الأساس ،، حتى لا نفشل ،، وتسرق الثورة المجيدة من الطحالب والطابور الخامس وبعض الزعامات الحديثة الوليدة البالية المهمشين  ،،، يعيشون الحلم نظير أمجاد الجدود المجاهدين السابقين الذين ليس لهم أي دور بالسابق والآن ،،، سواءا بالمعارضة أو الثورة ينتظرون فى الفرص للوثوب وتولى مركز القرار بدعم من طحالب محلية وقوى خفية ودول أجنبية ،، بفتاوي عديدة يصدقها السذج من عامة الشعب الغير عالمين بما يحاك من مؤمرات وراء الكواليس .
ونسوا وتناسوا أننا تعلمنا ،،، تعلمنا ،، تعلمنا أن لا نخدع من جديد ،، بخطابات رنانة ،، ووعود معسولة ،، من أشباه رجال ،،، عاشوا طوال الوقت في الظل وليس على الساحة الوطنية يصارعون الظلم والظالم ،،، ليس لهم العزم والحسم والمغامرة والقيادة غير إطلاق كلمات البركة  ،، يستغلون من قبل دهاة ،، أساطين في السياسة يحكمون الوطن عبرهم ،، كما كان بالسابق ،، فهل ياترى التاريخ يرجع للوراء ؟؟ وتتحقق المعجزة الآن في عصر العولمة ،، ونرجع للخلف ونتخلف ،،، إننى لا أدري ؟؟  وفي نظري والمعروف والمتعارف عليه ،،، فاقد الشىء غير قادر على العطاء ،، وقضيتنا قضية وطن ومصير أجيال ،،، ولن يتجزأ إلى دويلات أو ولايات كما يرغب البعض من الجهلة  لقاء حظوة وجاه مؤقت ،،، ومزايا  ومال حرام ،،، طالما نحن أحياء نرزق ،، وسوف نعمل بالروح والدم ونجاهد ونضحي لبقاء الوحدة وعدم التمزق ،، مهما كلف الأمر من تضحيات ،،، فليبيا دولة واحدة عاصمتها طرابلس الغرب ،، وسوف تكون مع الوقت  دولة عدل ومساواة  ،، ذات دستور وقانون ،، تلجم وتردع الظالم بالحق وتحمي الضعيف من الظلم ،،، سباقة للسلم والسلام ،، تطبق في الديمقراطية والإحترام لجميع البشر ضمن الأخلاق الحميدة ودين الإسلام ،،، أرادت الطحالب والقوى الخفية والمصالح الدولية ،، أم لا ....  والله الموفق .
 
                                                                     رجب المبروك زعطوط
 
                                                             درنة الصحابة - ليبيا  ٢٠١٢/١/١٨م

 

No comments:

Post a Comment